الناصرة- “رأي اليوم”- كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أضخم إنتاج سينمائي لفيلم جديد عن رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة غولدا مائير، وتفاصيل جديدة تسرد لأول مرة عن حياتها خلال حرب السادس من أكتوبر. وقال موقع “مكور راشون” الإخباري الإسرائيلي، إن معظم الإسرائيليين غولدا” وينتظرون فيلم “جاي ناتيف” الجديد بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب “يوم الغفران”، حرب السادس من أكتوبر بين مصر وسوريا، وإسرائيل عام 1973م، حيث يقدم زاوية جديدة حول شخصية المرأة الوحيدة التي كانت رئيس وزراء إسرائيل.

وأوضح الموقع أن معظم الشباب الإسرائيلي حاليا لا يعرفون من هي غولدا التي عملت رئيسة للوزراء خلال الفترة الصعبة من حرب “يوم الغفران”، ومن هي المرأة الوحيدة التي شغلت منصب رئيس وزراء إسرائيل حتى يومنا هذا، وفق “روسيا اليوم”. وأشار مكور راشون إلى أن هوليوود أظهرت في الواقع اهتماما أكبر بغولدا أكثر من اهتمام العالم الإبداعي الإسرائيلي، ففي عام 1982 تم إنتاج فيلم في هوليوود عن حياتها، من بطولة إنجريد بيرجمان. وتم عرض مسرحية عن حياتها في برودواي لفترة طويلة حيث فهمت هوليوود وبرودواي جيدا الإمكانات الدرامية في قصة امرأة كانت جدة عندما كانت على رأس واحد من أكثر البلدان المهتمة بالأمن في العالم، وفي واحدة من أصعب ساعات عسكرية بتاريخ بلادها. ويأتي المخرج الإسرائيلي (الحائز على جائزة أوسكار لأقصر فيلم) جاي ناتيف ويقدم نسخة أخرى من قصة جولدا (تركز فقط على فترة حرب يوم الغفران) والتي عُرضت لأول مرة الخميس الماضي ، في ليلة افتتاح مهرجان القدس السينمائي، وفي غضون أسابيع قليلة سيعرض الفيلم أيضًا في عروض تجارية منتظمة في إسرائيل وحول العالم. وقال التقرير الإسرئيلي إن فيلم ناتيف يعد إشكالية للغاية، فهو ميلودرامي للغاية ، وتم تصوير بعض المشاهد الدرامية بالحركة البطيئة والفيلم بشكل عام بطيء للغاية ، كما لو كان يحاول الضغط على المزيد من العاطفة خارج قصته الدرامية بالفعل. وهناك أيضًا استخدام غير محدود لإدمان جولدا للسجائر ، حتى عندما كانت مريضة بالسرطان. ويعرض الفيلم أيضًا من عدد كبير جدًا من اللقطات المقربة على وجه جولدا (التي لعبت دورها الممثلة الممتازة هيلين ميرين ، التي حققت بالفعل مسيرة مثيرة للإعجاب وهي تلعب دور نساء رائدات ، مثل كوينز إليزابيث الأولى والثانية والإمبراطورة كاثرين العظيمة). وأوضح التقرير إنه بالنسبة للجيل الإسرائيلي الذي لم يعرف جولدا ، فإن الفيلم لا يزال يقوم بالمهمة ، لأنه مخلص بشكل عام للقصة الحقيقية. حيث أنها في ذاكرة الجيل الخمسيني وما فوق “المسؤولة بشكل رئيسي عن فشل يوم الغفران”. ويكشف الفيلم أن الجنرالات الذين خدموا تحت قيادتها كانوا أكثر مسؤولية، فبالرغم من أنها كرئيسة للوزراء لديها مسؤولية وزارية زائدة ، لكن الجنرالات كانوا الخبراء الذين استشارتهم، وكان اثنان على الأقل من كبار السن من بينهم من أدوا وظائفهم بشكل مخزي مثل وزير الدفاع موشيه ديان ، البطل الموقر في حرب “الأيام الستة” – التسمية العبرية لحرب عام 1967 – ، والذ أنكسر في اليوم الأول من حرب يوم الغفران، وظهر بوجه كئيب في مقابلة تلفزيونية تهدف إلى رفع الروح المعنوية. والشخصية العسكرية الثانية الفاشلة التي سلط الفيلم الضوء عليها كان اللواء إيلي زيرا ، رئيس الاستخبرات العسكرية وقتها فقد كان على يقين من أن الحرب لن تندلع لدرجة أنه لم يمتثل لأمر الحكومة لتفعيل أجهزة الاستماع الخاصة التي تم زرعها في مصر ، بل إنه كذب ذلك. إذا تم تفعيل الأجهزة ولم تكشف عن شيء للتغطية على فشله. وسلط الفيلم أيضا عن جهود الجاسوس الكبير الذي كانت إسرائيل وظفته في محيط الرئيس المصري السادات – في إشارة للعميل المزدوج أشرف مروان – والذي حذر من حرب ستندلع يوم كيبور (أي يوم الغفران)، رغم أنه قال لهم إن الحرب ستندلع في السادسة مساء، وليس الساعة الثانية بعد الظهر كما اندلعت بالفعل. وقال الموقع العبري أن مروان كان في الواقع عميلا مزدوجا يهدف إلى تضليل إسرائيل، وفي وقت لاحق، بعد سنوات من الحرب كشف حتى عن اسم هذا الجاسوس، وهو أشرف مروان مما أدى إلى وفاته بطريقة مريبة بـ”السقوط الغامض” من شرفة منزله بلندن. وقال الموقع إن الفيلم يسلط الضوء أيضا علي كيفية عملت جولدا كجدار حديدي، وكان هناك من أطلق عليها (لقب كان من شأنه أن يثير انتقادات نسوية حادة اليوم) “الرجل الوحيد في الحكومة”، فلم تكتف بتشجيع ديان الذي انهار وطالبته بأن يعود إلى رشده، بل وقفت في وجه كل الضغوط الدولية، بما في ذلك من الأمريكيين ، الذين أرادوا مساعدة مصر على إنهاء الحرب بإنجاز مثير للإعجاب، من شأنه أن يعزز شرفهم الوطني وشرفهم الوطني، وجلب المصريين إلى طاولة المفاوضات ، بعد فشلهم في حرب الأيام الستة. وفي مشهد قوي بشكل خاص في الفيلم (والذي حدث أيضًا في الواقع) ، أوضح وزير الخارجية الأمريكي (اليهودي) هنري كيسنجر لجولدا أنه مواطن أمريكي أولاً ، ثم وزير خارجية الولايات المتحدة، وأخيراً فقط يهودي. ولم تتردد جولدا قبل أن تلقي له الإجابة النهائية: “عزيزي هنري، نحن في إسرائيل نقرأ من اليمين إلى اليسار”، حتى أن المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس وهو ما لم يظهر في الفيلم ، أن جولدا حصلت من الولايات المتحدة على “قطار جوي” مثير للإعجاب بمعدات عسكرية متطورة، ومن بين أمور أخرى من خلال التلميح إلى أنها إذا وقفت وظهرها إلى الحائط ، فقد تقوم بتفعيل “السلاح السري” الذي بحوزتها. وتحت قيادة غولدا ، ذهبت إسرائيل في غضون 19 يومًا مما كان يُنظر إليه على أنه مفاجأة (في الواقع، كما هو موضح أيضًا في الفيلم) حيث يشير الفيلم إن إسرائيل كانت ملزمة بشكل أساسي بالتزام مع الأمريكيين بعدم إطلاق أول هجوم، أو شن ضربة استباقية بسبب التزام مشابه قدمه الأمريكيون للروس، وفق التقرير العبري. وزعم الفيلم أنه بسبب قلب جولدا الطاولة في الحرب على الجبهتين المصرية والسورية لم يجرؤ أحد على ضرب إسرائيل مرة أخرى حتى يومنا هذا باستثناء عدد قليل من الصواريخ التي أطلقها صدام حسين في حرب الخليج، والتي كانت بمثابة محاولة لتفكيك التحالف العربي ضده. وقال التقرير العبري أن كل من يتهم جولدا بالمسؤولية عن الفشل ، يجب أن يمنحها في الوقت نفسه الفضل في هذا الإنجاز الهائل أيضًا.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی الواقع

إقرأ أيضاً:

سينما‭ ‬التمرد‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا

العالم‭ ‬يتابع‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬هزيمة‭ ‬ساحقة‭ ‬للمحافظين‭ ‬وصعود‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭.. ‬ وفى‭ ‬بريطانيا‭ ‬هناك‭ ‬حدود‭ ‬خفية‭ ‬لإنتاج‭ ‬أفلام‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬السياسيين‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬الكبيرة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الشخصيات‭... ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أعمالاً‭ ‬تجاوزت‭ ‬ذلك‭ ‬وقدمت‭ ‬رؤية‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬هناك‭. ‬
فيلم‭ ‬‮«‬صنع‭ ‬فى‭ ‬داجنهام‮»‬‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تطرح‭ ‬حساسية‭ ‬الستينيات‭ ‬والنقابات‭ ‬العمالية‭.. ‬يبدأ‭ ‬الفيلم‭ ‬بجو‭ ‬من‭ ‬المرح،‭ ‬حيث‭ ‬نرى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬عائدات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دراجات‭ ‬هوائية،‭ ‬فيحتفلن‭ ‬ويرقصن‭ ‬رقصة‭ ‬واتوسى‭ ‬مع‭ ‬أزواجهن،‭ ‬ويكسرن‭ ‬روتين‭ ‬العمل‭ ‬اليومى‭ ‬والضجيج‭ ‬الصناعى‭ ‬لآلات‭ ‬الخياطة‭ ‬الخاصة‭ ‬بهن‭ ‬بصيحات‭ ‬الاستهزاء‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬زملائهن‭ ‬من‭ ‬الرجال‭. ‬
