المرصد العمالي يكشف عن أبرز الانتهاكات بحق العمال في الأردن
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
المرصد العمالي: معظم التعديلات التي أجريت على قانوني العمل والضمان الاجتماعي كانت تراجعية ولا تتواءم مع معايير العمل الدولية المرصد العمالي: الاقتصاد الأردني بدأ بالتأثر تدريجيا جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة المرصد العمالي: الحكومة لم توفر أدوات حمائية للمتضررين من حملات المقاطعة التقرير رصد عشرات الشكاوى لمعاناة عمال في وظائفهم
كشف تقرير تجميعي أن عام 2023 كان صعبا على العمال في الأردن بسبب حرمان قطاعات واسعة منهم من التمتع بحقوقهم والتغول عليها، إلى جانب استمرار تدهور شروط العمل على مستوى السياسات والممارسات بدون بوادر حكومية لتحسينها.
وأظهر التقرير السنوي، الذي أصدره المرصد العمالي الأردني التابع لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، أبرز التحديات والانتهاكات التي واجهها العمال خلال العام الماضي، إضافة إلى التغييرات التي طرأت على سوق العمل وعلى الاقتصاد الوطني.
اقرأ أيضاً : قرارات جديدة صادرة عن الحكومة
وأشار التقرير، الذي رصد مختلف القضايا التي تمس حقوق العمال في مختلف أنحاء المملكة، إلى أن عام 2023 صدرت فيه مجموعة من القرارات لتعديل أو إصدار تشريعات عمالية مهمة مثل تعديل قانوني العمل والضمان الاجتماعي، وإصدار أنظمة جديدة للسلامة والصحة المهنية ونظام مكاتب تشغيل الأردنيين، إضافة إلى تعديل نظام العقد الموحد للعاملين في المدارس الخاصة.
وبين التقرير منافع ومضار كل تشريع صدر أو جرى تعديله، موضحا أن معظم التعديلات التي أجريت على قانوني العمل والضمان الاجتماعي كانت تراجعية ولا تتواءم مع معايير العمل الدولية المتعارف عليها، إضافة إلى الاختلالات الموجودة في أنظمة السلامة والصحة المهنية ونظام مكاتب تشغيل الأردنيين، بينما كانت تعديلات نظام العقد الموحد خطوة جيدة باتجاه الحد من الانتهاكات العمّالية في المدارس الخاصة.
ولفت التقرير إلى أن الاقتصاد الأردني بدأ بالتأثر تدريجيا جراء العدوان الشامل والمدمر الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والمستمر حتى هذه اللحظة، ما زاد الضغوط على العمال في الأردن وتأثر الآلاف منهم من تراجع أداء الشركات الأجنبية وفروعها التي تم مقاطعتها شعبيا بسبب دعمها المباشر وغير المباشر للاحتلال الإسرائيلي وسياساته، لجعلها أداة ضاغطة لوقف العدوان على غزة.
كما تضررت قطاعات اقتصادية جراء العدوان المستمر على قطاع غزة، وبخاصة قطاع السياحة وما يندرج تحته من فنادق ومطاعم سياحية، وفق التقرير الذي بين أن الحكومة لم توفر حتى الآن أدوات حمائية للمتضررين من حملات المقاطعة – التي تعتبر حقا للمجتمع – أكانوا عاملين أم أصحاب أعمال.
وأشار التقرير إلى أن عام 2023 شهد انتهاكات وتجاوزات متنوعة ضد حقوق العمّال في القطاعين العام والخاص مثل تأخُّر صرف أجور العاملين والعاملات أو عدم صرفها من الأساس لأشهر طويلة، وعدم شمولهم بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، وعدم توفير أدنى متطلبات السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل وغيرها من الانتهاكات.
ومن أبرز الانتهاكات التي رصدها "المرصد العمالي" معاناة عشرات العمال في شركة لصناعة الحديد بمنطقة الموقر، إذ شكوا مرارا من تأخر رواتبهم الشهرية، رغم أن معظمهم معيل لأسر، إضافة إلى تجاوزات في شركة لتوليد الكهرباء في منطقة الغباوي بمحافظة الزرقاء، إذ مارست إدارة الشركة عدة إجراءات وصفها العمال بـ"الاستفزازية" مثل إجبارهم على العمل في العطلات الرسمية وتكليفهم بمهام ليست ضمن اختصاصهم، ومعظمها مهام شاقة وخطرة على سلامتهم.
ومن القضايا العمالية البارزة أيضا التي رصدها فريق "المرصد العمالي" خلال العام الماضي قضية 180 عاملا يعملون بنظام "الشيكات" في شركة مياه اليرموك بمحافظة إربد، إذ يعانون من ممارسات وانتهاكات عديدة، فهم يتقاضون أجورا متدنية، ومحرومون من الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، ومن الإجازات السنوية والمرضية والعطلات الرسمية.
وبين التقرير أنه طفت على السطح قضية عمالية في نهاية العام الماضي في مصنع للألبسة بمنطقة سحاب الصناعية، إذ شكا العاملون وبخاصة المهاجرون (الوافدون) في المصنع من أنهم يعانون ظروفا صعبة، إذ كانوا بلا رواتب منذ خمسة أشهر وبلا تصاريح عمل، إلى جانب ظروف سكنهم الصعبة وغير الملائمة، حيث نقص المياه الشديد والانقطاع المتكرر للكهرباء ولساعات طويلة.
ولا يزال القطاع الطبي في الأردن ينتقص من معايير العمل اللائق، وفق التقرير، حيث ما يزال موظفو وموظفات المهن الطبية المساندة وكوادر التمريض المشارك والمساعد في وزارة الصحة ينتظرون تلبية مطالبهم وبخاصة المتعلقة بالعلاوات منذ سنوات، إضافة إلى الأطباء المتدربين "الامتياز" العاملين في وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة والخدمات الطبية الملكية الذين يعملون إما بلا أجر أو بأجر أقل من الحد الأدنى للأجور ومحرومون من الضمان الاجتماعي.
كما وثق "المرصد العمالي" على مدار عام 2023 عشرات الاحتجاجات العمّالية بمختلف أشكالها، أكانت اعتصاما أو إضرابا أو مسيرة أو حتى التهديد بالاحتجاج.
وتنوعت الفئات العمالية التي نفذت هذه الاحتجاجات بين عمال منتسبين لنقابات ولجان عمالية ونقابات مهنية وعاملين خارج أي إطار تنظيم نقابي ومتعطلين عن العمل ومتقاعدين.
أما بخصوص معدلات البطالة، فأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الأردني ما يزال غير قادر على استحداث فرص عمل كافية لخفض معدلات البطالة التي وصلت لمستويات عالية جدا مقارنة مع معدلات البطالة التاريخية في الأردن، ومعدلاتها في غالبية دول العالم، إذ كانت قبل جائحة كورونا (19.2 بالمئة) ووصلت خلال الربع الثالث من العام 2023 إلى (22.3 بالمئة)، وبين الشباب في الفئة العمرية 15 – 19 سنة و20-24 سنة (56.8 بالمئة و47.3 بالمئة) لكلٍ منهما على التوالي.
وبين التقرير أن السنوات الماضية شهدت تراجعا ملموسا في عدد الوظائف المستحدثة، إذ تراجعت من 70 ألف وظيفة جديدة في عام 2007 إلى 38 ألفا في عام 2018، وتراجعت بشكل ملموس خلال عامي 2020 و2021 نتيجة تداعيات جائحة كورونا، لترتفع بشكل طفيف خلال النصف الثاني من العام 2022، إذ بلغت نحو 46 ألف وظيفة جديدة.
ولم يُغفل التقرير أوضاع العمالة غير المنظمة، حيث رصد "المرصد العمالي" خلال عام 2023 واقع حال العديد من العاملين الذين يعملون في القطاع غير المنظم، مثل العاملين بمجال الخردة، والعاملين والعاملات في الزراعة، والذين يعملون بمهنة الجزارة، وموظفي شراء الخدمات، ومعلمات محو الأمية، وغيرهم من العاملين وفق أسس غير منظمة.
وتبين من خلال الرصد أن هؤلاء يعانون ظروف عمل أكثر صعوبة من غيرهم في القطاعات المُنظمة، فهم لا يتمتعون بأي من أشكال الحماية الاجتماعية وبخاصة الضمان الاجتماعي، ناهيك عن أجورهم المنخفضة وعدم تمتعهم بشروط السلامة والصحة المهنية، وغيرها من معايير العمل اللائق.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: المرصد العمالي الأردني العمالة الأردنية عمالة وافدة قوانين قضايا المرصد العمالی والصحة المهنیة معاییر العمل العمال فی فی الأردن إضافة إلى من العام عام 2023 إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإتحاد الوطني لنقابات العمال: لرفع الحد الأدنى للاجور والتعويض على العمال المتضررين من العدوان
عقد المجلس العام للاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان إجتماعاً لبحث خطة عمل الاتحاد خلال العام الحالي.
في بداية الاجتماع، دان المجلس، بحسب بيان، "الإعتداءات الصهيونية التي ادت الى سقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى، بالإضافة الى عمليات التدمير والِتهجير الممنهج الذي ادى الى تدمير عشرات الاف المنازل واحراق الاراضي والمحاصيل الزراعية، هذا العدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني وعلى كل لبنان، وما نتج عنه من تهجير آلآف من عائلات القُرى الحدودية التي سويت بالأرض، وكل هذه الجرائم المنفذة ومدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ، وعدد من الدول الأوروبية وغيرها".
بعد ذلك، طرح رئيس الاتحاد الوطني النقابي كاسترو عبدالله برنامج العمل، فشدد على "كيفية مواجهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والضرائبية التي وضعتها الحكومة في بيانها الوزاري"، مؤكدا "ضرورة إقرار الحقوق للعمال والطبقة العاملة، وبخاصة في تصحيح الأجور ورفع الحد الادنى الى ما يعادل مبلغ 1000 دولار وكذلك العمل على تعزيز التقديمات الاجتماعية لكل الذين هم خارج اي حماية اجتماعية، وتحديدا اليوم في ظل هذه الظروف ونتائج العدوان الصهيوني على بلدنا التي تسبب في ضرب وحرق كل مقومات العيش للطبقة العاملة والمزارعين ولكل العاملين في الاقتصاد غير المنظم".
وأعلن "التحضير للاحتفال ببعض المحطات المهمة، ومنها يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار، وعيد العمال العالمي في الاول من أيار، بالإضافة الى يوم السلامة المهنية ويوم العمال المهاجرين وتنفيذ عدد من دورات التدريب النقابي في الداخل والخارج".
ولفت الى "المُضي في العمل والنضال من أجل مواجهة السياسات التي تُفرض من الحكومة اللبنانية الحالية والتي هي امتداد لسياسات الحكومات المتعاقبة بتنفيذ السياسات وإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين والدليل القاطع على عدم إقرارها لحقوق الإنسان وحقوق المواطنين في البيان الوزاري، وبخاصة لعدم محاسبة من سرق اموال الناس وما تبقى من خيرات في هذا البلد ، وصولا الى رغيف الخبز، في وقت يستمر فيه العدوان الصهيوني على قرى الجنوب وتتم فيه حماية الكارتلات وتتضاعف فيه الرسوم والضرائب غير المباشرة وتترك فيه الأملاك البحرية والنهرية والمشاعات وأملاك الدولة مُغتصبة ومنهوبة من المافيات، أتباع سلطة الطوائف والمذاهب، والكانتونات والمحميات".
ودان "هذه السياسات كونها تحرُم المواطنين، وبالتحديد العمال وذوي الدخل المحدود، حق العيش بكرامة"، مجددا الدعوة لهذه الحكومة العاجزة عن القيام بواجباتها ولا هم لها سوى إفقار المواطنين الى التعديل في سياساتها الاقتصادية"، وطالبها "بحماية حقوق العمال والطبقة العاملة من خلال اعادة الحقوق الى العمال، وبخاصة في التعويضات وفي الاجور التي فقدت قيمتها واعادة النظر في العديد من المراسيم والقوانين التي يجب تعديلها واقرار التشريعات الجديدة لتتماهى مع العمل اللائق والاتفاقيات الدولية".
وطالب "بدفع التعويضات الى العمال والمزارعين والمياومين والعاملين في الاقتصاد غير المنظم من خلال المساعدات الدولية".
ودعا الى "تعزيز التقديمات الصحية في كل الهيئات الضامنة، وبخاصة الضمان الاجتماعي، عبر رفع قيمة التقديمات للمضمونين كي تُتساوي مع واقع الحال، وفي هذا المجال يؤكد على المطلب الداعي الى أن تقوم الدولة بدفع مستحقاتها للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بما يؤمن استمراره في خدمة المضمونين".
وتوقف عند "موضوع الايجارات القديمة، فدعا إلى إصدار قانون عادل ينصف صغار المالكين والمستأجرين القُدامى".
كما دعا "الحكومة والمجلس النيابي الى التصديق على الاتفاقيات الدولية وخاصة الإتفاقية 87 حول حق التنظيم النقابيي وكذلك كل الاتفاقيات ذات الصلة وايضا الاتفاقية 189 و190 وغيرها".
وأقر المجلس "خطة العمل المقدمة من المكتب التنفيذي، كما جرت المُصادقة على تقارير اللجان المُختصة، ومنها لجنة العلاقات الخارجية، لجنة التنظيم، لجنة الضمان الاجتماعي ، لجنة المرأة العاملة، لجنة الشباب، لجنة الإدارة والمالية ولجنة التدريب النقابي.
وأعلن "الانتساب الى الاتحاد الدولي للنقابات وتم تكليف المكتب التفيذي لمتابعة هذا الموضوع ومن ثم، صدق الحاضرون على قطع الحساب للأعوام السابقة، وخاصة عام2024 ، وأقروا الموازنة الجديدة لعام 2025 وتم ابراء ذمة المكتب التنفيذي والتصديق على اعمال الاتحاد عن العام 2024".