يبدو أن مخاض الإعلان عن موعد مؤتمر حزب الاستقلال المقبل، بعد تأخر عقده لمدة تناهز سنتين، لن يكون سهلا، رغم تحديد الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة موعدا مساء اليوم الأربعاء لعقد اللجنة التنفيذية للحزب، لاتخاذ قرار بهذا الشأن.

المعطيات التي يتوفر عليها “اليوم 24″، تشير إلى أن تحديد موعد لاجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، لم يكن بالأمر السهل، خاصة بعد عقد اجتماع وصف بـ”العاصف”، بين قيادات الصف الأول للحزب (لا يتجاوز عددهم خمسة)، وذلك الأسبوع الماضي بإحدى الفيلات في الرباط.

الاجتماع المصغر الذي سبق اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي، كان يهدف من وراءه الأمين العام للحزب الاتفاق فقط على موعد لعقد اللجنة التنفيذية التي ستقرر في تاريخ المؤتمر الوطني.

وتؤكد مصادر مطلعة بأن بركة واجه ضغوطات كثيرة و”اشتراطات تعجيزية” من طرف الرجل القوي في الحزب، مولاي حمدي ولد الرشيد، لاتخاذ قرارات تسبق عقد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، وهو ما واجهه بركة بالرفض.

وتؤكد المصادر لـ”اليوم 24″، بأن بركة واجه شروط ولد الرشيد بالرفض، ليقرر دعوة أعضاء اللجنة التنفيذية للاجتماع مساء اليوم الأربعاء، بعد تعثر اجتماعاتها منذ أشهر، بسبب الخلافات حول ترتيبات عقد المؤتمر.

وبين يوم الاجتماع المصغر “العاصف” واليوم، تشير المصادر إلى أن نزار بركة تمكن من استعادة الأغلبية داخل جهاز اللجنة التنفيذية، مما سيمكنه مساء اليوم من اتخاذ القرار بخصوص موعد المؤتمر الوطني للحزب، دون الرضوخ لمطالب ولد الرشيد.

ووفق المعطيات المتوفرة، فإن نزار بركة يعتزم بعد استعادة الأغلبية داخل اللجنة التنفيذية، اتخاذ القرار بشأن موعد المؤتمر الوطني من خلال عملية التصويت وليس التوافق الذي صار صعبا مع تيار ولد الرشيد، الذي يطمح إلى تهيئة الظروف لانتخاب أحد قيادات الحزب من الصحراء على رأس حزب الاستقلال، بينما يريد بركة ولاية ثانية على رأس الحزب.

يذكر أن آخر مؤتمر عقده الحزب كان في أكتوبر 2017، والذي انتخب خلاله نزار بركة أمينا عاما خلفا لحميد شباط، وكان يفترض عقد المؤتمر في غضون سنة 2021، لكن ذلك  لم يتم بسبب خلافات سياسية حول ترتيبات المؤتمر.

وكان مصدر من الحزب قال لـ”اليوم 24″، إن وزارة الداخلية راسلت فعلا الأمين العام لحزب الاستقلال، بشأن تسوية الوضعية القانونية للحزب.

وتنص المادة 49 من قانون الأحزاب، على أنه “يتعين على كل حزب سياسي أن يعقد مؤتمره الوطني على الأقل مرة كل أربع سنوات، وفي حالة عدم عقده خلال هذه المدة، يفقد حقه في الاستفادة من التمويل العمومي، ويسترجع هذا الحق ابتداء من تاريخ تسوية وضعيته”.

وتنص المادة 62 من القانون نفسه، على أنه “في حالة عدم الإدلاء بأحد البيانات أو الوثائق أو المستندات المطلوبة، أو عدم احترام  الإجراءات أو الآجال، وفق ما هو منصوص عليه في المواد السابقة، تقوم السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية، دون الإخلال بأحكام هذا القانون التنظيمي، بتوجيه إشعار إلى الحزب المعني قصد مطالبته بتسوية وضعيته داخل أجل ستين يوما”.