فيلم‭ ‬‮«‬صُنع‭ ‬فى‭ ‬داجنهام‮»‬‭ ‬هو‭ ‬دراما‭ ‬عن‭ ‬إضراب‭ ‬عمال‭ ‬ماكينات‭ ‬الخياطة‭ ‬فى‭ ‬مصنع‭ ‬فورد‭ ‬فى‭ ‬داجنهام‭ ‬بإنجلترا،‭ ‬والذى‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬قانون‭ ‬المساواة‭ ‬فى‭ ‬الأجور‭ ‬البريطانى،‭ ‬ثم‭ ‬إقرار‭ ‬تشريعات‭ ‬مماثلة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬تلعب‭ ‬سالى‭ ‬هوكينز‭ ‬دور‭ ‬ريتا‭ ‬أوجريدى،‭ ‬عاملة‭ ‬الماكينات‭ ‬القوية‭ ‬الإرادة‭ ‬والهادئة‭ ‬التى‭ ‬قادت‭ ‬النساء‭ ‬إلى‭ ‬الإضراب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساواة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬من‭ ‬أزواجهن‭ ‬ونقاباتهن‭ ‬وممثليهن‭ ‬السياسيين‭. ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬يقدم‭ ‬نظرة‭ ‬صادقة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬فى‭ ‬الستينيات،‭ ‬العمل‭ ‬الإضافى،‭ ‬وطهى‭ ‬العشاء،‭ ‬والنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية،‭ ‬وإرسال‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬بينما‭ ‬ينام‭ ‬أزواجهن‭ ‬على‭ ‬الأريكة‭. ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬يدين‭ ‬التمييز‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجنس‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ،‭ ‬ويُظهِر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نبرته‭ ‬الخفيفة‭ ‬فى‭ ‬الغالب،‭ ‬التكلفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭. ‬الشخصيات‭ ‬تتسم‭ ‬بالحيوية‭ ‬والنشاط‭ ‬والجاذبية‭ ‬مكتملة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬نماذج‭ ‬الستينيات،‭ ‬ويوازن‭ ‬الفيلم‭ ‬بين‭ ‬التفاؤل‭ ‬والواقعية‭ ‬بطريقة‭ ‬مقنعة‭ ‬وممتعة‭ ‬للمشاهدة‭.‬
‭ ‬تاتشر‭ ‬وكأنها‭ ‬دمية‭ ‬ممسوسة
برايد‭ ‬هو‭ ‬فيلم‭ ‬كوميدى‭ ‬درامى‭ ‬تاريخى‭ ‬بريطانى‭ ‬صدر‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬كتبه‭ ‬ستيفن‭ ‬بيريسفورد‭ ‬وأخرجه‭ ‬ماثيو‭ ‬وارشوس‭. ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية،‭ ‬يصور‭ ‬الفيلم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬المثليين‭ ‬والمثليات‭ ‬الذين‭ ‬جمعوا‭ ‬الأموال‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬إضراب‭ ‬عمال‭ ‬المناجم‭ ‬البريطانيين‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1984‭. ‬يبدأ‭ ‬الفيلم‭ ‬بظهور‭ ‬آرثر‭ ‬سكارجيل‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬وهو‭ ‬يحشد‭ ‬الحشد،‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬عمال‭ ‬المناجم‭ ‬سوف‭ ‬يتمكنون‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬إخبار‭ ‬أنفسهم‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬كنت‭ ‬فخوراً‭ ‬ومحظوظاً‭ ‬لأننى‭ ‬كنت‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬نضال‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬لقطات‭ ‬لتاتشر،‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬تحطيم‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭. ‬تظهر‭ ‬تاتشر‭ ‬وكأنها‭ ‬دمية‭ ‬ممسوسة،‭ ‬وأسلوبها‭ ‬المتسلط‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬عن‭ ‬نواياها،‭ ‬وكأنها‭ ‬تنوى‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬صوتها،‭ ‬وأن‭ ‬يسمعه‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬نجح‭ ‬الفيلم‭ ‬فى‭ ‬عكس‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬بالطبع‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬عمل‭ ‬صناعى‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬صعود‭ ‬وهبوط،‭ ‬ولحظات‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬الشديد‭ ‬والضحك‭ ‬الشديد‭. ‬ولكن‭ ‬الفيلم‭ ‬قدم‭ ‬إحدى‭ ‬سمات‭ ‬مجتمع‭ ‬التعدين‭ ‬فى‭ ‬جنوب‭ ‬ويلز‭ ‬هى‭ ‬الفكاهة‭ ‬القوية‭.‬
