بغداد اليوم - بغداد

اعتبر النائب حسين حبيب، اليوم الأربعاء (14 شباط 2024)، ان اعادة استقرار المدن تكمن باعادة اهلها اليها، وذلك في رد على إبقاء العديد من النازحين في المخيمات ولاسيما الايزيديين وعدم امكانية اعادتهم لسنجار لحين تأمين القضاء من المسلحين.

وقال حبيب لـ"بغداد اليوم"، ان "الاستقرار الحقيقي هو في عودة النازحين الى مناطقهم المحررة والبدء باعمارها واستعادة حياتهم الطبيعية وكل مايقال خلاف ذلك لاينسجم مع الحقائق"، لافتا الى ان "بقاء الاف الاسر في المخيمات تحت اي ذرائع تعني محاصرتهم من 3 مخاطر هي صحية ومعيشية واجتماعية بالاضافة الى الاهمال الذي  سيحول حياتهم الى بؤس والم اخر".

واضاف، ان "اغلاق المخيمات ودفع الاهالي للعودة هو القرار الصائب بعد تحرير مناطقهم وقراهم واي هواجس امنية يمكن احتواءها من خلال التشكيلات الامنية التي لن تبخل باي دعم كما انها حققت نتائج مهمة وايجابية في مكافحة الارهاب وتحرير المدن".

واشار الى ان "بعض الجهات لاتريد انهاء ملف النازحين وابقائه الى اشعار اخر لانها مستفيدة من بقاء التغذية والامور اللوجستية الاخرى بالاضافة الى انه استغل سياسيا كصوت انتخابي في دورات عدة لان البعض يتعامل معه كصوت وليس كمواطن لديه الحق في ان يعود الى منزله ويبدأ حياة تحقق له افاق مستقبلية تتجاوز محنة وتداعيات احداث حزيران 2014".

وتسببت احداث ومعارك تنظيم داعش بنزوح قرابة 6 ملايين شخص، عاد منهم نحو 5 ملايين شخص، ولايزال اكثر من مليون شخص نازحا، ولكن 160 الف منهم فقط في المخيمات معظمهم من الايزيديين، اما المتبقين من المليون نازح فهم يقطنون في مساكن خاصة، بحسب منظمة الهجرة الدولية.

وتتهم جهات سياسية عديدة، حكومة اقليم كردستان بعدم السماح بعودة النازحين الايزيديين لاسباب سياسية او للاستفادة من "المعونات الدولية"، والابقاء عليهم في الخيام، غير ان اقليم كردستان يقول ان اعادة النازحين يتطلب تنفيذ اتفاق سنجار وتأمين القضاء من المسلحين، وتهيئة المنازل والبنى التحتية اللازمة لاعادة النازحين.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی المخیمات

إقرأ أيضاً:

هَشَاشَةُ السُّلْطَةِ وَمَآزِقُ النُّخَبِ السُّودَانِيَّةِ: قِرَاءَةٌ فِي كِتَابِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ لِفَتْحِي الضَّوْ

إِبْرَاهِيم بَرْسِي

في قلب الخراب الذي خلفته الأنظمة المستبدة، في شوارع مدنٍ ملأها الغبار، وشقوق المنازل التي تحكي تاريخًا من النسيان، وفي صمت العيون السودانية المتعبة، يقف كتاب بَيْتِ العَنْكَبُوتِ كمرآة صافية تعكس هشاشة السلطة وصراعات الإنسان مع واقعه.
الكاتب فَتْحِي الضَّوْ لا يقدم حكاية عن السُّودَانِ فحسب؛ إنه ينسج سردية فلسفية عميقة عن السلطة، الخوف، والإنسان، مستخدمًا بَيْتِ العَنْكَبُوتِ كاستعارة مدهشة لبنية متماسكة ظاهريًا، لكنها سرعان ما تتهاوى تحت أي ضغط حقيقي.

الضَّوْ يرى في السلطة نظامًا يقف على شفا السقوط، ولكنه أيضًا يكشف عن مجتمع يصارع ذاته بقدر ما يصارع القمع. في إحدى جمل الكتاب العميقة يقول: “النِّظَامُ الَّذِي يَخَافُ مِنْ وَعْيِ شَعْبِهِ، يَخَافُ مِنْ ظِلِّهِ.”
هذه الكلمات لا تحتاج إلى شرح طويل؛ فهي تدخل إلى جوهر العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
إن الخوف الذي يعيشه النظام ليس خوفًا من الآخر، بل من الحقيقة التي يمكن أن تزعزع أساساته الواهية. وهنا نتذكر كلمات سَارْتَرْ: “الحُرِّيَّةُ هِيَ مَا تَفْعَلُهُ بِمَا فُرِضَ عَلَيْكَ.”
الحرية ليست في التخلص من القيد فقط، بل في إعادة تعريف العلاقة مع القيود ذاتها.

