تحالف لتشكيل حكومة جديدة في باكستان وحركة إنصاف تطعن في نتائج الانتخابات
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
أعلن حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز) وحزب الشعب الباكستانيان عن تحالف بينهما لتشكيل الحكومة الجديدة التي يفترض أن يقودها رئيس الوزراء السابق شهباز شريف، في حين رفضت حركة إنصاف الانضمام لهذا التحالف وقررت الطعن في نتائج الانتخابات الأخيرة.
وأعلن حزب الشعب، الذي حل ثانيا في الانتخابات البرلمانية بحصوله على 54 مقعدا من أصل 264 مقعدا، عن دعم مرشح حزب الرابطة -الذي حل في المركز الأول- لمنصب رئاسة الحكومة دون المشاركة فيها.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة إسلام آباد أمس الثلاثاء، قال شهباز إنه يريد عودة شقيقه الأكبر نواز -الذي رأس الحكومة 3 مرات- إلى منصبه. لكن المتحدثة باسم حزب الرابطة أعلنت عبر منصة "إكس" أن نواز يريد أن يكون شقيقه الأصغر رئيسا للحكومة المقبلة.
وأعرب شهباز عن استعداد حزبه للتفاوض مع رئيس الوزراء الأسبق عمران خان، المسجون منذ أغسطس/آب الماضي في قضايا مختلفة، لضم حركة إنصاف إلى الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن التحالف الجديد يملك أغلبية الثلثين في البرلمان.
بيد أن عمران أعلن من داخل سجنه رفضه المشاركة في التحالف المعلن بين حزبي الرابطة والشعب، منددا بما سماه تزوير الانتخابات التي جرت الخميس الماضي..
من جانبه، قال الرئيس المشارك لحزب الشعب آصف علي زرداري، وهو رئيس سابق للبلاد -خلال نفس المؤتمر الصحفي- إن حزبه قرر المشاركة في تشكيل الحكومة لانتشال باكستان من الصعوبات.
وفي وقت سابق أمس، أعرب الرئيس المشارك الآخر للحزب بيلاول بوتو زرداري، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو، أنه يرغب في أن يتولى والده آصف زرداري رئاسة البلاد مرة أخرى.
وكان المرشحون المستقلون تصدروا نتائج الانتخابات البرلمانية بحصولهم على 101 مقعد، ودعمت حركة إنصاف 93 من هؤلاء المستقلين، ونال حزب الرابطة (جناح نواز) 75 مقعدا، وحزب الشعب 54 مقعدا، وحزب الحركة الشعبية المتحدة 17 مقعدا، ويمكن لحزبي الرابطة والشعب بمفردهما تشكيل حكومة بأغلبية برلمانية بسيطة.
ومُنعت حركة إنصاف من المشاركة في الانتخابات الأخيرة كما منع رمزها المضرب، لذلك ترشح معظم أتباع الحزب مستقلين، ويؤكد مسؤولوها أن مرشحيها كانوا سيفوزون بعدد أكبر من المقاعد لولا "التزوير".
ولا يمكن للمستقلين تشكيل حكومة رغم حصولهم على العدد الأكبر من المقاعد، إذ يتعين أن يقوم حزب معترف به أو ائتلاف أحزاب بتشكيلها.
عمران خان أثناء مثوله صيف العام الماضي أمام المحكمة العليا في إسلام آباد (رويترز-أرشيف) موقف حركة إنصافمن جهته، أعلن حزب إنصاف بزعامة عمران خان توصله لتفاهم مع مجلس العمل الموحد، وهو تجمع لأحزاب شيعية، يسمح بانضمام نوابه المستقلين لكتلة المجلس الحزبية بالبرلمان الفدرالي والبرلمان المحلي بإقليم البنجاب.
كما أعلن الحزب نفسه عن تفاهم مماثل مع الجماعة الإسلامية للانضمام لكتلتها الحزبية في البرلمان المحلي بإقليم خيبر شمال غربي البلاد.
ويؤكد مسؤولون في حزب حركة الإنصاف أنهم كانوا سيفوزون بمقاعد أكثر لولا تزوير الأصوات.
ومن داخل سجن أديالا في روالبندي قرب إسلام آباد، استبعد عمران خان التعاون مع حزبي الرابطة والشعب الشريكين الرئيسيين في الائتلاف الجديد.
وقال عمران لصحفيين -أثناء جلسة استماع إجرائية في السجن- إن حزبه سيطعن أمام المحكمة العليا بدعوى التزوير في نتائج الانتخابات، ثم يدرس التحالف.
