اليونسكو تضم 3 مدن عُمانية لمدن التعلم؛ فهل ولايتك ضمنها؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
العمانية – أثير
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن ضم ثلاث مدنٍ عُمانية إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم؛ وهي ولاية مسقط بمحافظة مسقط، وولاية نزوى بمحافظةِ الداخلية، وولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية؛ وذلك في إطار خطة وزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالشراكة مع وزارة الداخلية للترويج للمدن العُمانية على الساحة العالمية؛ نظرًا لما تملكه من مقوّمات سياحية وثقافية، ولنشر الوعي عن التعليم من أجل التنمية المستدامة في المجتمع المحلي، وللارتقاء بترتيب سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية بما فيها أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال حفل افتراضي نظّمه معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة مساء اليوم بمشاركة ممثلي المدن المدرجة من مختلف دول العالم. ويعد الانضمام لهذه الشبكة اعترافًا بجهود هذه المدن في تحقيق مبدأ التعلم مدى الحياة على أرض الواقع.
وتهدف شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم ـ والتي تتبع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة منذ 2012م ـ إلى دعم وتحسين ممارسات التعلّم مدى الحياة في مدن العالم؛ من خلال تعزيز الحوار حول سياسات التعليم، وإقامة روابط بين القائمين على إدارة المدن والمؤسسات التعليمية المختلفة، وكذلك تعزيز الشراكات بين المدن مع نظيراتها المحلية والدّولية.
وتعمل مدينة التعلّم على حشد مواردها في جميع القطاعات لتعزيز التعلّم الشامل للجميع من مرحلة التعليم الأساسي حتى مرحلة التعليم العالي، وتنشيط التعلّم على مستوى الأسر والمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تسهيل التعلّم من أجل العمل، وتوسيع نطاق استخدام أدوات التعليم الحديثة لتعزيز ثقافة التعلّم مدى الحياة؛ مما يعزّز قدرات الأفراد والتماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي والثقافي للمجتمعات، وصولًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم: “جاء انضمام ثلاث مدن عُمانية إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم في إطار سعي سلطنة عُمان إلى تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة للوصول إلى عالمٍ ينعم فيه الجميع بالعدالة الاجتماعية والبيئة السليمة؛ حيث تسهم هذه المدن في تحقيق هدفين من أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر وهما الهدف الرابع “ضمان التعليم الجيّد والمنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة”، وكذلك الهدف الحادي عشر من خلال جعل المدن شاملة للجميع، وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة”، وذلك من خلال تنفيذ عدد من المبادرات والأنشطة الريادية في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة، ومحو الأمية، وريادة الأعمال، والصحة والرفاهية، والإدماج والإنصاف، وتعليم المواطنة العالمية، والتخطيط التربوي والمتابعة والتقييم، حيث ستحصل المدن المنضمة لهذه الشبكة على عدّة مكاسب أهمها: التعرف على أحدث تطورات مدن التعلّم العالمية عبر فريق تنسيق الشبكة التابع لليونسكو، والتواصل مع مدن التعلّم الأخرى لتبادل المعارف والخبرات، وإيجاد بيئة تنافسية بين مختلف ولايات سلطنة عُمان لإطلاق وتنفيذ مبادرات وأنشطة ومشاريع تخدم التنمية المستدامة لتحسين بيئة التعليم بشكل خاص والحياة بشكل عام في ولايات السلطنة”.
وحول إدراج مدينة صور في هذه الشبكة العالمية، قال سعادة الشيخ الدكتور هلال بن علي الحبسي والي صور: “يأتي إدراج مدينة صور ضمن عضوية شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم لما تمتلكه من مقومات وإمكانيات أهلت المدينة لتكون ضمن ثلاث مدن عُمانية وأربع وستين مدينة حول العالم لهذا العام في هذه الشبكة؛ بعد نجاحها في تلبية كافة المعايير والمتطلبات، حيث نجحت المدينة في تقديم ملف متكامل أظهر تظافر جهود الجهات الحكومية المختلفة والمؤسسات التعليمية والشركات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في سبيل تعزيز التعلم الشامل داخل الأسر وبين أفراد المجتمع، والعمل على وضع سياسات وأهداف وخطط وبرامج مستدامة أتاحت التعلم لكافة الفئات والأعمار والجنسيات.
defaultوعملت أيضًا على تحسين الوصول إلى التعلم مدى الحياة عبر المشاركة في المسابقات المحلية والدولية وتنظيم المهرجانات والفعاليات التي تستقطب كافة فئات المجتمع، كما ركّزت على مجالات الصحة والرياضة والأمن وكيفية تحسين حياة الفرد في المدينة، وتنفيذ مبادرات ومشاريع من أجل تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة، والدعوة إلى زيادة المساحات الخضراء لتعزيز صحة الفرد والبيئة، وإشراك جيل الشباب في رصد أبرز التحديات البيئية والمجتمعية ووضع الحلول لها وعرضها على الجهات الحكومية ذات الاختصاص لدراستها وتبنّيها، علاوة على ما أظهرته المدينة من نسيج اجتماعي متماسك أسهم في تعزيز القيم الإيجابية الفاعلة التي يؤمن بها المجتمع، وتحقيق نهضة اقتصادية وازدهار ثقافي وتنمية مستدامة أسهمت في أن تفرض مدينة صور اسمها في خارطة مدن التعلم في سلطنة عمان”.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: التنمیة المستدامة م مدى الحیاة هذه الشبکة ع مانیة سلطنة ع من أجل
إقرأ أيضاً:
الأردن يدعو مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي لاكتشاف روائع المواقع التراثية المصنّفة ضمن قائمة اليونسكو
عمّان : البلاد
دعت هيئة تنشيط السياحة الأردنية الزوّار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الانطلاق في رحلة استثنائية عبر الزمن، لاكتشاف سبعة مواقع تراثية عالمية مدرجة ضمن قائمة اليونسكو، حيث تمتزج عراقة الأردن بحاضره المشرق في تجربة فريدة من نوعها.
من البترا، المدينة الوردية التي تجسّد عظمة الحضارات القديمة وتُعدّ من أعظم وأغنى المواقع الأثرية في العالم، حيث تتناغم الهياكل المنحوتة في الصخر الرملي الأحمر مع مشهد طبيعي يخطف الأنفاس، إلى وادي رم، حيث تمتد المناظر الطبيعية الخلّابة التي شكلتها عوامل الزمن عبر ملايين السنين، يعيش الزوّار تجربة غامرة بين عجائب لا يطويها الزمن. كما يمكنهم التعرّف على الشعوب التي مرّت عبر هذه الأرض، تاركةً وراءها إرثاً ثقافياً وفنياً يعكس عبقرية الإنسان وإبداعه، فضلاً عن الاستمتاع بالمشاهد الأخّاذة التي صاغتها الطبيعة بأسلوبها الفريد.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد الرزاق عربيات، المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية: “تمثل مواقعنا السبعة المصنّفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو شهادة حية على التنوع الحضاري الذي شكّل هوية الأردن على مدى آلاف السنين. فكل موقع منها يحمل بصمته الفريدة التي تنقل الزوار إلى عجائب الماضي، وتفتح قلوبهم وعقولهم أمام جمال الطبيعة، وإرثنا العريق في مجالات الثقافة والتجارة والعمارة.”
عالم من العجائب… على مقربة منك
بفضل موقعه الاستراتيجي، لا يبعد الأردن سوى رحلة جوية قصيرة عن كبرى مدن الخليج، مما يجعل مواقعه التراثية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو وجهات مثالية للرحلات القصيرة أو لقضاء عطلات نهاية الأسبوع، لتقدم لجميع أفراد العائلة بتجارب ثقافية آسرة. أما عشّاق الطبيعة، فسيجدون في الأردن تنوّعاً مذهلاً من المناظر والمعالم التي يسهل الوصول إليها، ليعيشوا تجربة لا مثيل لها في قلب التاريخ والجمال.
تبدأ الرحلة من البترا، المدينة العريقة الواقعة بين البحر الأحمر والبحر الميت، والتي تمتد جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ. كانت هذه العاصمة الصخرية للأنباط مركزاً تجارياً نابضاً بالحياة على طريق القوافل، حيث عبرتها سلع الشرق الثمينة من بخور الجزيرة العربية وحرير الصين وتوابل الهند خلال العصرين الهلنستي والروماني. تتميّز البترا بمعمارها الفريد المنحوت في الصخر، وبممراتها الضيقة وأخاديدها الصخرية التي تمنحها طابعاً ساحراً يأسر القلوب.
أما في جنوب الأردن، فتمتد محمية وادي رم على مساحة 74,200 هكتار، لتأسر الأنظار بمناظرها الطبيعية الاستثنائية، والتي تشكّلت بفعل عوامل الزمن على مدى أكثر من مليون عام. هنا، يلتقي الزائر بتضاريس صحراوية مدهشة نحتتها الرياح والمياه في صخور الحجر الرملي القاري، لتروي قصة تطوّر جيولوجي لا يزال مستمراً في رسم ملامح هذا المشهد الخلّاب.
