صحف عالمية: استهداف الإعلاميين في غزة جريمة حرب
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
ركزت صحف ومواقع إخبارية عالمية -في تغطيتها لتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة– على استهداف إسرائيل الصحفيين في القطاع، وعلى الضغوط الدولية المتزايدة عليها لوقف عدوانها وعدم التصعيد في رفح جنوبي القطاع.
ودعت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية دول العالم إلى تكثيف ضغوطها على إسرائيل ومصر للسماح بوصول وسائل الإعلام الدولية إلى قطاع غزة، وإلى الضغط على جميع أطراف النزاع لحماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين، وتذكيرهم بأن "استهداف الصحفيين عمدا يعد جريمة حرب".
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن عدد العاملين في مجال الإعلام الذين قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من العدد المسجل في أي دولة أخرى خلال عام واحد.
وكان مراسل الجزيرة إسماعيل أبو عمر والمصور أحمد مطر تعرضا أمس الثلاثاء لقصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية خلال تغطيتهما الصحفية بمنطقة قيزان النجار جنوبي قطاع غزة، مما أدى بشكل فوري إلى بتر الساق اليمنى لمراسل الجزيرة، في حين أصيب المصور بجراح بالغة.
ومن جهته، ركز موقع "المونيتر"على الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة وعدم التصعيد في رفح، مؤكدا أن قائمة الضاغطين توسعت تزامنا مع المحادثات الجارية في القاهرة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مطلعين قولهم "إن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تختلفان بشأن مدة وقف إطلاق النار، الذي تريده إسرائيل أن يكون مؤقتا، في حين تريد حماس أن يؤدي إلى هدنة دائمة".
وتقول الصحيفة إن قرار الحكومة الإسرائيلية إرسال فريق لمحادثات أمس الثلاثاء في القاهرة جاء بعد أن زاد الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية الأحد الماضي.
يذكر أن موقع "أكسيوس" الأميركي نقل عن مصدر إسرائيلي أن محادثات القاهرة بين إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس انتهت من دون تحقيق تقدم ملموس.
وفي موضوع آخر، كتب رينو جيرار في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية "أن على إسرائيل أن تدرك أنها وحّدت، عن غير قصد، العالم العربي الإسلامي برمّته ضدها"، مشيرا إلى أن حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: “إسرائيل” تفرض سيطرتها على جنوب سوريا
الجديد برس|
كشفت رحلة استغرقت 4 أيام، لمراسلي صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى جنوب سوريا مدى سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة والتحديات التي شكلها؛ ليس فقط للسكان، بل أيضا للدولة السورية الناشئة، التي تُكافح لترسيخ سيطرتها على بلدٍ مُعرّض للتفتت على أسس عرقية وطائفية.
وبحسب الصحيفة، أصبحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تُنشئ مواقع عسكرية وتُقيّد حركة القرويين في منطقة منزوعة السلاح سابقا، القوة المؤثرة و الأهم في جنوب سوريا. وقالت إن الاستراتيجية الأمنية للاحتلال الإسرائيلي أدت إلى الاستيلاء على الأراضي وإثارة العداء على طول الحدود.
وعن قرية الحميدية الواقعة على خط المواجهة، قالت الصحيفة: إن هناك زعيما جديدا ليس جماعة المتمردين السابقين الذين أطاحوا بنصف قرن من حكم عائلة قبل 4 أشهر، ونصبوا أنفسهم حكّاما لسوريا؛ ولا هو أيٌّ من الميليشيات المسلحة جنوبي العاصمة، على بُعد حوالي 45 ميلا إلى الشمال الشرقي؛ إنه “إسرائيل”.
وقالت الصحيفة أن “إسرائيل” تسعى لعزل نفسها عن الهجمات عبر الحدود، من خلال السيطرة على المنطقة العازلة السابقة للأمم المتحدة” في الأراضي السورية، والتي تشمل الحميدية إلى جانب المرتفعات الاستراتيجية القريبة.
وبينت أن موقعا عسكريا لجيش الاحتلال ” حديث البناء يُراقب القرية، بينما يُدير جنود مراهقون نقاط التفتيش وينتشرون كل يوم عبر دوريات، يتحققون من الهويات ويحدون من حركة القرويين ليلا.
وعلى الحافة الغربية للقرية، على بُعد حوالي ميل واحد خارج السياج الحدودي “الإسرائيلي”، تُنشئ جرافات الاحتلال حاجزا عاليا من التربة المضغوطة؛ بعضه يمر عبر ممتلكات أحد مواطني القرية، عيد العلي، الذي كان يراقب بحذر ماعزه ترعى حول السور الترابي، وهي منطقة يحظرها الجنود الإحتلال الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة أحاديث عدد من سكان قرية الحميدية الذين وصفوا كيف أن العائلات لم تتمكن خلال شهر رمضان من زيارة أقاربها في القرى الأخرى لتناول وجبة الإفطار التقليدية؛ وفي مناسبتين أخريين، اضطر شيوخ القرية إلى طلب الإذن من الارتباط العسكري الإسرائيلي للسماح للسكان الذين يحتاجون إلى رعاية طبية طارئة بالسفر إلى أقرب مستشفى ليلا.
وقال قرويون إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حدت من حجم الجنازات وقيدت أيام الحداد التقليدية الثلاثة أيام، حيث يأتي عادةً مئات المعزين لتقديم واجب العزاء.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قدمت طرودا غذائية للقرويين في منطقتهم التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة والفقر، لتحسين صورة قوات الاحتلال؛ وقد قبل بعض السكان، لكن كثيرين آخرين رفضوا.
وأضافت الصحيفة أنه “بعد سقوط النظام السوري في ديسمبر، لم تُضيّع “إسرائيل” وقتا طويلا في تفكيك عدو قديم وعرقلة ما قد يكون عدوا جديدا” وهو فرع القاعدة السابق الذي استقر في دمشق؛ إذ شنّت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية مئات الغارات الجوية التي قضت على ما تبقى من الجيش السوري، بينما سيطرت القوات البرية على مناطق خاضعة للسيطرة السورية في مرتفعات الجولان ضمن منطقة منزوعة السلاح خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة، والتي كانت قائمة منذ نصف قرن.
وفي هذا السياق، طالب رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو سوريا بنزع سلاح الجنوب، وحذّر قوات النظام الجديد من مغبة دخوله؛ وصرح وزير الحرب الصهيوني بأن قواته ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى.
وأوضحت الصحيفة أن الاحتلال يُرسّخ وجوده من خلال سلسلة من المواقع العسكرية بالقرب من القرى، وعلى قمم التلال، وفي المناطق الحرجية داخل منطقة الأمم المتحدة؛ ما يمنحها الإشراف على منطقة مساحتها 150 ميلا مربعا، وحدود بطول 50 ميلًا، مُتاخمة لمستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في مرتفعات الجولان وشمال فلسطين المحتلة.
ومنذ 10 فبراير ، شنّ العدو الإسرائيلي 89 عملية توغل بري و29 ضربة جوية ومدفعية في جنوب غرب سوريا، بالإضافة إلى 35 غارة جوية أخرى في مناطق أخرى من البلاد، وفقا لبيانات صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدخل “إسرائيل” يعكس تحولا استراتيجيا في سوريا بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 .
كما لفتت إلى أن “نظام الأسد كان من أقوى أعداء إسرائيل لعقود؛ ويحظى المتمردون الإسلاميون الذين حلوا محله بثقة إسرائيلية وعربية واسعة، ويقول الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إنه لم يعد متطرفا، وقد حرص على عدم مواجهة “إسرائيل”، لكن حكومته لا تزال غير مُختبرة، ويسيطر عليها الإسلاميون”.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن آلاف السوريين في عدة مدن انضموا، إلى مظاهرات احتجاجا على النشاط العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في درعا، وهي محافظة جنوب غرب البلاد حيث داهمت القوات الإسرائيلية منازل واشتبكت مع جماعات مسلحة.