ولكن النظام السُّودَانِيَّ، كما يصفه الضَّوْ، لا يكتفي بالخوف من وعي شعبه، بل يعيد بناء هذا الوعي ليخدمه، عبر أدواته الناعمة التي تتغلغل في التعليم والإعلام. النظام يحرص على أن تظل العقول مشدودة بخيوطه الدقيقة، تلك الخيوط التي تبدو رقيقة كخيوط العنكبوت، ولكنها قادرة على أن تكبل أجيالًا بأكملها.

في موضع آخر، يؤكد الضَّوْ أن: “الفَسَادَ لَيْسَ فِعْلًا عَرَضِيًّا، بَلْ هُوَ ثَقَافَةٌ.”
هذا الوصف يعري العلاقة المتشابكة بين الفساد وبنية الدولة السُّودَانِيَّةِ. الفساد هنا ليس مجرد انحراف، بل هو جزء من النسيج اليومي للسلطة والمجتمع.

ما يثير الانتباه أيضًا هو قول الضَّوْ: “الشُّعُوبُ تَصْنَعُ ثَوْرَاتِهَا، وَلَكِنَّهَا لَا تَتَحَكَّمُ فِي نَتَائِجِهَا.”
هذه العبارة تلخص مأزق الثَّوْرَاتِ السُّودَانِيَّةِ، التي رغم نبالتها، كانت دائمًا عرضة للاختطاف من قبل النخب التي، بدلًا من أن تكون حاملة للتغيير، تحولت إلى نسخة أخرى من بَيْتِ العَنْكَبُوتِ.

وسط هذا السواد، يبقى الأدب في رأي الضَّوْ أداة مقاومة.
الكتابة ليست مجرد فعل توصيفي؛ إنها إعادة تشكيل للعالم، محاولة لتحرير المعنى من أسر اللغة القامعة.
بَيْتِ العَنْكَبُوتِ ليس مجرد تحليل سياسي؛ إنه دعوة للتحرر من القوالب الفكرية التي تبقي الفرد أسيرًا داخل دائرة الخوف.

إن قراءة بَيْتِ العَنْكَبُوتِ ليست رحلة سهلة؛ إنها مواجهة مباشرة مع الأسئلة التي غالبًا ما نتجنبها:
ما الذي يجعلنا نقبل بالخوف؟
كيف يمكننا كسر دائرة الفساد إذا كانت جزءًا من حياتنا؟
وكيف يمكننا بناء دولة جديدة إذا كانت النخب التي يُفترض أنها تقود التغيير هي نفسها جزءًا من المشكلة؟

كتب الضَّوْ لا لنقد السلطة فقط، بل لدعوة القارئ لمواجهة ذاته.
فالتغيير لا يبدأ من الثورة على النظام، بل من الثورة على الأفكار المترسخة في العقول. وكما قال فْرِيدْرِيكْ إِنْجِلْزْ: “الحُرِّيَّةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ التَّحَرُّرِ مِنَ القُيُودِ، بَلْ القُدْرَةُ عَلَى بِنَاءِ العَالَمِ.”

النظام هش، والنخب معطوبة، والشعب مكبل بالخوف. ولكن، كما يقول فَتْحِي الضَّوْ: “حَتَّى أَكْثَرَ البُيُوتِ هَشَاشَةً يُمْكِنُ أَنْ يَسْقُطَ بِخَيْطٍ وَاحِدٍ.”
والسؤال الذي يتركه لنا الكتاب هو: هل نحن مستعدون لقطع هذا الخيط؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • داعش ينشط في سوريا وتستنسخ التجربة العراقية للسيطرة وكسب مئات الالاف من الدولارات
  • داعش تنشط في سوريا وتستنسخ التجربة العراقية للسيطرة وكسب مئات الالاف من الدولارات
  • داعش تنشط في سوريا وتستنسخ التجربة العراقية للسيطرة وكسب مئات الالاف من الدولارات - عاجل
  • عن التمسك بالمُثل
  • “مليشيا الانتقالي” تنكل بالنازحين في عدن
  • مأرب تحت وطأة النزوح.. أكثر من 16.4 ألف شخص يغادرون منازلهم باتجاه المخيمات خلال العام الجاري
  • الاستخبارات التركية تعلن تحييد قيادي بحزب العمال في اقليم كوردستان
  • أستاذ طب نفسي: 4 مراحل للتعصب أصعبها التمسك بـ«المعتقدات»
  • هَشَاشَةُ السُّلْطَةِ وَمَآزِقُ النُّخَبِ السُّودَانِيَّةِ: قِرَاءَةٌ فِي كِتَابِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ لِفَتْحِي الضَّوْ
  • ايران تؤكد لرئيس اقليم كوردستان رغبتها بتطوير العلاقات في المجالات كافة