يحتوى‭ ‬فيلم‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬بيمليكو‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وحكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭. ‬الفيلم‭ ‬الكوميدى‭ ‬البريطانى،‭ ‬الذى‭ ‬أنتجته‭ ‬إستوديوهات‭ ‬إيلينج‭ ‬وأخرجه‭ ‬هنرى‭ ‬كورنيليوس،‭ ‬تدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬لندن‭ ‬يكتشفون‭ ‬كنزًا‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬فى‭ ‬بورجوندى‭ ‬ويعلنون‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬لندن‭. ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬البريطانى،‭ ‬تقع‭ ‬المنطقة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وتتطلب‭ ‬حدودًا‭. ‬يبدأ‭ ‬القتال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالاستقلال‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬فوائد‭ ‬وسلامة‭ ‬القانون‭ ‬البريطانى‭. ‬وفى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬الأساس‭ ‬حول‭ ‬روح‭ ‬الحرب‭ ‬الخاطفة‭ ‬فى‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبئ‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬بعناصر‭ ‬المناخ‭ ‬السياسى‭ ‬اليوم،‭ ‬وكأن‭ ‬المشاكل‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬بريطانيا‭ ‬الحديثة‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬فى‭ ‬نموذج‭ ‬مصغر‭ ‬لمدينة‭ ‬لندن‭ ‬فى‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬وبينما‭ ‬يصور‭ ‬الفيلم‭ ‬الفوضى‭ ‬التى‭ ‬تتكشف‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة،‭ ‬فمن‭ ‬المستحيل‭ ‬ألا‭ ‬نرى‭ ‬ذلك‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬فى‭ ‬المناقشة‭ ‬الحالية‭ ‬المحيطة‭ ‬بالانعزالية‭ ‬مقابل‭ ‬العالمية‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬تدور‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬واحدة‭ ‬محددة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فيلم‭ ‬Passport to Pimlico‭ ‬ملىء‭ ‬بعدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬لندن‭. ‬
‭ ‬المعالم‭ ‬التشريعية‭ ‬للويد‭ ‬جورج
هناك‭ ‬حياة‭ ‬وأوقات‭ ‬ديفيد‭ ‬لويد‭ ‬جورج‭ ‬هو‭ ‬مسلسل‭ ‬درامى‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬بى‭ ‬بى‭ ‬سى‭ ‬ويلز‭ ‬تم‭ ‬بثه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬بى‭ ‬بى‭ ‬سى‭ ‬الثانية‭. ‬بطولة‭ ‬فيليب‭ ‬مادوك‭ ‬بدور‭ ‬ديفيد‭ ‬لويد‭ ‬جورج،‭ ‬آخر‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ليبرالى‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬يضم‭ ‬فريق‭ ‬التمثيل‭ ‬أيضًا‭ ‬ليزابيث‭ ‬مايلز‭ ‬وكيكا‭ ‬ماركهام‭ ‬وديفيد‭ ‬ماركهام‭. ‬كتبه‭ ‬إلين‭ ‬مورجان‭ ‬وأنتج‭ ‬وأخرجه‭ ‬جون‭ ‬هيفين‭.‬يتكون‭ ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬أجزاء‭ ‬مدة‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬ساعة،‭ ‬ويغطى‭ ‬معظم‭ ‬الأحداث‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬لويد‭ ‬جورج،‭ ‬منذ‭ ‬ولادته‭ ‬فى‭ ‬مانشستر‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬1863‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬فى‭ ‬لانيستومدوى‭. ‬ويغطى‭ ‬حياته‭ ‬الشخصية،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬إدارة‭ ‬عائلتين‭. ‬إن‭ ‬مدة‭ ‬حياة‭ ‬لويد‭ ‬جورج‭ ‬السياسية،‭ ‬التى‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬54‭ ‬عامًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬طول‭ ‬المسلسل،‭ ‬تعنى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تجاوز‭ ‬فترات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭. ‬وينطبق‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬الانقسامات‭ ‬المختلفة‭ ‬للحزب‭ ‬الليبرالى‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1918‭ ‬فصاعدًا‭. ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬بمثابة‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬مقدسة،‭ ‬فإنه‭ ‬يتمتع‭ ‬أيضاً‭ ‬بنطاق‭ ‬بصرى‭ ‬وسردى‭ ‬غير‭ ‬معتاد‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعمل‭ ‬بريطانى،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بحشد‭ ‬إلفى‭ ‬الواثق‭ ‬لمشاهد‭ ‬الحشود‭ ‬الكبيرة‭ ‬أو‭ ‬التصورات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬اللوحات‭ ‬للتأثير‭ ‬الذى‭ ‬أحدثته‭ ‬المعالم‭ ‬التشريعية‭ ‬التى‭ ‬وضعها‭ ‬لويد‭ ‬جورج‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭.‬
