موقع النيلين:
2025-03-05@02:10:34 GMT

لماذا تموت الدول؟

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT


سنعرض هنا وباختصار بعض المفاهيم عن الدول، وسنعرض دورة حياة الدول، وأسباب ضعفها، وانهيارها كدول فاشلة (مارقة)، ثم سنلقي نظرة على إعادة بناء الدولة الفاشلة، وسنطرح بعض الاقتراحات لديمومة الدول، وتقهقرها نحو الضعف ثم الفشل.

إن الدول تحاكي دورة حياة الإنسان، فهو يولد ليموت، ويبدأ بمرحلة الولادة، ثم مرحلة الطفولة، تليها مرحلة الشباب والنضج، وبعدها مرحلة الشيخوخة، حتى تنتهي رحلة الحياة بالوفاة.

وكل ما يصنعه الإنسان يحاكي دورة حياته، فتصيبها الأمراض، ولكنها تختلف عن أمراض صانعها.

وبالاطلاع على نظرية الدولة/الحكومة، وهما كلمتان مترادفتان، وقد كتب عنها ابن خلدون «كل دولة تنتقل بين خمسة أطوار هي: الظفر، والانفراد بالمجد، ثم الفراغ والدعة، ثم طور القنوع والمسالمة، ثم الإسراف والتبذير». وتختلف الدول عن الإنسان في الأمراض والموت، فهناك أشكال وأنواع عدة، من موت الدول، منها التحول من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، أو من النظام المدني إلى النظام العسكري وغيرها.. وهكذا تموت نظم الدول، ويعتبر تغيّر النظم ترتيباً داخلياً جديداً مع الاحتفاظ بسيادتها. وهناك موت كامل للدول، مثل الإمبراطورية الرومانية، إلا أن ما ينقص سيادة الدول هو تمدد الدول الأخرى بالاستحواذ علي جزء منها، والتمدد على جميع أجزائها، ما يفقدها سيادتها. ويتحقق هذا إما باستخدام القوة الخشنة، وإما القوة الناعمة. وقام ابن خلدون بتفسير سبب انهيار الدول مع الترف، بكونه السبب الأبرز في سقوط الدول عن طريق النخبة الحاكمة التي ترفل في النعيم، ناسية، أو متناسية، آلام شعوبها، وتقوم الدول هنا بفرض القوة المسلحة كلما دعت الضرورة لإسكاتها، ويؤكد أن الاستبداد و«الانفراد بالمجد» هو السبب الثاني الذي يؤدي لسقوط الدول. هنا تتعدد النظريات والأسباب التي تحاول تفسير سقوط الدول، وهنا برزت مؤخراً، نظرية تماسك المجتمع كمحدد لسقوط الدول، مهما كانت قوتها، وهذه النظرية هي الآن تحت المحك في الحرب القائمة بين إسرائيل والفلسطينيين. الطرفان في تناقض في تناسب القوة وتماسك المجتمع. وأذا تحققت هذه النظرية فإنها ستقلب النظريات التي سبقتها.

وهناك شبه إجماع على أن أسباب سقوط الدول واحد، وهو فشل مؤسساتها، أو الفشل في تقديم الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، وعدم فعالية الحكومات.

وتعددت الأسباب والسقوط واحد، أما الموضوع هنا فليس أسباب سقوط الدول، بل ما هي العوامل التي أدت إلى هذه الأسباب، ومنها:

1- ارتفاع أعداد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر والبطالة.

2- اللجوء إلى المساعدات الخارجية والقروض من دون أن يكون هناك أي تطوير حقيقي ملموس، الأمر الذي يترتب عليه مديونية متصاعدة ترهق كاهل الموازنة العامة.

3- التدهور الاقتصادي الكبير في غياب التنمية الاقتصادية العادلة في التعليم والوظائف والدخل ومستويات الفقر، وتزايد النزعات الإثنية لهذه الدول.

4- غياب القدرة على تطوير وسائل الإنتاج والموارد الاقتصادية.

5- وصول الفساد إلى مستويات تدميرية.

6- تفاوت كبير في مداخيل الطبقات الاجتماعية لتنحصر في طبقتين، إحداهما فاحشة الثراء، وأخرى مسحوقة. وهناك أسباب أخرى، منها نضوب خزائن الدول والاعتماد على حليف واحد، وتوالي الحكومات الضعيفة بما يؤدي في النهاية إلى ضعف الدول، وتناحر الطبقة الحاكمة والتخبط في استراتيجياتها في علاقاتها الدولية، وانقلاب الرأي العام الدولي عليها.

أما الدول الفاشلة فهي الانزلاق إلى مستوى الدول الضعيفة التي تحتاج إلى إعادة بناء الدولة، وتعاني نقاط ضعف البنية الداخلية، وتتميز بأنظمة سياسية هشة، وعندها تدخل في الصراعات والاضطرابات الداخلية، والحروب الأهلية والإرهاب. وهذه جميعاً نتيجة ضعف الدول، بما يؤدي إلى انهيارها، لتصبح دولة فاشلة، وحكومتها ضعيفة، هشة ليس لديها القدرة على النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية، وهي مهددة بالانزلاق إلى دولة فاشلة.

