موقع النيلين:
2024-10-06@05:32:22 GMT

سبع ركعات في الجامعة الأمريكية

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT


صليت العشاء أربع ركعات بكامل فرائضها وواجباتها وسننها وهيئاتها، وفوقها ثلاث ركعات الوتر أيضًا، فلن أترك فرصة للعفن أن ينتصر على قراري بالصلاة في الجامعة الأمريكية، ثم صدعت لأكمل المناقشات الدائرة ورأيي في المسرحية، ولكني كنت مشغولا بالمسرح أكثر من المسرحية، فقد كان الباب يغلق من الخارج وغير مسموح بالخروج من المسرح طوال مدة العرض، ولم أشأ أن أخبرهم أني طوال العرض كان يتملكني القلق بل والاختناق من جراء غلق الباب من الخارج، فقد كنا قريبي عهد من حادث فاجعة احتراق عدد كبير من الجمهور والممثلين في بني سويف عندما اندلعت النيران من جراء بعض الاستعراضات التي تشعل فيها النار التي أمسكت بالديكورات ووقعت الكارثة.

.

فطوال مدة العرض في مسرح الجامعة لست حرا إذا اتخذت قرار الخروج لو شعرت بالاختناق حتى ولو لم يحدث أي شيء يقلق، لكن في المسجد في أسفل المبنى كان يمكنني أن أتركه بسبب الروائح الخانقة الناتجة من عزلته وإهماله..

صدقني هذا الدرس الذي أظن أنه يختصر في سخرية نموذج الثقافة الأمريكية”

هكذا وصف الكاتب الروائي محمد شمروخ كيف صلى في الجامعة الأمريكية أثناء وجوده لحضور مسرحية، استجابة لدعوة من إحدى صديقاته.

وتعد هذه القصة الأولى ضمن مجموعته القصصية الأخيرة التى تحمل نفس العنوان (7 ركعات في الجامعة الأمريكية)، وتحتوي على 18 قصة قصيرة من بينها “كل شيء هنا جميل باستثناء وردة خليل” و”خاتمة شيرين السقراطية” و”حكاية هروب زبيدة ” و”أهي سلمى خلعت الحجاب” و”لونها بنت بواب” و”بنت لكن تعجبك” و”بنت الأستاذ يا أوغاد”…

ودعوة حضور مسرحية بمقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فتحت بابا للمقارنة بين فخامة قاعة العرض وزاوية الصلاة المهملة في الجراج، وهنا تذكرت رحلتي الأخيرة الى “ليتل روك” عاصمة ولاية أركنساس بالولايات المتحدة الأمريكية، حين كنت في زيارة لمريض في المستشفى وظللت أبحث عن مكان للصلاة ووجهتني كل الأصابع حينها إلى مكان واحد في الدور الأول وحين دخلت فوجئت أنه كنيسة مصغرة تصطف بها الكراسي ولوحات العذراء الساحرة على الجدران وبيانو خشبي أبانوس في أحد الزوايا، ولن أخفيك سرًا عزيزي القارئ فقد ترددت لبضع ثوان ثم دأبت وعزمت على الصلاة فجميعها بيوت الله، ثم فتحت بوصلة الصلاة على الموبايل وفردت السجادة وصليت وشعرت براحة نفسية لم أعرف سببها إلى الآن!

واللافت للقارئ أن الخيط الحرير المشترك الذي نسج به “شمروخ” مجموعته القصصية هي المرأة، في مواقف مختلفة ما بين قصص غرامية أو حكايات إنسانية أو وقائع مجتمعية، على الرغم من استقلال كل قصة منفردة بأجوائها الخاصة بها سرديًا والتى تتأرجح بين الواقعية أو الخيال البحت للمؤلف.

ومما لا شك فيه أن القصة القصيرة فرضت نفسها على الساحة الأدبية ونجحت كلون أدبي مميز، أصبح متسقًا مع منتجات العصر الراهن وإفرازات السوشيال ميديا التي يغلب عليها الاختصار والتبسيط.

وجاءت لغة المؤلف متفردة، وكأنها مزيج من العامية والفصحى حتى أصبحت عامية متأنقة أو فصحى “كاجوال”، ولكنها في كل الأحوال لغة سلسة قريبة من القارئ، وكأنها أقرب لـ “سكريبت” سيناريو مصنوع بحرفية وجاهز على التقديم.

فالحبكة الدرامية لكل قصة طرحها المؤلف تتكون من جملة مركزية تكون هي العنوان على الأرجح، ثم يأتي الفعل ورد الفعل وذروة الحدث، ومن ثم تتمة القصة، وهنا تنتقل الكتابة بتلقائية من خيال الكاتب إلى خيال القارئ.

وقد استطاع الكاتب ببراعة منح القارئ أكبر كم من المعلومات السريعة حول المكان والزمان وطبيعة الشخصيات لكل قصة بصورة مشوقة تجعله على دراية بالأحداث حتى إنه يمكنه استكمال الأحداث دون اكتمال السطور أو الصفحات وهو الأسلوب الذي استخدمه الكاتب الأمريكي كورت فونيجت جونيور الأبرز في كتابة النثر القصصي، وكانت أبرز مؤلفاته “البيانو الآلي” و”فطور الأبطال” و”حوريات تيتان”.