النجوم‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل
‭ ‬فيلم‭ ‬The Stars Look Down‭ ‬بطولة‭ ‬مايكل‭ ‬ريدجريف‭ (‬ديفيد‭ ‬فينيوك‭)‬،‭ ‬مارجريت‭ ‬لوكوود‭ (‬جينى‭ ‬صنلى‭)‬،‭ ‬إيملين‭ ‬ويليامز‭ (‬جو‭ ‬جولان‭). ‬حيث‭ ‬يقود‭ ‬عامل‭ ‬المناجم‭ ‬المخضرم‭ ‬بوب‭ ‬فينيك‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭ ‬إضراباً‭ ‬بسبب‭ ‬معايير‭ ‬السلامة‭ ‬فى‭ ‬منجم‭ ‬نبتون‭. ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يحاول‭ ‬أبنه‭ ‬ديفيد‭ ‬شق‭ ‬طريقه‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.‬
‮«‬النجوم‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬معالجته‭ ‬للعلاقات‭ ‬الصناعية‭ ‬فى‭ ‬المناجم‭ ‬جعلته‭ ‬مرشحًا‭ ‬غير‭ ‬محتمل‭ ‬لموافقة‭ ‬الرقابة‭. ‬كانت‭ ‬صفحات‭ ‬كرونين‭ ‬السبعمائة‭ ‬التى‭ ‬تناولت‭ ‬الملاحظات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والقصص،‭ ‬والدعاية‭ ‬لتأميم‭ ‬المناجم،‭ ‬بمثابة‭ ‬أولى‭ ‬محاولات‭ ‬ريد‭ ‬فى‭ ‬تناول‭ ‬موضوع‭ ‬جاد‭. ‬الثلث‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الفيلم‭ ‬يعرض‭ ‬حياة‭ ‬عمال‭ ‬المناجم‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬بطريقة‭ ‬لاذعة،‭ ‬مع‭ ‬صور‭ ‬موقعية‭ ‬منحرفة‭ ‬ومقطوعة‭ ‬بطريقة‭ ‬تذكرنا‭ ‬أحيانا‭ ‬بالأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬فى‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬أثبتت‭ ‬كارثة‭ ‬التعدين‭ ‬التى‭ ‬صورها‭ ‬ريد‭ ‬أنها‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬بابست،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أداء‭ ‬الشخصيات‭ ‬المؤثر‭ ‬لأدوارد‭ ‬ريجبى‭ ‬وجورج‭ ‬كارنى‭ ‬يترك‭ ‬انطباعاً‭ ‬قوياً‭. ‬والمناظر‭ ‬الداخلية‭ ‬فى‭ ‬منزل‭ ‬فينيك‭ ‬مسكونة‭ ‬بـ«الظلال‭ ‬التحذيرية‮»‬‭. ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬هو‭ ‬اللقطات‭ ‬الخارجية‭ ‬الأقل‭ ‬براعة‭ ‬لعمال‭ ‬المناجم،‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف،‭ ‬والزوجات‭: ‬وهى‭ ‬لقطات‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬المعتاد‭ ‬فى‭ ‬الأفلام‭ ‬البريطانية‭.‬
السيد‭ ‬بيت‭ ‬الشاب‭ ‬
شهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إنتاج‭ ‬فيلمين‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬دزرائيلى،‭ ‬‮«‬السيد‭ ‬بيت‭ ‬الشاب‮»‬،‭ ‬بطولة‭ ‬روبرت‭ ‬دونات‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬ويليام‭ ‬بيت‭ ‬الأصغر،‭ ‬والذى‭ ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬وصعود‭ ‬نابليون‭. ‬أما‭ ‬فيلم‭ ‬الشهرة‭ ‬هى‭ ‬الحافز‭ (‬1947‭) ‬للمخرج‭ ‬روى‭ ‬بولتينج،‭ ‬فكانت‭ ‬رواية‭ ‬هوارد‭ ‬سبرينج‭ ‬التى‭ ‬صدرت‭ ‬عام‭ ‬1940‭ ‬بمثابة‭ ‬صورة‭ ‬مقنعة‭ ‬لزعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬السابق‭ ‬رامزى‭ ‬ماكدونالد،‭ ‬وهى‭ ‬النقطة‭ ‬التى‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬المظهر‭ ‬الجسدى‭ ‬لمايكل‭ ‬ريدجريف‭ ‬فى‭ ‬الفيلم‭ ‬المقتبس‭ ‬عن‭ ‬رواية‭ ‬الأخوين‭ ‬بولتينج‭. ‬يلعب‭ ‬ريدجريف‭ ‬دور‭ ‬السياسى‭ ‬البريطانى‭ ‬الخيالى‭ ‬هامر‭ ‬رادشو،‭ ‬الذى‭ ‬يتوازى‭ ‬رحلته‭ ‬من‭ ‬حى‭ ‬فقير‭ ‬فى‭ ‬مانشستر‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬حول‭ ‬طاولة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مع‭ ‬استعداده‭ ‬للتنازل‭ ‬عن‭ ‬معتقداته‭ ‬الاشتراكية‭ ‬المتحمسة‭ ‬فى‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬عملية‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬انتقد‭ ‬بشدة‭ ‬زوجته‭ ‬المناضلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حق‭ ‬المرأة‭ ‬فى‭ ‬التصويت‭ (‬روزاموند‭ ‬جون‭)‬،‭ ‬وقبول‭ ‬لقب‭ ‬النبلاء‭ ‬بعد‭ ‬رفضه‭ ‬النهائى‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الناخبين‭.‬
