جاكرتا – توجّه الإندونيسيون صباح اليوم الأربعاء للاقتراع في الانتخابات السادسة التي تجريها البلاد منذ سقوط نظام سوهارتو وبدء النظام الجديد القائم على التحول الديمقراطي.

ويحق لمن بلغ 17 عاما، وهم أكثر من 205 ملايين ناخب، التصويت في أكثر من 823 ألف مركز اقتراع لاختيار رئيس للبلاد ونائب له من بين 3 مرشحين للرئاسة ومثلهم لمنصب النائب، بالإضافة إلى نواب البرلمان المركزي (580 نائبا) ومجلس الشيوخ (136 نائبا) ونواب برلمانات الأقاليم (38 إقليما و514 محافظة ومدينة) بما مجموعه 20 ألف نائب في كل هذه البرلمانات.

ويقترع الناخب في 5 أوراق كبيرة الحجم، تخص كل ورقة واحدة من الانتخابات السابقة الذكر، وتوضع في 5 صناديق في كل مركز انتخابي باستثناء جاكرتا، التي يتم الاقتراع فيها بأربعة صناديق على اعتبار أنها إقليم ومدينة في آن واحد.

وعاش الإندونيسيون قلقا ليلة أمس الثلاثاء خشية أن تحول الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال الليل حتى فجر اليوم الأربعاء دون إجراء الانتخابات، إلا أن توقفها من بعد الفجر أنقذ العملية الانتخابية، التي ربما تعد الأهم منذ انتخابات 1999، حيث تجرى وسط منافسة قوية بين المرشحين الثلاثة: أنيس باسويدان وبرابوو سوبيانتو وغانجار برانوو، حسب ترتيبهم من قبل مفوضية الانتخابات، فقد دأبت المفوضية على منح مرشحي الرئاسة والأحزاب المتنافسة على البرلمان المركزي الـ24 أرقاما بالقرعة.

الأعداد الكبيرة لمراكز الاقتراع خففت من ازدحام الناخبين، ولذلك حصرت مفوضية الانتخابات الاقتراع بين الساعة السابعة صباحا والواحدة ظهرا حسب التوقيت المحلي لكل إقليم، (توقيت جاكرتا يتقدم بست ساعات على التوقيت الدولي غرينتش)، ونظرا لجغرافية إندونيسيا الشاسعة تقسم البلاد إلى 3 مناطق زمنية، ويبلغ فرق التوقيت بين شرقي البلاد وغربيها ساعتين.

انتخابات إندونيسيا جرت في أكثر من 823 ألف مركز اقتراع (الجزيرة نت) انتخابات الرئاسة

أكمل الرئيس الحالي جوكو ويدودو (المعروف بجوكوي) دورتين خلال 10 أعوام (2014-2024) ولم يعد يملك الحق في الترشح مجددا، وتشهد الانتخابات الحالية 3 مرشحين ضمن تحالفات حزبية، وهم:

أنيس باسويدان حاكم العاصمة (2017-2022) ووزير التعليم الأسبق، ومعه عبد المهيمن إسكندر لمنصب نائب الرئيس، وهو رئيس حزب نهضة الوطن.
ويحمل تحالف التغيير رسائل ووعود التغيير والإصلاح وتحقيق العدالة في مجالات إدارة البلاد وخدمة المواطنين والنظام القضائي ومكافحة الفساد وتقديم الأفضل لفئات المجتمع المختلفة.
ويضم هذا التحالف 4 أحزاب، حزب قومي و3 أحزاب إسلامية، وهي:
الحزب القومي الديمقراطي، الذي خرج من التحالف الحاكم.
حزب العدالة والرفاه ذو التوجهات الإسلامية، والذي ظل معارضا طوال نحو 10 سنوات من حكم الرئيس الحالي جوكو ويدودو.
حزب نهضة الوطن، الذي يمثل قطاعات عريضة من جمهور جمعية نهضة العلماء الدينية التقليدية.
حزب الأمة، وهو حزب إسلامي معارض جديد وما زال حضوره محدودا. برابوو سوبيانتو رئيس حزب غريندرا ووزير الدفاع الحالي، الذي يخوض معركة الرئاسة للمرة الرابعة منذ عام 2009، ومعه راكابومينغ راكا (36 عاما) ابن الرئيس الحالي ووالي مدينة صولو- غِيبران لمنصب نائب الرئيس بعد تعديل مادة في قانون الانتخابات تخص الحد الأدنى لعمر المترشح.
ويضم هذا التحالف 8 أحزاب خليط من الأحزاب الوطنية وذات الخلفية التاريخية الإسلامية.
حزب حركة إندونيسيا العظمى (غريندرا)، الذي يرأسه برابوو سوبيانتو.
حزب غولكار، الذي أسسه الرئيس السابق سوهارتو.
حزب أمانة الوطني.
حزب الهلال والنجمة.
الحزب الديمقراطي، وهو حزب الرئيس الأسبق سوسيلو بامبانغ يوديونو.
حزب موجة الشعب الإندونيسي (غلورا)، وهو حزب جديد.
حزب التضامن الإندونيسي، وهو حزب صغير آخر يرأسه كايسانغ بانغاريب الابن الثاني للرئيس جوكو ويدودو. غانجار برانوو حاكم إقليم جاوا الوسطى، ومعه لمنصب نائب الرئيس محمد محفوظ رئيس المحكمة الدستورية والوزير المنسق للشؤون الأمنية والسياسية والقانونية الأسبق، ويضم التحالف 4 أحزاب:
حزب النضال من أجل الديمقراطية، الذي ترأسه ميغاواتي سوكارنو بوتري.
حزب التنمية المتحد.
حزب ضمير الشعب الإندونيسي.
حزب وحدة إندونيسيا. يصبغ الناخب إصبعه بالحبر لتجنب الاقتراع مرة ثانية (الجزيرة نت) الانتخابات التشريعية

