أكد تقرير حديث، صادر عن “كي بي ام جي” والقمة العالمية للحكومات بعنوان” “الذكاء الاصطناعي التوليدي .. ريادة حقبة جديدة من الحوكمة الرقمية” أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يقود تحولًا عمليا من نهج الحوكمة الثابتة إلى نموذج حوكمة أكثر مرونةً وتجاوباً وتفاعلاً وشمولاً، بما يواكب المشهد الإبداعي المعاصر الذي يسجل تطوراً متسارعاً ومستمراً، فيما يحدِث الذكاء الاصطناعي التوليدي نقلة نوعية في هذا المجال ويُسرِّع من تقدم الحوكمة الرقمية ويُمَكِّن المؤسسات الحكومية من تبنّي نهج استباقي مُبتكَر ويلبي المتطلبات المختلفة للأفراد.


وتُقدم الدراسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تتميز بالقدرة على تصور سيناريوهات مُبتكَرة وشاملة قائمة على البيانات، وتساعد في محاكاة النتائج المرتقبة للسياسات أو خطط التنمية الحضرية أو التوقعات الاقتصادية والكشف عن الثغرات الأمنية المحتملة قبل أن تتحقق على أرض الواقع.
(جهود إماراتية نوعية)
ويشيد التقرير بدولة الإمارات العربية المتحدة الذي بذلت جهودًا نوعية لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ استثمرت بشكل كبير في هذا المجال الواعد، وأطلقت مبادرات ملهِمة مثل مبادرة DubaiAI؛ التي توظف الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوفير المعلومات وتنفيذ المعاملات في مختلف القطاعات، وحالياً يمكن الاستفادة من خدمة DubaiAI عبر تطبيق الهاتف المتحرك DubaiNow، بالإضافة إلى بوابة المعلومات الرسمية لإمارة دبي Dubai.ae.
كما يتم توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في ابتكار محتوى مُخصص يتفاعل مع مجموعات متنوعة من الأفراد، حيث يُمكِن أن يقدم استشارات صحية عامة في أوقات الأزمة، ومواد تعليمية، فضلاً عن تسهيل التواصل بين الأطراف بشأن القضايا الضريبية؛ كما يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي إتمام التحليلات المعقدة للبيانات لتسهيل عمليات صنع القرارات بناءً على البيانات الضخمة المتاحة؛ مما يمثل قيمة كبيرة في تخصيص الموارد، وتنظيم الاستجابة للحالات الطارئة، وحتى في اتخاذ القرارات القضائية.
(فرص الذكاء الاصطناعي)
وتعقيباً على التقرير، قال فادي قساطلي، شريك ورئيس القسم الرقمي والابتكار في شركة كي بي ام جي : يُمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا رائدًا في طريقة تصميم الحكومات للخدمات العامة، وخطط التَعلُم المُخَصصة، وحلول الرعاية الصحية المعتمدة على تحليل البيانات الصحية الفردية، والتحديثات الشخصية اللحظية للمواطنين أثناء حالات الطوارئ العامة، حيث تُوفر هذه التكنولوجيا خدمات تأخذ في الاعتبار الاحتياجات والتفضيلات الخاصة بكل فرد. ويُسلِط هذا التقرير، الذي ننشره بالتعاون مع القمة العالمية للحكومات، الضوء على الفرصة المتاحة للحكومات لتكوين فهم أعمق لاحتياجات الأفراد والتكيف مع المشهد العالمي بالاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
( نشر المعرفة )
من جانبه، قال محمد يوسف الشرهان مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات: تُعد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا ضخماً في قدرات هذا القطاع، حيث تساعد في تفسير البيانات وكذلك تقديم بيانات جديدة، ويأتي هذا التقرير ليعكس رؤيتنا الهادفة إلى تحفيز الحوار العالمي ونشر المعرفة، حيث نتبنى نهجاً ثابتاً في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الحوكمة. ونثق، انطلاقاً من موقعنا كتجمع عالمي للمسؤولين ومصممي السياسات والمبتكرين والقادة، أن بإمكاننا دعم التطور التكنولوجي وتعزيزه في خدمة الأفراد والمجتمعات.
وفي ظل الأهمية الكبيرة للبيانات والتي تعد من بين الأصول الأكثر قيمة، يكتسب أمنها وخصوصيتها أولوية لحماية المعلومات الحساسة والخصوصية الفردية، وهناك حاجة متزايدة لمعالجة الآثار الأخلاقية المترتبة على المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالتزييف العميق ونشر المعلومات المضللة. ومن أجل حماية الجميع، يجب اتخاذ تدابير صارمة وذكية لضمان سلامة البيانات والمعلومات وحمايتها من مُحاولات الاختراق.
(مسار واضح ونموذج)
ويلفت التقرير إلى أن المبادئ التوجيهية الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات تقدم مساراً واضحاً يمكن لأي مدينة أو شركة اتباعه، مؤكداً أن ضمان شفافية العمليات والالتزام بممارسات معالجة البيانات المسؤولة يعزز ثقة الجمهور في الخدمات الحكومية الرقمية ويوسع دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل حكومي رقمي مزدهر.
ويمكن الاطلاع على التقرير كاملاً عبر الرابط: https://kpmg.com/ae/en/home/insights/2024/02/generative-ai-pioneering-the-next-era-of-digital-governance.html

وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی العالمیة للحکومات الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

المشاط تُشارك في ندوة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية في ندوة بعنوان " تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية والازدهار: رؤي وتصورات للمستقبل" بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وذلك في إطار سلسلة الندوات التي أطلقها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ومكتبة الإسكندرية.

