هل يزعزع حذف أصفار الدينار الوضع المالي بالعراق؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
تخلصت 19 دولة من أصفار عملاتها المحلية مرة واحدة على الأقل، بينما لجأت 10 بلدان لمثل هذه الخطوة مرتين منذ عام 1960 وفقا لدراسة صادرة عن جامعة بيام نور الإيرانية.
وبعد تغيير النظام في العراق عام 2003 وتحوله من نظام شمولي إلى ديمقراطي، عملت الحكومات المتعاقبة بعد الغزو الأميركي بشكل مكثف على تحديد مسار العملة المحلية (الدينار) على طريق معبد أمام الدولار الأميركي، إلا أن جميع الخطط لم تستطع انتشال الدينار من السقوط في الهاوية حتى وصل سعر الصرف إلى 1650 دينارًا مقابل كل دولار واحد.
وفي أحدث التصريحات الصحافية الرسمية لمحافظ البنك المركزي العراقي الدكتور علي العلاق، وبشكل مقتضب قال إن" مشروع حذف الأصفار من العملة العراقية ما يزال قائمًا". لكنه لم يوضح الكثير من التفاصيل حول هذا المشروع.
ورفض المركزي العراقي التعليق على استفسارات "الجزيرة نت" حول تنفيذ المشروع الوقت الحالي أو في وقت لاحق.
وقال المستشار المالي للحكومة الدكتور مظهر محمد صالح إن "ظاهرة تكثير الأصفار في الوحدة النقدية أو إضافة أصفار تأتي عادة بسبب تعرض الاقتصادات لموجات جامحة من التضخم أو ارتفاعات حادة مستمرة لسنوات في مستوى الأسعار بسبب الحروب والحصارات والصراعات والتي تؤدي إلى تمويل عجز الموازنات الحكومية عن طريق الإصدار النقدي".
وفي مقابلة سابقة -مع الجزيرة نت- أوضح صالح أن "السعر يعني قيمة السلع والخدمات معبرا عنها بالنقد، وإن ارتفاع الأسعار المستمر دون توقف يؤدي إلى تآكل قيمة الوحدة النقدية مما يقتضي إصدار فئات نقدية أكبر بسبب انعدام قيمة الفئات النقدية الأصغر واختفاء قدرتها في تغطية المعاملات والمبادلات المرتفعة القيمة في السوق".
زعزعة النظام النقدييرى عضو اللجنة المالية البرلمانية السابق أحمد حمه رشيد أن "العراق غير مهيئ لمشروع حذف الأصفار" وقال أيضا "دائما نسمع تصريحات المركزي بتنفيذ مشروع ما، ليتراجع بعد حين عن التنفيذ لأسباب غير معلنة".
وقال رشيد -في تصريح للجزيرة نت- إن "تكاليف المشروع باهظة جدًا كون طباعة فئة نقدية واحدة تكلف الدولة العراقية 6 سنتات" مشيرًا إلى أن "حجم الكتلة النقدية المطبوعة في العراق 92 تريليون دينار والمتداول منها 45 تريليونا في السوق والبنوك".
ويلفت إلى أن "مشروع حذف الأصفار سيؤدي إلى زعزعة النظام النقدي بما قد يسبب انهيارات متتالية" مستبعدا أن يقدم "المركزي" على خطوة كهذه كون "الدينار يعاني من اهتزازات مستمرة".
العوامل المعترضةوفي التركيز على ظروف تنفيذ مشروع حذف الأصفار من العملة العراقية، نجد الاستشاري المصرفي عبد الرحمن الشيخلي يحدد عاملين كانا يقفان أمام تنفيذ المشروع.
وقال الشيخلي في حديث مع الجزيرة نت إن" العامل الأول الذي كان يقف بوجه المشروع هو التباين بين سعر الصرف الرسمي (الآن: 1332 دينارا لكل دولار) وسعر صرف السوق الموازي (الآن: 1530 دينارا) ويشكل عقبة أمام تنفيذ المشروع".
وأشار إلى أن "المشروع سيكون ناجحًا في حال التوصل لسعر صرف ألف دينار مقابل كل دولار واحد. وقتها فإن حذف الأصفار الثلاثة يحقق جدواه الاقتصادية إذ سيتحول سعر الصرف إلى دينار واحد مقابل دولار واحد، وهذا ما كان يطمح إليه محافظ البنك المركزي الأسبق الراحل سنان الشبيبي".
وأضاف الشيخلي "العامل الثاني كان متمثلاً بالدعوة التي أطلقتها الحكومة برئاسة نوري المالكي (2006-2014) في تشريع قانون البنى التحتية الذي عارضتها العديد من الكتل السياسية في البرلمان حينها كونه يؤدي لزيادة الاستثمارات في العراق بطريقة الدفع بالآجل وهذا ما يحد من قيمة المشروع النقدي".