يشارك 24 حزبا في الانتخابات التشريعية، 18 حزبا على المستوى الوطني، و6 أحزاب محلية في إقليم آتشيه الذي يتمتع بحكم ذاتي. ويشترط في الحزب المتقدم للانتخابات أن يكون له فروع في كل محافظات إندونيسيا، و75% من المدن في تلك المحافظات. ولدخول البرلمان يجب على الحزب الحصول على 4% من أصوات الناخبين التي يتم قبولها.

وإن تكررت نسبة التصويت التي قاربت 80% في الانتخابات السابقة، سيكون كل حزب بحاجة إلى قرابة 6.5 ملايين صوت لتخطي عتبة البرلمان.

معركة شرسة

ما يلفت النظر أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية تجري في يوم واحد، وإن كانت جرت عام 2019 بهذه الطريقة، لكن كانت إعادة لمشهد 2014 التي تنافس فيها المرشحان نفسهما الرئيس الحالي جوكو ويدودو ووزير دفاعه الحالي برابوو سوبيانتو، لذلك غاب عنصر الإثارة عن المشهد الانتخابي.

أما في هذه الانتخابات، فتقدم لها 3 مرشحين يمثلون 3 تحالفات سياسية، وكلها لها وزنها، وتضم التحالفات الثلاثة أحزابا من كافة التيارات السياسية والفكرية، إسلامية وقومية ويسارية، مما يضفي على الانتخابات الكثير من الإثارة والتحدي.

تعطي كافة استطلاعات الرأي المرشح برابوو الحصة الكبرى من الأصوات، فحسب مركز الاستطلاع الإندونيسي -وهو مركز غير حكومي وله مصداقية عالية- سيحصل برابوو على نسبة 51.9% من الأصوات، وأنيس على 23.3%، وغانجار على 20.3%. ولا تختلف توقعات باقي الاستطلاعات عن تلك النسب.

كثرة مراكز الاقتراع خففت من ازدحام المقترعين (الجزيرة نت)

لكن حدة الاستقطاب وقوة الحملات الانتخابية التي عاشتها البلاد خلال الشهر الجاري تجعل كثيرا من المحللين يتوقعون الذهاب إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، لصعوبة تأمين برابوو الأصوات المطلوبة، وهي 50%+1 من الأصوات المقبولة من الجولة الأولى.

ولا يستبعد المراقبون حصول مفاجآت تقلب المشهد الانتخابي، خصوصا في ظل ارتفاع شعبية أنيس وغانجار في الحملات الانتخابية، بسبب قدرتهما على مخاطبة الشباب بشكل مباشر وعبر منصات التواصل الاجتماعي، مما انعكس في المهرجانات الانتخابية الكبيرة التي أقامها المرشحون الثلاثة في اليوم الأخير من الحملة (السبت الماضي) قبل الصمت الانتخابي.

ويرى المراقبون أن هذه الانتخابات في جوهرها هي معركة بين الاستمرار في سياسة الحكم القائمة على مدى 10 أعوام، وامتداد نفوذ الرئيس الحالي جوكوي، المتحالف مع المرشح برابوو، ورشح نجله نائبا للرئيس، وبين سياسة حكم جديدة تهدف إلى التغيير سواء من خلال أنيس أو غانجار.

ويعتقد هؤلاء المراقبين أن للانتخابات بعدا دوليا، وإن بشكل غير مباشر، بين الاستمرار في انفتاح إندونيسيا على الصين اقتصاديا من خلال تحالف برابوو، وبين الرغبة في ترسيخ العلاقة مع الولايات المتحدة عبر أنيس، وبدرجة ثانية غانجار.

