أصدرت القمة العالمية للحكومات تقريراً بالتعاون مع شركة إرنست ويونغ (EY) بعنوان: “تعزيز الثقة من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والحفاظ عليها”، والذي يسلط الضوء على المبادئ الأساسية التي يمكن للحكومة اعتمادها لتحفيز نموها الاقتصادي وتعزيز قدراتها المالية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والحفاظ عليها.


ويلخص التقرير المبادئ الأساسية الثلاثة التي ترسم المسار نحو الخصخصة الناجحة، وهي الحوكمة المؤسسية، والتقارير المالية الشفافة والصحيحة، والممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة القوية، حيث تعمل هذه المبادئ على تمكين وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة بالاعتماد على أسس متينة متماسكة.
وقال فراس القسوس، رئيس القطاع الحكومي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة EY: “في عالم تترابط فيه الاقتصادات بشكل متزايد، رأينا عاملاً مشتركاً بين الحكومات التي نجحت في تحويل اقتصاداتها، وهو الخصخصة. ويتعين على الحكومات تحديث أطر عمل الحوكمة لضمان استدامة اقتصاداتها وثباتها ومرونتها، وذلك من خلال إيجاد سبل لتهيئة بيئات مستدامة وملائمة للاستثمارات الأجنبية المباشرة وتجنب التحديات التي قد تعيق هذه الاستثمارات”.
بدوره قال محمد الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات: “حكومات المستقبل الناجحة هي أكثر استباقية في إنشاء مسارات جديدة لتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات الاقتصادية، لا سيما في البيئة الاقتصادية المعقدة اليوم. ويشمل ذلك تبادل التجارب والنماذج الناجحة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، فيما يرتب المستثمرون أولوياتهم ويركزون بشكل أكبر على الاعتبارات البيئية والاجتماعية والحوكمة. وهذا التقرير منصة مفيدة لإطلاع صناع السياسات على هذه الأطر الجديدة.”
وفيما كان المستثمرون في الماضي يتخذون قراراتهم وفقاً لعائدات استثمارهم فقط، ما كان يمنحها وزناً أكبر من الاعتبارات الأخرى، تطورت أفكارهم لتشمل المزيد من المقومات التي باتت تؤدي دوراً محورياً في اتخاذ القرارات.
ويسلط التقرير الضوء أيضاً على أهمية الرقابة الداخلية على التقارير المالية في تمكين إعداد التقارير الشفافة والصحيحة.
من جانبه، قال هشام دلي، مدير في قسم خدمات استشارات المحاسبة المالية في EY في دولة الإمارات: “يعتمد جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز التنمية الاقتصادية والابتكار على وضع القوانين والأنظمة القوية التي تركز على إعداد التقارير المالية التي تتمتع بالشفافية والكفاءة والمصداقية، ويدعم البيئة المالية الجديرة بالثقة، مما يعزز ثقة المستثمرين الذين يرغبون في زيادة استثماراتهم على المستوى العالمي”.
ويشير التقرير إلى أن التحديات الاقتصادية أكدت حاجة الحكومات وصناع السياسات إلى تعزيز الشفافية، وقد أدى إدخال الرقابة الدولية على التقارير المالية إلى إحداث نقلة في معايير الشفافية.
ويستكشف التقرير أيضاً طرق قيادة الحكومات وجهاتها التنظيمية لأجندة القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، مشيراً إلى أن نجاح المبادرات البيئية والاجتماعية والحوكمة يعتمد على التعاون بين الحكومات والأطراف الفاعلة في السوق والمستثمرين، حيث تسهم جهودهم المشتركة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إذ يرغب المستثمرون من المؤسسات والأفراد بالاستثمار في الدول التي تلتزم بهذه المبادئ. كما أن تدفق الاستثمارات الأجنبية يسهم بدوره في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي وتحفيز التنمية الاقتصادية.
ويخلص التقرير إلى أن الالتزام بمبادئ الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة يمكّن الحكومات من توقع عائد كبير على استثمارها فيها، وذلك من خلال تسهيل الخصخصة وتوفير بيئة ملائمة للاستثمارات الأجنبية المباشرة المستدامة، ما يؤدي إلى توفير قيمة اقتصادية طويلة الأجل.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: جذب الاستثمارات الأجنبیة المباشرة البیئیة والاجتماعیة والحوکمة التقاریر المالیة