وإذا لم يقم الحزب بتسوية وضعيته بعد انصرام هذا الأجل، تطلب السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية توقيف الحزب وفق الشروط والشكليات المنصوص عليها.

كلمات دلالية نزار بركة، حزب الاستقلال، ولد الرشيد

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: اللجنة التنفیذیة حزب الاستقلال ولد الرشید نزار برکة

إقرأ أيضاً:

هل لا يزال حزب الله قادراً على التعافي؟

كان حسن نصر الله، الذي قتلته إسرائيل الجمعة في غارات جوية مكثفة على المقر السري لحزب الله قرب بيروت، الوجه والعقل المدبر للحزب.

ردود فعل الحزب على الهجمات الإسرائيلية على مدى الأسبوعين الماضيين كانت أقل كثيراً من تقديرات إسرائيل

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نصرالله خطط لهجمات وأعطى الضوء الأخضر لها وتفاوض على تحالفات سياسية، وعمل شخصية كاريزمية بين أعضاء المجموعة وأتباعها، حيث أقنعهم في خطابات متكررة بصحة نضالهم ضد إسرائيل، وطمأنهم على أن النصر قادم.
وكانت الضربة التي وجهتها إسرائيل للحزب عميقة لدرجة أنها أثارت تساؤلات حاسمة عن قدرة قواته المتبقية قادرة على الرد على إسرائيل. شخصية ماكرة

لطالما اعتبرت إسرائيل أن نصر الله ليس إرهابيا فحسب، بل أيضاً الشخصية الماكرة وراء أحد أكثر التهديدات المباشرة لأمنها القومي. ووصف المسؤولون الإسرائيليون تصعيدهم السريع ضد المجموعة، والذي بلغ ذروته باغتيال نصر الله، بأنه نوع من حملة الصدمة والرعب، التي تهدف إلى إلحاق الضرر بحزب الله بسرعة كبيرة، بحيث لا تحتاج إسرائيل إلى إرسال قوات برية عبر حدودها الشمالية لتحقيق أهدافها في إضعاف المجموعة.

Hassan Nasrallah died while planning terror attacks and hiding under civilians. Lived and died like a coward.

I doubt they can even pay their fighters right now. Management and middle management have been efficiently taken out. Their entire HQ is gone. Whoever has access to any… pic.twitter.com/Aqw8BZIvb3

— Imtiaz Mahmood (@ImtiazMadmood) September 28, 2024

ومع رحيل نصرالله، لم يعد هناك زعيم آخر للحزب ليحل محله ويقترب منه من حيث المكانة والخبرة. ومع ذلك، فإن المسؤولين والمحللين في الولايات المتحدة، رغم اعترافهم بأن مقتله ألحق الضرر بالجماعة، حذروا من التقليل من خطر حزب الله بسرعة كبيرة.
وأشاروا إلى غزة، حيث قاتلت إسرائيل 11 شهرًا لكسر حماس، الخصم الأقل تطوراً، دون تحقيق نصر حاسم وبكلفة عالية للغاية في الأرواح.

شبكة الأنفاق

وتقول الصحيفة إن شبكة الأنفاق الواسعة لحماس عطلت تحرك القوات الإسرائيلية، وأن لحزب الله شبكاته. في الواقع، تعلمت حماس ما تعرفه عن الأنفاق من حزب الله، كما قال المسؤولون الأمريكيون. وأطلق أحد المسؤولين على حزب الله لقب "الأخ الأكبر" لحماس.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إسرائيل هاجمت أنفاق حزب الله بضربات مدفعية لكنها لم تحدث سوى القليل من الضرر. وقالت دانا سترول، نائب مساعد وزير الدفاع السابق للشرق الأوسط، في مقابلة، إن أي جهد أكبر يتطلب قنابل أثقل وأكثر تدميراً، ومن المرجح أن تتبعها حملة برية لتطهيرها من المقاتلين ومواقع إطلاق الأسلحة.
وقالت سترول، التي تشغل الآن منصب مديرة الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "لبنان منطقة مختلفة تمامًا. إنها منطقة جبلية، لذلك من السهل إخفاء الأشياء. لقد كان هؤلاء الرجال يحفرون في الصخور".

