الجزيرة:
2024-12-18@16:46:39 GMT

في فلسطين بانتظار جبرائيل!

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

في فلسطين بانتظار جبرائيل!

ماذا لو كنتَ تعيش في غزة بعد كل ما حدث؟ أسيرًا في سجن مفتوح، على قطعة أرض صغيرة، مع مليونَي شخص آخرين، ولا مكان تذهب إليه. ثم تم احتلال نصف هذه الأرض من قبل إسرائيل، ودُمّر منزلك، وتم ترحيل جميع السكان إلى منطقة رفح..

عندما تمَّ قصف منطقة رفح، التي اعتبروها آمنة، وقُتل ما يقارب مائة مدني في اليوم السابق، قلت لنفسي، ما الذي يفكّر فيه الفلسطيني هناك؟

قُتل ما يقارب 30 ألف مدني وأصيب عشرات الآلاف.

لجؤُوا إلى المستشفيات، وقُتلوا هناك. لجؤوا إلى الكنائس والمساجد، وقُتلوا هناك أيضًا. قُتلوا في طوابير الماء والخبز. أطلقوا النار على الأطفال وهم يسيرون في الشارع.

يموت الجرحى والمرضى وكبار السن أمام أعينهم؛ بسبب نقص الأدوية والغذاء. ويُمنع دخول المساعدات الغذائية من قبل المستوطنين الإسرائيليين المحتلين.

لا يوجد مكان للهروب، لا يوجد مكان للاختباء، لا أحد يمدّ يد العون.. لا يمكن لأي دولة في العالم مساعدتهم. ولا أحد يستطيع وقف هذه المجزرة. إذن، ما الذي يفكر فيه هذا الفلسطيني الآن؟

"هل يجب أن ينزل جبرائيل من السماء لمساعدتنا؟". أعتقد أنه يفكر في ذلك.

ماذا ينتظر قادتنا؟

اجتمعت منظمة التعاون الإسلامي يوم أمس وندّدت بالهجمات على منطقة رفح، وطالبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة بوقف الهجمات. هذا كل ما في الأمر. لم يتحدثوا عن الحصار أو قوة حفظ السلام أو أخذ زمام المبادرة.

في المقابل، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على ما يبدو، ووقّع مرسومًا لوقف الإرهاب الذي يسببه المستوطنون المحتلون. والنتيجة؟ لا شيء تغيّر. بعد هذه التصريحات الشكلية، قصفت إسرائيل منطقة رفح.

ندّد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بمقتل المدنيين في غزة، وعارضوا تحويل غزة إلى منطقة غير مأهولة. والنتيجة: لم يتغيّر شيء أيضًا.

لم تفعل الصين وروسيا شيئًا بالنظر إلى التوازنات في العالم. إذن ماذا يجب أن يحدث أكثر من ذلك؟ كيف يمكن أن تسوء هذه المأساة الإنسانية أكثر؟ ماذا يجب أن يحدث حتى يتحرك البشر؟ أعتقد أنه لم يتبقَ سوى نزول جبرائيل عليه السلام من السماء وتحذير البشرية. لا أستطيع تفسير ذلك بطريقة أخرى.

أصبحت المذبحة أمرًا عاديًا

أتابع وسائل الإعلام الأجنبية. حتى قبل ثلاثة أيام، كان كل منها يبث أخبارًا عن التطورات في منطقته الخاصة. كما ركزت وسائل الإعلام التركية على الانتخابات المحلية، وتراجعت أخبار غزة إلى الخلف. وحتى مقتل ما يقارب مائة مدني في الهجوم الذي وقع في منطقة رفح بالكاد أصبح خبرًا في العالم.

في عام 2015، عندما تعرّضت صحيفة شارلي إيبدو في فرنسا لهجوم مسلح قُتل على إثره 11 شخصًا، اجتمع جميع زعماء العالم في باريس وساروا جنبًا إلى جنب. لكن أمام مقتل ما يقارب 30 ألف شخص في غزة، ناهيك عن مسيرة، لم يقل أي زعيم في أوروبا كلمة واحدة لوقف هذه المذبحة. فقط المدنيون الذين يعيشون في أوروبا احتجوا بشجاعة في الشوارع ضد إسرائيل.

