تعهدت منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاؤها بتخفيضات كبيرة في الإنتاج هذا الربع سعياً لتجنب الفائض ودعم الأسعار العالمية. ورغم أن التزام الكويت والجزائر بخفض حصتهما ظهر على الفور، فإن تقييد الإمدادات العراقية كان أقل بكثير من المتفق عليه.

تشتهر بغداد بسجل من عدم الالتزام باتفاقات خفض الحصص في "أوبك"، إذ يواجه العراق ضغوطاً مالية قوية، ويحرص على استمرار إيراداته.

وخفضت الدولة إنتاجها بمقدار 98 ألف برميل يومياً في يناير الماضي، أي ثلث التخفيض اللازم للالتزام بحصتها تقريباً، وفقاً لتقرير المنظمة المنشور أمس. فيما قالت الدولة إنها تمتثل تماماً لتعهداتها.

يؤدي تفاوت الامتثال بالتخفيضات إلى تفاقم تحديات تحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية التي تواجهها "أوبك"، كما رفعت المنظمة توقعاتها لإمدادات النفط من الدول المنافسة خلال العامين الحالي والمقبل بمقدار 150 ألف برميل يومياً.

"أوبك" وضمان استقرار أسواق النفط
قالت أمانة المنظمة الواقع مقرها في فيينا بالتقرير: "في ظل ظروف السوق الحالية، تظل الجهود المستمرة التي تبذلها الدول المشاركة في مبادرة الخفض الطوعي للإنتاج حاسمة لتحقيق التوازن والاستقرار في سوق النفط".

وحامت أسعار النفط الخام حول مستوى 80 دولاراً للبرميل في بورصة لندن حتى الآن هذا العام، حيث أدى الشعور بوفرة الإمدادات من الولايات المتحدة وأماكن أخرى إلى تهدئة المخاوف بشأن الصراع في الشرق الأوسط. فيما بلغ سعر خام برنت في العقود المستقبلية 82.6 دولار للبرميل عند الساعة 12 ظهراً في العاصمة البريطانية.

حافظت أوبك -بقيادة المملكة العربية السعودية- على توقعات زيادة الطلب العالمي على النفط بنسبة "قوية" تناهز 2.2 مليون برميل يومياً، مدفوعة باستهلاك الصين، ليصل بذلك إلى مستوى قياسي يزيد قليلاً عن 104 ملايين برميل يومياً هذا العام.

توقعات أوبك للاقتصاد العالمي
ترى المجموعة "إشارات إيجابية على تحسن توقعات بعض أجزاء الاقتصاد العالمي، وأبرزها الولايات المتحدة"، حسبما صرح الأمين العام للمنظمة، هيثم الغيص، على هامش مؤتمر عُقد في دبي أمس الثلاثاء.

لكن هذه التوقعات الصعودية الكبيرة لا تحظى بإجماع عالمي. قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو السعودية"، في تصريحات من الظهران يوم الاثنين، إن الشركة تتوقع نمواً أبطأ بكثير على طلب النفط هذا العام، إلا أنه لا يزال قوياً، وقد يبلغ 1.5 مليون برميل يومياً. كما أبدت كبرى شركات تداول السلع مثل مجموعتي "فيتول" (Vitol) و"غانفور غروب" (Gunvor Group) وجهات نظر مماثلة.

أما فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فقال في تصريحات خاصة لبلومبرغ، إن الوكالة التي تمثل كبار الدول المستهلكة تتوقع نمو الطلب بين 1.2 و1.3 مليون برميل يومياً. مضيفاً أن ذلك سيسفر عن ظهور سوق "مستقرة" و"أسعار معتدلة".

*هل إنتاج العراق الحالي يفي باتفاق "أوبك+"؟
أصبح العراق يلبي الآن حصته الإنتاجية من النفط بموجب اتفاق تحالف "أوبك+"، الذي يهدف من خفض الإنتاج إلى دعم استقرار السوق، وفقاً لتصريحات وزير النفط العراقي حيان عبد الغني.

وأضاف أمس الإثنين، خلال فعالية أُقيمت في بغداد، أن بلاده حددت سقف الإنتاج عند 4 ملايين برميل يومياً، وهو الحد المتفق عليه ضمن إطار اتفاق "أوبك+". موضحاً أن الصادرات تبلغ نحو 3.4 مليون برميل يومياً.

ويتمتع العراق، ثاني أكبر مُنتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بسجل متقطع فيما يتعلق بالوفاء بحصته ضمن "أوبك+"، حيث ضخّ 4.2 مليون برميل يومياً في يناير، وفقاً لتقديرات "بلومبرغ".

تعهد العراق في نوفمبر الماضي بخفض طوعي للإنتاج قدره 220 ألف برميل يومياً، وذلك خلال الفترة من يناير وحتى مارس من العام الجاري، بالتنسيق مع بعض المنتجين الآخرين في التحالف.

عبد الغني نوّه أن بلاده ملتزمة بقرارات "أوبك+"، قائلاً إن "متوسط إنتاج الخام بعد التخفيضات الأخيرة لا يتجاوز 4 ملايين برميل يومياً".

كما أفصح أن وزارته تجري محادثات مع شركات النفط العالمية العاملة في إقليم كردستان العراق بهدف استئناف إنتاج النفط وتصديره عبر ميناء "جيهان" التركي. يُشار إلى أن الشحنات كانت توقفت منذ مارس 2023 بسبب الخلاف على حقوق الحصول على عائدات النفط. وأكد وزير النفط العراقي أنه "ستتم تسوية الخلاف قريباً"، مكرراً تصريحات مماثلة سابقاً.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: ملیون برمیل یومیا

إقرأ أيضاً:

عدد قياسي بلغ 8938 شخصا على الأقل ماتوا على طرق الهجرة عام 2024 

أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن عددا قياسيا بلغ 8938 شخصا على الأقل قضوا على طرق الهجرة حول العالم في 2024، مشيرة إلى أن الحصيلة الفعلية « قد تكون أعلى بكثير » لأن العديد من الوفيات لم يتم توثيقها.

وقال أوغوتشي دانيلز، نائب المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة في بيان « إن العدد المتزايد لوفيات المهاجرين حول العالم هو مأساة غير مقبولة ويمكن تجنبها ».

وأوضحت المنظمة أن « العدد الفعلي للوفيات وحالات اختفاء المهاجرين من المرجح أن يكون أعلى بكثير إذ لا يوثق العديد منها بسبب ندرة المصادر الرسمية »، مشيرة إلى أنه بالنسبة إلى غالبية الضحايا، فإن هوياتهم وتفاصيل وفاتهم غير معروفة.

وسجلت آسيا وإفريقيا وأوروبا أعدادا قياسية من الوفيات في العام 2024، بحيث بلغ عددها 2778 و2242 و233 على التوالي.

وأضافت المنظمة أن 2452 شخصا تم تسجيل وفاتهم في البحر الأبيض المتوسط، البوابة الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

ولم تتوافر بعد البيانات النهائية للأميركتين لكن الأرقام حتى الآن تظهر وفاة ما لا يقل عن 1233 شخصا.

كلمات دلالية الأمم المتحدة المغرب لتجئون هجرة

مقالات مشابهة

  • النفط يحقق مكاسب أسبوعية بفعل عقوبات ترامب وخطة أوبك+
  • عدد قياسي بلغ 8938 شخصا على الأقل ماتوا على طرق الهجرة عام 2024 
  • العراق يخفض إنتاج النفط طوعياً.. خسائر بالمليارات وعجز متزايد في الموازنة
  • العراق يخفض انتاجه من النفط بمعدل 125 الف برميل يوميا
  • الأردن والعراق يزعجان كوريا الجنوبية نحو إنجاز عربي تاريخي
  • أوبك+: 7 دول تكشف عن خطط جديدة لتعويض ما انتجته فوق حصصها
  • العراق يتجه للنفايات لتجهيز الكهرباء.. إنتاج 100 ميغاواط من الطاقة يومياً
  • معدل إنتاج أولي يبلغ 1480 برميلاً يومياً.. «أكاكوس» تستكمل حفر بئر نفط جديد
  • النفط ترجح ارتفاع الطاقة الانتاجية لمصفى ميسان الى 110 آلاف برميل
  • الكويت والعراق.. مواجهة مصيرية بروح كأس الخليج