أوقف حزب العمال البريطاني ترشيح أحد أعضائه للانتخابات العامة المقبلة على خلفية انتقاده لإسرائيل، بعد يوم واحد من خطوة مماثلة، حيث ألغى الحزب ترشيح نائب آخر اتهم إسرائيل بالتغاضي عن الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتبرير الحرب على قطاع غزة.

وأعلن الحزب أمس الثلاثاء تعليق ترشيح غراهام جونز في الانتخابات الذي اختير للتنافس على مقعد في شمال المملكة المتحدة، حتى الانتهاء من التحقيقات.

وكان موقع بريطاني نشر تسجيلا صوتيا لجونز خلال اجتماع محلي للحزب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجه خلاله انتقادات لإسرائيل ووصفها بالدولة "اللعينة" وقال إن البريطانيين الذين يقاتلون في الجيش الإسرائيلي يجب أن يسجنوا.

وأول أمس الاثنين، أعلن حزب العمال سحب ترشيح أزهر علي مرشح الحزب في الانتخابات الفرعية التي ستجرى في 29 فبراير/شباط في روتشدايل شمال غرب بريطانيا، ليحل محل النائب توني لويد الذي توفي الشهر الماضي.

وجاءت الخطوة بعد تعليقات للسياسي كان قد نشرها الخريف الماضي، واتهم فيها إسرائيل بالعلم المسبق بهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على المستوطنات الإسرائيلية بغلاف غزة والسماح للحركة بتنفيذه لاستخدامه ذريعة للحرب التي شنتها على قطاع غزة.

"حزب العمال تغير"

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر تأكيده أمس الثلاثاء تعليقا على الإجراءين أن حزبه تغير، في إشارة إلى الخطوات التي يتخذها الحزب ضد منتقدي إسرائيل، بعد أن كان سلفه جيريمي كوربن متهما بالسماح بانتقاد إسرئيل في حزب، الأمر الذي يعتبره المقربون من إسرائيل معاداة للسامية.

وقال ستارمر إن قرار سحب الترشيحات كان "صعبا وضروريا، ولكن عندما أقول إن حزب العمال قد تغير تحت قيادتي فأنا جاد في ذلك".

ومع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استقال العديد من ممثلي حزب العمال من المسلمين احتجاجا على تصريحات زعيم الحزب كير ستارمر الداعم لإسرائيل، التي برر فيها استهداف المدنيين والحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق استطلاعات الرأي فإنه من المرجح أن يشكل حزب العمال الحكومة البريطانية المقبلة بعد الانتخابات العامة المتوقعة في النصف الثاني من العام الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حزب العمال

إقرأ أيضاً:

إرجاء محادثات فتح وحماس في الصين

قررت حركتا فتح و حماس إرجاء محادثات المصالحة بين الجانبين التي كان من المقرر عقدها في الصين خلال الشهر الجاري، إلى أجل غير مسمى، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين في حركتي فتح وحماس، اليوم الإثنين 24 يونيو 2024.

وأفاد التقرير بأن المحادثات تأجلت "دون تحديد موعد جديد"، فيما تبادل الطرفان تهم إفشال جهود المصالحة.

وفي أعقاب استضافة بكين اجتماع للحركتين في نيسان/ أبريل الماضي، قالت الصين إن فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ، وحماس عبرتا عن رغبتهما في السعي لتحقيق مصالحة.

وكان مسؤولون من فتح وحماس قد أعلنوا في وقت سابق أن الاجتماع سيعقد في منتصف حزيران/ يونيو الجاري.

تبادل تهم

وقلل محللون من فرص تحقيق اختراقة نحو اتفاق مصالحة بين فتح وحماس يمكن أن يخلق إدارة فلسطينية موحدة للضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 262 يوما.

ونقلت "رويترز" عن رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في غزة، باسم نعيم، الذي حضر الاجتماع السابق، أن الاجتماع تأجل ولم يتم تحديد موعد جديد لاجتماع آخر، وألقى باللوم على فتح التي قال إنها "طلبت التأجيل".

وأصدرت حركة فتح بيانا أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اليوم، عبرت فيه الحركة عن "تقديرها الكبير للجهود الصينية التي استضافت الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس في جمهورية الصين الشعبية".

كما عبرت الحركة عن "رغبتها في ضمان نجاح الجهود الصينية المقدرة، خاصة أننا نحمّل حماس مسؤولية إفشال جميع الحوارات التي جرت في السابق، وآخرها عندما رفضت حماس، الحضور إلى لقاء القاهرة الذي كان متفقًا عليه".

وقال حركة فتح إنها "لا تزال ملتزمة بالجلوس على طاولة الحوار الوطني في الصين، وتعمل على استكمال التحضيرات كافة من أجل توفير المناخات المناسبة لإنجاح الوساطة الصينية التي تحظى بتقدير واحترام قيادتنا وشعبنا".

