«البلومون» يُطلق «الرعد» في ليلة «النجوم الذهبية»!
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
قالت صحيفة «إكسبريس» الإنجليزية، إن كيفن دي بروين أرسل تحذيراً شديد اللهجة إلى جميع فرق أوروبا، بعد قيادته «ماكينة الانتصارات التي لا تتوقف» لمانشستر سيتي وبيب جوارديولا في دوري الأبطال، لتحقيق فوز جديد، وخطوة نحو الأمام، من أجل الحفاظ على لقبه القاري.
وأشارت الصحيفة إلى الهدف الرائع الذي سجله «المايسترو» المتألق منذ عودته من الإصابة، قبل مساعدة برناردو سيلفا، ثم فيل فودين في حسم نتيجة مواجهة الذهاب أمام كوبنهاجن في عقر داره.
أخبار ذات صلة
واتفقت «إكسبريس» مع «ميرور» على أن هدف سيلفا كان «عامل الحسم» في إيقاف صحوة أصحاب الأرض، وحسم الأمور منذ نهاية الشوط الأول، حيث عنونت «ميرور» غلافها بقولها «سيلفا الذهبي»، والطريف أنها كتبت عن «رسالة تهديد كتيبة بيب» إلى منافسيه، لكن التوقيع كان لبرناردو هذه المرة حسب رأيها، وهو ما أكدته «ستار سبورت» أيضاً بعنوان «ليلة برناردو»، مشيرة إلى أن طريقة وتوقيت هدف النجم البرتغالي، أصابا المنافس في مقتل، وأوقفا أي محاولة «شجاعة» من جانبه للصمود أمام «عملاق أوروبا»، ثم أكد «السيتي» تفوقه ومستواه الفني العالي بهدف رائع بعد «ثنائية ممتعة» بين دي بروين وفودين.
وطبقاً لاحتفاليته «المتميزة»، تصدّر فودين غلاف صحيفة «تيليجراف» بعنوان «مطلق النيران الحاسم»، مؤكدة أن هدف النجم الشاب في الدقائق الأخيرة وضع «البلومون» بالفعل في مقعده بربع النهائي الأوروبي، ونشرت تقريراً بعنوان «الرعد السماوي»، كتبت فيه أن مانشستر سيتي «المخيف» يرسل «عواصف رعدية» تحمل الكثير من رسائل التهديد إلى الجميع، في مختلف المنافسات، خاصة خلال شهر قد يبدو حاسماً بنسبة كبيرة في مسيرته نحو الاحتفاظ بـ«الثلاثية العالمية»، بأداء ثابت مُبهر وقوة تفوق كثير من منافسيه، داخل إنجلترا وخارجها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا مانشستر سيتي بيب جوارديولا كيفين دي بروين
إقرأ أيضاً:
نجم الجوزاء
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ «قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم الجوزاء، والذي يحمل أيضا اسم منكب الجوزاء، هذا النجم العملاق الأحمر الذي يمكنك مشاهدته فـي ليالي الشتاء الصافـية، حيث يظهر كنجم أحمر لامع فـي كوكبة النجوم التي تسمى بكوكبة الجبار. يمكن تحديده بسهولة كواحد من ألمع نجوم السماء، ويمثل الكتف الأيسر فـي الكوكبة الشهيرة التي تسمى «الصياد».
وقد عرف العرب هذه الكوكبة النجمية منذ القدم وأطلقوا عليها أسماء ما زالت مستخدمة إلى اليوم، بل وتجاوز علم الفلك العربي القديم كونه يقوم بتحديد النجوم وأسمائها ومواقعها إلى معرفة الطور الذي تمر به هذه النجوم حتى إنهم استطاعوا وصف هذا النجم أنه فـي مراحله الأخيرة وذلك من خلال رصد لونه وتلألؤه فـي السماء، كما فعلوا ذلك فـي حديثهم عن منكب الجوزاء.
هذا النجم العملاق الذي أثبتت الدراسات الحديثة أنه أكبر من قطر شمسنا بحوالي 764 مرة، ولو وضع مكان الشمس لامتد إلى مدار كوكب المشتري أو حتى زحل، وسطوعه يفوق سطوع شمسنا بـمائة ألف مرة، ويبعد عن الأرض بحوالي 640 سنة ضوئية، ولأنه نجم فـي مراحله الأخيرة فإن حرارته أقل من حرارة شمسنا، حيث تتراوح درجة حرارته السطحية تتراوح بين 3.200 إلى 3.600 كلفن أبرد من شمسنا التي تبلغ حرارتها حوالي 5.778 كلفن.
وحدثت فـي عام 2019 ظاهرة فلكية حيرت العلماء، فقد بدأ هذا النجم بالخفوت بشكل ملحوظ، وظنوا أن هذا النجم وصل إلى نهايته، ولكن الغريب أنه بدأ فـي عام 2020 بالسطوع والتلألؤ مرة أخرى، مما جعل العلماء يطرحون مجموعة من الفرضيات المختلفة. بعضها يشير إلى خروج سحابة الغازات من باطن هذا النجم التي حجبت سطوعه، وهنالك نظرية أخرى تشير إلى أن هنالك نجمًا صغيرًا مرافقًا لهذا النجم، وعندما يعبر بين الأرض ومنكب الجوزاء، يبدد الغبار النجمي فـيبدو النجم العملاق أكثر سطوعًا.
ولأن هذا النجم يمكن اعتباره من أشهر النجوم فـي السماء، فقد تغنى به الشعراء، وذكروه فـي قصائدهم، ودللوا به على القوم والرفعة والمكانة، فلك أن تتخير أن الزير سالم ذكره فـي شعره، حيث يقول فـي إحدى قصائده:
وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا
كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ
وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى
تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ
ولعل أشهر من تغنى بهذا النجم ووصفه ووصف به محبوبته الشاعر الفارس عنترة بن شداد، فهو يصف حبيبته عبلة وكأنها البدر الذي تلوح حول عنقه النجوم وكأنها قلادة فقال:
رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ
بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ
وَبَدَت فَقُلتُ البَدرُ لَيلَةَ تِمِّهِ
قَد قَلَّدَتهُ نُجومَها الجَوزاءُ
فـي حين يذكر علو همته بحث تجاوزت فـي الرفعة نجوم الجوزاء، فقال فـي مطلع إحدى قصائده:
ما زِلتُ مُرتَقِيا إِلى العَلياءِ
حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ
فَهُناكَ لا أَلوي عَلى مَن لامَني
خَوفَ المَماتِ وَفُرقَةِ الأَحياءِ
وإذا أتينا إلى شاعر العربية الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وهو المتنبي فإنه يصف نفسه فـي الثبات بصخرة الوادي وفـي رفعة شعره ومنطقه بمنزلة الجوزاء فـيقول:
أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت
وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ
ووفقا لبعض الروايات الأسطورية الشعبية، فإن العرب القدماء اعتقدوا أن الجَوْزَاء هي امرأة عظيمة أو مجموعة نجوم تتبعها الثريا وهي كوكبة نجمية أخرى، وتُصور القصص صراعًا أو سباقًا بينهما فـي السماء. وكان منكب الجوزاء يُعد جزءًا من جسد هذه الشخصية الأسطورية فـي روايات أخرى، ارتبطت كوكبة الجبار بالصياد «الجَبَّار»، واعتُبر منكب الجوزاء كتفه الأيمن، بينما النجم «رِجْل الجَبَّار» هو قدمه.