السادسة منذ التحول الديمقراطي.. إندونيسيا تقترع في انتخابات رئاسية وتشريعية ساخنة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
جاكرتا – توجّه الإندونيسيون صباح اليوم الأربعاء للاقتراع في الانتخابات السادسة التي تجريها البلاد منذ سقوط نظام سوهارتو وبدء النظام الجديد القائم على التحول الديمقراطي.
ويحق لمن بلغ 17 عاما، وهم أكثر من 205 ملايين ناخب، التصويت في أكثر من 823 ألف مركز اقتراع لاختيار رئيس للبلاد ونائب له من بين 3 مرشحين للرئاسة ومثلهم لمنصب النائب، بالإضافة إلى نواب البرلمان المركزي (580 نائبا) ومجلس الشيوخ (136 نائبا) ونواب برلمانات الأقاليم (38 إقليما و514 محافظة ومدينة) بما مجموعه 20 ألف نائب في كل هذه البرلمانات.
ويقترع الناخب في 5 أوراق كبيرة الحجم، تخص كل ورقة واحدة من الانتخابات السابقة الذكر، وتوضع في 5 صناديق في كل مركز انتخابي باستثناء جاكرتا، التي يتم الاقتراع فيها بأربعة صناديق على اعتبار أنها إقليم ومدينة في آن واحد.
وعاش الإندونيسيون قلقا ليلة أمس الثلاثاء خشية أن تحول الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال الليل حتى فجر اليوم الأربعاء دون إجراء الانتخابات، إلا أن توقفها من بعد الفجر أنقذ العملية الانتخابية، التي ربما تعد الأهم منذ انتخابات 1999، حيث تجرى وسط منافسة قوية بين المرشحين الثلاثة: أنيس باسويدان وبرابوو سوبيانتو وغانجار برانوو، حسب ترتيبهم من قبل مفوضية الانتخابات، فقد دأبت المفوضية على منح مرشحي الرئاسة والأحزاب المتنافسة على البرلمان المركزي الـ24 أرقاما بالقرعة.
الأعداد الكبيرة لمراكز الاقتراع خففت من ازدحام الناخبين، ولذلك حصرت مفوضية الانتخابات الاقتراع بين الساعة السابعة صباحا والواحدة ظهرا حسب التوقيت المحلي لكل إقليم، (توقيت جاكرتا يتقدم بست ساعات على التوقيت الدولي غرينتش)، ونظرا لجغرافية إندونيسيا الشاسعة تقسم البلاد إلى 3 مناطق زمنية، ويبلغ فرق التوقيت بين شرقي البلاد وغربيها ساعتين.
أكمل الرئيس الحالي جوكو ويدودو (المعروف بجوكوي) دورتين خلال 10 أعوام (2014-2024) ولم يعد يملك الحق في الترشح مجددا، وتشهد الانتخابات الحالية 3 مرشحين ضمن تحالفات حزبية، وهم:
أنيس باسويدان حاكم العاصمة (2017-2022) ووزير التعليم الأسبق، ومعه عبد المهيمن إسكندر لمنصب نائب الرئيس، وهو رئيس حزب نهضة الوطن.ويحمل تحالف التغيير رسائل ووعود التغيير والإصلاح وتحقيق العدالة في مجالات إدارة البلاد وخدمة المواطنين والنظام القضائي ومكافحة الفساد وتقديم الأفضل لفئات المجتمع المختلفة.
ويضم هذا التحالف 4 أحزاب، حزب قومي و3 أحزاب إسلامية، وهي:
– الحزب القومي الديمقراطي، الذي خرج من التحالف الحاكم.
– حزب العدالة والرفاه ذو التوجهات الإسلامية، والذي ظل معارضا طوال نحو 10 سنوات من حكم الرئيس الحالي جوكو ويدودو.
– حزب نهضة الوطن، الذي يمثل قطاعات عريضة من جمهور جمعية نهضة العلماء الدينية التقليدية.