‭ ‬كانت‭ ‬أيام‭ ‬المجد
جاء‭ ‬فيلم‭ ‬اليسار‭ ‬واليمين‭ ‬والوسط‭ (‬1959‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أيام‭ ‬المجد‭ ‬التى‭ ‬قضاها‭ ‬فرانك‭ ‬لاندر‭ ‬وسيدنى‭ ‬جيليات‭ ‬وراءهما‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬عندما‭ ‬صنعا‭ ‬هذه‭ ‬الكوميديا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬مثيرة‭ ‬للاهتمام‭ ‬تاريخيًا‭ ‬لأنها‭ ‬تقدم‭ ‬تصويرًا‭ ‬نادرًا‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬الكبيرة‭ ‬للعملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬البريطانية‭ ‬بتفاصيل‭ ‬معينة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬لملاحظاتها‭ ‬حول‭ ‬النفوذ‭ ‬السياسى‭ ‬المتزايد‭ ‬للتلفزيون‭ ‬وانحدار‭ ‬الطبقة‭ ‬الأرستقراطية‭ ‬الإنجليزية‭. ‬حيث‭ ‬يحاول‭ ‬اللورد‭ ‬ويلكوت‭ (‬أليستير‭ ‬سيم‭) ‬إنزال‭ ‬ابن‭ ‬أخيه‭ ‬روبرت‭ (‬إيان‭ ‬كارمايكل‭) ‬فى‭ ‬مقعد‭ ‬آمن‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هندسة‭ ‬فوز‭ ‬فى‭ ‬انتخابات‭ ‬فرعية‭ ‬نيابة‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬المساعدة‭ ‬فى‭ ‬الدعاية‭ ‬لقصره‭ ‬العائلى،‭ ‬والذى‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬منزلًا‭ ‬فخمًا‭ ‬تجاريًا‭. ‬لسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬يلتقى‭ ‬روبرت‭ ‬بنظيرته‭ ‬فى‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ (‬باتريشيا‭ ‬بريدين‭) ‬ويقع‭ ‬فى‭ ‬حبها‭ ‬أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬بالقطار‭ ‬إلى‭ ‬الدائرة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وتقوض‭ ‬علاقتهما‭ ‬الرومانسية‭ ‬المتنامية‭ ‬الصورة‭ ‬العامة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصراع‭ ‬المرير‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬يحاول‭ ‬وكلاء‭ ‬الانتخابات‭ ‬المنهكون‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬بيعه‭ ‬للجمهور‭ ‬الناخب‭ - ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أنهما‭ ‬أيضًا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشكلا‭ ‬تحالفًا‭ ‬ولو‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتزاع‭ ‬مرشحيهما‭. ‬
لا‭ ‬حب‭ ‬لجونى‭ ‬
جاء‭ ‬فيلم‭ ‬لا‭ ‬حب‭ ‬لجونى‭ (‬1961‭) ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬النائب‭ ‬العمالى‭ ‬ويلفريد‭ ‬فينبرج‭ ‬رواية‭ ‬قبل‭ ‬وفاته‭ ‬فى‭ ‬حادث‭ ‬سيارة‭ ‬عام‭ ‬1958،‭ ‬تبلورت‭ ‬فيها‭ ‬خيبة‭ ‬أمله‭ ‬فى‭ ‬الطريقة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬يتجه‭ ‬إليها‭ ‬فى‭ ‬الخمسينيات‭. ‬فى‭ ‬البداية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬النائب‭ ‬الخيالى‭ ‬جونى‭ ‬بيرك‭ (‬الذى‭ ‬لعب‭ ‬دوره‭ ‬ببراعة‭ ‬بيتر‭ ‬فينش‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬بافتا‭) ‬يتمتع‭ ‬بكل‭ ‬شىء‭ ‬لصالحه‭ - ‬فى‭ ‬سن‭ ‬42،‭ ‬فهو‭ ‬شاب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعضو‭ ‬البرلمان،‭ ‬ووسيم‭ ‬للغاية‭ - ‬لكن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬سلسلة‭ ‬مستمرة‭ ‬ودقيقة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬التوازنات‭ ‬بين‭ ‬حياته‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬وبين‭ ‬الطموح‭ ‬الطويل‭ ‬الأجل‭ ‬والمصلحة‭ ‬القصيرة‭ ‬الأجل،‭ ‬وبين‭ ‬زواجه‭ ‬التعيس‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬وحبه‭ ‬الحقيقى‭ ‬لعشيقته‭ ‬الأصغر‭ ‬سناً‭ (‬مارى‭ ‬بيتش‭). ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الموضوعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬الفيلم،‭ ‬والتى‭ ‬تتلخص‭ ‬فى‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬والخيانة‭ (‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الزملاء‭ ‬البرلمانيين‭) ‬صالحة‭ ‬تماماً‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬شخصية‭ ‬ستانلى‭ ‬هولواى‭ (‬المخضرم‭) ‬من‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬القديم،‭ ‬والمتآمر‭ ‬الماكر‭ ‬الذى‭ ‬يجسده‭ ‬دونالد‭ ‬بليزانس،‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬التعرف‭ ‬عليها‭ ‬بسهولة‭.‬
