موقع النيلين:
2025-02-07@10:27:48 GMT

أهل السودان ..إبل الرحيل شايلة السقى وعطشانة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT


إذا كان حميدتي قد حاذ على جبل عامر وعدد من مناجم الذهب في السودان بقوة السلاح وأقام بذلك إمبراطورية (دقلو) التي امتلكت عشرات وربما مئات الشركات والعقارات واستثمرت في كل خيرات السودان ووصل بها الحال لاقامة علاقات دولية، كأنها دولة داخل دولة.. فإن هناك إمبراطوريات أخرى تعمل في صمت، قوامها الحركات المسلحة المتمردة، الموقع منها على إتفاق جوبا وغير الموقع، فمنها ما يمتلك كل مناجم اليورانيوم والنحاس وكل جبال البلاتين واليورانيوم وغابات اللبان الدكر، فى دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.

.حتى العقيق والأحجار الكريمة في البحر الأحمر والذهب في جبالها.. إضافة للموارد الأخرى،غير المعدنية من صمغ ولحوم وجلود الحيوانات.

إن أباطرة الحروب يريدون أن يقسموا كيكة السودان فيما بينهم بقوة السلاح مقويين لنفوذهم بدعم خارجي، قوامه الحكومات والشركات العالمية التي تستحوذ على النصيب الأكبر من ثروات السودان وترمي لهؤلاء بالفتات.. لا بد من تحرير السودان من حركات (تحرير السودان) ولابد من إقامة العدل والمساواة بمحاسبة ما اغترفته أيدي من اتخذوا شعار (العدل والمساواة)، لظلم أهل السودان بتبديد ثرواتهم واحتكارها لأفراد وأسر بعينها، تريد أن تحول السودان إلى إقطاعيات قسرا، كما حاولت أسرا بالسياسة والفهلوة قبلا.

الحرب التي تدور رحاها الآن في الخرطوم، ينبغي أن تكون حرب تحرير شاملة لكل السودان بالتخلص من عملاء الداخل، لوردات الحروب، إقطاعيو العصر الحديث.. يجب أن تكون حربا لتحرير وعودة ثروات بلادنا المنهوبة لينعم بها كافة أهل السودان، الذين يعيشون المسغبة وهم يمتلكون أغني دولة، كأنهم إبل الرحيل شايلة السقى وعطشانة.

د.محمد بشير عبادي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

قلما يجود الزمان بمثلها..أم كلثوم وحكاية نصف قرن على الرحيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صوت انطلق من أعماق الوطن، ليتردد صداه في كل جنبات العالم، حاملًا نبض أمه تتوق إلى آفاق بعيدة من الحرية، إلى التحرر من قيودها والعبور نحو النور، ليعزف على أوتار القلوب، إنه صوت أم كلثوم، التي غنت وغنى الوطن العربي كله معها من المحيط إلى الخليج، في لحظات الانكسار وفي لحظات الانتصار، محفزة الهمم للبناء والعمل، وشاحذة عزم الرجال وقت المحن.

 احتفاءً بالإرث الفني العريق الذي خلّدته كوكب الشرق أم كلثوم في وجدان المصريين والعرب، أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن إطلاق "عام أم كلثوم 2025"، تزامنًا مع الذكرى الخمسين لرحيلها، ويتضمن العام سلسلة من الفعاليات والحفلات والمعارض والمسابقات التي تستمر على مدار العام، تكريمًا لمسيرة سيدة الغناء العربي وإحياءً لفنها الخالد.

في اليوم الثالث من هذا الشهر «فبراير» حلت ذكرى رحيل أم كلثوم الخمسين عن عالمنا بجسدها، ولإن باعد ذلك بيننا وبينها لكنها ما زالت تحيا في قلوب الأجيال، لنعيش حالة من الاحتفال بذكراها العطرة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق من المحيط إلى الخليج، وإلى الآن ما زالت تتردد عبارة «عظمة على عظمة يا ست»، التي لا تصلح إلا أن تقال لها على مر الزمان والعصور، كلما داعبت كلماتها أذاننا وحركت لواعج قلوبنا وحملتنا على أثير كلثومي عذب رقراق، ألحان وصوت عظمة على عظمة يا ست الكل ثومة، فكل أغنية من أغنياتها تعد قصة في حد ذاتها، فهي الموروث المتأصل في إرواء شجرة مشاعرك منذ كانت نبتة صغيرة وأنت تتلمس وتستكشف علاقاتك نحو الآخرين والكون منذ مراحل حياتك الأولى، وكلما كبرت كبر قبولها حتى تشغل مساحة من وجدانك، لتصبح مسيطرة على كيانك الشعوري وهذه ظاهرة شعورية يعيشها العاشقون، وخصوصًا الشرقيين، لأن أم كلثوم تتجاوز القيمة الموسيقية، لتصبح قيمة روحانية لا يمكن الاستغناء عنها.

