أكدت دراسة إسرائيلية أن أمن تل أبيب يجب أن يستند إلى الدمج بين التوصل إلى تسويات سياسية تُنشئ وضعا قائما مقبولا على جميع الأطراف وبضمنهم الفلسطينيون.

وأكدت الدراسة التي أعدها "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، يجب أن يهدف الدمج بين تقليص محفزات العداء لدى الخصوم المحتملين، والحفاظ على قدرات عسكرية توفر دعما للتسويات التي سيتم إنجازها.

ومن شأن دمج كهذا أن يمنح دولة إسرائيل أمنا معقولا بثمن معقول.

وأشارت الدراسة إلى أنه لا توجد لدى إسرائيل عقيدة أمن قومي موثقة خطيا، وإنما وثيقة "مفهوم أمن قومي" فقط، صاغها رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون، في تشرين الأول/أكتوبر العام 1953، واستندت إلى فكرة "الجدار الحديدي" التي وضعها زئيف جابوتنسكي، في عشرينيات القرن الماضي.

وأشارت الدراسة التي تم إعدادها الأسبوع الحالي إلى أن تلك الوثيقة تعد عمليا، بمثابة تقييم وضع إستراتيجي لمسائل متعلقة ببناء قوة الجيش الإسرائيلي.

وقالت: "ولحقيقية عدم وجود عقيدة أمن قومي مكتوبة ويتم تعديلها (من حين إلى آخر) توجد تبعات سلبية جوهرية، وأولها غياب بوصلة أمنية تمكن صناع القرار من اتخاذ قراراتهم".

وقالت الدراسة "إلى جانب ذلك، لا يصدر جهاز الأمن الإسرائيلي وثائق معدلة في فترات محددة أو بعد أحداث أمنية بارزة، ولا يُجري مداولات واسعة ومعمقة حول "البيئة الإستراتيجية المتغيرة" وحول شكل مواجهة تحديات جديدة، وحول ضرورة التوقف عن بذل مجهود في التعامل مع تحديات قديمة وبالية".

وتابعت الدراسة أنه نتيجة لذلك لا توجد أيضا عملية دراسة لإخفاقات ونجاحات الماضي. وأشارت إلى أن مجموعة إخفاقات سياسية وإستراتيجية برزت خلال العدوان على غزة، في العام 2014. "ومما هو معلوم حول الحرب الحالية في غزة، واضح أن الإخفاقات نفسها باقية، وأضيفت إليها إخفاقات جديدة.

اقرأ أيضاً

سكان غزة يفرون من رفح قبيل الهجوم الإسرائيلي المتوقع

تهديد وجودي

وتوقعت الدراسة أن "المستقبل يبدو أخطر: ترسانة صواريخ حزب الله وجهات أخرى في المحور الراديكالي تنشئ خطرا شبه وجودي من دون وجود رد عسكري فعّال، وإذا تحولت إيران إلى دولة نووية ستقف إسرائيل أمام تهديد وجودي، والرد الوحيد عليه، بالردع، قد فشل في الماضي".

وتابعت أن "الواقع الذي فيه انتشر الجيش الإسرائيلي عند خطوط أمنية أفضل بكثير من الماضي، أظهر ضعف العنصر الثالث في المفهوم الأمني، وهو عنصر الحسم؛ فالجيش الإسرائيلي لم ينتصر على مصر في حرب الاستنزاف، وبسبب المفاجأة عند نشوب حرب يوم الغفران (1973) وبالرغم من تفوقه، لم ينجح الجيش الإسرائيلي بالحسم في هذه الحرب أيضًا".

ولفتت الدراسة إلى أنه "على إثر الفوائد الأمنية الكامنة بالاستجابة لمبادرة السلام العربية، واضح التجاهل المتواصل لإنهاء الصراع بشروط معقولة يعكس التحولات السياسية التي مرّ بها المجتمع الإسرائيلي في العقود الأخير، وبشكل أقل الاعتبارات الأمنية الحقيقية. وذلك، لأنه منذ عقود ومن دون الانتباه لذلك تقريبا، خضع المفهوم الأمني لعملية تغيير كبيرة. وبرز هنا خصوصا ثِقل قادة الجيش".

وحسب الدراسة، فإنه منذ العام 2009، الذي عاد فيه بنيامين نتنياهو إلى منصب رئاسة الحكومة، منع السياسيون بدوافع أيديولوجية وضيق أفق دفع عملية لتسوية شاملة، وليس من خلال اعتبارات أمنية".

وخلصت الدراسة إلى أن "هجوم حماس، في 7 أكتوبر، وجه ضربة قاتلة إلى المفهوم الذي اعتبر أن التفوق العسكري يكفي لضمان أمن إسرائيل. الردع انهار، الإنذار فشل، الدفاع اختفى لساعات طويلة والحسم لا يحصل.

وأكدت أنه رغم أن الإخفاق الرهيب والثمن الباهظ هو نتيجة مجمل أخطاء بشرية، لكن حقيقة أنه في الهجومين المفاجئين الوحيدين في تاريخها (1973 و2023) دفعت إسرائيل ثمنا بسبب تمسكها بمفهوم أمني لم يصمد أمام الاختبار، وهو مؤشر واضح على أن استمرار هذه السياسة من شأنه أن يجبي ثمنا أكبر في المستقبل".

اقرأ أيضاً

مسؤولون أمريكيون: واشنطن لن تعاقب تل أبيب حال شن حملة عسكرية على المدنيين برفح

 

 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمن إسرائيل هجوم حماس الأمن القومي الجیش الإسرائیلی أمن قومی إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة تؤكد الدور الفاعل لرائدات الأعمال في الاقتصاد

أبوظبي: «الخليج»
أطلقت «منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة»، المبادرة التي تقودها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، و«جائزة زايد للاستدامة»، لتحفيز النساء لقيادة جهود التغيير الإيجابي المستدام، دراسة بحثية بعنوان «تحفيز بناء اقتصاد الاستدامة العالمي».
وأصدرت الدراسة بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، ويقام هذا العام تحت شعار «تسريع العمل»، ويؤكد الحاجة الملحّة إلى إزالة العوائق التي تقف في وجه تحقيق التوازن بين الجنسين وتسريع الجهود الرامية إلى تمكين المرأة.
وتضيء الدراسة على الدور الحيوي لرائدات الأعمال في تعزيز الحلول المناخية وتقدم مقترحات عن ضرورة ردم الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالتمويل وتطوير الأعمال والذكاء الاصطناعي، والدمج والتوجيه وإمكانية الوصول إلى الموارد، وخاصة بالنسبة للنساء في دول الجنوب العالمي.
وتستند الدراسة التي أصدرتها المنصة، إلى المخرجات والمشاورات والنقاشات التي جرت خلال الملتقى السنوي للمنصة الذي أقيم ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025»، بمشاركة 100 من القادة العالميين وصنّاع القرار وروّاد الأعمال، للإضاءة على الدور النوعي والفاعل لرائدات الأعمال في دعم تحقيق خطة الاستدامة العالمية.
وأكد الملتقى الذي انعقد بشعار «تحفيز بناء اقتصاد الاستدامة العالمي»، أهمية تمكين رائدات الأعمال كونهنّ محفزات للابتكار في مجال المناخ والتنمية المستدامة.
وتحدد الدراسة خمس توصيات رئيسية، لتمكين رائدات الأعمال في العمل المناخي، بتعزيز الوصول إلى التمويل وتطوير الأعمال وتوظيف الذكاء الاصطناعي والتواصل، ما يضمن حصولهن على الموارد والفرص والدعم اللازم للنجاح وتوسيع نطاق تأثيرهن، والتوصيات هي:
تعزيز استثمارات مراعاة النوع الاجتماعي، بتوسيع برامج التمويل وتعزيز المعرفة في المجال المالي، لدعم المشاريع المناخية التي تقودها النساء، مع التركيز على التمويل الذي يراعي الجنسين، ومنح القروض الصغيرة لمشاريع التكيف مع المناخ. وتوسيع نطاق المشاريع المناخية التي تقودها النساء، بتسهيل السياسات والإجراءات، وتعزيز البنية الأساسية، ودعم الشراكات التي تساعد رائدات الأعمال على توسيع حلولهنّ. وتوظيف الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية، وتعزيز المعارف والعلوم المرتبطة بهذه الأدوات.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • دراسة تكشف علاقة الكوابيس بالخرف المبكر
  • إسرائيل ستُبدي مرونة - صحيفة عبرية تتحدث عن مستجدات مفاوضات غزة
  • دراسة تؤكد الدور الفاعل لرائدات الأعمال في الاقتصاد
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • صحيفة عبرية: “حرب الإرث” اندلعت في “إسرائيل”
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • دراسة تكشف مخاطر التوتر المزمن على النساء
  • إقالة "العسكري المثير للجدل" من الجيش الإسرائيلي.. ماذا حدث؟
  • الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم جديد على غزة