لا يوجد قطاع إنتاجي قويوللبحث عن العلاقة في استقرار الدينار أمام الدولار، يرى الأكاديمي في العلوم المالية والمصرفية الدكتور أحمد الحسيني عدم وجود أي تأثير إيجابي معللاً ذلك بـ "عدم وجود قطاع إنتاجي قوي في العراق".
وقال الحسيني في تصريح للجزيرة نت إن "الاقتصاد العراقي ريعي يعتمد على مصدر مالي واحد وهو تصدير النفط الخام" وإن مشروع حذف الأصفار مرتبط بتقوية القطاعات الاقتصادية الحقيقية المنتجة كالصناعة والزراعة والتجارة والخدمات والصحة والتعليم "وقتها سيكون المشروع ذا انعكاس إيجابي على استقرار العملة الوطنية".
ومن الجانب الفني، يقر الحسيني بأهمية المشروع من أجل تقليل الأرقام المحاسبية وتسهيل التعاطي الحسابي وكلفة إدارة الأرقام الكبيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی العراق دینار ا
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية دعمي الكامل لإنجاز مشروع المنطقة اللوجستية بطلخا
أكد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، على تكثيف الأعمال الجارية وسرعة الانتهاء من مشروع اقامة المنطقة اللوجستية، مع ضرورة التخطيط المروري بالمنطقة بما يحقق السيولة المرورية ولا يؤثر على الحركة المرورية بالمحور الرئيسي برافد جمصه، والحفاظ على المظهر الحضاري للمنطقة.
وشدد محافظ الدقهلية على التزام الشركة المنفذة بالمواعيد الزمنية المحددة، للافتتاح التجريبي للمشروع بشكل كامل مع نهاية هذا العام، ليقدم خدماته للمواطنين، ولن أقبل أي أعذار، مشيرًا إلى دعمه الكامل لإنجاز المشروع ومتابعته الشخصية لتنفيذ الأعمال بالموقع يوميا، وأضاف أنه لا يدخر جهدا في توفير جميع أوجه الدعم اللازم وتيسير كافة الإجراءات الإدارية التي تكفل إزالة أي عقبات أمام تنفيذ المشروع والانتهاء منه في الوقت المحدد، وأنه وجه لجميع أعضاء الجهاز التنفيذي ببذل المزيد من الجهد لسرعة الانتهاء.
وأشار المحافظ إلى أن المنطقة اللوجستية تمثل أول مول تجاري مفتوح في منطقة الدلتا يُنفذ وفقًا لمعايير السلامة والصحة المهنية، ويُعد صرحًا استثماريًا ضخمًا من شأنه إحداث نقلة نوعية بالمحافظة، لما يوفره من خدمات ترفيهية ولوجستية، فضلًا عن فرص العمل التي يتيحها للشباب.
ولفت محافظ الدقهلية إلى أن المشروع يقام على مساحة 52 فدانًا، باستثمارات تصل إلى 4 مليارات جنيه، ويوفر نحو 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتشمل المرحلة الأولى مولات تجارية، وسينمات، وملاهي، ومناطق ترفيهية، فيما تتضمن المرحلة الثانية ناديًا رياضيًا اجتماعيًا، ومجمع مدارس، وخدمات لوجستية متكاملة.
وأشار إلى أهمية الاستعداد لتنفيذ المرحلة الثانية المستقبلية من المشروع، والتي سيتم دراسة إمكانية إدراج منشآت فندقية ونادٍ رياضي ضمن مكوناتها، وثمّن الدور الكبير الذي يقوم به الدكتور شريف فاروق وزير التموين في دعم محافظة الدقهلية لتنفيذ المشروعات الخدمية التي تلبي احتياجات المواطنين وتحقق التنمية الشاملة.
جاء ذلك خلال عقد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، اجتماعا صباح اليوم لمناقشة واستعراض سبل وآليات الانتهاء من تنفيذ مشروع المنطقة اللوجستية بطريق رافد جمصه بطلخا، بحضور الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ، والمهندس محمد عبد العزيز مدير مشروع المنطقة اللوجستية، والأستاذ محمد عماد مدير إدارة العلاقات الحكومية بالشركة، والمحاسب علي حسن وكيل وزارة التموين، والأستاذ إسلام النجار رئيس مركز ومدينة طلخا، والمهندسة فريدة عبد الله مدير عام الشؤون الهندسية، والمهندس حسام حسني مدير عام المرافق.
جانب من الاجتماع 1000102099 1000102084 1000102063 1000102072 1000102087 1000102093 1000102069 1000102078 1000102081 1000102096 1000102090