جهود صينية روسية

وكانت موسكو قد احتضنت اجتماعا مماثلا نهاية شباط/ فبراير الماضي، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة، وفق ما أعلن وقتها، إلا أنه لم يحقق تقدما كبيرا.

وأظهرت الصين في الآونة الأخيرة تأثيرا دبلوماسيا متزايدا في الشرق الأوسط، حيث تتمتع بعلاقات قوية مع الدول العربية وإيران، وتوسطت بكين العام الماضي في التوصل إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.

وكثف مسؤولون صينيون جهودهم في الدفاع عن الفلسطينيين في منتديات دولية خلال الأشهر القليلة الماضية، ودعوا إلى عقد مؤتمر سلام فلسطيني إسرائيلي واسع النطاق، ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.

وفي شباط/ فبراير الماضي، حثت بكين محكمة العدل الدولية على إبداء رأيها في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، الذي قالت إنه غير قانوني.

كما ضغطت الصين من أجل انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة، وأكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الأسبوع الماضي، أن من شأن ذلك أن "يصحح ظلما تاريخيا طال أمده".

"الانقسامات عميقة"

ومطلع الشهر الجاري، أشارت مقابلات أجرتها وكالة "رويترز" مع 5 مصادر في فتح وحماس إلى أن "الانقسامات العميقة ستعوق إحراز تقدم في محادثات المصالحة المقررة بينهما هذا الشهر".

وقال أحد المصادر إن "حماس تدرك أنها لا يمكن أن تكون جزءا من أي حكومة جديدة معترف بها دوليا للأراضي الفلسطينية عندما ينتهي القتال في القطاع".

وذكر المصدر وكذلك القيادي باسم نعيم، أن "الحركة تريد مع ذلك أن توافق فتح على تشكيل حكومة خبراء (تكنوقراط) جديدة للضفة الغربية وغزة في إطار اتفاق سياسي أوسع".

وقال نعيم، الذي شارك في الجولة السابقة من محادثات في الصين، في مقابلة "نتكلم عن مشاركة سياسية وعن مصالحة بالمفهوم السياسي لإعادة نظم الكينونة الفلسطينية".

واحتمال استمرار حماس كلاعب سياسي مؤثر قضية شائكة، في ظل التوافق الذي يظهره الغرب مع الهدف الذي أعلن عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، للحرب على غزة والمتمثل في "القضاء على حماس".

وبالرغم من ذلك، يتفق معظم المراقبين على أن الحركة ستتواجد بشكل مّا بعد وقف إطلاق النار، فيما تعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أي دور لحماس في حكم قطاع غزة بعد الحرب.

تؤيد الدول الغربية فكرة إدارة قطاع غزة بعد الحرب من قبل السلطة الفلسطينية بعد إعادة هيكلتها.

وعلى الرغم من المحادثات، فإن الخصومة والخلافات العميقة بين الحركتين تعني أن احتمالات التوصل إلى اتفاق لإعادة توحيد إدارة الأراضي الفلسطينية لا تزال ضعيفة.

وعلى الرغم من اعتراف أكثر من 143 دولة بفلسطين، بما في ذلك أيرلندا وإسبانيا والنرويج الشهر الماضي، تضاءلت الآمال في إقامة دولة ذات سيادة منذ سنوات في ظل التوسع الاستيطاني في الضفة ومعارضة إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية.

ويزيد الانقسام بين حماس وفتح من تعقيد هذا الهدف، في ظل التباين في وجهات نظر بشأن الإستراتيجية، إذ تلتزم فتح بالمفاوضات مع إسرائيل لإقامة دولة مستقلة، بينما تدعم حماس الكفاح المسلح والمقاومة بجميع أشكالها في سبيل ذلك.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • دريان التقى وفدا من اللقاء الديمقراطي
  • هل يزعج الفراغ الرئاسي حارة حريك؟
  • تركيا تتهم السليمانية بتزويد حزب العمال بالأسلحة عبر مطارها وتهدد بضربات عنيفة
  • الحرب ثبتت ترشيح فرنجية.. لا مساومة من قبل الحلفاء؟
  • هل تستطيع إسرائيل التعايش مع حزب الله عند الحافة الامامية؟
  • سوناك: أمامنا عشرة أيام لإنقاذ بريطانيا من حزب العمال
  • العمال البريطاني قد يفقد مقعدا مضمونا لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار
  • لف وارجع تاني.. الأهلي يلغي معسكر القمة بعد انسحاب الزمالك
  • إرجاء محادثات فتح وحماس في الصين
  • ما الأحزاب التي تشكل حكومة الوحدة في جنوب أفريقيا؟