رأي اليوم:
2025-05-02@23:14:06 GMT

القمح لمن استطاع إليه سبيلا..

تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT

القمح لمن استطاع إليه سبيلا..

اسيا العتروس كان واضحا خلال قمة الحلف الأطلسي المنعقدة في  الأسبوع الماضي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس أن موسكو لن تمدد اتفاقية القمح قبل أن تضمن وصول الرسائل التي بين يديها الى كل الأطراف المعنية بدءا بالحكومات الغربية التي تستمر في دعم زيلنسكي بكل الوسائل المتاحة لإضعاف موسكو وكسب الحرب وصولا الى الحليف التركي عضو الناتو الذي تخلى عن معارضته انضمام السويد الى الحلف وقبل بتعديل موقفه مقابل حزمة من المصالح التي منحته على ما يبدو امتيازات لصالح الأتراك للحصول على تأشيرة شين جين وقبل ذلك والاهم الحصول على ضوء اخضر من الرئيس الأمريكي للحصول على صفقة طائرات اف 16 .

.صحيح ان كل الوعود لن تتحقق الى انجازات في الحين ولكنها تظل قائمة وتمنح تركيا مجالا واسعا للمناورة ورفع سقف المطالب من الحلفاء في الناتو الأمر الذي كان الطبيعي إلا يروق لروسيا وأن تبحث عن رد الفعل وهو ما كان حيث رفض الكرملين تمديد العمل باتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود التي انتهت رسميا مساء أول أمس الاثنين برغم تطمينات الرئيس التركي بان موسكو لن تعرقل الاتفاقية … الواقع أن عرقلة اتفاقية القمح ليس التحدي الوحيد الذي يترصد الشعوب المستضعفة التي لا قدرة لها على تأمين احتياجاتها الغذائية والتي لا يمكنها أيضا تحويل وجهتها لدول أخرى للفوز بصفقات القمح المدفوعة الثمن بشكل مسبق.. والأكيد انه بين أزمة القمح وأزمة التحولات المناخية والارتفاع غير المسبوق والخطير لدرجات الحرارة ستتحمله الشعوب الأضعف التي فشلت في تامين سيادتها وأمنها الغذائي والتي لا تزال غير معنية بمواجهة التحولات المناخية التي لا تزال  تعتبر من الملفات التي توصف بالترف غير المقدور عليه وليس من اوكد الأولويات في سياسات الحكومات التي تحتاج الى إعادة تحديد الخيارات الإستراتيجية لضمان الحد الأدنى من احتياجاتها وتجنيب شعوبها ومواطنيها شبح الجوع … لقد أثار الموقف الروسي ردود أفعال غاضبة من الغرب الذي اعتبر أن روسيا تهدد الأمن الغذائي للشعوب التي تنتظر هذه الصفقة وفي مقدمتها الشعوب الإفريقية التي تستورد احتياجاتها من أوكرانيا.. وقد ذهب الكرملين بعيدا في تهديداته على دعوات الرئيس الأوكراني تجاهل الموقف الروسي ومواصلة تصدير القمح عبر البحر الأسود.. ولا يبدو حتى هذه المرحلة أن أيا من دول الحلف الأطلسي مستعدة لهذه المخاطرة والدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا كما حذر الرئيس الروسي بوتين بما يعني انه سيتعين على العالم وبالإضافة الى ما يواجهه من أزمات أن يواجه أزمة تصدير الحبوب التي تهدد الملايين في ظل ارتفاع الأسعار ولكن أيضا تراجع المحاصيل وغياب التمويلات الضرورية للدول المعنية للبحث عن بدائل واستيراد القمح من كندا أو أمريكا أو استراليا علما وأن الهند منعت تصدير الحبوب تحسبا لتداعيات الأزمة الروسية وأوكرانيا ولكن أيضا لتداعيات التحولات المناخية الخطيرة وما آلت إليه من ارتفاع غير مسبوق في العالم الى جانب الفيضانات والسيول وموجة الحرائق.. من الواضحان أن روسيا تسعى لتعزيز شروطها وفرض مطالبها قبل التراجع عن هذا الموقف وقد بدأت بسحب ضمانات سلامة الملاحة وإغلاق الممر الإنساني البحري بالبحر الأسود بما سيجعل أي طرف يمكن أن يغامر بالانسياق وراء الاستجابة الى طلب زيلنسكي تحدي موسكو في أزمة غير مقدور عليها قد تتحول الى معركة أخرى الى جانب المعركة مع أوكرانيا.. كل ذلك فضلا عن تردد شركات التأمين في مواصلة تغطيتها التأمينية للسفن التي ترغب في الإبحار إلى أوكرانيا بعد الإعلان الروسي. وحسب ما تروج  له السلطات الروسية فان موسكو لن تقبل بأقل من رفع العقوبات المفروضة عليها قبل القبول بالعودة الى اتفاقية البحر الأسود.. وفي انتظار ما سيؤول إليه الموقف الروسي يبقى الأكيد أن القمح لن يكون متاحا للجميع وأن التحولات المناخية ستفرض نفسها على كل الموائد طوعا أو إكراها .. كاتبة تونسية

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: التی لا

إقرأ أيضاً:

الزنداني يبحث مع السفير الروسي المستجدات اليمنية

بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين، شائع الزنداني، الخميس، مع القائم بأعمال السفارة الروسية لدى اليمن، الدكتور يفغيني كوردوف، المستجدات على الساحة اليمنية في ظل التصعيد الذي تشهده البلاد.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن اللقاء، ناقش آخر المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

وأشاد الوزير الزنداني، بالدعم الذي تقدمه روسيا لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والشعب اليمني في مختلف المجالات.

 

واكد الجانبان، على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.


مقالات مشابهة

  • نجل حفتر في موسكو بحث ملفات عسكرية وأمنية مع نائب وزير الدفاع الروسي
  • الانتماء إليه ليس سهلًا.. جعجع: حزب القوات مطعّم ضد الفساد
  • وكيل تعليم كفر الشيخ يستقبل مسؤولي إدارة الأزمات والكوارث لمواجهة التغيرات المناخية
  • الزنداني يبحث مع السفير الروسي المستجدات اليمنية
  • خلال اتصال هاتفي مع رئيس الدولة.. الرئيس الروسي يشيد بدور الإمارات في عمليات تبادل الأسرى مع أوكرانيا
  • سيف بن زايد يلتقي في موسكو المدعي العام الروسي
  • وزير البيئة: العراق يسير بخطى ثابتة نحو تنفيذ التزاماته المناخية
  • التسريبات وثوابت الموقف.. مصطفى بكري يكشف في «حقائق وأسرار» محاولات تشويه الرئيس عبد الناصر
  • مساعد الرئيس الروسي: محاولات لـ الناتو لتوسيع فرض الحصار البحري على روسيا
  • مساعد الرئيس الروسي: نلمس كثافة ملحوظة للنشاط البحري لدول حلف الناتو