تأخذنا الرحلة إلى قلب الأردن، حيث تزهو السلط بتلالها الثلاث المتقاربة التي احتضنت على مرّ الزمن مدينة زاخرة بالحياة والتاريخ. لطالما كانت السلط مركزاً تجارياً مزدهراً، تميّزت بتخطيطها العمراني الفريد وبمبانيها المشيّدة من الحجر الجيري الأصفر. خلال العقود الستة الأخيرة من الحكم العثماني، استقطبت المدينة تجّاراً من نابلس وسوريا ولبنان، ما منحها طابعاً اقتصادياً وثقافياً متنوّعاً لا يزال حاضراً في أزقتها وأحيائها العريقة.
وفي الصحراء الأردنية، يقف قصر عمرة شاهداً على عظمة الفن الإسلامي المبكّر، ويٌعد اليوم واحد من أروع مواقع التراث العالمي لليونسكو. شُيّد هذا القصر الفريد في أوائل القرن الثامن الميلادي بجوار وادي البطم، ليكون حصناً عسكرياً يضم حامية، وقصراً ترفيهياً يجسّد روعة العصر الأموي. يشتهر القصر بزخارفه الفريدة، ولا سيّما جدارياته المزخرفة التي تزيّن قاعة الاستقبال والحمّامات، والتي تُعدّ تحفة استثنائية في فنون العمارة الإسلامية المبكّرة، ما يجعله محطة لا تُفوّت لعشّاق الفنون والثقافة.
دعوة لاستكشاف الكنوز الخفيّة وأسرار التاريخ
تظل أم الرصاص من أكثر المواقع الأثرية غموضاً، إذ لم تُكشف بعد كل أسرارها المدفونة تحت الرمال. بدأ تاريخها كمعسكر للجيش الروماني قبل أن تتحوّل إلى مدينة مزدهرة في القرن الخامس الميلادي. واليوم، يدعو الموقع زوّاره إلى الغوص في أعماق التاريخ، ليروي لهم بعضاً من ملامح العصر الروماني والبيزنطي وبدايات العهد الإسلامي (من أواخر القرن الثالث إلى القرن التاسع الميلادي). كما يضم الموقع 16 كنيسة، لا تزال بعض أرضياتها الفسيفسائية تحتفظ برونقها الأصلي، شاهدةً على إرث فني وثقافي خالد.
في قلب السهل البازلتي شمال الأردن، تتربّع أم الجمال باعتبارها أحدث المواقع المُدرجة إلى قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو. تتماهى المدينة الحديثة مع عمقها الأثري العريق، محتضنةً بين طياتها ما يقارب ألفي عام من التاريخ والثقافة، حيث تعاقبت عليها حضارات الأنباط والرومان والبيزنطيين والأمويين والمماليك والعثمانيين وصولاً إلى العصر الحديث. ويمكن للزوّار استكشاف أكثر من 150 معلماً أثرياً محفوظاً بعناية، تكشف عن روعة العمارة الفريدة وأساليب الحياة القديمة التي ازدهرت في هذا الموقع الاستثنائي.
لكل من يبحث عن تجربة روحية عميقة أو يتوق إلى الغوص في صفحات التاريخ الحيّ، يُعدّ موقع المعمودية (المغطس) من أبرز الوجهات التي لا تُفوّت. يقع هذا الموقع المقدّس على الضفة الشرقية لنهر الأردن، على بُعد تسع كيلومترات شمال البحر الميت، ويحتضن هذا الموقع العريق منطقتين أثريتين مميزتين، هما تل الخرار، المعروف أيضاً باسم جبل مار إلياس (جبل النبي إيليا)، ومنطقة كنائس القديس يوحنا المعمدان القريبة من النهر. كما تضم هذه البقعة المقدّسة كنائس، ومعابد، وأديرة، وكهوفاً استخدمها النُسّاك، إضافةً إلى برك مائية كانت تُستخدم في طقوس التعميد، ما يجعلها شاهداً خالداً على إحدى أقدس المحطات الدينية في التاريخ المسيحي.
وأضاف الدكتور عبد الرزاق عربيات، قائلاً: “تمثّل مواقع الأردن المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو نافذةً فريدةً على الحقب الزمنية التي صاغت تاريخ المنطقة وأسهمت في تشكيل الأديان والثقافات في هذه البقعة التاريخية من العالم. تتميز هذه المواقع بمرافق حديثة تضمن للزوار تجربة لا تُنسى، ليس فقط لما توفره من معارف قيّمة يقدّمها المرشدون المتخصصون، بل أيضاً بفضل خيارات الإقامة الفاخرة في الفنادق أو المخيّمات الصحراوية، وتنوّع تجارب الطعام الأصيلة، مما يجعلها وجهة مثالية لزوّار دول الخليج الباحثين عن تجارب ثرية ومُلهمة.”
لمزيد من المعلومات حول مواقع الأردن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ومساعدتك في تخطيط رحلتك، يرجى زيارة: www.visitjordan.com