إقرأ أيضاً:

بحث سبل الاستثمارات الألمانية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس

التقى وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس اليوم بمسئولي بنك "الائتمان لإعادة الإعمار - Kreditanstalt für Wiederaufbau" KFW، بمدينة فرانكفورت الألمانية، خلال جولته الترويجية بألمانيا لاستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بالقطاعات المستهدفة أمام مجتمع الأعمال الألماني، وتطرق الاجتماع للمجالات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين خاصة فيما يتعلق بمجال الطاقة الخضراء، حيث التقى رئيس اقتصادية قناة السويس، بالسيد Sebastian Steiner، رئيس قسم الطاقة لشمال أفريقيا، و Alina Sennewald، مديرة محفظة الطاقة لشمال أفريقيا، وعدد من الخبراء الفنيين بالبنك، كما تطرق الاجتماع إلى إمكانية التعاون مع بنك The KfW IPEX المملوك بالكامل لبنك KfW الألماني، ويركز على تمويل المشروعات التنموية والدولية.

وخلال اللقاء أوضح  وليد جمال الدين إمكانات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من 4 مناطق صناعية مجهزة لاستقبال كافة أنواع الصناعات، و6 موانئ بحرية على البحر المتوسط والبحر الأحمر، تم تجهيزها ببنية تحتية بمواصفات عالمية، بالإضافة إلى استراتيجية التكامل بين الموانئ والمناطق الصناعية واللوجستية، والتي قدمت نموذجاً لدعم سلاسل الإمداد وحركة التجارة والصناعة، وبالتالي أسهمت هذه الجاهزية في أن تكون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مركزاً لصناعات الوقود، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي وجاهزية الموانئ البحرية التي مكنتها من تقديم خدمات تموين السفن بالوقود الأحفوري والوقود الأخضر، كما تطرق أيضاً إلى القطاعات المستهدفة والتي بلغت 21 قطاع صناعي وخدمي، مثل صناعات الأغذية والأدوية وصناعات السيارات.

وأشار  خلال الاجتماع إلى أبرز أوجه التعاون بين ألمانيا والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث نجح مشروع “مصر للهيدروجين الأخضر” الذي يقع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في حسم مزاد مؤسسة H2Global التجريبي والذي يعد بمثابة مبادرة تمولها الوزارة الفيدرالية الألمانية للشئون الاقتصادية وحماية المناخ، بهدف توريد كميات من الأمونيا المتجددة للاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • البترول: ضخ مزيد من الاستثمارات الأجنبية في تنمية منجم السكري للذهب
  • بحث سبل الاستثمارات الألمانية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • “منظمة الصحة العالمية” تدعم جهود ليبيا لتعزيز مرونة المستشفيات واستدامة الخدمات
  • وزير المالية: نعمل على تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق الاجتماعي
  • بن قدارة: عودة الاستكشاف خطوة جبارة وفرصة مجزية لتحقيق النمو الاقتصادي
  • جبران يدعم الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة ويكرم عمالها
  • برلمانية: الدولة مهتمة بتعزيز صناعة السيارات لجذب الاستثمارات الأجنبية
  • وزير الاستثمار: مستعدون لتوفير كافة أوجه الدعم لشركات صناعة السيارات العالمية.. نواب: خطوة لدخول السوق المصري والتوسع فيه.. ‏وتسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة
  • خبراء: الشركات الناشئة تسهم في النمو الاقتصادي وحاضنات الأعمال تنهي مشاكلها
  • ارتفاع في عائدات الاستثمارات الأجنبية المباشرة عند نهاية أكتوبر