قال ميشال حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة متواطئة في تدمير غزة عبر دعمها الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلا أنها الوحيدة القادرة على منع الجيش الإسرائيلي من اجتياح رفح آخر مدينة في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر.

حنا أردف، في مقال بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times) ترجمه "الخليج الجديد" أن "الحرب وصلت إلى منعطفها الأكثر أهمية منذ انداعها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وأوضح أنه "في تلك الأيام الأولى، انتشرت المخاوف من قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين من غزة؛ مما هدد باندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. ومع تهديد إسرائيل الآن بالتحرك نحو رفح، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان القطاع المحاصرين، أصبح هذا السيناريو حقيقيا مرة أخرى".

واعتبر أن "الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على منع اجتياح رفح. وللقيام بذلك، يتعين عليها ممارسة درجة من الضغط كانت مترددة في تطبيقها حتى الآن".

اقرأ أيضاً

مسؤولون أمريكيون: واشنطن لن تعاقب تل أبيب حال شن حملة عسكرية على المدنيين برفح

أسوأ الأزمات الإنسانية

و"كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على رفح، بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروط حركة حماس لوقف إطلاق النار، وأعلن عزمه إخلاء المدنيين من رفح وإرسال قوات برية"، كما تابع حنا.

وأضاف أنه "يظل من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل مصممة على الانتقال إلى رفح أم أنها تحاول ببساطة إجبار حماس على تقديم تنازلات. وحتى لو كان الخيار الأخير، فقد تعتبر إسرائيل أن الهجوم البري أمر لا مفر منه في حالة فشل الجهود للتفاوض على هدنة".

وحذر من أن "رفح تعتبر مركزا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في هذا القرن (يوجد بها 1.4 مليون فلسطيني بينهم 1.3 مليون نازح)، ومن شأن توسيع العملية العسكرية في المدينة أن يؤدي إلى تفاقم الكارثة بشكل كبير".

حنا شدد على أنه "لا توجد وسيلة لإجلاء هذا العدد الكبير من الناس، ففي الجنوب، ترفض مصر تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، خوفا من العبء والمخاطرة بأمنها وحتى لا تمهد الطريق أمام "نكبة ثانية".

واستطرد: "وإلى الشمال من رفح، استولت إسرائيل على مدينة خان يونس، تاركة شريطا ساحليا مفتوحا قد يسمح بالمرور شمالا، لكن أولئك الذين لديهم القدرة والوسائل اللازمة للنزوح مرة أخرى سيجدون أن بقية القطاع غير صالح للسكن".

اقرأ أيضاً

الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من أي عملية عسكرية ضد رفح

مزيد من الكوارث

وقال حنا إنه "لن يتم استئصال حماس، خلافا لما أعلنته إسرائيل مع بداية الحرب. وحتى الهدف الأكثر تواضعا، المتمثل في تدمير قدرتها العسكرية، يبدو بعيد المنال، وفقا لتقييمات المخابرات الأمريكية".

وتابع: "هناك الكثير على المحك في رفح. ورغم أنها تجنبت حتى الآن حربا إقليمية شاملة، إلا أن الولايات المتحدة تجد نفسها منخرطة في تصعيد الأعمال العدائية مع "محور المقاومة" في العراق وسوريا والأردن واليمن".

واستطرد: "ورغم أن إسرائيل وحزب الله اللبناني القوي تمكنا من تجنب التصعيد الكارثي على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، إلا أن التوازن هش مع انخراط الجانبين في أعمال عدائية عبر الحدود".

و"في حين تبدو إيران وحلفائها مترددين في التصعيد أكثر، فإن الحملة الدموية في رفح، وخاصة إذا تم دفع سكان غزة إلى مصر، يمكن أن تغير حساباتهم، وكلما طال أمد الأعمال العدائية الإقليمية، زاد خطر التصعيد من خلال الحسابات الخاطئة"، كما أضاف حنا.

واعتبر أنه "من شأن التحرك الإسرائيلي نحو رفح أن يقوض مصداقية إدارة بايدن. وبينما نصح البيت الأبيض القادة الإسرائيليين بعدم القيام بغزو بري لرفح، فقد ضغط على إسرائيل سرا بشأن قضايا، مثل الحد من الأضرار بحق المدنيين وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، ولكنه فشل".

وشدد على أن "الضغوط الأمريكية على إسرائيل يجب أن تتجاوز الكلمات الصارمة والمحادثات الغاضبة المسربة. الولايات المتحدة متواطئة في تدمير غزة وإفقار جزء كبير من القطاع، لكن حتى في هذه المرحلة المتأخرة، توجد خيارات يجب اتخاذها وتجنب المزيد من الكوارث".

اقرأ أيضاً

رئيس الأركان الإسرائيلي: نعمل على تحسين خططنا لاجتياح رفح الفلسطينية

المصدر | ميشال حنا/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة رفح إسرائيل أمريكا اجتياح حماس مصر الولایات المتحدة فی تدمیر

إقرأ أيضاً:

بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة

لم يعد السكان في غزة يجدون ما يطعمون به الأطفال أو الرضّع الذين يموتون ببطء بسبب مواصلة إسرائيل محاصرة القطاع، ومنعها إدخال أي مساعدات منذ شهرين.

