أمريكا متواطئة في تدمير غزة.. فهل تمنع اجتياح إسرائيل لرفح؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
قال ميشال حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة متواطئة في تدمير غزة عبر دعمها الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلا أنها الوحيدة القادرة على منع الجيش الإسرائيلي من اجتياح رفح آخر مدينة في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر.
حنا أردف، في مقال بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times) ترجمه "الخليج الجديد" أن "الحرب وصلت إلى منعطفها الأكثر أهمية منذ انداعها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأوضح أنه "في تلك الأيام الأولى، انتشرت المخاوف من قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين من غزة؛ مما هدد باندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. ومع تهديد إسرائيل الآن بالتحرك نحو رفح، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان القطاع المحاصرين، أصبح هذا السيناريو حقيقيا مرة أخرى".
واعتبر أن "الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على منع اجتياح رفح. وللقيام بذلك، يتعين عليها ممارسة درجة من الضغط كانت مترددة في تطبيقها حتى الآن".
اقرأ أيضاً
مسؤولون أمريكيون: واشنطن لن تعاقب تل أبيب حال شن حملة عسكرية على المدنيين برفح
أسوأ الأزمات الإنسانية
و"كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على رفح، بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروط حركة حماس لوقف إطلاق النار، وأعلن عزمه إخلاء المدنيين من رفح وإرسال قوات برية"، كما تابع حنا.
وأضاف أنه "يظل من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل مصممة على الانتقال إلى رفح أم أنها تحاول ببساطة إجبار حماس على تقديم تنازلات. وحتى لو كان الخيار الأخير، فقد تعتبر إسرائيل أن الهجوم البري أمر لا مفر منه في حالة فشل الجهود للتفاوض على هدنة".
وحذر من أن "رفح تعتبر مركزا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في هذا القرن (يوجد بها 1.4 مليون فلسطيني بينهم 1.3 مليون نازح)، ومن شأن توسيع العملية العسكرية في المدينة أن يؤدي إلى تفاقم الكارثة بشكل كبير".
حنا شدد على أنه "لا توجد وسيلة لإجلاء هذا العدد الكبير من الناس، ففي الجنوب، ترفض مصر تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، خوفا من العبء والمخاطرة بأمنها وحتى لا تمهد الطريق أمام "نكبة ثانية".
واستطرد: "وإلى الشمال من رفح، استولت إسرائيل على مدينة خان يونس، تاركة شريطا ساحليا مفتوحا قد يسمح بالمرور شمالا، لكن أولئك الذين لديهم القدرة والوسائل اللازمة للنزوح مرة أخرى سيجدون أن بقية القطاع غير صالح للسكن".
اقرأ أيضاً
الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من أي عملية عسكرية ضد رفح
مزيد من الكوارث
وقال حنا إنه "لن يتم استئصال حماس، خلافا لما أعلنته إسرائيل مع بداية الحرب. وحتى الهدف الأكثر تواضعا، المتمثل في تدمير قدرتها العسكرية، يبدو بعيد المنال، وفقا لتقييمات المخابرات الأمريكية".
وتابع: "هناك الكثير على المحك في رفح. ورغم أنها تجنبت حتى الآن حربا إقليمية شاملة، إلا أن الولايات المتحدة تجد نفسها منخرطة في تصعيد الأعمال العدائية مع "محور المقاومة" في العراق وسوريا والأردن واليمن".
واستطرد: "ورغم أن إسرائيل وحزب الله اللبناني القوي تمكنا من تجنب التصعيد الكارثي على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، إلا أن التوازن هش مع انخراط الجانبين في أعمال عدائية عبر الحدود".
و"في حين تبدو إيران وحلفائها مترددين في التصعيد أكثر، فإن الحملة الدموية في رفح، وخاصة إذا تم دفع سكان غزة إلى مصر، يمكن أن تغير حساباتهم، وكلما طال أمد الأعمال العدائية الإقليمية، زاد خطر التصعيد من خلال الحسابات الخاطئة"، كما أضاف حنا.
واعتبر أنه "من شأن التحرك الإسرائيلي نحو رفح أن يقوض مصداقية إدارة بايدن. وبينما نصح البيت الأبيض القادة الإسرائيليين بعدم القيام بغزو بري لرفح، فقد ضغط على إسرائيل سرا بشأن قضايا، مثل الحد من الأضرار بحق المدنيين وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، ولكنه فشل".
وشدد على أن "الضغوط الأمريكية على إسرائيل يجب أن تتجاوز الكلمات الصارمة والمحادثات الغاضبة المسربة. الولايات المتحدة متواطئة في تدمير غزة وإفقار جزء كبير من القطاع، لكن حتى في هذه المرحلة المتأخرة، توجد خيارات يجب اتخاذها وتجنب المزيد من الكوارث".
اقرأ أيضاً
رئيس الأركان الإسرائيلي: نعمل على تحسين خططنا لاجتياح رفح الفلسطينية
المصدر | ميشال حنا/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة رفح إسرائيل أمريكا اجتياح حماس مصر الولایات المتحدة فی تدمیر
إقرأ أيضاً:
استشهاد لبنانيين في القصف الإسرائيلي على الجنوب
أكدت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الجمعة، على استشهاد شخصين إثر تعرضه للإصابة في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان.
اقرأ أيضاً: الرئيس الإيراني يُهنئ جوزيف عون بـ"رسالة إلى إسرائيل"
ويأتي العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين حزب الله وقوات الاحتلال منذ ما يزيد عن الشهر.
وأكد بيان الوزارة الذي نشرته وسائل إعلام محلية على غارة الاحتلال الإسرئيلية على بلدة طير دبا تسببت في استشهاد شخصين وإصابة شخصين آخرين.
وأكدت مصادر لبنانية على أن المُسيَرة المُعادية استهدفت سيارة في بلدة طير دبا التي تبعد 20 كيلو متراً عن الحدود.
وأكد جيس الاحتلال على أن القصف استهدف شاحنة لحزب الله تقل أسلحة في جنوب لبنان.
وكانت الهدنة ووقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ في نهاية نوفمبر الماضي، لينهي حرباً استمرت ما يزيد عن العام.
وكان الرئيس اللبناني المُنتخب حديثاً جوزيف عون قد أكد على تصميم لبنان على انسحاب إسرائيل من كافة التراب الوطني.
وستُجيب الفترة المُقبلة عن السؤال بشأن مصير وقف إطلاق النار، وكيف ستتصرف الدولة اللبنانية مع الخروقات الإسرائيلية المُستمرة.
النزاع في جنوب لبنان يشير إلى سلسلة من الصراعات التي شهدتها المنطقة منذ منتصف القرن العشرين، وكان لها تأثير عميق على لبنان والمنطقة بأكملها. بدأ التوتر في هذه المنطقة مع تأسيس دولة الاحتلال عام 1948، حيث أصبحت جنوب لبنان نقطة لجوء للفلسطينيين الفارين من النزاع. مع مرور الوقت، تصاعدت التوترات بسبب نشاط الفصائل الفلسطينية المسلحة، ما أدى إلى اشتباكات مع إسرائيل، خاصة بعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية.
في عام 1978، اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان لأول مرة في عملية أُطلق عليها "عملية الليطاني"، بهدف إبعاد المقاتلين الفلسطينيين عن حدودها. تكرر الاجتياح عام 1982، عندما دخلت إسرائيل إلى بيروت في محاولة للقضاء على منظمة التحرير. خلف هذا الاجتياح دمارًا كبيرًا وأدى إلى الاحتلال الإسرائيلي لجزء كبير من جنوب لبنان حتى عام 2000.
