انخرطت النساء السودانيات في الصراع الدائر في البلاد، لكنهن في هذه المرة لسن ضحايا، بل قمن بحمل السلاح للدفاع عن أنفسهن في وجه العنف والانتهاكات المرتكبة بحقّهن خلال الأشهر الماضية.

وأشارت تقارير صحفية، إلى أن مجموعات من السودانيات انضممن إلى معسكرات تدريب حول كيفية استخدام الأسلحة، في خضم الدعوة للمقاومة الشعبية من قبل قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، من أجل التصدي لممارسات الدعم السريع بحق الأهالي.



وبدأت تلك التدريبات في ولاية نهر النيل شمال السودان خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، ثم التحقت بها ولايتا البحر الأحمر وكسلا، في شرق السودان، إضافة إلى ولاية النيل الأزرق في الجنوب الشرقي، بالإضافة إلى الولاية الشمالية.

بإشراف ضباط الجيش السوداني


تحولت ساحة مدرسة بمدينة بورتسودان، إلى موقع تدريب على القتال للنساء والفتيات من أجل تعزيز مهاراتهن للدفاع الذاتي ضد أي انتهاك يرتكب بحقّهن.

سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لانه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد .. لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب… وجذور تستعصي على القلع.
استجابة واسعة لنداء القائد العام للجيش ..رجال ونساء السودان يستعدون للدفاع عن الارض والعرض ✌
معسكرات التجنيد الطوعي .. مروي الصمود ✌ pic.twitter.com/xwD4falS0J — Rishan Oshi رشان اوشي (@Rishanoshi11) August 2, 2023
وتأتي الطالبات والمعلمات وربات البيوت يوميا لتلقي التدريبات في تلك الساحة، من أجل تأهيلهن على معرفة كيفية إطلاق النار، حيث يشرف على تدريبهن ضباط الجيش السوداني.

وقالت النساء اللواتي يتدربن في هذه المعسكرات: "نحن ندعم الجيش.. فهم لا يحتاجون إلينا ولكننا هنا لدعمهم"، بحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
انتهاكات "الدعم السريع" دفعتهن لحمل السلاح


وارتفعت معدلات إقبال النساء على تلك المعسكرات عقب سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في وسط السودان، خلال شهر  كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

فتيات سودانيات في مختلف الأعمار، بما في ذلك نساء في الخمسينيات من العمر، انضممن إلى معسكرات التدريب العسكري، منهن منال عثمان ذات الأربع والعشرين عاما من ولاية نهر النيل.

وتقول منال، إنها انضمت إلى معسكر التدريب بهدف حماية نفسها من اعتداءات قوات الدعم السريع، خاصة بعد تعرض العديد من الفتيات لاعتداءات وانتهاكات في الخرطوم ووادي مدني، مبينة أن تعلم الفنون القتالية هو وسيلة للدفاع عن النفس، وفقا لموقع "الحرة".


وأفادت شبكة "صيحة" بتاريخ 9 فبراير بـ"انتهاكات ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة"، تشمل حالات اغتصاب وضرب وقتل.

وتتلقى النساء والفتيات في معسكرات التدريب تدريبات على استخدام الأسلحة الخفيفة ويتعلمن أيضا مجالات تقديم الإسناد للجيش السوداني، بما في ذلك تجهيز الطعام وعلاج الجرحى، بحسب التقرير.

فاطمة عبد الجبار، إحدى المشرفات على حصر النساء في التدريب، أكدت أن التدريبات تشمل رفع الوعي والمشاركة في دعم الجيش الرسمي.

وقالت إحدى النسوة اللاتي شاركن في التدريب: "ابني قتل على يد ضابط في قوات الدعم السريع"، فيما تقول أخرى: "نحن هنا للدفاع عن أنفسنا وأطفالنا، فقد رأينا الكثير من الانتهاكات والفظائع" موضحة أن قوات الدعم السريع قتلت ابن أخيها واختطفت ابنة أختها المفقودة منذ ذلك الحين، بحسب تقرير "سكاي نيوز" البريطانية.

ويطلق على مبادرة التدريب العسكري هذه مسمى الـ"كنداكات" أي الملكات المحاربات، وهي كلمة تستخدم لوصف النساء اللواتي قدن الاحتجاجات المناهضة لنظام عمر البشير في ثورة ديسمبر 2018.

في ذات المصدر، ترى إحداهن أن ذلك يشعرهن بأن هذا "يمكن أن يكون شبكة أمان لهن، والخيار الوحيد الذي يمكن أن ينقذهن من ظروف البلد، أنا شخصيا لا أعتقد أن هذا هو الحل الوحيد أو شيئا يمكن أن يمنح الأمان بالكامل".

وأضافت: "لم يتم استكشاف جميع الخيارات يجب أن تكون هناك ورش عمل واجتماعات ومنتديات لمناقشة الحلول، فهناك مناقشات لم نتمكن من إجرائها منذ بداية الحرب بسبب البيئة الأمنية".


ويقول التقرير البريطاني إن عدد المجندات الإناث تجاوز  الـ5000 سيدة، ما يؤكد تزايد حوادث الانتهاكات ضد النساء في الحرب، وهو ما زاد من عدد المجندات، خاصة بين النساء النازحات.

وفي المقابل، فإن هذه الخطوة تلقى انتقادا من ناشطات في حقوق الإنسان، من قبيل أنها قد تدفع إلى المزيد من حالات التحرش الجنسي وإزهاق الأرواح بين النساء السودانيات وارتفاع حالات العنف بحقّهن.