– حزب الأمة، وهو حزب إسلامي معارض جديد وما زال حضوره محدودا. برابوو سوبيانتو رئيس حزب غريندرا ووزير الدفاع الحالي، الذي يخوض معركة الرئاسة للمرة الرابعة منذ عام 2009، ومعه راكابومينغ راكا (36 عاما) ابن الرئيس الحالي ووالي مدينة صولو- غِيبران لمنصب نائب الرئيس بعد تعديل مادة في قانون الانتخابات تخص الحد الأدنى لعمر المترشح.
ويضم هذا التحالف 8 أحزاب خليط من الأحزاب الوطنية وذات الخلفية التاريخية الإسلامية.
– حزب حركة إندونيسيا العظمى (غريندرا)، الذي يرأسه برابوو سوبيانتو.
– حزب غولكار، الذي أسسه الرئيس السابق سوهارتو.
– حزب أمانة الوطني.
– حزب الهلال والنجمة.
– الحزب الديمقراطي، وهو حزب الرئيس الأسبق سوسيلو بامبانغ يوديونو.
– حزب موجة الشعب الإندونيسي (غلورا)، وهو حزب جديد.
– حزب التضامن الإندونيسي، وهو حزب صغير آخر يرأسه كايسانغ بانغاريب الابن الثاني للرئيس جوكو ويدودو. غانجار برانوو حاكم إقليم جاوا الوسطى، ومعه لمنصب نائب الرئيس محمد محفوظ رئيس المحكمة الدستورية والوزير المنسق للشؤون الأمنية والسياسية والقانونية الأسبق، ويضم التحالف 4 أحزاب:
– حزب النضال من أجل الديمقراطية، الذي ترأسه ميغاواتي سوكارنو بوتري.
– حزب التنمية المتحد.
– حزب ضمير الشعب الإندونيسي.
– حزب وحدة إندونيسيا.
يشارك 24 حزبا في الانتخابات التشريعية، 18 حزبا على المستوى الوطني، و6 أحزاب محلية في إقليم آتشيه الذي يتمتع بحكم ذاتي. ويشترط في الحزب المتقدم للانتخابات أن يكون له فروع في كل محافظات إندونيسيا، و75% من المدن في تلك المحافظات. ولدخول البرلمان يجب على الحزب الحصول على 4% من أصوات الناخبين التي يتم قبولها.
وإن تكررت نسبة التصويت التي قاربت 80% في الانتخابات السابقة، سيكون كل حزب بحاجة إلى قرابة 6.5 ملايين صوت لتخطي عتبة البرلمان.
معركة شرسةما يلفت النظر أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية تجري في يوم واحد، وإن كانت جرت عام 2019 بهذه الطريقة، لكن كانت إعادة لمشهد 2014 التي تنافس فيها المرشحان نفسهما الرئيس الحالي جوكو ويدودو ووزير دفاعه الحالي برابوو سوبيانتو، لذلك غاب عنصر الإثارة عن المشهد الانتخابي.
أما في هذه الانتخابات، فتقدم لها 3 مرشحين يمثلون 3 تحالفات سياسية، وكلها لها وزنها، وتضم التحالفات الثلاثة أحزابا من كافة التيارات السياسية والفكرية، إسلامية وقومية ويسارية، مما يضفي على الانتخابات الكثير من الإثارة والتحدي.
تعطي كافة استطلاعات الرأي المرشح برابوو الحصة الكبرى من الأصوات، فحسب مركز الاستطلاع الإندونيسي -وهو مركز غير حكومي وله مصداقية عالية- سيحصل برابوو على نسبة 51.9% من الأصوات، وأنيس على 23.3%، وغانجار على 20.3%. ولا تختلف توقعات باقي الاستطلاعات عن تلك النسب.
لكن حدة الاستقطاب وقوة الحملات الانتخابية التي عاشتها البلاد خلال الشهر الجاري تجعل كثيرا من المحللين يتوقعون الذهاب إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، لصعوبة تأمين برابوو الأصوات المطلوبة، وهي 50%+1 من الأصوات المقبولة من الجولة الأولى.