فلا  تزال أم كلثوم تتربع على عرش الغناء، وما زال صوتها له القدرة على الاستحواذ على عقل المستمعين؛ لأنها هي صاحبة السلطة الأولى الفنية للطرب الأصيل ولتظل رمزًا شامخًا لجمال مصر وسحرها وعظمتها وتاريخها العريق.

لم تكن كوكب الشرق فتاة مرفهة، بل عاشت قصة كفاح منذ مراحل الطفولة، حيث حفظت القرآن الكريم ثم جاءت إلى القاهرة بصحبة أبيها وكانت تعيش ما بين الإنشاد والتواشيح الدينية  في بدايتها حتى سنحت لها الفرصة للتعرف على أمير الشعراء أحمد شوقي في أواخر أيامه، وتتم دعوتها للغناء أمام أمير الشعراء أحمد شوقي في منزله، لتذهب أم كلثوم مع والدها وشقيقها وغنت ليلتها كما لم تغن من قبل  وبعد انتهائها إذ  بأمير الشعراء يقدم لها هدية، تعبر عن إعجابه بصوتها، وهي قصيدة «سلوا كئوس الطلى هل لا مست فاها و استنجدوا الراح هل مست محياها»، وبالفعل غنتها أم كلثوم بعد رحيل أحمد شوقي عام 1932.

بدأت مشوارها الفني والطربي في الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث امتلكت الست «ثومة » منذ بدايتها مشروعًا متكاملًا من كل الأركان كانت فروعه الصوت العظيم القوي المليء بالإحساس و الألحان، التي  لا تكتب لغيرها، والقصائد التي لم تترك مفردة في الرومانسية والحب  والعطاء والقوة  الوطن والضعف الإنساني إلا وتغنت بها، حيث شاركت في أوائل الأفلام السينمائية الناطقة، ثم اتجهت للغناء في الحفلات وبمشاركة كبار الشعراء أحمد شوقي وأحمد رامي ومرسي جميل عزيز والحفناوي وغيرهم من شعراء الأغنية الطربية، التي اختفت منذ  رحيل أم كلثوم وعن المدارس الموسيقية تعاملت أم كلثوم مع كل مدارس الموسيقى في مصر «السنباطي والقصبجي وموسيقار الأجيال عبدالوهاب وبليغ حمدي»، إنهم هم المدارس الحقيقية للطرب الموسيقى المصرى، فلا تتعجب أن تظل أم كلثوم مئات السنين متعة شرقية ووثيقة تاريخية.

مواقفها الوطنية 

أم كلثوم تشع ثقافة بفن وطرب أصيل ولم تخلق للهرج  والهذيان، ولها مواقف وطنية خالدة على مر الزمان وقدمت من أجل المجهود الحربي الكثير، ولن ينسى التاريخ موقفها، حيث شدت على أكبر مسارح العالم من أجل مصر و نالت احترام  أمراء و زعماء العالم  في جولتها  التاريخية  التي شملت فرنسا والكويت وليبيا والسودان والمغرب وتونس  ولم تكتف، وعندما عادت من رحلتها الخارجية  أقامت حفلات في محافظات مصر المختلفة، وليشهد كل عربي ومصري  على حب وانتماء وولاء الشخصية الوطنية التي لن تتكرر على مر الزمان.

ورغم مرور خمسين عامًا على رحيل كوكب الشرق، إلا أنها حتى الآن الأعلى مشاهدة على «يوتيوب» لتتربع على عرش الغناء على مدار السنين إنها كوكب الشرق التي عاشت في مكانة أعلى من كل الملوك وعندما رحلت كانت كوكبًا يضيء بشعاع أقوى من كل الشموس، حقًا حين  رحلت ودعها مليون مواطن بكت فيها الشوارع والميادين، حقًا إنها رحلت ولن تموت ومن الصعب  أن يأتي الزمان بمثلها.

مقالات مشابهة

  • السودان يكشف حجم دمار وتخريب في أكبر منشأة لإنتاج وتكرير النفط ويعلن تدخل دولة كبرى لإعادة الاعمار والصيانة “فيديو”
  • قلما يجود الزمان بمثلها..أم كلثوم وحكاية نصف قرن على الرحيل
  • بعد مقتل حوالى 80 شخصا.. الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف في جنوب دولة السودان
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا
  • محترف الأهلي يقترب من الرحيل الى أوروبا
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • الدكتور ياجي الرحيل قبل فتح الملفات
  • روسيا: واشنطن تواصل نهج الاستعمار ونهب ثروات الشعوب
  • 50 عامًا بعد الرحيل.. ودموع فرقة أم كلثوم لم تجف