ان إعادة بناء الدول يتطلب إعادة بناء المؤسسات الحكومية والاجتماعية، وهذا لا يتحقق الا بمساعدات خارجية. ومن أهم العوامل لإعادة بناء الدولة الفاشلة: المركزية الحكومية القوية التي تتمتع بالتأييد الواسع بين مواطنيها، وإعادة بناء المنظومة الأمنية، ومنها القوات الخاصة لحماية المراكز العليا للحكومة، والاستثمار في البنية التحتية التي تخلق فرص عمل، وتطوير المنظومة التعليمية والطبية، وإنشاء الأجهزة الاجتماعية الحكومية وغير الحكومية، وضخ المعونات الاجتماعية، بحيث يشعر المواطنون بأن الحالة أفضل من السابق، وهنا تعتبر الاستدامة خير علاج لديمومة الدول، وقد عرفت الأمم المتحدة الاستدامة بها «تعني تلبية حاجات الحاضر، من دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة».

إن الاستدامة تتطلب التركيز على الاستثمار المستمر في بناء البنية التحتية، وهي أحدى عناصر قوة الدول، وكذلك العلم والتعليم وتطوير المدن الصناعية المتخصصة، والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد القوي المتميز، والقوة العسكرية، والأمن والأمان.

عبدالله محمد سعيد الملا – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سقوط الدول

إقرأ أيضاً:

الشرع يكلف لجنة لصياغة مسودة إعلان دستوري في سوريا

دمشق"رويترز":

كلف الرئيس الانتقالي أحمد الشرع اليوم لجنة من سبعة اعضاء، بينهم سيدة، بمهمة صياغة مسودة الإعلان الدستوري، في إطار تنظيم مرحلة الانتقال السياسي في سوريا ، من دون تحديد مهلة زمنية لإنجاز عملها.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية انه "انطلاقا من تطلعات الشعب السوري في بناء دولته على أسس القانون وبناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني"، قرر الرئيس تشكيل لجنة من الخبراء تتولى مهمة صياغة "مسودة الإعلان الدستوري الذي ينظم المرحلة الانتقالية".

من جهة أخرى قال مصدر بوزارة الخارجية التركية اليوم إن مسؤولين من تركيا وبريطانيا سيناقشون مستقبل سوريا خلال اجتماع في أنقرة غداً الاثنين يتناول قضايا الأمن والعقوبات والتنمية الاقتصادية.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من أبرز الداعمين للمعارضة السورية في مواجهة بشار الأسد على مدى سنوات، كما أقامت علاقات وثيقة مع الإدارة الجديدة في دمشق بعد الإطاحة بالأسد العام الماضي ووعدت بالمساعدة في إعادة بناء سوريا وعرضت المساعدة في تدريب قواتها الأمنية وتجهيزها.

وقالت بريطانيا الشهر الماضي إنها ستعدل أنظمة العقوبات المفروضة على سوريا بعد سقوط الأسد لكنها ستبقي علي تجميد الأصول وحظر السفر المفروض على أعضاء الحكومة السابقة.

وقال المصدر التركي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن محادثات الاثنين سيقودها نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هيميش فولكنر.

وأضاف المصدر أن يلماز سيؤكد ضرورة رفع العقوبات عن سوريا دون شروط من أجل إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.

وأضاف المصدر أن يلماز سيشدد أيضا خلال المحادثات على "أهمية دعم المجتمع الدولي لخطوات الإدارة السورية نحو تحقيق المصالحة الوطنية في إطار حكومة مركزية"، والدفع باتجاه "وقف تصرفات إسرائيل التي تنتهك وتهدد السيادة السورية بشكل علني".

وذكرت رويترز يوم الجمعة، نقلا عن أربعة مصادر مطلعة، أن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ومفككة من خلال السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين هناك لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد.

وقال عبد القادر أورال أوغلو وزير النقل والبنى التحتية التركي اليوم الأحد إن بلاده أكملت المرحلة الأولية من الإصلاحات والصيانة، بما في ذلك تركيب معدات جديدة، في مطار دمشق ضمن جهود أنقرة للمساعدة في إعادة بناء المطار.

مقالات مشابهة

  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • وزير خارجية الاحتلال يزعم استغلال حماس للمساعدات من أجل إعادة بناء قدراتها
  • مطالبة باقرار مشروع حكومة ميقاتي لالغاء تعقيدات إعادة بناء منازل الحنوب
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • "خطة الواحة" لإعادة إعمار غزة وفلسطين ومنطقة غرب آسيا
  • هشام نصر: مجلس الزمالك يعمل على إعادة بناء النادي رغم الأزمات المالية
  • الشرع يكلف لجنة لصياغة مسودة إعلان دستوري في سوريا
  • لماذا نعيد مشاهدة أعمالنا التلفزيونية المفضلة في المواسم والمناسبات؟
  • عودة: ندعم العهد الجديد وحكومته من أجل إعادة بناء وطننا
  • انتهى السلام الأمريكي وما يليه سيكون أسوأ