يأتي ذلك في وقت يواجه فيه ملايين السودانيين الفارين من الحرب المستمرة منذ 10 أشهر ونحو 15 مليونا من العالقين في مناطق القتال والفاقدين لمصدر دخلهم، خطر الجوع.

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان اشتباكات مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي كان نائبا له قبل اندلاع الصراع الذي خلف أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على السبعة ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النساء السودانيات البرهان الدعم السريع السودان النساء الدعم السريع البرهان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الجیش السودانی للدفاع عن

إقرأ أيضاً:

ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟

خالد فضل

تستضيف القاهرة غدا السبت ما وُصف بمؤتمر لبعض القوى السياسية السودانية، وهو مجمع لا يمكن وصفه بالشمول؛ لأنه اصطفى بعض تلك القوى ودعاها، بينما بعض القوى السياسية ذات الثقل النوعي على الأقل لم تشملها رقاع الدعوة مثل الحزب الشيوعي السوداني، بينما اعتذرت الحركة الشعبية قيادة الحلو عن تلبية الدعوة، وليس لدي علم إن كانت حركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد قد تم دعوتها أساسا، كما تم دعوة السيد محمد الأمين ترك وهو يشغل موقعا في الإدارة الأهلية بصفته ناظر قبائل البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان فيما لم تشمل الدعوة ناظر قبائل الرزيقات بغرب السودان مثلا أو أيا من ممثلي القبائل الأخرى في كردفان أو جبال النوبة أو النيل الأزرق!! فهل السيد ترك باعتباره ممثلا لحزب المؤتمر الوطني؟؟

عودا على بدء لا بد من طرح سؤال جوهري على هذا التمثيل النسبي للقوى السياسية السودانية ومناقشته في اجتماعهم تحت الرعاية المصرية والشهادة الإقليمية والدولية وهو ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟ لأنّه وبدون مناقشة هذا المشروع سيكون المؤتمر تكرارا لعبارات باتت ممجوجة من كثرة تداولها على شاكلة وصف المعاناة الإنسانية وإفرازات الحرب، إلخ.. ما يعلنه قادة الجيش عند كل محفل وعقب كل انسحاب من مدينة أو حامية عسكرية هو: الإعلان عن بداية الحرب من أول جديد، رفض أي تفاوض مع الدعم السريع أو القوى السياسية التي تدعو للسلام، عدم الاكتراث للضحايا، فالسودانيون كثر لا بأس إن مات منهم أشخاص، السودان لا يحتمل وجود قيادة الجيش مع خصومهم في الدعم السريع والقوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة السودانية، سحق ومحق وذبح وإبادة كل أفراد الدعم السريع ومؤيديهم من المدنيين؛ وهذا يعني عمليا محو وسحق أقاليم بأكملها وقرى ومدن وفرقان وسهول وهضاب وجهات؛ فالسودانيون كُتار ولا ضيم إن (هلك) منهم بضعة ملايين.

هل سمع أحد من الناس قيادة الجيش تتحدث عن الانتقال المدني السلمي نحو إقامة نظام سياسي ديمقراطي، وهو آخر مشروع سياسي كان قائما ومعبرا عن القواعد الشعبية من الجيل الصاعد من الشباب وطلاب المدارس والأطفال وجموع غالبة من نساء المدن بصورة خاصة، وقد تم هدم هذا المشروع عن طريق الانقلاب العسكري الذي قاده ونفذه قائد الجيش وقائد الدعم السريع في يوم 25 أكتوبر 2023.

إذا ذلك هو المشروع السياسي لقيادة الجيش، والذي ربما يتحاشى بعض المشاركين في مؤتمر القاهرة طرحه بطريقة مباشرة، بيد أنهم لا يعدمون حيلة لطرحه ولو على استحياء، وليتهم يفعلون ذلك، فالمسكوت عنه هو أكثر ما يفرقنا على حد المقولة الحكيمة للدكتور فرانسيس دينق، أعتقد أنه من الأفضل الوضوح في مثل هذه المواقف فالحرب لن تقف ما لم يتم نقاش وحل أسبابها، والسبب هنا واضح لا يحتاج إلى أدلة، عودة نظام الإسلاميين للحكم، ولو عبر لافتات أخرى، وأد جذوة الثورة السودانية وتحطيم آمال وتطلعات الأجيال الصاعدة في التغيير، استمرار نهج الدولة الفاشلة والمعطوبة تحت حراسة أوهام تكتسي بشعارات القداسة والكرامة والعزة ومؤسسات الدولة الحداثية، فهل من يشاركون في المؤتمر من غير أعوان ذلك المشروع، وأصحاب الدعوة والشهود على استعداد لدفع ثمن وقف الحرب مهما بلغت الكلفة!!

الوسومخالد فضل

مقالات مشابهة

  • الدعامة سرقوا كل شيء بدءا من حياة الناس وحتى ألعاب الأطفال مرورا بمتعلقات النساء من الذهب وحتى الملابس
  • وزير الداخلية السوداني يتهم "الدعم السريع" بالإفراج عن إرهابيين مسجونين
  • توسع المعارك في ولاية سنار يجبر آلاف السودانيين على الفرار بظروف إنسانية قاسية
  • مع من يجب أن نبحث وقف الحرب؟ و لماذا
  • الفصائل السياسية السودانية تجتمع في القاهرة وسط تضاؤل فرص السلام
  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • مستشار قائد الدعم السريع ينفي اتهامات قائد الجيش السوداني بالاستعانة بمقاتلين من داعش
  • البرهان: الحرب لن تنتهي إلا بتطهير السودان من مليشيا “الدعم السريع”
  • الدعم السريع تعلن استعادتها لمدينة الدندر من القوات المشتركة
  • ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