إن القادة الأوروبيين يسيرون جنبًا إلى جنب ويتكاتفون ضد أي هجوم في بلدانهم، ولكن لماذا لم تقم بلادنا الإسلامية بمثل هذه المسيرة؟ لماذا لم يرفعوا أصواتهم بما يكفي لإيقاظ العالم؟ عوضًا عن ذلك، حُظرت المسيرات الداعمة لفلسطين في بعض الدول الإسلامية. فما الذي ينتظره زعماؤنا لوقف هذه الإبادة؟ أعتقد أنهم ينتظرون نزول جبرائيل من السماء وتحذيرنا.

 

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منطقة رفح ما یقارب

إقرأ أيضاً:

مفاجآت بالجملة للجماهير في نهائي كأس القارات للأندية

أعدت اللجنة المحلية المنظمة للبطولة برنامجاً حافلاً بالفعاليات الثقافية والترفيهية في منطقة المشجعين المحيطة باستاد لوسيل خلال مواجهة نهائي كأس القارات للأندية التي تجمع بعد غد الأربعاء بين ريال مدريد عملاق أوروبا وباتشوكا المكسيكي بطل شمال أمريكا.

وتضم منطقة المشجعين في استاد لوسيل عروضاً فنية مشوقة والعديد من الأنشطة التفاعلية، التي تستهدف المشجعين من كافة الأعمار قبل انطلاق المباراة في الساعة 8 مساءً بالتوقيت المحلي، إضافة إلى توفير العديد من أكشاك الطعام.

كما تشهد المنطقة فعاليات مميزة احتفالاً بالذكرى السنوية الثانية على النهائي المذهل لكأس العالم 2022 في قطر، الذي لفت الأنظار من حول العالم واختُتم بتتويج منتخب الأرجنتين بالكأس الذهبية بعد تغلبه على المنتخب الفرنسي بركلات الجزاء الترجيحية.

ومنذ ذلك الوقت احتضن الاستاد المونديالي، الذي يتسع لـ 89 ألف مشجع، المباراة النهائية لكأس آسيا 2023 في قطر، ما يجسد الإرث المستدام لمونديال قطر 2022.

وتأتي مواجهة الملكي مع باتشوكا، لتُسدل الستار على بطولة مرموقة شهدت تنافس أبطال الأندية القارية على لقب أفضل نادٍ في العالم. ويضم ريال مدريد بين صفوفه أفضل النجوم في عالم الساحرة المستديرة، بما فيهم الفرنسي كيليان مبابي الفائز بكأس العالم والذي سيعود إلى استاد لوسيل بعد أن أخفق في المحافظة على اللقب الذي حققه في مونديال روسيا 2018، كما يضم الريال أسماءً لامعة من ضمنهم اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور والنجم الإنجليزي جود بيلينجهام.

بينما يسعى باتشوكا إلى حصد ثلاثة ألقاب متتالية بعد فوزه بكل من ديربي الأمريكتين وكأس التحدي، محققاً الفوز على بوتافوجو البرازيلي والأهلي المصري.

مقالات مشابهة

  • أمير منطقة الرياض يستقبل سفير دولة فلسطين المعين حديثًا لدى المملكة
  • السعودية تدعو دول العالم في مؤتمر بنيويورك لتنفيذ حل الدولتين وتسوية قضية فلسطين
  • رقم قياسي مثير للدهشة.. ماذا فعل ريال مدريد في 10 نهائيات بالبطولات العالمية للأندية؟
  • متقاعدو السليمانية.. طوابير طويلة بازدحام وبرد بانتظار رواتبهم المتأخرة (صور)
  • أمير منطقة تبوك يستقبل المواطن عبداللطيف العطوي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى
  • عاجل | مراسل الجزيرة: دبابات إسرائيلية تحاصر عائلات فلسطينية نازحة وسط إطلاق نار مكثف في منطقة المواصي غربي مدينة رفح
  • خطف قلوب العالم بكلماته.. ماذا قال الشيخ خالد النبهان قبل استشهاده؟
  • مفاجآت بالجملة للجماهير في نهائي كأس القارات للأندية
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته