ماذا لو فرضت إسرائيل على مصر أمرا واقعا على الحدود؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
علق المحلل السياسي المصري يسري عبيد على ظهور بعض الصور والفيديوهات في الإعلام العبري تتحدث عن حشد القوات المصرية وإرسال الدبابات والصواريخ قرب الحدود.
إقرأ المزيدوقال عبيد في تصريحات لـRT إن كل الإجراءات التي تقوم بها مصر الآن هي ربما إجراءات احترازية خوفا من تصاعد الأمور، حيث تحاول القاهرة أن تبذل كل المساعي الدبلوماسية والسياسية للوصول إلى اتفاق يجنب الفلسطينيين والإسرائيليين عملية رفح المرتقبة التي ستؤدى في النهاية إلى مأساة كبيرة وستضع مصر في موقف محرج أمام العالم.
وألمح أن حشد الدبابات والآليات العسكرية المصرية قرب الحدود هي محاولة من جانب مصر ربما للتأثير على القرار الإسرائيلي في مسألة إجراء عملية عسكرية في رفح، فمصر هي أقوى جيش في المنطقة، وتل أبيب تخشى الدخول في صراع أو فتح جبهة جديدة ضد مصر وبالتالي ستحافظ على معاهدة السلام، وستحاول في النهاية التوصل إلى تفاهمات بخصوص هذه العملية البرية.
وتابع المحلل المصري: "السؤال الكبير الذي ننتظر الإجابة عنه ماذا لو فرضت إسرائيل أمرا واقعا على المصريين وقامت بعملية برية ونزح أكثر من مليون فلسطيني على الحدود المصرية ماذا ستفعل مصر وقتها، سيتم وضع مصر أمام خيارين ربما لا ثالث لهما إما أن تقبل بالفلسطنيين وتفتح لهم الحدود وإما أن تغلق الحدود في وجههم وبالتالي تجعلهم عرضة لآلة القتل الإسرائيلية، وبالتالي القاهرة ستكون في موقف حرج أمام العالم".
وأشار إلى أن مسألة أن يتم اتخاذ إجراءات عسكرية من مصر ضد إسرائيل أمر مستبعد لأن السيادة المصرية والدولة المصرية الآن تفضل الخيار السلمي والحفاظ على معاهدة السلام، موضحا أن مصر ربما ليست لديها نية لاتخاذ إجراءات عسكرية ضد الجانب الإسرائيلي وهناك تهديدات بتعليق معاهدة السلام والهدف من هذا الأمر هو إثناء إسرائيل عن اتخاذ إجراءات في رفح.
وقال عبيد إن إسرائيل إذا قامت باتخاذ قرار بشن عملية عسكرية في رفح فإن الأمور لن تصل إلى حد القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل من جانب مصر لأن هذا سيعني موت معاهدة السلام إلى الأبد وعودة أجواء الحرب مرة أخرى بين القاهرة وتل أبيب.
وأضاف أن صانع القرار المصري لا يفضل هذا الخيار وسيبذل قصارى جهده للوصول إلى اتفاق لتجنب هذه العملية، مشيرا إلى أن مصر ستحاول قدر الإمكان تجنب نزوح الفلسطينين إلى الحدود المصرية والتأثير على القرار الإسرائيلي.
وأشار المحلل السياسي المصري إلى أنه إذا قامت إسرائيل بشن هذه العملية العسكرية فإن رد القاهرة حتى الآن على المستوى الرسمي لم يفصح على الإجراءات التى ستتخذها مصر ضد هذا الإجراء من جانب إسرائيل.
من جانبه، قال المحلل السياسي المصري حسن بديع في تصريحات لـRT إنه "من الطبيعي والمنطقي أن ترسل مصر بعض دباباتها وصواريخها والعديد من التجهيزات الدفاعية إلى الحدود المصرية مع استمرار دولة الاحتلال الصهيونية في مجازرها اليومية ضد الشعب الفلسطيني ورفض حكومة الكيان كل محاولات وقف إطلاق النار أو الاستجابة لكل الجهود الدولية التي حاولت الوصول إلي تسوية".
وتابع المحلل السياسي المصري: "بل وصل الأمر إلى إصرار نتنياهو والحكومة الصهيونية إلى اقتحام رفح آخر نقطة في قطاع غزة وارتكاب جريمة القتل الجماعي والقيام بمذابح جماعية والعمل على قتل وطرد المليون ونصف مليون فلسطيني الذين يتكدسون الآن في رفح ودفعهم دفعا لاختراق الحدود المصرية، وارتكاب جريمة التهجير القسري الجماعي بالمخالفة للقانون الدولي وحكم محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة وتنفيذ صفقة القرن بالقوة".
وأشار إلى أن: "إسرائيل تسعى لدفع من يتبقى من الفلسطينيين على قيد الحياة إلى سيناء رغم أنف الحكومة المصرية بل وصل الأمر بالكيان الصهيوني إلى عدم احترام اتفاقية السلام وتمزيقها عمليا بالاعتداء على رفح وعدم احترام القرار المصري الذي حدد محافظة رفح خط أحمر وأن أي اعتداء على المحافظة يعني اعتداء علي مصر و تهديد صريح للأمن القومي المصري".
وأكد أنه "من الطبيعي أن تتحرك مصر إزاء الإجرام الصهيوني واصراره على انتهاك الأمن القومي المصري بل وقيامه بإسقاط أكثر من قذيفة على معبر رفح المصري، حيث جاء قرار تحريك بعض الدبابات ضمن حزمة من القرارت في العديد من المجالات المختلفة وليست العسكرية فقط لمواجهة كافة الاحتمالات خاصة وأن العدو ليس لديه أدنى احترام لأي اتفاق أو معاهدة ولا يتردد في ارتكاب أي حماقة خاصة وأن لديه عقيدة مريضة عنصرية بغيضة عن دولة وهمية من النيل للفرات".