ويتوقع أن تظهر الليلة بالتوقيت المحلي نتائج أولية غير رسمية عبر استطلاعات تجريها مراكز بحثية في المراكز، وليس من خلال مفوضية الانتخابات، التي ستعلن النتائج بعد أكثر من شهر، بعد أن تتلقى الشكاوى والطعون والبت فيها قبل إعلان النتيجة الرسمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جوکو ویدودو وهو حزب أکثر من

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. «المفوضية» تنفي إصدار نتائج انتخابات البلديات

حسن الورفلي (بنغازي)

أخبار ذات صلة انطلاق الانتخابات البلدية في ليبيا ليبيا.. 7 قتلى و10 جرحى بانهيار مبنى سكني في طرابلس

نفت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ما تتداوله بعض صفحات التواصل الاجتماعي حول عرض بعض نتائج انتخابات المجالس البلدية «المجموعة الأولى»، والتي جرى التصويت فيها أمس الأول.
وقالت في بيان أمس: «هذه النتائج لم تصدر عن المفوضية بتاتاً، ولم يصدر قرار بما يجرى تداوله، وهي مجرد توقعات قابلة للتغيير»، داعية الناخبين والمرشحين إلى عدم الوثوق بأي نتائج إلا بعد صدورها بقرار رسمي من مجلس المفوضية.
وقبل ذلك، أكدت المفوضية بدء عملية مسح وإدخال بيانات استمارات نتائج الانتخابات البلدية بمركز العدّ والإحصاء، صباح أمس، تزامناً مع وصول أولى شحنات صناديق الاقتراع. وأضافت: «تأتي هذه الإجراءات في إطار سعي المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإعلان النتائج الأولية للعملية الانتخابية في أسرع وقت ممكن».
وشهدت ليبيا، أمس الأول، انتخابات بلدية في أكثر من 350 مركز اقتراع. 
وبحسب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، دعي 186 ألف ناخب لاختيار ممثليهم المحليين في 58 مجلساً بلدياً. وتنافس 2331 مرشحاً على 426 مقعداً، منها 68 مخصصة للنساء و58 لذوي الإعاقة.
وقال سالم بن تاهية المستشار في المفوضية العليا للانتخابات: إن نسبة المشاركة بلغت 74 % في مختلف أنحاء ليبيا، مشيراً في مؤتمر صحفي إلى عدم تسجيل أي خرق أمني، ولافتاً إلى مشاركة 24 ألف رجل أمن لتأمين العملية الانتخابية.
وقال الدبيبة عبر فيسبوك معلقاً على العملية الانتخابية: «علينا جميعاً الذهاب إلى مراكز الاقتراع والمشاركة في تسمية الكفاءات التي سترافقنا إلى المستقبل». وللمرة الأولى منذ عقد، تجرى الانتخابات في جميع أنحاء ليبيا بما فيها شرق البلاد.
وتفقدت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يرافقها وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، مركز اقتراع في قصر بن غشير جنوب طرابلس. وكتبت خوري، عبر منصة «إكس»، أن هذه العملية «تثبت أن إجراء الانتخابات ممكن في ليبيا كأداة للانتقال السلمي للسلطة».
وفي سياق آخر، انطلق، أمس، ملتقى المصالحة الوطنية الذي تنظمه لجنة العدل والمصالحة الوطنية بمجلس النواب في بنغازي. وحسب الناطق باسم المجلس، عبدالله بليحق، شارك في الملتقى، الذي انعقد تحت عنوان «المصالحة مسؤولية اجتماعية تاريخية»، أعيان من كل المدن والمناطق الليبية. 
وسبق أن عقد مجلس النواب ورشة عمل حول المصالحة الوطنية، في مقره أمس الأول، تحت شعار «من أجل عدالة تصالحية وسلم اجتماعي».

مقالات مشابهة

  • حكم قضائي يعمّق الخلاف بين الرئاسي والنواب
  • ليبيا.. «المفوضية» تنفي إصدار نتائج انتخابات البلديات
  • مفوضية الانتخابات تؤكّد: النتائج التي تنشر عبر مواقع التواصل لم تصدر عنها بتاتاً
  • اورلاند: انتخابات المجالس البلدية محطة هامة في المسار الديمقراطي الليبي
  • بين 2016 و2024.. ما الذي تغير في قائمتي أبو ريدة بانتخابات اتحاد الكرة؟
  • تزامناً مع الانتخابات البلدية.. باشاآغا: واجبنا أن نحمي المسار الديمقراطي ونصون مستقبل ليبيا
  • لتعزيز التواصل مع جيل Z.. من هي كارولين ليفيت الذي عينها ترامب سكرتيرة صحفية للبيت الأبيض؟
  • اليوم.. غلق باب الترشح في انتخابات اتحاد الكرة
  • الشباب الليبي يستعدون لأول انتخابات في تاريخهم  
  • نفاد تذاكر مباراة الأخضر ضد إندونيسيا