مؤتمرتمكين بشمال الشرقية يبحث فرص استخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
انطلقت بولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية اليوم أعمال مؤتمر "تمكين" الأول للذكاء الاصطناعي والابتكار وريادة الأعمال -الفرص والتحديات-، تحت شعار "الذكاء الاصطناعي مفتاح الريادة والابتكار"، بمشاركة واسعة من المسؤولين والباحثين وطلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي والمهتمين بالذكاء الاصطناعي من داخل سلطنة عمان وخارجها، ويستمر ثلاثة أيام.
رعى افتتاح الملتقى سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية، الذي قال: إن استضافت المحافظة لمؤتمر تمكين الأول للذكاء الاصطناعي والابتكار وريادة الأعمال يدعم مرتكزات رؤية عُمان 2040 التي تتناغم مع ما تتميز به المحافظة شمال الشرقية من ميزة في مجال تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، التي ترتكز بتعزيز الوعي والاهتمام بعلوم الفضاء وغيره من التقنيات والتكنولوجيا والاستثمار في هذه القطاعات الحيوية، وما استضافت المحافظة لهذا الحدث المهم إلا دليل على ترسيخ تلك المرتكزات في الرؤية الوطنية، بالإضافة إلى أن هذا القطاع يشهد تنافسًا على مختلف الأصعدة وهي ما تتواءم مع الاستراتيجية العمرانية التي تهدف إلى جعل محافظة شمال الشرقية مركز وطنيًا مرموقًا في هندسة التكنولوجيا التطبيقية والتقنية المتقدمة، إلى جانب السعي لشجيع الشباب وتحفيزهم من مختلف المستويات على المشاركة الفعالة في هذا القطاع الذي تعول عليه سلطنة عُمان الكثير خلال المرحلة القادمة من مراحل البناء الوطني.
وبين سعادته أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الحياة يحتم علينا مواكبة التوجهات والسياسة الوطنية في هذا المجال والعمل جنبًا إلى جنب مع باقي القطاعات المعنية على إيجاد برامج وطنية على مستوى المحافظة تسهم في إيجاد صناعة وطنية في الاقتصاد الوطني، وتعزيز القيمة المضافة، وإيجاد فرصة للشباب العماني بصورة مستدامة، وبحث الشراكات مع مؤسسات القطاع الخاص، وذلك وفق ما تحدده مسارات المرتكزات الرئيسية للاقتصاد الرقمي للبلاد ووفق حوكمة تحقق الأهداف الوطنية، حيث نسعى في محافظة شمال الشرقية إلى توطين أنظمة الذكاء الاصطناعي بما يخدم التوجهات والغايات التي تحقق قوة في اقتصاد المحافظة ونمائه مدعومًا بكل تأكيد بالاقتصاد الرقمي المبني على التكنولوجيا والتقنية.
وقال خميس بن عبيد العجمي رئيس مجلس إدارة مجموعة تمكين الاستثمارية رئيس المؤتمر في كلمته المرئية خلال حفل الافتتاح: إن المؤتمر يستهدف عددا من الجهات الحكومية بالقطاعين العام والخاص المعنية بتطوير الذكاء الاصطناعي، ورواد الأعمال ومديري الشركات لاستكشاف الفرص الجديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مشاريعهم وأعمالهم، والباحثين الأكاديميين لمشاركة أحدث الأبحاث والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين لفهم كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في السياسات والبرامج العامة، والمهندسون والتقنيون لتعزيز مهاراتهم التقنية ومعرفتهم بأحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي، والمستثمرين لاكتشاف الفرص الاستثمارية في مشاريع وشركات تقنية مبتكرة، والطلاب والشباب المهتمون بالتكنولوجيا لاكتساب المعرفة والتجربة في المجالات المستقبلية الواعدة.
مبينًا أن المؤتمر يتضمن تقديم 12 ورقة عمل علمية على مدى ثلاثة أيام، تناقش تسعة محاور رئيسية تتناول تطوير الذكاء الاصطناعي والابتكار وذلك من خلال استكشاف التقنيات الجديدة والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي وكيفية تطبيقها في مختلف القطاعات، وريادة الأعمال في عصر الذكاء الاصطناعي من خلال مناقشة دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل المشاريع الجديدة ودعم رواد الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على العمل والتوظيف عبر تقييم كيفية تأثير التقنيات الذكية على سوق العمل، وتغيير متطلبات المهارات الوظيفية، والذكاء الاصطناعي والتحديات الأخلاقية لمناقشة الجوانب الأخلاقية والقانونية لتطبيق الذكاء الاصطناعي مثل: الخصوصية والأمان الرقمي، والتعاون الدولي والإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال بناء الشراكات والتعاون بين الدول والمنظمات لتعزيز البحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة من خلال استعراض أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ويناقش هذا المحور أهم التخوفات التي تنتاب مقدمي الخدمة حول الاختراق للمنظومات، والذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب، ويناقش هذا المحور أهم التطورات التي قد تطرأ على المنظومة التعليمية والتدريبية في ظل الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي والتشريعات، ويتم فيه مناقشة التشريعات واللوائح المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وذلك بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي من داخل سلطنة عمان وخارجها.
تضمن المؤتمر في يومه الأول تقديم ورقتي عمل، تحدثت الورقة الأولى عن "البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة للدكتور سالم بن حميد الشعيلي من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، فيما تناولت الورقة الثانية "تحسين عمليات التعليم والتعليم باستخدام التقنيات التفاعلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قدمتها الدكتورة لبنى حسين العجمي من جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى عقد جلسة نقاشية بمشاركة عدد من الأكاديميين والمختصين في علوم الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر انطلق بعقد عدد من حلقات العمل التدريبية والجلسات النقاشية التي يقدم خلال عدد من أوراق العمل أبرزها ورقة عمل عن "الابتكار والنمذجة في ريادة الأعمال"، وأخرى بعنوان "فرص ومهارات التنمية الذاتية في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي"، وورقة عمل ثالثة بعنوان" القيادة والابتكار وتحديات المستقبل"، وورقة عمل رابعة بعنوان " مهارات الصوت في ظل الذكاء الاصطناعي"، بالإضافة إلى عقد جلسة نقاشية لمناقشة محتوى الأوراق المقدمة، بالإضافة إلى جلسات عمل نقاشية سلطت الضوء على الفرص الجديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي والابتكار في مجال ريادة الأعمال مع التركيز على تطوير الصناعات والخدمات المحلية، ومناقشة التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة العربية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات التغلب عليها، وإنشاء منصة للتواصل بين الخبراء والباحثين ورواد الأعمال لتبادل الأفكار والخبرات، وتشجيع الابتكار والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتحفيز الاستثمار في هذه المجالات، والتركيز على تطوير المهارات والكفاءات اللازمة للعصر الرقمي وتعزيز قدرات الشباب والمبتكرين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی مجال الذکاء الاصطناعی الاصطناعی والابتکار الذکاء الاصطناعی من الذکاء الاصطناعی فی والذکاء الاصطناعی وریادة الأعمال شمال الشرقیة بالإضافة إلى من خلال عدد من
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: الذكاء الاصطناعي ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة
قال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن الذكاء الاصطناعي، بفضل قدراته غير المسبوقة واستخدام وسائل التكنولوجيا المتسارعة الوتيرة، أصبح من المحركات الرئيسية للابتكار والتحول في مختلف القطاعات. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل فعال في معالجة العديد من التحديات التي تواجه عالمنا اليوم من خلال التحليل الفوري للبيانات الضخمة والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية وتقديم حلول مبتكرة.
جاء ذلك في ندوة "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة: رؤى وتصورات مستقبلية" التي نظمها قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ومركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمقر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبحضور الدكتورة رانيا المشاط؛ وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ الدكتور أسامة الجوهري؛ مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار؛ والدكتور محمد عبدالله العلي؛ الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، والسفيرة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية.
وأضاف الدكتور أحمد زايد أن تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشرة هدفًا عالميًا وضرورة ملحة لضمان جودة حياة أفضل للأجيال القادمة. وأكد أن مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية تتطلب رؤية شاملة وجهودًا منسقة تستند إلى قيم الابتكار والمسؤولية والتضامن. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حليفًا استراتيجيًا في إيجاد حلول مبتكرة لتحسين كفاءة الموارد وتعزيز الزراعة المستدامة وزيادة إنتاجية المحصول وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
وأوضح زايد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تحسين التشخيص الطبي المبكر للأمراض، وتحسين أنظمة الرعاية الصحية مثل حملات التطعيم والمبادرات الصحية العديدة، بما يساهم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو الصحة الجيدة والرفاه. كما تسهم هذه التقنيات في تعزيز التعليم من خلال ابتكار ممارسات جديدة في التدريس والتعلم، وتقييم أداء الطلاب وتحديد المجالات التي تتطلب التحسين، وهو ما يتماشى مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية، منذ افتتاحها في عام 2002، حرصت على أن تكون منصة رقمية تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية، بما في ذلك سرعة الإنترنت وإتاحة أجزاء من جميع الكتب الموجودة بالمكتبة عبر منصة دار الرقمية واستخدام الكمبيوتر شديد السرعة Super computer.
وأضاف أن المكتبة قامت بتحويل متحف الآثار إلى متحف افتراضي يمكن زيارته عن بعد مصحوبًا بعرض للبيانات الأثرية والتاريخية. كما نظمت المكتبة العديد من المؤتمرات في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز ريادة الأعمال في المجالات الخضراء وإطلاق ونجاح الشركات الناشئة، وتصميم المدن المستدامة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل لطلاب الجامعة لتوعية الطلاب بسوق العمل الجديد وما تم استبداله من وظائف تقليدية بفضل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي.
وأكد زايد أن الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والأخلاقيات، مشيرًا إلى ضرورة وضع إطار أخلاقي وقانوني يحفظ حقوق الأفراد ويحميهم من التمييز والانحرافات.
كما حذر من التأثير السلبي لاستخدام الذكاء الاصطناعي على البيئة بسبب زيادة استخدام الطاقة وزيادة انبعاثات الكربون المصاحبة للتوسع في استخدام هذه التكنولوجيا.
وأوضح الدكتور زايد أن استثمارنا في الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ودعا إلى تضافر الجهود لبناء عالم أكثر ازدهارًا وإنصافًا للأجيال الحالية والمستقبلية مع المحافظة على الهوية العربية، وأكد على أهمية تبادل الخبرات وقصص النجاح واستعراض الأفكار المبدعة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة.
وأشار إلى أهمية تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس والأنظمة الذكية، وتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو نتائج مفيدة مع تقليل مخاطره، مشددًا على ضرورة توعية الشباب بالتركيز على الإطار الأخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي واحترام خصوصية الإنسان والتأكد من عدم استخدام البيانات الشخصية في أي من المواقع الأخرى.
واختتم الدكتور زايد كلمته مؤكدًا على ضرورة اتباع نهج استباقي لتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على الهوية والتقاليد العربية، مؤكداً على أهمية التعاون والعمل المشترك لرسم خارطة طريق تسهم في تحقيق هذا الهدف.