الجزيرة:
2024-09-17@02:29:08 GMT

الجنود الصهاينة المتدينون والحرب المقدسة في غزة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

الجنود الصهاينة المتدينون والحرب المقدسة في غزة

منذ عدة عقود، قرر القوميون الصهاينة المتدينون اجتياح الجيش الإسرائيلي، وظهر أن لوجودهم الكبير في صفوف المشاة عواقب على ساحة المعركة، فهم يخوضون بالفعل حربا مقدسة في أنقاض غزة، كما يتضح من آلاف مقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي.

هكذا لخص موقع ميديا بارت تقريرا موسعا بقلم غوينايل لينوار حاولت فيه أن تظهر أن الحرب في أنقاض قطاع غزة غريبة، لأن الجنود يصورون بتصوير ساحة المعركة، ويصورون أنفسهم مع رفاقهم ويبثون مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، مما يقدم صورة مزعجة ومثيرة للقلق عن جيش إسرائيلي، جنوده من جنس الذكور حصرا، وتسكنهم نزعة مسيحانية.

ويوضح إيال سيفان، الذي كان يجمع هذا النوع من مقاطع الفيديو منذ بدء الهجوم البري في غزة، وهو مخرج ومنتج معروف بالتزامه اليساري -فك رموز بعض مقاطع الفيديو للموقع- أن أحد المقاطع صور "في خان يونس، وهو يظهر كيف تحولت شقة الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون هناك إلى كنيس يهودي، يحتفل فيه جنود كلهم أرثوذكس وصهاينة متدينون".

والغريب -حسب إيال سيفان- أن هذه الفيديوهات التي تم تصويرها وبثها خارج الإطار العسكري الرسمي، لا تثير أي رد فعل سلبي من جانب هيئة الأركان العامة، "لقد بدأ بثها على شاشة التلفزيون الإسرائيلي كعناصر من الجو السائد بين الجنود في غزة، مما يدل على أننا لا نجد من الصادم ولا من غير المناسب أن يبارك جنود جيش إسرائيل مخطوطات التوراة ويحولون بيوت الفلسطينيين إلى معابد يهودية".

أدعية ومواعظ في ساحة المعركة

وتساءلت الكاتبة عما حدث في الجيش الإسرائيلي الذي أراد مؤسس الدولة ديفيد بن غوريون أن يكون مخصصا لها، من دون ارتباطات بمرجعيات دينية ولا أحزاب سياسية موالية للحكومة، لترد بأن ذلك كان في العقود الأولى للدولة، قبل أن يتزايد ثقل المتدينين، وخاصة المستوطنين الأيديولوجيين الذين يطلق عليهم الصهاينة المتدينون في المعسكر السياسي الإسرائيلي، ثم في القوات المسلحة.

ومع أن اليهود المتدينين رفضوا الخدمة العسكرية، فإن استحضار الدين ظاهر عند كل منعطف من أنقاض قطاع غزة، وفي مقاطع الفيديو القصيرة التي صورها الجنود، هناك عدد لا يحصى من الخطب الدينية الموجهة إلى الجنود، وإذ لم تكن من عمل الضباط فإنها تتم أمام أعينهم، مثل ظهور جندي يرتدي الطاقية اليهودية الكبيرة التي يرتديها المستوطنون وهو يبارك رفاقه قبل التوجه إلى المعركة قائلا "نحن جميعا جنود مقدسون".

وفي الليل، ينطلق جندي آخر وسط دائرة كبيرة شكلها رفاقه، في خطبة تكرر فيها الجوقة جملا معينة، يترجمها إيال سيفان بالقول "في هذه الحرب سننتصر لأن الآب في السماء يحمينا. الله ملك يحكم إلى الأبد"، ثم يهتف الجميع "إلى النصر إلى النصر إلى النصر"، موضحا أنها "مزيج بين الصلوات والدعوات للحرب المقدسة، وهي ليست طقوسا معتادة للجيش الإسرائيلي".