ونوه بأنه يمكن القول إنه "في حالة حدوث مواجهة عسكرية بين مصر والعدو فإن المعركة سوف تتسع لتشمل الجبهتين السورية واللبنانية بخلاف الجبهة الفلسطينية وقد يؤدي الأمر إلى تدخل روسي أمريكي مما يؤدي لحرب عالمية لا تبقي ولا تذر ومن هنا فإن الأيام المقبلة حاملة لأخطر التطورات والأمور التي تنسف السلام العالمي نسفا وتدخل البشرية في نفق مظلم بسبب الممارسات الصهيونية".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google الحدود المصریة معاهدة السلام إلى أن فی رفح
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني حصول إسرائيل على تأجيل قضية الإبادة الجماعية 6 أشهر؟
قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن انتصار إسرائيل في محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، بالحصول على تأجيل لمدة 6 أشهر في قضية الإبادة الجماعية، يعد أمرا مؤقتا ولكنه بالغ الأهمية.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية -في تحليل بقلم يونا جيريمي بوب- أن هذا النصر مؤقت لأن على إسرائيل أن تقدم ردا على ادعاءات الإبادة الجماعية المتعلقة بسلوكها في الحرب الحالية في يناير/كانون الثاني 2026، وهو بالغ الأهمية لأنه يعني أن إسرائيل لن تخضع لأي عواقب جديدة كبرى من الناحية القانونية أو الدبلوماسية قبل عام 2026 أو ربما 2027.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكسيوس تكشف تفاصيل عرض ترامب النهائي للسلام في أوكرانياlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: حماس لا تزال فوق الأرض وتحتهاend of listورأت الصحيفة أن الحصول على هذا الوقت الإضافي مزية أخرى لتحسين سير التحقيقات الجنائية التي يبلغ عددها حوالي 90 تحقيقا، وأكثر من ألف مراجعة للجرائم و"سوء السلوك المزعوم" الذي ارتكبه جنودها، خاصة أنها تتحرك ببطء شديد، ولم تصدر سوى عدد قليل من لوائح الاتهام في قضايا مثل إساءة معاملة السجناء الفلسطينيين، ومثل حادثتي "المطبخ المركزي العالمي" و"الصليب الأحمر الدولي".
هناك أخطار
ومع ذلك، يرى الكاتب أن هناك أخطارا تصاحب هذا التأخير، أولها يتعلق بتأخر أول تحديث رسمي للجيش الإسرائيلي بشأن التحقيق مع جنوده منذ أغسطس/آب 2024، وقد تأخر عدة مرات لأسباب عسكرية وسياسية. وتساءل الكاتب: هل سيؤجل المسؤولون السياسيون والجنرالات هذا التحديث 8 أشهر إضافية، مع تأجيل جلسة الاستماع حتى يناير/كانون الثاني 2026؟
إعلانومع أن هذا التأجيل يعني وجود مزايا قانونية واضحة لتأخير قضية محكمة العدل الدولية، فإن هناك عيوبا تتعلق باستمرار المسؤولين القانونيين الإسرائيليين في التحرك ببطء كما فعلوا حتى الآن، مما يجعل الدعم الذي كان المجال الدبلوماسي الإسرائيلي والجمهور مستعدين لإظهاره يتآكل.
إضافة إلى ذلك، ستواجه إسرائيل الأسبوع المقبل -حسب الصحيفة- مزاعم أولية بالتجويع والعرقلة غير القانونية للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ولكن هذه المزاعم ستبقى في مستوى أولي ولن تدخل مرحلة الأدلة الموضوعية إلا في وقت لاحق، وستنفيها إسرائيل بالطبع، ولكن بقاء هذه القضايا متفاقمة بدلا من كشف الرواية الإسرائيلية المفصلة له ثمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن نشر إسرائيل روايتها الكاملة في قضية الصليب الأحمر كسرت حدة النقد الموجه للجيش الإسرائيلي، لأنها اعتراف ببعض الأخطاء. وكلما سارعت إسرائيل في نشر روايتها، تمكنت من استعادة سمعتها في العالم، مما يشجع الأميركيين والأوروبيين على الوقوف إلى جانبها بصراحة أكبر.
تعليق خاص
وإلى جانب هذا التحليل، نشرت الصحيفة تعليقا لأحد قرائها يدعى لاري م. غولدشتاين، قال فيه إن النتيجة الأبرز أن الحرب ستنتهي، وبالتالي يصبح التحقيق الذي تجريه محكمة العدل نظريا تماما، ومع نهاية الحرب أواخر 2025 أو أوائل 2026، ستشكل إسرائيل "لجنة تحقيق خاصة بها في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول وما تلاها" مما يجعل قضية المحكمة لا لزوم لها.
ونبه غولدشتاين إلى أن محكمة العدل تفهم جيدا ما يجري، وقد أجلت هذه الإجراءات لأنها لم تعد ترغب في التعامل مع هذه القضية، وذلك ما يصب في مصلحة إسرائيل، ولكنها في نفس الوقت لا تستطيع التعبير عن ذلك سياسيا بسبب ضعفها.
والمحكمة الدولية لا تريد التعامل مع القضية لأن دونالد ترامب أصبح رئيسا، وهي تعلم يقينا أنه سيعارض بشدة أي إجراء تتخذه ضد إسرائيل، لأنها حليفته، ولكن أيضا لأن الولايات المتحدة تريد من محكمة العدل ألا تفكر في مقاضاتها على أي شيء مطلقا.
إعلان