وحضر الندوة الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ومريم الكعبي، سفير دولة الإمارات لدى مصر، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات.

وفي مستهل كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الذكاء الاصطناعي يُمثل أهمية كبرى على المستوى الوطني كما يعد أحد المحاور الرئيسية التي تشغل اهتمام الحكومات وصناع القرار على الصعيد العالمي، خاصة في السنوات الأخيرة بشكل متزايد، مشيرة إلى مشاركتها مؤخرًا في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس لعام 2025 والتي كان الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجيا قضية رئيسية للمناقشات في هذا المحفل العالمي الهام.

وأكدت أنه إذا كان العالم يتحدث عن التنمية المستدامة التي تحقق التوازن بين احتياجات الحاضر ومتطلبات الأجيال القادمة، في ظل تحديات متزايدة ومتشابكة على الصعيد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي، فإن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا واسعة لتسريع النمو وتحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات وطرح حلولًا للتحديات التنموية المعقدة.

وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على المستوى الدولي، أكدت الأمم المتحدة مرارًا على الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث يشير تقرير PriceWaterhouseCoopers إلى وصول حجم مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى أكثر من 15 تريليون دولار بحلول عام 2030.

كما أكدت المشاط، أن مصر وضعت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز استخدام هذه التكنولوجيا في جميع القطاعات، مشيرة إلى كلمة فخامة رئيس الجمهورية خلال إطلاق الإصدار الثاني من استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي 2025-2030، على أهمية استكمال المسيرة نحو بناء مجتمع رقمي يتبنى أحدث التكنولوجيات العالمية ويشكل فيه الذكاء الاصطناعي محوراً اساسياً لجهود التنمية، حيث أصبح تأثيره واضحاً في جميع مناحي الحياة مما يتيح لنا فرصا غير مسبوقة للتقدم والنمو المستدام.

وتطرقت «المشاط»، إلي مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة الإنتاجية في مختلف القطاعات، من الصناعة إلى الزراعة إلى الخدمات، ويدعم في اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية بفضل قدرته على تحليل البيانات الضخمة، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهنا في كافة مجالات، ولكن قدرة استفادة أي اقتصاد من هذا التطور التكنولوجي مرتبط بقدرته الاستيعابية لتلك التكنولوجيا.

وأوضحت أن مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير بنيتها التحتية الرقمية لتهيئة البيئة المناسبة لنمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام، ويأتي ذلك من خلال الاستثمار في شبكات الاتصالات، ومراكز البيانات، والحوسبة السحابية، ورفع كفاءة العنصر البشري.

وأضافت «المشاط»، أنه في ظل احتياج التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي إلى قدرات حوسبة هائلة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، فإن مصر تعمل على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي بما يجعلها مركزًا لعبور البيانات حول العالم، إضافة إلى كونها وجهة مثالية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ما يمنحها مزايا تنافسية فريدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا المجال.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية هائلة تحمل في طياتها فرصًا غير مسبوقة، ولكنه أيضًا لا يخلو من التحديات، فالاعتماد المتزايد عليه قد يؤدي إلى تأثيرات اجتماعية واقتصادية تحتاج إلى التعامل معها بحكمة ومسؤولية، فمن فقدان بعض الوظائف التقليدية، إلى تعميق الفجوات الاجتماعية، وصولاً إلى التساؤلات المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات، تبرز هذه التحديات كعناصر يجب التصدي لها لضمان تحقيق التوازن بين الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا والحد من آثارها السلبية، ولذلك، فإن الحوار المفتوح والمستمر والتعاون البناء بين جميع الجهات المعنية يُعد أمراً حيوياً لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي يخدم التنمية المستدامة ويحقق العدالة الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • “الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير المهارات الوظيفية”.. جلسة حوارية ضمن المؤتمر الدولي لسوق العمل
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • الدرقاش: الذكاء الاصطناعي يمارس السياسة على “مفاصلها”
  • “ديب سيك” يشعل أول حروب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا
  • “سدايا” تشخّص واقع تنظيم حوكمة الذكاء الاصطناعي في المملكة مع أكثر من 400 مسؤول من القطاعين الحكومي والخاص
  • المشاط تُشارك في ندوة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية
  • كيف يؤثر طرح «ديب سيك» على صراع أمريكا والصين في مجال الذكاء الاصطناعي؟
  • الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من ظلاله الشريرة
  • الرئيس السيسى يؤكد حرص مصر على توفير حزمة من الحوافز الاستثمارية لجذب الشركات العالمية
  • “هيئة الاتصالات”: حققنا نجاحات استثنائية خلال 2024 وحريصون على تعزيز دورنا في دعم الاقتصاد الرقمي