تزامنًا مع ذلك، نشأ حزب الله كقوة مقاومة مسلحة، وبدأ بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي. استمر النزاع في شكل مواجهات متقطعة، وأبرزها حرب عام 2006 التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
اليوم، لا يزال جنوب لبنان نقطة حساسة، حيث يبقى النزاع بين حزب الله وإسرائيل مصدر توتر مستمر، في ظل الجهود الدولية للحفاظ على الهدوء عبر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل).
وفي سياق متصل، أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تتفاقم على نحو غير مسبوق في ظل انهيار القطاع الصحي بسبب القصف الإسرائيلي على جميع أرجاء القطاع.
وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي إلى أنه لا يجب التعامل مع تلك المأساة، التي تزداد حدتها يوما بعد يوم، على أنها أمر واقع لن يتغير بل يجب العمل على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضحت أن العام الجديد لم يحمل لسكان قطاع غزة أي بارقة أمل في تحسن أوضاعهم المعيشية في ظل إعلان الأمم المتحدة انهيار قطاع الخدمات الصحية في غزة بشكل شبه كامل جراء القصف الإسرائيلي للمرافق الطبية، مشيرة إلى تصريحات أحد موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منذ عدة أيام والتي حذر فيها أن الهيكل الاجتماعي في القطاع سوف ينهار إذا أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديدها بإيقاف جميع أشكال التعاون مع الوكالة نهاية الشهر الجاري.
ولفتت الصحيفة إلى أن القصف الإسرائيلي ما زال يحصد المزيد من الأرواح بين سكان القطاع بعد أن كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها على أجزاء عديدة من القطاع متضمنة أجزاء أعلنتها إسرائيل "مناطق آمنة".
وأشارت "الجارديان" إلى البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية أول أمس الاثنين التي توضح أن ضحايا القصف الإسرائيلي منذ بداية الصراع بين الطرفين قبل 15 شهرا وصلوا إلى 45,854 قتيلا.
وتابعت الصحيفة أن مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على الرغم من قسوتها ، إلا أنها باتت معتادة لدى المجتمع الدولي والذي بدأ اهتمامه بتلك المعاناة يتراجع، موضحة أن ما يقرب من 1.9 مليون فلسطيني نزحوا عن ديارهم عدة مرات بسبب القصف الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه.
ولفتت إلى أن معاناة سكان قطاع غزة لم تقتصر فقط على الحرمان من الطعام والماء والمسكن بل وصلت إلى حد الترويع وإصابة سكان القطاع بالصدمات النفسية.
وأضافت أن هناك تقارير تشير إلى أن إسرائيل تعتزم تخفيض حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى سكان القطاع بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه في العشرين من الشهر الجاري، موضحة أن كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى سكان القطاع في الوقت الحالي غير كافية.
وأشارت الصحيفة إلى بيانات الأمم المتحدة التي توضح أن حجم المساعدات الإنسانية التي وصلت سكان القطاع خلال شهر ديسمبر الماضي بلغ حوالي 2,205 شاحنة ، مقارنة بما يقرب من 15 ألف شاحنة شهريا قبل نشوب الصراع الحالي ، على الرغم أن احتياجات سكان القطاع آنذاك كانت أقل بكثير من الوقت الحالي.
ولفتت إلى بيانات منظمة "أوكسفام" الدولية التي تشير إلى أن عدد شاحنات الإغاثة التي وصلت شمال غزة لم يتجاوز 12 شاحنة في الفترة من أكتوبر حتي نهاية ديسمبر الماضي، مشيرة في الوقت نفسه إلى إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن - على الرغم من ذلك عن تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل تصل قيمتها إلى 8 مليارات دولار.
وفي الختام، توضح الصحيفة أنه في ظل هذه الأوضاع المأساوية لسكان غزة بدأت الآمال في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار تتراجع، مشيرة إلى أنه حتى في حال التوصل لمثل هذا الاتفاق فليس من المرجح أن يستمر طويلا.