وحذر رئيس الوزراء الأسبق من أي حكومة جديدة يتم تشكيلها عبر ما سماها الأصوات المسروقة، قائلا إن ذلك سيفاقم الوضع الاقتصادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نتائج الانتخابات حزب الرابطة المشارکة فی حرکة إنصاف حزب الشعب عمران خان
إقرأ أيضاً:
محادثات إيجابية بين حكومة الشرع ووفد الحكومة الروسية على دعم سيادة سوريا وسلامة أراضيها
كتب أحمد حسام العربي
للمرة الأولى منذ سقوط عائلة الأسد في كانون الأول/ديسمبر، شهدت سوريا وصول وفد روسي رفيع المستوى إلى العاصمة دمشق. وقد شمل الوفد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، إلى جانب ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والقطاع الاقتصادي في روسيا، كما نقلت الأنباء.
تأتي هذه الزيارة في ظل حركة دبلوماسية متصاعدة في دمشق، في إطار جهود الإدارة الجديدة التي تمكنت من استعادة السلطة، لتعزيز مساعي إعادة الإعمار والاستقرار. وذلك بعد 61 عامًا من حكم نظام حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد. وذلك بعد فترة طويلة من الانغلاق التي عانت منها البلاد.
أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن المحادثات مع الجانب الروسي في دمشق تركزت على قضايا رئيسية، منها احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وأكدت "سانا" أن موسكو قد أعربت عن دعمها للتغييرات الإيجابية الجارية حالياً في سوريا. كما أشارت إلى أن الحوار قد سلط الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال اتخاذ تدابير ملموسة مثل إعادة الإعمار، وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الرئيس الراحل بشار الأسد.
وصرح نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف خلال زيارته إلى دمشق أن وفدًا روسيًا قد أجرى محادثات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. وأشار إلى أن المحادثات، التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، كانت "بناءة". كما ذكر بوغدانوف أن الجانب الروسي شدد على أهمية حل القضايا في سوريا من خلال "حوار سياسي شامل"، معبرًا عن أن هذه الزيارة تأتي في "لحظة حاسمة" للعلاقات الروسية السورية.
ووصف نائب وزير الخارجية الروسي المحادثات مع أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني بأنها كانت جيدة. وأعرب بوغدانوف للجانب السوري عن استعداد روسيا للمساعدة في استقرار الأوضاع في سوريا، من خلال التوصل إلى حلول ملائمة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية عبر الحوار البناء والمباشر بين القوى السياسية المختلفة والفئات الاجتماعية. كما أوضح أن روسيا ترحب بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في موسكو.
تأتي هذه الزيارة عقب التصريحات الإيجابية التي أدلى بها الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". أكد فيها على أهمية الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، مُعرباً عن رغبته في إعادة بناء العلاقات مع موسكو. كما أشار إلى أن الروس سيواصلون العمل في قواعدهم العسكرية المتواجدة في سوريا. وأوضح أن الإدارة السورية تتعامل بحذر بالغ مع مسألة القواعد العسكرية الروسية، إذ أن الحكومة السورية الجديدة تدرك أن الوجود الروسي المحدود في البلاد سيكون ضماناً لتحقيق التوازن السياسي في المرحلة الانتقالية المقبلة.
ويعتقد الخبير السياسي أحمد مصطفى إلى أن الزيارة الروسية إلى دمشق تشير إلى مستقبل واعد لعلاقات البلدين. كما تدل على وجود رغبة مشتركة من الجانبين في تعزيز العلاقات على أسس التعاون والتفاهم والمصلحة المشتركة، بعيدًا عن الماضي، وأضاف مصطفى أن هناك مصالح استراتيجية عميقة تربط الطرفين، مُشيراً إلى أن روسيا تُعد حليفاً موثوقاً يُمكن التعاون معه والاستفادة منه، على عكس الدول الغربية التي تربط ملف العقوبات وفقاً لمصالحها الخاصة، على الرغم من زوال الأسباب التي أدت إلى فرض هذه العقوبات. وأشار أيضاً إلى استمرار دعم تلك الدول للقوات الكردية الانفصالية بدلاً من تعزيز الوحدة الوطنية في البلاد.
وذكر أحمد المصطفى إلى أن الجانب السوري سيستفيد بشكل كبير من الدعم العسكري الروسي، نظرًا للخبرات الروسية الواسعة في إعادة بناء الجيش السوري وفي صفقات السلاح. إذ إن معظم الأسلحة المستخدمة من قبل الجيش السوري هي روسية، بالإضافة إلى أن العديد من محطات الطاقة تُدار بخبرات روسية. كما أن الكثير من المعدات والأنظمة الدفاعية التي كان يعتمد عليها الجيش السوري، تعود حاليًا إما لإنتاج الاتحاد السوفييتي أو روسيا.
وشدد الخبير السياسي أن تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتي أشار فيها إلى أن "روسيا ملتزمة بإيجاد حل شامل للأوضاع في سوريا، وأن القرارات المستقبلية تعود للسوريين أنفسهم"، كما أشار إلى أن "روسيا مستعدة لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها بالكامل"، لعبت دورًا كبيرًا في تحقيق هذا اللقاء الذي يُعتبر الأول من نوعه بعد سقوط الأسد.