الهجمات على البحر الأحمر والمصافي الروسية تقلصا الإمدادات لآسيا
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
وزاد سعر النفتا في آسيا إلى 701 دولار للطن يوم الجمعة بعد أن وصل إلى أعلى مستوى منذ 10 أشهر وهو 747 دولارا في أواخر يناير/كانون الثاني، وهو أعلى بكثير من المستوى المتدني المسجل في يونيو/حزيران الماضي البالغ 500 دولار، فيما يواجه المتعاملون تداعيات الصراعين.
وتعرضت مصافي تكرير روسية وميناء التصدير الرئيسي في أوست-لوجا لأضرار في الأسابيع القليلة الماضية فيما دفعت الهجمات على سفن شحن في البحر الأحمر عددا متزايدا من السفن لتغيير مسارها والدوران حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.
تراجع أسعار النفط بفعل التضخم وزيادة مخزونات الخام الأميركية طاقة أسعار النفطتراجع أسعار النفط بفعل التضخم وزيادة مخزونات الخام الأميركية وقالت مصادر تجارية إن ذلك يرفع التكاليف بالنسبة للمستوردين الآسيويين.
وقال أرمان أشرف الرئيس العالمي لقسم سوائل الغاز الطبيعي في شركة إف.جي.إي للاستشارات "سيكون هناك الكثير من الشح الفوري إذا طال أمد التوقف في المصانع الروسية، فهذا يفاقم مشكلة عمليات تحويل الشحن (عن البحر الأحمر)، في ظل قطع رحلات أطول بالفعل".
وقال فيكتور كاتونا المحلل لدى كبلر إن روسيا تصدر نحو 400 ألف برميل يوميا من النفتا، وتتجه كميات كبيرة من أوست-لوجا إلى الصين وسنغافورة وتايوان.
وأضاف "إذا استغرقت إصلاحات أوست-لوجا وقتا أطول من المتوقع، فقد لا يكون ثلث هذه التدفقات متاحا في المستقبل القريب". والشرق الأوسط هو أكبر مورد للنفتا لآسيا.
كما تعتمد القارة، وهي مستورد صاف للنفتا، على موردين غربيين إضافة لروسيا للحصول على نحو مليوني طن شهريا، أي ما يعادل 600 ألف برميل يوميا.
انفراجة في الأفق تظهر بيانات مجموعة بورصات لندن تحويل مسار نحو 650 ألف طن من النفتا المتجهة من الغرب إلى آسيا، أو 40% من الإمدادات المتجهة إلى المنطقة، من البحر الأحمر لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح منذ أواخر يناير/كانون الثاني.
وأضاف ذلك ما بين 15 و20 يوما إلى الرحلة. وقال مسؤول في شركة تستورد النفتا في آسيا، طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن شحنتين على الأقل من هذه الشحنات التي غيرت مسارها ستصلان إلى آسيا بحلول نهاية مارس/آذار، مما يخفف من شح الإمدادات المؤقت.
في الوقت نفسه، قال تجار إن مصفاتين للتكرير دخلتا أعمال صيانة في وقت سابق من العام، هما رأس تنورة التابعة لأرامكو السعودية وراس لفان التابعة لشركة قطر للطاقة، من المرجح أن تشرعا في تصدير النفتا في أواخر مارس/آذار، مما يزيد من تحسن الإمدادات إلى آسيا.
كما أظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن مصفاة الزور الكويتية عززت الإنتاج ومن المرجح أن تزيد صادراتها من النفتا إلى آسيا في فبراير/شباط إلى نحو 640 ألف طن من 441 ألف طن في فبراير/شباط 2023.
وذكر تاجر مقيم في سنغافورة أن سعر النفتا الروسية، البالغ 17 دولارا للطن، أصبح أقل بنحو خمسة دولارات للطن من النفتا الواردة من الشرق الأوسط وذلك منذ الأسبوع الأول من فبراير شباط.
ويعني ذلك الخصم تفضيل العديد من المشترين الآسيويين النفتا الروسية. وقال متعاملون إن الفارق، الذي كان يصل في السابق إلى 50 دولارا، انكمش انكماشا حادا بعد أن أدت علاوات المخاطر الناجمة عن هجمات البحر الأحمر إلى ارتفاع تكاليف الشحن
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: إلى آسیا
إقرأ أيضاً:
الصيادون.. رهائن التصعيد الحوثي وتوترات البحر الأحمر
الصورة ارشيفية
تشهد سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر فصولاً متجددة من معاناة الصيادين اليمنيين، إذ يعصف بهم تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في ظل استمرار التصعيد الحوثي، ما زاد من مآسيهم وعمّق تحديات الحياة التي يواجهونها يومياً.
وفي حادث مأساوي حديث، انقلب قارب صيد على بُعد 21 ميلاً بحرياً من ميناء الاصطياد السمكي بالحديدة، مما أسفر عن وفاة خمسة صيادين، وهم: "سالم عايش، ومحمد علي، ويحيى علي، وعصام أحمد، ومحمد أحمد".
ورغم فداحة هذا الحادث، لم تتخذ مليشيا الحوثي أي إجراءات لإنقاذ الضحايا، ما أثار غضباً واسعاً بين أهاليهم الذين فقدوا المعيلين الرئيسيين لأسرهم، وتركهم في حالة من الألم والحزن.
وبحسب مصادر محلية لوكالة خبر، فإن مليشيا الحوثي لم تلتفت إلى الكارثة، ولم تقدم أي دعم لعمليات البحث أو استعادة الجثث المفقودة، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية للصيادين وعائلاتهم، الذين يواجهون يومياً مخاطر متزايدة في ظل سيطرة الحوثيين على البحر الأحمر، حيث حولوا مياهه إلى منطقة تعج بالتوترات الأمنية، مما ضاعف من معاناتهم الاقتصادية والمعيشية.
وفي فصل آخر من معاناة الصيادين، يواجه سبعة عشر صياداً من محافظة الحديدة ظروف احتجاز قاسية في السودان، بعد أن دفعتهم الأمواج العاتية إلى المياه السودانية، حيث أوقفتهم السلطات هناك واحتجزتهم منذ أكثر من خمسة أشهر.
ورغم جهود السفارة اليمنية للتفاوض مع الجانب السوداني، إلا أن هذه الجهود لم تُحقق تقدماً يُذكر، مما زاد من قلق ذويهم الذين ينتظرون عودتهم بقلق وترقب.
وإزاء هذه المأساة المتعددة الوجوه، ناشدت عائلات الضخايا والمحتجزين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل السريع لإيجاد حلول، واستعادة جثث أبنائهم، وتقديم الدعم اللازم لأسرهم.
ويؤكد الأهالي حاجتهم المُلِحّة لمساندة دولية لتحسين أوضاعهم، وحماية أرواح الصيادين الذين يتعرضون لمخاطر متزايدة في ظل الإهمال الحوثي المتعمد والأوضاع المعيشية الصعبة.
وتسبب تعطيل مليشيا الحوثي أغلب مراكز الإنزال السمكي في محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرتها، ما دفع ببعض الصيادين إلى تأجير قواربهم للمليشيا، بينما وُضع آخرون في موقف خطير، إذ تُجبرهم الجماعة على الاقتراب من السفن الحربية لـ"تحالف الازدهار"، لتعريضهم لخطر التورط كأهداف في الصراعات المتصاعدة ضد تلك القوات.
وباتت الهجمات الحوثية واستغلال قوارب الصيادين في تنفيذها مصدر خوف كبير للصيادين، حيث أصبحت جميع قواربهم محل اشتباه واستهداف مباشر من قبل القوات الدولية من جانب والقوات الإريترية من جانب آخر، فضلا عن الانتهاكات والتعسفات الحوثية، مما حال دون استمرارهم في الصيد ودفعهم إلى التوقف عن العمل، خوفاً على أرواحهم.
وبينما يعتمد آلاف الصيادين من أبناء الحديدة ومديريات الساحل الغربي على صيد الأسماك كمصدر أساسي لمعيشتهم، جاءت هذه الظروف المتفاقمة لتزيد من تعقيد حياتهم وحياة أسرهم.
وفي ضوء هذه الأزمات، أشار الناشط المجتمعي عادل راشد إلى أن تزايد عسكرة البحر الأحمر سيؤثر سلباً على الصيادين وأسرهم، مؤكداً أن آلاف العائلات، التي تعتمد على الصيد كمصدر وحيد للرزق في ظل الظروف الراهنة، باتت تواجه تهديداً مباشراً لمعيشتها ومستقبل أبنائها.