#NYT1000本斬り
1099/2000
Can Hezbollah Recover From the Death of Its Most Commanding Leader? https://t.co/xhDBEahQFs

— carina ???????????? (@carina38925315) September 29, 2024

وقال اللواء يعقوب عايش، القائد السابق لمديرية العمليات العسكرية الإسرائيلية، إن إسرائيل عثرت في السابق على أنفاق بقرب الحدود يبلغ عمقها 65 ياردة تحت الأرض، وأكد أن تدمير الأنفاق في جنوب لبنان عملية "معقدة" تتطلب متفجرات كبيرة.
قبل أن تبدأ الحرب في غزة في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، ويبدأ حزب الله مهاجمة شمال إسرائيل تضامناً مع حماس، كان يعتقد أن حزب الله هو إحدى أفضل القوى العسكرية غير الحكومية تجهيزاً في العالم. وكان لديه عشرات الآلاف من المقاتلين وترسانة تضم أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة، بالإضافة إلى أسلحة أكثر تطوراً، بينها الطائرات دون طيار والصواريخ الموجهة بدقة والأسلحة المضادة للطائرات.

ردود فعل الحزب

ولكن ردود فعل الحزب على الهجمات الإسرائيلية على مدى الأسبوعين الماضيين كانت أقل كثيراً من تقديرات إسرائيل وتهديدات الحزب، فلم تشن قوات كوماندوز حزب الله هجوماً عنيفاً على المجتمعات الإسرائيلية، ولم تلحق الصواريخ الموجهة الضرر بالبنية التحتية الحساسة. وبالإضافة إلى وابل الصواريخ المنتظم، أطلقت المجموعة صواريخ باليستية أكبر حجماً يمكنها الوصول إلى عمق إسرائيل، لكنها لم تسبب أضراراً تذكر، إما لأن دفاعات إسرائيل أسقطتها، أو لأنها سقطت في مناطق مفتوحة.
ويشير هذا إلى أن الضربات الإسرائيلية للحزب على مدى الأشهر الماضية والتي تسارعت الأسبوع الماضي، والتي أسفر عن  أكثر من 700قتيل، وفق وزارة الصحة اللبنانية، قللت من قدراتها بتفجير المخزونات، وقتل وجرح المقاتلين وتعطيل الاتصالات.
ولا يكشف الحزب قدراته العسكرية ولم يعلن عدد مقاتليه الذين قتلوا في الأسابيع الأخيرة. ولا تميز وزارة الصحة بين المقاتلين والمدنيين.
ورغم براعة حزب الله، الذي يدير أيضا المدارس والمستشفيات ويقدم الخدمات الاجتماعية لمؤيديه في لبنان، فإنه لم يعد قياديين آخرين في مكانة نصر الله.

مقالات مشابهة

  • على بعد أيام من اختيار اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال.. جمعية حقوقية تطالب بتحريك المتابعة القضائية ضد مضيان
  • الثغرات الأمنية في حزب الله
  • هل لا يزال حزب الله قادراً على التعافي؟
  • الجزيرة يستعيد التوازن بثلاثية في النصر
  • الجزيرة يستعيد التوازن بـ «ثلاثية» أمام النصر
  • تعيين اللواء أحمد زغلول مهران رئيسا للهيئة العليا لحزب المؤتمر
  • هاشم صفي الدين الخليفة المحتمل لنصر الله في قيادة حزب الله
  • المؤتمر الوطني: مهتمون بمقاومة الميليشيا ونؤكد موقفنا بأن تُوكل السلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية لأكفاء مهنيين غير حزبيين
  • «الأولمبية» تستعرض التحضيرات النهائية لمؤتمر «الطب الرياضي»
  • ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية