بأبوظبي.. رئيس الوزراء الهندي يدشّن أكبر معبد هندوسي في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
يرتقب أن يفتتح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أكبر معبد هندوسي في الشرق الأوسط، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال الزيارة التي يجريها إلى المنطقة، قبيل أسابيع من الانتخابات المنتظرة في الهند.
ويعد معبد "بابس هندو ماندير"، الذي تم بناؤه على موقع مترامي الأطراف مساحته 27 فدانا في صحراء أبو ظبي، أول معبد حجري هندوسي تقليدي في الشرق الأوسط، وفقا لشبكة "سي ان ان".
والمعبد المذكور هو الأول في العاصمة الإماراتية، لكنه ليس الأول في الدولة الخليجية حيث يعد افتتاح معبد للهندوس بهذا الحجم أمرا مهما بالنسبة لمودي وحكومته القومية الهندوسية، بحسب فرانس برس.
ويسعى مودي وحزبه الحاكم اليميني "بهاراتيا جاناتا" (حزب الشعب الهندي) إلى جعل الديانة الهندوسية عنوانا عريضا في الخطاب العام للدولة، منذ وصوله إلى السلطة قبل عشر سنوات.
وقال إيان هول، مؤلف كتاب عن مودي وسياسته الخارجية، إن المعبد يساهم في "الخطاب الأوسع لحكومة مودي" قبل إجراء الانتخابات البرلمانية الهندية في وقت لاحق هذا العام.
وأضاف لفرانس برس، أن الحكومة "تريد أن تظهر نفسها مدافعة عن المغتربين (الهنود) وداعمة لهم في كافة أنحاء العالم".
وبحسب خبراء تحدثوا لفرانس برس، تركز زيارة مودي إلى الإمارات على حشد الجالية الهندية، رغم أن ال3.5 ملايين هندي الذين يعيشون في الإمارات ويشكلون أكبر جالية أجنبية في دولة خليجية، غير مخولين التصويت في المهجر.
من جهته، اعتبر عاصم علي، المحلل السياسي المقيم في نيودلهي، أن مودي، سعى خلال العقد الذي قضاه في السلطة، إلى خلق صورة لنفسه باعتباره "حامي الهندوسية"، وهو الآن ينقل هذه الرسالة إلى ما وراء حدود الهند.
وأضاف في تصريحات لـ"سي إن إن"، أنه يرفع علم الهندوسية في جميع أنحاء العالم، لبعث رسالة، أن الهند هي حامية الديانة الهندوسية".
ومن المتقع أن يحقق حزب مودي الحاكم فوزا ساحقا للمرة الثالثة على التوالي، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى خطاب مودي القومي الهندوسي.
واعتبر هول أن "المغتربين يمكن أن يؤدوا دورا كبيرا هذا العام. إذا شعروا بالتقدير، فإن أمل حزب بهاراتيا جاناتا هو أن يخبروا أسرهم في الوطن ويشجعوها على التصويت".
وفي عام 2015، خصصت حكومة الإمارات العربية المتحدة أرضا لتطوير المعبد، في فوز كبير للمغتربين.
و"بعد تسع سنوات، تم تجسيد هذا المشروع الثقافي والسياسي المهم وتأطيره من قبل حزب بهاراتيا جاناتا ومودي كدليل إضافي على الامتداد العالمي للتراث الديني والثقافي الهندي، ولكن أيضا على التعاون مع المغتربين"، بحسب عاصم علي.
ويأتي تدشين المعبد في أبوظبي، بعد أسابيع من افتتاح مودي معبدا هندوسيا مكرسا للإله رام في مدينة أيوديا في شمال الهند.
وشيد ذلك المعبد في موقع مسجد عمره قرون قبل أن يهدمه عام 1992 هندوس متشددون في إطار حملة مدعومة من حزب مودي أدت إلى اندلاع اشتباكات في أنحاء البلد وأودت بنحو ألفي شخص، أغلبيتهم من المسلمين.
من جهته، يقول نيكولاس بلاريل، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية بجامعة ليدن في هولندا، إن افتتاح المعبد في أبو ظبي "يجب أن ينظر إليه على أنه عملية سياسية لمودي تجاه الدوائر الانتخابية في الخارج والداخل".
وقال بلاريل، الذي يركز على السياسة الخارجية في جنوب آسيا والشرق الأوسط، إن للمعبد "تاريخ حافل حيث أن محبيه المقيمين في الإمارات طالما دافعوا عن بنائه".
وخلال زيارته إلى الإمارات، لتقى مودي الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحسب وزارة الخارجية الهندية ووكالة أنباء الإمارات "وام"، وهو خامس لقاء يعقده الرجلان في ثمانية أشهر.
وقالت الخارجية الهندية في بيان، إن مودي والشيخ محمد بن زايد أبرما اتفاقيات عدة بينها معاهدة استثمار ثنائية، استنادا إلى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين الموقعة عام 2022.
وبحسب الوزارة، وقع الطرفان أيضا "اتفاق إطار" بين حكومتيهما بشأن مشروع "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" (IMEC)، وهو شبكة شحن تتضمن نقلا بحريا وعبر السكك الحديد.
ولم تكشف الوزارة تفاصيل الاتفاقية التي تأتي بعد أشهر من إعلان مشروع الممر الطموح الذي يربط الهند بأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في أيلول/سبتمبر الماضي.
وتعزز سلسلة الاتفاقات التي وقعت، الثلاثاء، علاقات البلدين التي توطدت تدريجا منذ زيارة تاريخية قام بها مودي عام 2015 إلى الإمارات وكانت الأولى لرئيس وزراء هندي خلال أكثر من ثلاثة عقود.
والإمارات هي ثالث أكبر شريك تجاري بالنسبة للهند، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 85 مليار دولار بين عامي 2022 و2023.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مجلس الأعمال الإماراتي الهندي يحتفي بالذكرى الثانية لتأسيسه
دبي: «الخليج»
استضاف مجلس الأعمال الإماراتي الهندي - فرع الإمارات، أمسية خاصة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتأسيسه، والذكرى السنوية الثالثة لتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند، التي أدت منذ تنفيذها إلى ارتفاع قيمة التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات والهند إلى 240 مليار درهم.
وأقيمت الفعالية في مقر إقامة ساتيش كومار سيفان، القنصل العام للهند في دبي والإمارات الشمالية، بحضور عدد من قادة الأعمال وكبار الشخصيات، وشهد الملتقى حوارات بمشاركة عدد من أبرز الشخصيات، الذين أشادوا بأهمية اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة وأثرها في المشهد التجاري والاستثماري، وتعزيز الفرص المستقبلية للتعاون الثنائي بين البلدين.
وشهد الحدث إطلاق مبادرات بحثية رائدة، تهدف إلى مواصلة دفع عملية اتخاذ القرارات المستنيرة والنمو الاقتصادي، والمساهمة في تشكيل مستقبل العلاقات الثنائية.
وشملت المبادرات سلسلة من التقارير البحثية الرائدة، مثل «أوديسة الإمارات والهند: التركيز على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة»، والتي تقدم تحليلاً متعمقاً للتأثير الملحوظ لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في التجارة والاستثمار بين البلدين، إلى جانب إصدار آخر بعنوان: «خريطة طريق الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة في الهند».
وشهدت الأمسية نقاش بعنوان: «قصة نمو الهند ودولة الإمارات»، سلطت الضوء على أهمية التعاون عبر قطاعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية والتمويل، وتحدث فيها قادة الصناعة مثل فيصل كوتيكولون، رئيس مجلس إدارة كي إي إف القابضة وفرع المجلس في الإمارات، ورضوان سومار، الرئيس التنفيذي ومدير الإدارة العليا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشبه القارة الهندية، موانئ دبي العالمية، كما شارك شرف الدين شرف، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شرف وفرع المجلس في الإمارات، بوجهات نظرهما بشأن العلاقات التجارية الديناميكية والمتطورة.
كما تناولت الأمسية مستقبل الممر التجاري بين الإمارات والهند.