ولم يتبق إلا أن ندعو الله بقراءة شهية لكم وصلاة مقبولة للأستاذ محمد شمروخ.

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی الجامعة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي … (موازنة) القعدة

( #موازنة ) #القعدة

من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 21 / 2 / 2017

الراي – «تمرّوا تا نمرّ» هذه العبارة بمثابة مفتاح «كب البلا» على كثير من الناس وزيارتهم من غير موعد مسبق أو إشعار مباشر، بهدف تمضية الوقت لا أكثر..

مقالات ذات صلة إيران تهدد.. ردنا مدمر حال انتقام إسرائيل 2024/10/04

خرج جوز فزّة وابن تركية وفالح الاطرم وفؤاد اللهس من بوابة المسجد بعد أن أطفأ خادم الجامع الأنوار الداخلية أثناء اضطجاعهم حول العمود الأوسط، مما اضطرهم للمغادرة والبحث عن مكان يقضون فيه ساعة أو ساعتين ليقصّروا من عمر الليل الطويل.. «تمرّوا تا نمرّ ع الحجي» قالها جوز فزّة وكان قاصداً بها رفيقهم المتغيّب «أبو يحيى» فوافق الجميع دون اعتراض وتهادوا في المشية نحو بيت معزّبهم.. طرق الباب الخارجي جوز فزّة ، لبست «عيشة» لباس الصلاة وفتحت الباب الخارجي للضيوف..

– جوز فزّة: أبوك هون ولك؟ كمان لويش لابس «اليانس» تبع أمّك مش عيب عليك؟!!

– عيشة: أني عيشة يا عمّي!!

– جوز فزّة: والله فكرتك شلاش نفس الخلقة لا اله الا الله..

– عيشة: ما همّه رفعوا ضريبة المكياج يا عمي.. وأبوي حلف بالطلاق ما يخلينا نشتري قلم كحل..

– جوز فزّة: بدي أقول مال عيونك فايتات براسك مثل «قدحة الكيّ».. طيب وين ابوكِ يا بنت؟..

ركضت عيشة وفتحت باب المضافة للضيوف ،في تلك الأثناء كان أبو يحيى يجلس القرفصاء ويقوم بعملية التزييت الدقيقة للصوبة ،دخل الضيوف «نقز» أبو يحيى انسكب الكاز على الحصيرة فتمتم «… الحكومة على … الكاز… الحصيرة»… ثم دعا الرفاق إلى الجلوس مرحّبا بهم على مضض بسبب الزيارة غير المتوقعة.. غسل يديه من أثر الكاز وبدأ بصب القهوة للحضور قال ابن تركية مواسياً:

– هي الحصيرة بدها غيار من زمان..

– أبو يحيى: مسلّكة حالها..

فؤاد اللهس: سمعت حاطين ضريبة عليهن..

– فالح الاطرم: شو بيه عن شو بتسولفوا؟

– ابن تركية: ولا شي حجي.. سوالف شرق غرب..

– جوز فزة: هو بس عليهن حاطين ضريبة ، ع بيوت الشعر، قمر الدين، الحُصُر، العطر، الحديد، جوازات السفر كلشي حطوا عليه ضريبة…

– ابن تركية: يا رجل حتى مطاط السراويل رفعوه..

– أبو يحيى: احسن.. مشان ما نغلّبهم… يا منعون ….

– فالح الاطرم: عن مين بتحكوا؟

– ابن تركية: ولا شي حجي ولا شي..

– فؤاد اللهس محاولاً تذكير المعزّب بالكاز المسكوب:

ولّ الحصيرة اللي مثل هاي رفعوا سعرها.. لهون وصلت..

ع شو تقعد الناس ؟..

– أبو يحيى: ع شو تقعد الناس؟؟ أقلك وما تزعلش؟..

– فؤاد اللهس: قول..

– أبو يحيى: هسع يوم تقعد ع الحصيرة وفي اشي تحتيك مزقرط.. بتعرف تقعد؟؟..

– فؤاد اللهس: لا..

– أبو يحيى: مش لازم توازن القعدة عشان ترتاح؟

– فؤاد اللهس: طبعاً..

– أبو يحيى: رفعوا الحصيرة عشان تعرف تقعد.. ع (…)..

ما تنقال بوجهك!.

ahmedalzoubi@hotmail.com

#94يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

مقالات مشابهة

  • خط دفاع من الاندثار والفناء.. مهتمون وناشرون: معارض الكتاب تحافظ على ديمومة «الورقي»
  • أسرار من كواليس الفن.. الكاتب الصحفي عادل حمودة يتحدث عن أسرار حياة أحمد ذكي
  • في حوار من القلب.... الكاتب الصحفي عادل حمودة: "أسرار جديدة عن أحمد زكي"
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الأمم اللاحمة
  • كورسات في اللغة الإنجليزية من الجامعة الأمريكية لذوي الهمم.. اعرف المواعيد
  • خالد حماد يكشف سر نجاح فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»
  • من‭ ‬يمتلك‭ ‬القصيدة‭: ‬الشاعر‭ ‬أم‭ ‬القارئ؟
  • من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي … (موازنة) القعدة
  • سماح أبو بكر: الكاتب الناضج هو من يكتب للطفل.. وأصدرت عدة كتب للأطفال
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. حتى في غيابك!