للسناجل.. نصائح للتغلب على اكتئاب عيد الحب
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
يحتفل العالم بعيد الحب الذي يحل في الـ14 من فبراير من كل عام، وهو مناسبة تُظهر فيها الحب والتقدير للشريك، وتُعبّر عن مدى حاجتنا لشركائنا في الحياة، وعلى الرغم من ازدحام الشوارع بالمحتفلين وازدحام المطاعم بالحجوزات، يواجه الأعزاب أو "السناجل" في هذا العصر مشكلة في أعياد الحب، حيث يشعرون بالوحدة بشكل أعمق من أي وقت مضى.
وقالت المؤسسة البحثية في مقال على موقعها على الإنترنت، إنه في عيد الحب وفي كل يوم، تبقى أهم علاقة يمكن أن نربطها هي تلك التي تجمعنا بأنفسنا، واعتبرت أن حب الذات يعني الاهتمام بها وقبولها والاهتمام بها وأيضا حمايتها.
ويشجع المقال الأفراد على الاحتفال بعيد الحب من خلال الاستمتاع بوقتهم الشخصي والتعبير عن حبهم لذاتهم من خلال وسائل وطرق متنوعة. من بينها:
العمل على "حب الذات"
يعتبر التقرير أن حب الذات قد يكون رحلة شاقة للكثيرين وبالنسبة للبعض، قد يتطلب ذلك جهدا كبيرا، غير أنه يميز بين حبين، واحد إيجابي يعزز المشاعر الإيجابية وقيم العناية بالنفس والاهتمام بها من كل ما يمكن أن يواجهها من مشاكل نفسية داخلية كانت أو خارجية، مثل القلق والاكتئاب.
وآخر سلبي يرتبط بسلوكات الأنانية والانغماس في الذات والنرجسية، التي يصنفها على أنها حالة صحية عقلية لا تعكس حب الذات، كما يعتقد ذلك كثيرون.
وضمن مسار تعزيز حب الذات الإيجابي، يشير التقرير إلى أن من المفيد النظر في فكرة ما يسميه علماء النفس "عمل الطفل الداخلي"، من خلال التواصل مع أجزاء من أنفسنا قمنا بكبتها ولم نلب احتياجاتها، مثل حاجتها للعب مثلا. لذا يقول التقرير، إن خيار اللعب والقيام بنشاط تراه ممتعا، يمكن أن يكون ضمن أنشطتك لهذا اليوم.
الأنشطة الإبداعية
في نفس السياق، يرى التقرير، أن الأعمال الإبداعية، تبقى أداة لتقليل التوتر والقلق والاكتئاب وغيرها، ولتحسين الرفاه النفسي.
ويُظهر المقال أن الإبداع لا يقتصر على الرسم أو التلوين، بل يمكن أن يشمل العديد من الأنشطة مثل الحرف اليدوية، والطهي والكتابة.
تناول وجبة لذيذة لكن صحية
الاستمتاع بوجبة لذيذة لوحدك يبقى أيضا وسيلة رائعة لإظهار حب الذات. ويُسلط المقال الضوء على أهمية التغذية الجيدة في تلبية احتياجات الإنسان الأساسية، وتعزيز مقاومة التوتر، وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وجودة النوم، وتقليل الالتهابات.
وبحسب التقرير، يمكن أن يؤدي الطهي الوجبات إلى تنظيم مشاعرنا والتفاعل مع أنفسنا، وبالتالي تحسين الصحة العقلية وأيضا تقوية روابطنا الاجتماعية.. وفي يوم عيد الحيب، يقترح أن تحضر المكونات الخاصة لإعداد وجبتك المفضلة هذا المساء، وتناول عشاء لذيذ.
قصة جيدة
"اغمر نفسك بداخل قصة جيدة"، كانت هذه أيضا من بين النصائح التي يوجهها معدو التقرير للأشخاص غير المرتبطين في عيد الحب، وذلك سواء من خلال القراءة، أو حضور عرض مسرحي أو كوميدي مضحك.
واعتبر المصدر ذاته، أن لقراءة القصص الخيالية تأثير إيجابي على الحالة المزاجية والعاطفية، فيما يبقى حضور عرض مسرحي أو كوميدي نشاطا مفيدا لصحتك النفسية، سواء أكنت وحيدا أو برفقة أصدقاء أو أقارب.
قضاء وقت مع الأصدقاء
قضاء الوقت مع الأصدقاء أمر رائع للصحة العقلية، حيث يلفت التقرير إلى أن التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون "علاجا اجتماعيا" للتحديات الصحية العقلية.
ويشير المقال إلى أن الحديث المنتظم مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، يقلل من القلق والاكتئاب.
اللطف مع الآخرين
"إذا شعرت بأن الحب كان قاسيا عليك، كن لطيفًا مع الآخرين".. يُظهر المقال أن اللطف يمكن أن يفيد ليس فقط الصحة العقلية ولكن أيضًا الصحة الجسدية.
وذكر التقرير أن، نحو 63 بالمئة من البالغين في بريطانيا، قالوا في استطلاع أجري عام 2020، إن صحتهم العقلية تحسنت بفضل اللطف، مشيرا إلى أن "اللطف يقلل من التوتر، لذلك يميل الأشخاص الطيبون إلى التمتع بحياة أكثر صحة وسعادة".
إلى الطبيعة
التواجد في الهواء الطلق أمر جيد لرفاهيتنا النفسية، يقول التقرير، مشيرا إلى أن التواجد في الطبيعة، محاطا بالأشجار الخضراء أو الزهور أو النباتات الملونة، يمكن أن يكون أمرا رائعا، يساعدنا على الشعور بالهدوء والأمل والقوة.
ويقول التقرير أيضا، إن أنشطة البستنة تحسن المزاج وتقلل من التوتر، حيث أن مجرد غمس أيدينا في التربة قد يجعلنا نشعر بالسعادة والاسترخاء.
وعلاقة بعيد الحب، ذكر التقرير أن تلقي الزهور يمكن أن يحسن من مزاج الفرد، موضحا أنه لا ينبغي أن ننتظر حتى يقوم شخص آخر باقتناء الورد لنا، بل يمكننا أيضا أن نقدمه ونُسعد به أنفسنا.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: عید الحب یمکن أن من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكظية.. حينما ترتدي البلادة العقلية ثقل الدم!
لم يكن التخلي العربي عن القضية الفلسطينية في أيّ يوم من عمر هذه القضية كما هو حاصل اليوم. صحيح أنّ مسار التخلي بدأ قديما، لكنّه بقي يحمل على المستوى الخطابي شيئا من الالتزام، وحتى في التعبيرات المتذمّرة من طول هذه القضية واستحالتها؛ ظلّت اللغة المُعبّرة عن ذلك تحرص على التبدّي بشيء من الرصانة النقدية، أمّا وأنّ التخلّي بات صريحا، لا في العجز عن محاولة إنقاذ شعب يباد، وإنّما إمّا بالافتخار بترك هذا الشعب يُسحق ويباد وجعل هذا السلوك العربي الغاية في الحكمة والعقلانية، وإمّا في شتم هذا الشعب، وتحميله مسؤولية ما يقع عليه، ولأنّ الأمر برمّته انحطاط من أعلى، فلا بدّ للمنحط أن يصل إلى قاع ما انحطّ إليه.
المسألة فيزيائية في هذه القضية الأخلاقية، فالتخلّي عن فلسطين التي افترسها المشروع الصهيوني في سياق الهزائم العربية سقوط أخلاقي، ولمّا استمرّ هذا السقوط، بلا كابح، كان لا بدّ أن يرتطم بأوضع نقطة يمكنه أن ينتهي إليها.
الحطّ من القضية الفلسطينية بالنحو الذي نراه الآن؛ لم يبدأ متدرجا، فمنذ أكثر من ثماني سنوات، في تمهيد لعمليات التطبيع الإبراهيمي، نشطت اللجان الإلكترونية المشغّلة من دول عربية في تحطيم القضية الفلسطينية في وعي الجماهير العربية، معتمدة لغة لا يمكن تخيّل ما هو أكثر منها رداءة، وهجوما مباشرا على الفلسطينيين جميعا؛ لا على بعضهم، واندرج في نشاطها شخصيات معروفة لا تكتب في مواقع التواصل الإلكتروني فحسب، ولكنها جزء من تشغيل ماكينات إعلامية ضخمة، ليس أقلها القنوات الفضائية إيّاها.
حصر الهجوم الآن على حماس وغيرها من القوى التي تواجه حرب الإبادة، أو تتخذ خيارا مخالفا لخيار التطبيع مع إسرائيل بلا ثمن؛ أملته ضرورة الحرب، ولكن أصل الخطاب الذي يريد من جعل التخلي عن فلسطين وأهلها الموقف الأخلاقي الصحيح، والوحيد، تناول الفلسطينيين كلّهم من حيث هم مجموعة بشرية، لا تستحق التعاطف أصلا
حصر الهجوم الآن على حماس وغيرها من القوى التي تواجه حرب الإبادة، أو تتخذ خيارا مخالفا لخيار التطبيع مع إسرائيل بلا ثمن؛ أملته ضرورة الحرب، ولكن أصل الخطاب الذي يريد من جعل التخلي عن فلسطين وأهلها الموقف الأخلاقي الصحيح، والوحيد، تناول الفلسطينيين كلّهم من حيث هم مجموعة بشرية، لا تستحق التعاطف أصلا، وأعيد ترويج الدعايات القديمة التي أريد بها أوّل الأمر تبرير الهزيمة العربية في مواجهة إسرائيل، من قبيل "باعوا أرضهم لليهود"، وبعد ذلك "خربوا البلاد العربية".
ومن نافلة القول إنّه لا حماس ولا غيرها من قوى المقاومة الفلسطينية الراهنة كانت موجودة في السبعينيات لتخرب البلاد العربية. ويزاد على ذلك المنّ على الفلسطينيين بالدعم المالي، وكيف أنّ الطفل العربي كان يدفع ريالا من مصروفه اليومي لهذا "الشعب ناكر الجميل"، ولن يفوت هذه الحملة تبني السردية الصهيونية حول أصل الصراع بتصعيد شخصيات لا يغفر لوقاحتها أنها تعاني من اختلال عقلي واضح!
إذن، القضية الفلسطينية هي المشكلة، وليست حماس ولا المقاومة الإسلامية الراهنة، ولذلك، ينبغي تحطيم هذه القضية، بالنحو الذي يخاطب فيه المثقف العربي الليبرالي جمهوره الذي يحبّ قراءة الكلام التأنق ولو بالزور والدجل، فيشرح أحدهم لماذا هناك مشكلة أصلا في وصف القضية الفلسطينية بالقضية، بينما لا ينبغي أن تزيد على مسألة فلسطينية/ إسرائيلية، ويبني على ذلك، ومعه غيره، في كون الوصف بالقضية يسمّنها فوق حقيقتها، فيجب لحلّها تخليصها من شحومها ودهونها، وحمل الفلسطينيين على التخلي عن أحلامهم المفرطة في تمني الحرية والاستقلال، بينما يكمّل الذباب الإلكتروني، الفكرة التافهة للغاية، بكتابة لفظ القضية الفلسطينية هكذا "كظية"، فيبدو للذبابة المنتفخة أوهامها عن نفسها وكأنّها فيل؛ أنّها بهذه المفردة كجهيزة التي قطعت قول كلّ خطيب!
ويمكن لأي عاقل عارف بالحدّ الأدنى من تاريخ القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع، أن يدرك معضلة إدارة حوار مع أيّ من طرفي هذه الفساد العقلي والأخلاقي، وما بينهما مما يأخذ من كلّ طرف بعض ما لديه من اختلال، فالفكرة واحدة: يمكنك أن تحاجج بلغة المثقفين بأن هذا الصراع ليس قضية أصلا، وينبغي التخلص من هذه المفردة، ويمكنك أن تسخر من كونها قضية بالقول "كظية" قاصدا في الوقت نفسه السخرية من الفلسطينيين، باستخدام واحدة من لهجاتهم الكثيرة في نطق مفردة قضية، وهكذا تفرض الرداءة نفسها في هذا الزمن، الذي من صوره أن تصف دول نفسها عبر ذبابها وكتابها ومثقفيها بأنها عظمى، ثمّ لا تجد من هذه العظمة إلا تسويغ الصغار في حضرة الإسرائيلي!
استخدم ما سمي بـ"الربيع العربي" لتخطئة مقولة "فلسطين القضية المركزية"، وكأنّ العرب اكتشفوا فجأة سوء أوضاعهم، وأنّ لديهم قضايا أخرى سوى فلسطين، مما يجعل لكل منهم قضيته التي ينبغي أن تجرّد فلسطين من كونها كانت قضية مركزية جامعة لهم. ولكن وللمفارقة لم يكتشف العرب أنّ الحالة الاستعمارية في فلسطين من أهمّ أسباب تردّي أوضاعهم، فالشرط الوجودي لإسرائيل هو استمرار تفوقها منّ كل ناحية، بحيث يمنع على هذا المنطقة امتلاك قرارها في التنمية واستكمال التحرر الوطني والإدارة الحرة لمجتمعاتها، وأيّ مبادرة ونشاط لدول هذه المنطقة بحيث تصير أكثر فاعلية في الإقليم ففي الهامش الإسرائيلي، أو في أحسن الأحوال ما يمكن للإمبراطورية الأمريكية احتماله.
ينبغي بالضرورة التصدي لهذه الخطابات، ليس فقط لأجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولكن لأجل وعي الجماهير العربية، وفي طليعتهم الشعب السوري الذي ينبغي حماية تضحيته ومعاناته من أن تُجْعَل حبّا في طاحونة الذباب الإلكتروني، وهو الشعب الذي نشأ عقودا على الوعي بالقضية الفلسطينية، وتداخل معه اللاجئون الفلسطينيون حتى صاروا جزءا من نسيجه الاجتماعي، فشاركوه تضحيته ومعاناته والأثمان التي دفعها
لكنّ المفارقة الأكثر إدهاشا أنّ الدول العربية التي عادت هذا الربيع العربي ودفنته في مهده، هي التي استثمرت ما نجم عن خطابات مثقفيه الليبراليين من تفكيك مركزية القضية الفلسطينية، ولا يقلّ عن ذلك إدهاشا أنّ هذا الخطاب بات تيمة في خطاب نشطاء يفترض أنهم أبناء ثورة أسقطت بعد معاناة 14 سنة؛ أحد أكثر أنظمة المشرق العربي عتوّا وطغيانا.
صار من اللافت أن نلاحظ اليوم، في كتابات عدد من النشطاء السوريين، الذين لا يخلو بعضهم من الارتباط بأجندة الذباب الخليجي إيّاه، وبعضهم لا يخلو من غرائز نفسية مستعصية بالإعاقات العقلية، السخرية من القضية الفلسطينية بالمفردة إيّاها "الكظية"، والزيادة على ذلك، بالقول إنّ القضية الفلسطينية تحوّلت إلى صنم يعبد من دول الله، وشعبها يعتقدون أنهم "شعب الله المختار"، و"محور الكون".
وهذه دعاية مضادة للقضية الفلسطينية خاصّة بهؤلاء النشطاء، ويمكن بلا عناء من التفكير معرفة أسباب حضور هذه الدعاية في خطاب هؤلاء النشطاء، وهو أمر ليس ناجما عما يمكن أن يكون تناقضا نسبيّا بين القضية الفلسطينية ومصالح الثورة السورية أثناءها، بحكم واقع التجزئة العربي ومحدودية خيارات المستضعفين، مما يمكن تسويته والتفاهم عليه بسهولة، بقدر ما هو ناجم عن تخضم الإحساس بتنافس المظلوميات، والتسامح مع الخطابات المعبّرة عن هذا الإحساس الشاذ، والتي كثيرا ما عقدت مقارنات تصادر من الفلسطينيين ألمهم، وتجعل وزن القضايا بحسب مستويات الإجرام المادي، في غفلة تامة عن عمر القضية الفلسطينية وما تراكم فيها من جرائم وآلام طوال عقود ممتدة وعن طبائع الاستعمار الصهيوني التي تبدت بنحو إباديّ مريع في قطاع غزّة.
وبالرغم من أنّ حرب الإبادة كان ينبغي أن تقطع مثل هذه الخطابات، كما هو شأن أيّ حدث مهول يستدعي التعاطف مع المظلومين والرحمة بهم، إلا أنّ الأمر تفاحش، فالكلمة نفسها، سيكون وقعها أعظم بعد الحرب عمّا كانت عليه من قبل.
هذه الخطابات يمكن تفكيكها بسهولة، وبيان ما لدى أصحابها من تناقض، وافتقاد موازينهم للقيم المنضبطة التي يمكن القياس عليها، أو النقاش على أساساها، وتبيان من هو الملتحم مع جرحه بحيث لا يرى إلا من زاويته هو، فيجيز لنفسه ما يحرّم على غيره، لكن الرداءة التي تجعل صاحبها منتفخا بالعبقرية الموهومة تحول دون نقاش كهذا، وإلا فأيّ نقاش مع من يطلق كلمة "الكظية" هكذا معتقدا أنّه أحاط بالحجة السياسية من كلّ جانب؟! إنما ينبغي بالضرورة التصدي لهذه الخطابات، ليس فقط لأجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولكن لأجل وعي الجماهير العربية، وفي طليعتهم الشعب السوري الذي ينبغي حماية تضحيته ومعاناته من أن تُجْعَل حبّا في طاحونة الذباب الإلكتروني، وهو الشعب الذي نشأ عقودا على الوعي بالقضية الفلسطينية، وتداخل معه اللاجئون الفلسطينيون حتى صاروا جزءا من نسيجه الاجتماعي، فشاركوه تضحيته ومعاناته والأثمان التي دفعها.
x.com/sariorabi