الأكاديميات العسكرية والدينية

وأوضحت الكاتبة أن الدين بدأ يأخذ مكانه في الجيش منذ غزو لبنان عام 1982، كما يقول رينيه باكمان في مقال نشر عام 2021 بعنوان "الجيش الإسرائيلي.. في خدمة الله أم الدولة؟" يقول فيه ياجيل ليفي، وهو عالم اجتماع إسرائيلي متخصص في القضايا العسكرية إن "نقص الأفراد ودخول مجندين من الطبقة الوسطى لديهم أحلام غير القتال، جعل هيئة الأركان العامة تحاول جذب الشباب المتدينين، من خلال مضاعفة الصفقات مع الحاخامات والترتيبات المحددة التي تهدف إلى تسهيل تجنيد المتدينين".

وهكذا -تقول الكاتبة- ولدت هسدير يشيفا، وهي أكاديميات دينية تسمح للمجندين المستقبليين بالاستمرار لمدة 5 سنوات في الدراسات التلمودية والتدريب العسكري بالتوازي ثم الخدمة الفعلية، ومن أشهرها مدرسة بني داود التي تأسست عام 1988 في مستوطنة إيلي، في قلب الضفة الغربية بين القدس ونابلس، وقد قامت منذ بداياتها بتدريب نحو 2000 شاب، معظمهم يخدمون في وحدات النخبة والوحدات القتالية وفي الاحتياط.

وكانت حادثة إخلاء المستوطنات في قطاع غزة في صيف 2005 بمثابة صدمة للمستوطنين الأيديولوجيين من اليمين واليمين المتطرف، واليوم أصبح شعارهم واضحا لا لبس فيه "نحن عائدون إلى الوطن".

واليوم، هناك العديد من الصهاينة المتدينين في أعلى المناصب في الجيش، وينقل رينيه باكمان عن ياجيل ليفي أن من بين 29 مدرسة تدريب عسكرية عاملة، هناك 16مدرسة دينية، و8 مدارس مختلطة و5 مدارس علمانية، وقد زادت نسبة الضباط الدينيين من 2.5% في منتصف التسعينيات إلى أكثر من 25% في منتصف العقد الأول من القرن الـ21.

يظهر في أحد المقطع جنود يغنون في دائرة وهم يمسكون بأكتاف بعضهم البعض "سنضرب حزب الله على رأسه، وفي غزة سنمحو نسل العماليق، لأنه لا يوجد أبرياء"

جيش منقسم إلى فريقين

يقول شير هيفر، الاقتصادي ومنسق حملة المقاطعة للحظر العسكري على إسرائيل، إن "الجيش منقسم إلى قسمين، فمن ناحية هناك أجهزة المخابرات والمسيرات والطيران، وهي تستخدم أدوات التكنولوجيا الفائقة أكثر من غيرها، ومن ناحية أخرى، هناك عربات المشاة والمدرعات، حيث يوجد الكثير من الجنود المتدينين من مؤيدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهم الذين يحافظون على الاحتلال، ويحرسون نقاط التفتيش في الضفة الغربية".

ويوضح إيال سيفان أن "جنوب أفريقيا استشهدت بفيديو في لاهاي" يظهر أن الجنود الذين يقاتلون ينقلون خطابات السياسيين، كما يظهر مدى تغلغل الخيال الديني في الجيش، ويظهر في المقطع جنود يغنون في دائرة وهم يمسكون بأكتاف بعضهم البعض "سنضرب حزب الله على رأسه، وفي غزة سنمحو نسل العماليق، لأنه لا يوجد أبرياء".

وتتكون بعض الوحدات بالكامل من الصهاينة المتدينين، كما هي حال لواء كفير، الذي انتشر لأول مرة في قطاع غزة خلال الحرب الحالية، وقد تم دمج كتيبة "نيتساح يهودا" فيه، ولكل منهما تاريخ مثبت ومتكرر من العنف ضد الفلسطينيين، وعادة يمر العنف دون عقاب كما هي الحال اليوم.

ليفي: الجيش الإسرائيلي من الممكن أن يستغل عواطف الجنود وقادتهم لغرس الروح القتالية في نفوسهم، ولكن بعد الحرب، لا بد من بذل جهد لإعادة تأهيل القوات البرية حتى لا يتحول بعضهم أو كلهم إلى عصابات

انقسامات ظاهرة

في الجيش الإسرائيلي اليوم هناك نوعان من الجنود، كبار السن الذين تم استدعاؤهم ولديهم انضباط، والآخرون الذين يفعلون ما يحلو لهم، وهم يعتبرون قطاع غزة ملعبا يفعلون فيه ما يريدون، كالنهب أو قتل المدنيين الذين لا يشكلون أي تهديد، ويرى ياجيل ليفي أن هذا يمثل تحديا للموظفين، لأن هذه الأفعال التي يقوم بها الجنود الصهاينة المتدينون من جميع الرتب، تمثل شكلا من أشكال العصيان والرغبة في فرض قانونهم على أعلى القيادة العسكرية والسياسية.

"والأمر الأكثر إثارة للقلق -كما يرى ياجيل ليفي- هو انهيار التسلسل الهرمي للجيش، بحيث يسمع رئيس الأركان دعوات الانتقام، ويرى خروقات الانضباط، والموقف المهين تجاه قواعد إطلاق النار، لكنه لا يفعل شيئا تقريبا. لأنه يقع تحت إرهاب اليمين".

وكتب ليفي وهو خبير في علم الاجتماع في مقال بصحيفة هآرتس أن "الجيش الإسرائيلي من الممكن أن يستغل عواطف الجنود وقادتهم لغرس الروح القتالية في نفوسهم، ولكن بعد الحرب، لا بد من بذل جهد لإعادة تأهيل القوات البرية حتى لا يتحول بعضهم أو كلهم إلى عصابات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مقاطع الفیدیو قطاع غزة فی الجیش فی غزة

إقرأ أيضاً:

"غطرسة" الجيش الإسرائيلي وضعته في مأزق

رأت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه كان على الجيش الإسرائيلي اتخاذ عدة خطوات أخرى بدلاً من شراء المزيد من الطائرات المقاتلة، مضيفة في تحليل أعده الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق باريك، أن القيادة العسكرية العليا لم تتفاعل مع التغيرات الجذرية في تسليح جيوش أعداء إسرائيل.

 وقالت معاريف، إنه على مدى 20 عاماً، عاش رؤساء أركان الجيش، باستثناء غابي أشكنازي، على مفهوم أمني أدى إلى تفكك الجيش الإسرائيلي، موضحة أن كلاً منهم قرر، مثل سابقه، أن الحروب الكبرى انتهت، وهناك سلام مع بعض الدول، وبالتالي، يُمكن الاكتفاء بجيش صغير تكنولوجي ذكي ذي قدرة هجومية، وأشار إلى أنه منذ عام 2002 وحتى اليوم، تم تخفيض الجيش بنسبة 66%، أي ثلث حجمه.
وفي الوقت الذي شهد الجيش الإسرائيلي فيه انخفاضاً في تسليحه  البري، قام أعداء إسرائيل في الوقت نفسه بتجهيز ترسانات هائلة مكونة من 250 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة بهدف إحكام القبضة على حدود إسرائيل، وذلك في إشارة إلى الجماعات المُسلحة مثل حزب الله والحوثيين وغيرهم.
وقالت الصحيفة إن المستويين العسكري والسياسي لم يكترثا بهذه العملية التي بدأها الإيرانيون وأتباعهم، وأن المستوى العسكري قرر أن يبني قدرات جوية قوية واستخبارات عالية الجودة وجيش بري يعتمد بشكل شبه حصري على الخدمة النظامية، وجيش احتياطي منهك. 

معاريف: إيران تسعى إلى تأجيج العنف في الضفةhttps://t.co/ycrZAYo9rE pic.twitter.com/DG6y7AaqFj

— 24.ae (@20fourMedia) September 13, 2024  تطور الجماعات المسلحة

ويضاف إلى كل هذا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية العليا لم تستجب إطلاقاً للتغيرات الجذرية التي تشهدها تلك الجماعات المحيطة بحدود إسرائيل، والتي أعدت نفسها لحروب كبيرة وليس مجرد حرب على الجبهات، بل ستكون الحرب عبارة عن إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة يومياً على الجبهة الداخلية.

تغيير المفهوم الأمني

وتشير الصحيفة إلى أن هذه الإطلاقات تتطلب إعداداً مختلفاً، سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم، كما يتطلب هذا التغيير مفهوماً مختلفاً للأمن عن ذلك الذي صاغه ديفيد بن غوريون في خمسينات القرن الماضي، فضلاً عن التجهيز بوسائل حربية جديدة مناسبة لحروب المستقبل، وبالطبع مفهوم العمليات الذي يختلف تماماً عن المفهوم الحالي، مستطرداً: "كل هذا لم يتم في الجيش الإسرائيلي، بسبب الغطرسة، والأنا، واللامسؤولية والإهمال الإجرامي".
وأوضح أن الجيش لم يقم ببناء مفهوم للدفاع والهجوم ضد آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار التي سيتم إطلاقها كل يوم على المراكز السكانية والبنى التحتية مثل محطات الكهرباء، ومنشآت تخزين المياه والغاز والوقود، والبنى التحتية الصناعية والنقل، والأهداف الاستراتيجية الأخرى.

الأسلحة غير مناسبة

وبسبب الافتقار إلى مفهوم أمني، وبسبب سوء فهم الواقع الجديد، لم يقم الجيش الإسرائيلي بشراء أسلحة جديدة مناسبة لحرب متعددة الساحات، ولم يتم إنشاء فرقة صواريخ أرض-أرض هدفها الرئيسي هو تدمير منصات إطلاق صواريخ العدو، وهي أكثر فعالية بمئات المرات من الطائرات غير القادرة على التعامل مع هذه الإطلاقات، بحسب معاريف.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، كان من المفترض أن تكون هناك مبادرة وطنية مع الولايات المتحدة لتطوير نظام قوي يمكنه ضرب صواريخ العدو الباليستية أرخص بمئات المرات من الصواريخ التي لدى إسرائيل الآن، ومن بينها أنظمة السهم ومقلاع داوود والقبة الحديدية. 

معاريف: حزب الله يحاول الحفاظ على "معادلة الألم" مع إسرائيلhttps://t.co/1mtzzjvHSm pic.twitter.com/FWkJebFGh3

— 24.ae (@20fourMedia) September 12, 2024  شراء طائرات F-35

وانتقدت الصحيفة استثمار الجيش الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، 32 مليار دولار من المساعدات الأمريكية التي تم التعهد بها للسنوات العشرين القادمة لشراء عدة أسراب أخرى من طائرات F-35  ستصل في غضون خمس سنوات وستنخفض أهميتها بشكل كبير، مستطردة: "الجيش الإسرائيلي اشترى أسراب طائرات إف 35 بدلا من الأسلحة التي تم ذكرها سابقاً، والتي تزيد أهميتها وفعاليتها في حرب متعددة الساحات ".
وذكرت معاريف، أن "الإغفال المشين" في 7 أكتوبر (تشرين الأول) نتيجة لعمل اللوبي القوى داخل القوات الجوية، والذي تولى اتخاذ القرارات على المستويين السياسي والعسكري، ونتيجة لذلك، لا تريد إسرائيل أن تتخلى عن مفهوم "السيطرة الجوية" في المعركة، على الرغم من أن العالم أجمع قد أدرك منذ فترة طويلة أن الحروب لا يمكن كسبها بالطائرات وحدها.

 

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: هناك ضرورة للعمل العسكري على الحدود الشمالية
  • "غطرسة" الجيش الإسرائيلي وضعته في مأزق
  • عاجل: الجيش الإسرائيلي يكشف مفاجأة جديدة عن نوع الصاروخ الحوثي الذي ضرب ”تل ابيب” ولماذا فشل باعتراضه
  • الجيش الإسرائيلي يرجّح مقتل 3 رهائن خلال تصفية "الغندور"
  • وكالة الأنباء الفرنسية: الجيش الإسرائيلي يرجح مقتل 3 محتجزين في غزة بغارة إسرائيلية
  • جدعون ليفي للإسرائيليين: هل ستعيشون في بلد يتغذى على الدماء؟
  • الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الحوثي تفكك في الجو
  • الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً في "عمق لبنان"
  • عضو بالكنيست الإسرائيلي: بيانات هجاري تحرج الجيش وتضلل الجمهور والحكومة
  • «القاهرة الإخبارية»: الجيش الإسرائيلي ينفذ 3 غارات جوية على شمال غزة