يجىء‭ ‬فيلم‭ ‬صعود‭ ‬مايكل‭ ‬ريمر‭ (‬1970‭)‬،‭ ‬الذى‭ ‬كتب‭ ‬سيناريو‭ ‬له‭ ‬نجم‭ ‬الفيلم‭ ‬بيتر‭ ‬كوك‭ ‬والمخرج‭ ‬كيفن‭ ‬بيلينجتون‭ ‬والمؤلفين‭ ‬الناشئين‭ ‬جراهام‭ ‬تشابمان‭ ‬وجون‭ ‬كليز،‭ ‬حيث‭ ‬قصة‭ ‬صعود‭ ‬خبير‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأى‭ ‬الذى‭ ‬يحمل‭ ‬نفس‭ ‬الاسم‭ ‬مايكل‭ ‬ريمر‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الشجرة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تقنية‭ ‬علاقات‭ ‬عامة‭ ‬تحت‭ ‬تصرفه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬صورته‭ ‬أمام‭ ‬عملائه‭ ‬المختلفين‭ - ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬زعماء‭ ‬الحزبين‭ ‬السياسيين‭ ‬الرئيسيين‭.‬واعترف‭ ‬كوك‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬بأن‭ ‬المنتج‭ ‬التنفيذى‭ ‬ديفيد‭ ‬فروست‭ ‬كان‭ ‬هدفاً‭ ‬ساخراً‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الساسة‭ ‬المعاصرون‭ ‬مثل‭ ‬هارولد‭ ‬ويلسون‭ ‬وأدوارد‭ ‬هيث‭ ‬وإينوك‭ ‬باول‭.‬
أما‭ ‬فضيحة‭ (‬1989‭) ‬للمخرج‭ ‬مايكل‭ ‬كاتون‭ ‬جونز‭ ‬فهى‭ ‬قريبة‭ ‬مما‭ ‬أثير‭ ‬بشأن‭ ‬قضية‭ ‬نفقات‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2009‭..‬الفيلم‭ ‬عن‭ ‬الضجة‭ ‬التى‭ ‬اندلعت‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1963‭ ‬عندما‭ ‬اعترف‭ ‬جون‭ ‬بروفومو،‭ ‬وزير‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬هارولد‭ ‬ماكميلان‭ ‬المضطربة‭ ‬بالفعل،‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬غرامية‭ ‬مع‭ ‬كريستين‭ ‬كيلر،‭ ‬عارضة‭ ‬الأزياء‭ ‬المراهقة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬متورطة‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬ملحق‭ ‬بحرى‭ ‬سوفييتى،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬ذروة‭ ‬الفضائح‭ ‬السياسية‭ ‬البريطانية‭. ‬يلعب‭ ‬إيان‭ ‬ماكيلين‭ ‬دور‭ ‬بروفومو،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬الدرامى‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬طبيب‭ ‬العظام‭ ‬ستيفن‭ ‬وارد‭ (‬جون‭ ‬هيرت‭)‬،‭ ‬الذى‭ ‬انتهت‭ ‬علاقته‭ ‬بكيلر‭ (‬جوان‭ ‬والي‭) ‬ويأسه‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬مَن‭ ‬اعتبرهم‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬المؤسسة‭ ‬البريطانية‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬بمأساة‭ ‬مع‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬عليه‭ ‬وانتحاره‭. ‬كانت‭ ‬نهاية‭ ‬حقبة‭ ‬أعيد‭ ‬إنتاجها‭ ‬هنا‭ ‬باهتمام‭ ‬دقيق‭ ‬بتفاصيل‭ ‬الفترة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعويض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإغراءات‭ ‬والنفاق‭.‬
كانت‭ ‬قضية‭ ‬بروفومو‭ ‬فضيحة‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬خلال‭ ‬أوائل‭ ‬الستينيات‭. ‬كان‭ ‬لجون‭ ‬بروفومو،‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬للحرب‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬46‭ ‬عامًا‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬هارولد‭ ‬ماكميلان‭ ‬المحافظة،‭ ‬علاقة‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الزواج‭ ‬مع‭ ‬عارضة‭ ‬الأزياء‭ ‬كريستين‭ ‬كيلر‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬19‭ ‬عامًا‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1961‭. ‬نفى‭ ‬بروفومو‭ ‬العلاقة‭ ‬فى‭ ‬بيان‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬وبعد‭ ‬أسابيع،‭ ‬أثبت‭ ‬تحقيق‭ ‬للشرطة‭ ‬أنه‭ ‬كذب‭. ‬ألحقت‭ ‬الفضيحة‭ ‬ضررًا‭ ‬شديدًا‭ ‬بمصداقية‭ ‬حكومة‭ ‬ماكميلان،‭ ‬واستقال‭ ‬ماكميلان‭ ‬من‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1963،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭. ‬ساهمت‭ ‬تداعيات‭ ‬الفضيحة‭ ‬فى‭ ‬هزيمة‭ ‬حكومة‭ ‬المحافظين‭ ‬أمام‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬عام‭ ‬1964‭.‬