ففي ما تبقى من مستشفيات القطاع، يرقد أطفال صغار بلا غذاء ولا دواء، يصارعون الموت البطيء، وهو مشهد تعيشه آلاف الأسر في غزة.

ومن بين هؤلاء، الطفل أسامة ذو الأربعة أعوام، الذي فقد 4 كيلوغرامات من وزنه بسبب عدم وجود دواء أو غذاء، كما تقول والدته التي أشارت إلى أن وزنه كان 13 كيلوغراما، لكنه وصل اليوم إلى أقل من 9 كيلوغرامات.

وكمئات الأطفال في غزة، يعاني أسامة بسبب إغلاق المعابر من انعدام الدواء والغذاء ومنعه في الوقت نفسه من الخروج لتلقي العلاج خارج القطاع.

لا طعام ولا دواء

وقالت والدة الطفل إنها لا تجد له طعاما أو دواء، وإنها في الوقت نفسه لا يمكنها شراء الغذاء والأدوية في حال توفرها، وناشدت بتسريع إخراج طفلها لتلقي العلاج في الخارج.

ووفقا لرئيس قسم الأطفال بمستشفى خان يونس جنوبي القطاع الدكتور أحمد الفرا، فإن الوزن الطبيعي لطفل في سن أسامة يجب ألا يقل عن 16 كيلوغراما، مما يعني أنه فقد نصف وزنه بسبب التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين.

وتحتاج حالة هذا الطفل إلى البروتين بشكل يومي حتى يمكنه تعويض ما فقده من وزنه، لكنه لم يحصل على أي بروتين منذ استئناف إسرائيل الحرب ومنعها إدخال المساعدات قبل 59 يوما، كما يقول الفرا.

إعلان

هذا النقص في البروتين أصاب أسامة بنحول شديد وفقدان للعضلات والنسيج الشحمي، وهو في وضع يقول الفرا إنه ينذر بالوفاة، ويتطلب تحويله وغيره من الأطفال للخارج ما لم يتم إدخال الغذاء والدواء.

لكن الفرا يقول إن إرسال هؤلاء الأطفال لتلقي العلاج في الخارج ليس حلا، وإن فتح المعابر ووقف الحصار هو الحل الصحيح، لأنه من غير المعقول أن يتم نقل كافة أطفال أو سكان القطاع للخارج لأن إسرائيل قررت تجويعهم.

وقال الفرا إن على العالم التحرك لوقف هذا التجويع والقتل الذي يتعرض له المدنيون في غزة، لأنهم بشر وليسوا أرقاما.

المساعدات غير قابلة للتفاوض

في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة من تدهور الوضع الصحي للطفلة سوار عاشور البالغة من العمر 5 أشهر، بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الغذاء المناسب.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الطفلة تعد واحدة من بين 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في القطاع، بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء، وطالب بفتح معابر قطاع غزة فورا لإدخال المساعدات والمكملات الغذائية والطبية والأدوية.

في الوقت نفسه، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم الـ60 حصاره المطبق على قطاع غزة، عبر إغلاق كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة.

وأكدت الحركة، في بيان، أن "فصول المجاعة في القطاع تشتد مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف ضمن حرب الإبادة الوحشية"، واعتبر البيان أن مواصلة حكومة الاحتلال استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة "يعتبر استخفافا بالمجتمع الدولي".

ودعت الحركة دول العالم ومؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج، كما جددت النداء للدول العربية والإسلامية وشعوبها للتحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إعلان

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المساعدات غير قابلة للتفاوض، وإن على إسرائيل حماية المدنيين والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيل تنفيذها.

وأضاف أنه يشعر بالقلق من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية كأدوات ضغط عسكري، وقال إن الوقت قد حان لوقف التهجير المتكرر في غزة.

وتواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع كافة، ومنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود، فضلا عن استهدافها المستمر للمستشفيات ومخازن الطعام.

مقالات مشابهة

  • شهداء جدد.. الاحتلال الإسرائيلي يستمر في حصد أرواح الفلسطينيين
  • الجيش الإسرائيلي يستعدّ لتصعيد غاراته وقصفه الليلة على غزة
  • أمريكا تدعم الحظر الإسرائيلي على عمليات الأونروا في غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 51.400 شهيدٍ
  • الولايات المتحدة: لا تطبيع للعلاقات مع سوريا في هذه المرحلة
  • الولايات المتحدة تلوح بالانسحاب من الوساطة في الشأن الأوكراني
  • بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة
  • غوتيريس: إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة ضغط على الفلسطينيين
  • غوتيريس: إسرائيل تستغل المساعدات كأداة للضغط على الفلسطينيين
  • الخارجية الصينية: الولايات المتحدة هي من بدأت حرب التعريفات الجمركية