رأي اليوم:
2025-04-25@23:22:36 GMT

للمقدسيين: البيوت تموت إذا غاب سكانها

تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT

للمقدسيين: البيوت تموت إذا غاب سكانها

المهندس سليم البطاينه لماذا تركت الحصان وحيداً؟ هو اسم لديوان شِعرٍ لمحمود درويش الذي استعرت منه بيت الشعر في مقالي هذا (البيوت تموت إذا غاب سكانها). لماذا تركت الحصان وحيداً ؟ سؤال لم يرغب محمود درويش ان يسمع إجابته من أحد، رغم أنه صرخة في فضاءاتنا لتوقظنا من كوابيس أحلامنا. ما لفت نظري في بيت الشِّعر أعلاه وما يميزه عن غيره أنه قابل للتاؤيل والإسقاط على عدة مشاهد وأحداث ، وهذه المشاهد ترسم لنا الكثير مما يمر بنا من أشياء لا ندركها بوقتها، ولا نُعيرها اهتمام رغم أهميتها وتأثيرها، فما يجري في القدس الشرقية يمكن اختصاره بكلمات محدودة وربما ثقيلة، لكن خلاصتها أننا أمام مشهدية مغرمة بالشعارات الكبيرة لكن الشيطان في التفاصيل.

فهناك من يتعمد خلط الاوراق وإذابة الالوان ببعضها بحيث تتمازج فلا نميز بين الحق والباطل والصواب والخطأ والمؤامرة وحسن النوايا. وهذا يذكرني بما قاله الممثل الأمريكي Morgan Freeman عن أهل المكر (ان الصياد هو أكثر الناس حرصاً على عدم إثارة فزع العصافير). فالواحد منا قد يعجب بأمور كثيرة رغم خداعها وزيفها ولكن عند معرفته الحقيقة ولو كانت متأخرة سيدفعه ذلك للتساؤل: كيف خُدعنا ؟ فعلى ما يبدو أننا خُدعنا وما عدنا قادرين على الرجوع الى الوراء خطوة واحدة لنعترف بذلك دون مكابرة. إنها مرحلة جديدة ومؤامرة هي الأشد والابشع من كل ما سبق تحمل تهديداً وجودياً للمقدسيين، الأرض تضيع والقدس والأقصى يهودّان ، فالحذر من سراب الأوهام ومن مزيفي الوعي ومزوري التاريخ. شُعور مؤلم ومحنة لا توصف وكأنه كابوس عبقرية المكان ولعنة الزمان ! فما بين عشق المكان في تفصيلاته وجزيئاته وبين حالة الخوف من مجهول يترصده تكمن المعادلة الصعبة، فلم يكن الشعب الفلسطيني الذي كان يهنأ في أرضه يدرك ما يخفيه القدر! فوجد نفسه مخنوقاً في زاوية الحلبة والخصم والحكم متفقان ضده ! والضربات والمكائد والمؤامرات تنهال عليه بنفس انتقامي دون توقف وكأنه قدر محتوم ان ينكل به من كل الأطراف. القدس عقدة التاريخ و جحافل الجيوش، فمنذ أكثر من خمسة آلاف عام والمدينة لم يغب ذكرها من أحداث تاريخ المشرق، فالتطورات المتلاحقة في المشهد الفلسطيني مسلسل درامي بأكثر من مخرج، وما يجري هذه الايام تحديداً ما هو الا مؤامرة أو نتاج مؤامرة (تخطيط وترتيب)، فهنيئاً لمن خطط ودبر وطور، ولا عزاء للحمقى. إذًا: لا اجتهاد صراحة مع النص، فهو نص غير قابل للترجمة ،، فالمطلوب تهجير السكان الفلسطينيين المقدسيين من بيوتهم بأي ثمن! لهذا تسعى إسرائيل لتغيير الوضع في القدس الشرقية بانتهاج سياسات وإجراءات تحول دون تمكين أي فلسطيني من ممارسة حقه في الإقامة أو العيش داخل مدينة القدس، وإلى فصل القدس الشرقية عن امتدادها الشمالي عبر حزام استيطاني من حي الشيخ جراح مروراً بكرم المفتي وفندق شبرد وصولاً الى الجامعة العبرية التي ستصبح مرتبطة بالقدس الغربية على حساب منازل العرب المقدسيين. بعد عام 1967 اقدمت اسرائيل على تنظيم سجل لسكان القدس الشرقية وادراجهم ضمن فئة المقيمين الدائمين في إسرائيل شريطة ان يثبتوا فعلاً أنهم يقيمون في المدينة ، وأنهم كانوا موجودين فيها أثناء عملية التسجيل ،، وبموجب ذلك تم استثناء من كان يقيم في الخارج! حتى الذين يقيمون داخل مدن الضفة الغربية. ومنذ ذلك الحين بات كل مقدسي يغادر القدس ويقيم في مكان آخر (خارج حدود المدينة أو في غزة أو أي دولة عربية يواجه فقدان حقه في الإقامة الدائمة في مدينة القدس طبقاً لقانون تم إصداره لهذه الغاية عام 1974الذي خول لوزير الداخلية حسب المادة ( 11أ ) إلغاء حق الاقامةً والى فقدان الهوية بسحبها منه إذا ما تم تجنيسه في أي بلد كان. وهنا أستعيد هذا البيت من الشِّعر للشاعر محمود درويش مرة اخرى عنوانًا لمقالي (البيوت تموت اذا مات سكانها) وأنا أستحضر حياة الناس الذين هجروا اشيائهم وتركوا الحصان وحيداً كي يؤنسها، فماتت مثلما تموت البيوت التي غادرها أهلها تاركينها لوحشة الغياب والفراغ ونوستالجيا المكان. صدّقوني، هذا هو زمن إبادة العرب ! والأفضل ان ينهض كل العرب للدفاع عن القدس لأنها هي التي توحدهم. نائب اردني سابق

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: القدس الشرقیة

إقرأ أيضاً:

في طريق ضم الصفة.. مشروع استيطاني جديد

يمانيون/ تقارير

 

مخطط استيطاني جديد، يُناقش العدو آليات تنفيذه، يقوم على مصادرة 176 دونماً من أراضي بيت جالا الفلسطينية بهدف بناء 1900 وحدة سكنية للمغتصبين.

الخطة المسماة “جنوب شرق جيلو” حلقة ضمن سلسلة استيطانية بدأت منذ احتلال القدس  عام 1967. فبحسب منظمة عبرية 44% من الأراضي المستهدفة غير مسجلة رسمياً، و29% ملكيات خاصة لفلسطينيين، بينما صودر 15% عبر قانون مختلق يسمى “أملاك الغائبين”، الذي يُستخدم كأداة لسلب الأراضي حتى من مالكيها الحاضرين، كما حدث مع عائلة عيسى خليلية التي فقدت 21 دونماً عام 1970 رغم وجودها على الأرض .

المشروع الحالي جزء من كتلة “غوش عتصيون” الاستيطانية، التي تضم 22 مغتصبة، ويعيش فيها 70 ألف مغتصب. بُنيَت جيلو عام 1971 على 12 ألف دونم صودرت من بيت جالا وبيت صفافا، ويُخطط العدو الإسرائيلي لزيادة وحداتها إلى 27 ألفاً، وفق رؤية “القدس الكبرى” التي تهدف لضم 10% من مساحة الضفة الغربية، وعزل شمالها عن جنوبها.

كما أنّ المشروع يربط مغتصبات الضفة بالقدس عبر أنفاق مثل شارع الأنفاق، ما يعزز التقسيم الجغرافي الفلسطيني ويزيد من عزلة المجتمعات العربية.

يستحوذ اليهود على مدينة القدس الكبرى وفق المخطط بنسبة 88% مقابل 12% للفلسطينيين بحلول 2030.

آلية التنفيذ تعتمد على التدرج لتجنب الضغوط الدولية، حيث تُعلَن المشاريع على مراحل، ويعاد حالياً تفعيل مخططات قديمة مؤجلة وباستخدام أموال الضرائب الفلسطينية المصادرة لتمويل البنية التحتية الاستيطانية.

إلى جانب المخطط، يعمل العدو على مخططات إقامة  64 ألف وحدة استيطانية يُخطط لها في الضفة، 15 ألفاً منها في القدس، لتحقيق تغيير ديموغرافي ينهي أي أمل بدولة فلسطينية.

“منذ 1967، صادر العدو الإسرائيلي 70% من أراضي القدس ، وبنَى 230 ألفاً من المغتصبات. اليوم، يواصل ابتلاع ما تبقى، يحذوه صمت عربي ويشاركه دعم أمريكي، وكلاهما غير مسبوقين.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • أمريكا وصناعة الحروب
  • فعاليات متنوعة في قرية «القفال 34»
  • في طريق ضم الصفة.. مشروع استيطاني جديد
  • قداسة البابا تواضروس يتسلم النور المقدس | صور
  • الحرائق في جبال القدس: النيران التهمت 10 آلاف دونم من الأراضي الحرجية
  • (صدق أو لا تصدق)…!
  • إعلام عبري: حرائق هائلة تخرج عن السيطرة في جبال القدس وإخلاء مستوطنات
  • شايب يترأس الوفد الجزائري المشارك في الدورة العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب
  • حرائق واسعة تجتاح مستوطنات إسرائيلية قرب القدس.. فيديو
  • وجهت نداء للعودة.. الخرطوم عاصمة تبحث عن سكانها