‭ ‬المرأة‭ ‬الحديدية
هناك‭ ‬فيلمان‭ ‬فائزان‭ ‬بجائزة‭ ‬الأوسكار‭ ‬لأهم‭ ‬شخصيتين‭ ‬سياسيتين‭ ‬بريطانيتين‭ ‬فى‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭. ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬افتقرت‭ ‬شخصية‭ ‬مارجريت‭ ‬تاتشر‭ ‬الدقيقة‭ ‬بشكل‭ ‬غريب‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬ميريل‭ ‬ستريب‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬الحديدية‮»‬‭ (‬2011‭) ‬إلى‭ ‬وسيلة‭ ‬درامية‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬كانت‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬التى‭ ‬أدتها‭ ‬هيلين‭ ‬ميرين‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬هذه‭ ‬الكوميديا‭ ‬الساخرة‭ ‬والرائعة‭ ‬التى‭ ‬تدور‭ ‬أحداثها‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬1997‭ ‬عندما‭ ‬بدت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬والمؤسسة‭ ‬السياسية‭ ‬البريطانية‭ ‬وعامة‭ ‬الناس‭ ‬متوترة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الانهيار‭ ‬فى‭ ‬أعقاب‭ ‬وفاة‭ ‬الأميرة‭ ‬ديانا‭.‬تدور‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬فى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬حول‭ ‬المناقشات‭ ‬الخاصة‭ ‬بين‭ ‬الملكة‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬تونى‭ ‬بلير‭ (‬مايكل‭ ‬شين‭). ‬ورغم‭ ‬فوزه‭ ‬الساحق‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أكثر‭ ‬اتصالاً‭ ‬بالرأى‭ ‬العام‭ ‬منها،‭ ‬وأكثر‭ ‬وعياً‭ ‬بكيفية‭ ‬تعرض‭ ‬النظام‭ ‬الملكى‭ ‬وأهميته‭ ‬الدستورية‭ ‬لتهديد‭ ‬خطير‭. ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬هذا‭ ‬لشخص‭ ‬اعتلى‭ ‬العرش‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يولد؟
كتب‭ ‬مؤلف‭ ‬رواية‭ ‬الملكة‭ ‬بيتر‭ ‬مورجان‭ ‬فيلماً‭ ‬تلفزيونياً‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬العلاقة‭ ‬الخاصة‮»‬‭ (‬2010‭) ‬وهو‭ ‬فيلم‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬المسرحية‭ ‬التى‭ ‬أخرجها‭ ‬إيانوتشى‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭ (‬2005-2012‭)‬،‭ ‬والتى‭ ‬اقتبس‭ ‬منها‭ ‬بيتر‭ ‬كابالدى‭ ‬شخصية‭ ‬مالكولم‭ ‬تاكر،‭ ‬وهو‭ ‬خبير‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬الذى‭ ‬يجسده،‭ ‬وبراعته‭ ‬الشيطانية‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬الشتائم‭. ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬فحص‭ ‬جنائى‭ ‬للعجز‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬الأزمة‭ ‬الوطنية‭ ‬حرب‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والدور‭ ‬الحاسم‭ ‬الذى‭ ‬يلعبه‭ ‬من‭ ‬يحركون‭ ‬الخيوط‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬على‭ ‬الجانبين،‭ ‬والذين‭ ‬يعتبر‭ ‬تاكر‭ ‬أكثرهم‭ ‬عدوانية‭.‬

 

مقالات مشابهة

  • أحمد صيام يكشف لأول مرة تفاصيل إصابته بالسرطان.. ما علاقة سجائر النصف دستة؟
  • سينما‭ ‬التمرد‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا
  • خبراء بالأمم المتحدة: إسرائيل تشن “حملة تجويع متعمدة” في غزة
  • حسين فهمي يكشف أسباب انضمامه إلى “تيك توك”
  • “استشاري جلدية ” يكشف عن خطورة تربية القطط في المنازل والأمراض التي تسببها
  • أردوغان يكشف أبرز نقاط جدول أعمال قمة “الناتو” في واشنطن قبيل مغادرته مطار أنقرة
  • “الست”.. هل تنجح منى زكي في تقديم السيرة الذاتية لكوكب الشرق؟
  • رؤساء مجالس استيطانية: أكبر كارثة منذ إنشاء “إسرائيل”.. نحن نخسر الشمال
  • الأردن وأيرلندا يبحثان جهود وقف “العدوان” الإسرائيلي على غزة
  • “رمز الغش” في اليورو.. كيف فازت إنكلترا على سويسرا بركلات الترجيح؟