ولا يستبعد المراقبون حصول مفاجآت تقلب المشهد الانتخابي، خصوصا في ظل ارتفاع شعبية أنيس وغانجار في الحملات الانتخابية، بسبب قدرتهما على مخاطبة الشباب بشكل مباشر وعبر منصات التواصل الاجتماعي، مما انعكس في المهرجانات الانتخابية الكبيرة التي أقامها المرشحون الثلاثة في اليوم الأخير من الحملة (السبت الماضي) قبل الصمت الانتخابي.
ويرى المراقبون أن هذه الانتخابات في جوهرها هي معركة بين الاستمرار في سياسة الحكم القائمة على مدى 10 أعوام، وامتداد نفوذ الرئيس الحالي جوكوي، المتحالف مع المرشح برابوو، ورشح نجله نائبا للرئيس، وبين سياسة حكم جديدة تهدف إلى التغيير سواء من خلال أنيس أو غانجار.
ويعتقد هؤلاء المراقبين أن للانتخابات بعدا دوليا، وإن بشكل غير مباشر، بين الاستمرار في انفتاح إندونيسيا على الصين اقتصاديا من خلال تحالف برابوو، وبين الرغبة في ترسيخ العلاقة مع الولايات المتحدة عبر أنيس، وبدرجة ثانية غانجار.
ويتوقع أن تظهر الليلة بالتوقيت المحلي نتائج أولية غير رسمية عبر استطلاعات تجريها مراكز بحثية في المراكز، وليس من خلال مفوضية الانتخابات، التي ستعلن النتائج بعد أكثر من شهر، بعد أن تتلقى الشكاوى والطعون والبت فيها قبل إعلان النتيجة الرسمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جوکو ویدودو وهو حزب أکثر من
إقرأ أيضاً:
رمضان في إندونيسيا: إقبال كثيف على الأسواق الشعبية قبيل العيد
تشهد الأسواق الشعبية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا حركة تجارية نشطة عشية عيد الفطر المبارك، حيث يتهافت الآلاف من السكان على شراء مستلزمات العيد من ملابس وحلويات وأطعمة تقليدية. يأتي هذا في ظل أجواء احتفالية تسبق أول أيام العيد الذي حددته السلطات الدينية ليوم الاثنين 31 مارس/آذار الجاري.
في سوق "باسار مينغو" وغيره من الأسواق الشعبية، توافد المواطنون على الأكشاك الجانبية بحثًا عن المواد الغذائية والاحتياجات العيدية، وسط مخاوف من ارتفاع الأسعار.
ويعبّر التجار عن حماسهم لموسم العيد، لكنهم يواجهون تحديات بسبب نقص البضائع، حيثُ قالت يونينغسيه، وهي بائعة في السوق: "في كل مرة يقترب عيد الفطر، ترتفع الأسعار".
في المقابل، يجد المواطنون أنفسهم مضطرين لتقليل الكميات التي يشترونها بسبب ارتفاع التكاليف.
وفي هذا السياق، أشارت كارتيني، وهي متسوقة، إلى سعادتها بقدوم العيد، لكنها أكدت: "نحن سعداء بالاحتفال بعيد الفطر، يجب أن نكون صادقين. إذا ارتفعت الأسعار، فنحن لا نشتري سوى كميات قليلة من الأشياء. المهم أن نكون في صحة جيدة".
وتسعى الحكومة الإندونيسية إلى ضبط الأسعار وضمان توفر السلع الأساسية، إلا أن الارتفاع في التكاليف ونقص الإمدادات يظل أمرًا متوقعًا مع اقتراب العيد.
في غضون ذلك، يشهد قطاع النقل ازدحامًا كبيرًا، حيث يتوجه ملايين الإندونيسيين إلى مدنهم الأصلية عبر الحافلات والقطارات والمطارات والطرق السريعة، لقضاء العيد مع عائلاتهم.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: بغداد مبتهجة في عيد الفطر والعراقيون يتوافدون على الحدائق والمتنزهات إطلاق نار على مسجد في فرنسا عشية عيد الفطر والشرطة ترفع حالة التأهب "بأي حال عدت يا عيد".. الحرب تنغص فرحة السودانيين بعيد الفطر صوم شهر رمضانعيد الفطرالأسواقإرتفاع الأسعارجاكارتا، أندونيسيا