صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-18@23:12:38 GMT

الكيزان وعرقلة المفاوضات

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

الكيزان وعرقلة المفاوضات

 

رموز الحركة الإسلامية الذين أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها لا يمكن أن يقدموا أنفسهم ببساطة قربانا لعملية سلام تقصيهم من العودة للسلطة

أمل محمد الحسن

بعد الاطلاع على تفاصيل المبادئ المتفق عليها بين الجيش والدعم السريع في المنابر التفاوضية، جدة والبحرين، يتضح أن هناك بنود متعلقة بالقبض على رموز النظام البائد الفارين من السجون، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية للعدالة الدولية.

وفي رأيي الخاص أن هذه البنود هي إحدى الأسباب الجوهرية خلف عدم التوصل لاتفاق وقف عدائيات حتى الآن. ووفق المصادر عندما تم الاتفاق على إلقاء القبض على قائمة تحتوي على أكثر من 40 اسما؛ في منبر جدة كان هناك طلب من وفد الجيش بمنحهم مهلة لالقاء القبض عليهم.

ثم تم تجديد هذه المهلة لأكثر من مرة، في كل مرة يتعلل وفد الجيش بأنه يحتاج لـ5 أيام إضافية وفي المحصلة النهائية لم يتم القبض على أي شخص!

لا يمكن الحديث عن عدم تمكن الجيش واستخباراته من إلقاء القبض على المتهمين الذين يتحركون بحرية في ولايات الشرق ويعقدون اللقاءات الجماهيرية في الوقت الذي تقوم فيه الاستخبارات بالقبض على أعضاء لجان المقاومة ومنسوبي الأحزاب من جميع ولايات السودان حتى تلك التي تعاني من اشتعال الحرب فيها.

رموز الحركة الإسلامية الذين أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها لا يمكن أن يقدموا أنفسهم ببساطة قربانا لعملية سلام تقصيهم من العودة للسلطة، في الوقت الذي كانت الحرب هي المهدد الذي قدموه حال تم إقصائهم من الاتفاق الإطاري بل ونفذوه.

لا يهم الحركة الإسلامية عدد القتلى والجرحي والمشردين والنازحين وأزمة المجاعة والأوبئة والأمراض التي تفتك بالشعب وبالبلاد، يهمهم فقط أن يكونوا هم السلطة ولو حكموا عاصمة تحولت ميادينها وبيوتها لمقابر وشعب يسكن الملايين منه في الملاجئ داخل وخارج السودان.

على الرغم من العقوبات الأمريكية التي تم فرضها على قيادات كيزانية وملايين قدمت على رأس هارون، إلا أن حكومة الأمر الواقع لاتزال توفر لهم الحماية كما فعلت منذ انقلاب الـ25 من أكتوبر.

وبالالتفات للتواصل المصري الذي حدث مع الدعم السريع قبل وأثناء مباحثات البحرين نجده يكشف عن قلق القاهرة من السيطرة الإسلامية على مقالد الأمور، وهو شيء تررد ذكره في مقالات الرأي والأصوات المصرية التي تتحدث عبر الفضائيات ولم يكن موجودا قبل 9 أشهر في بدايات اشتعال الحرب!

ولا يبدو أن مصر وحدها هي التي تتململ من تسيد الكيزان للمشهد، امتد الأمر للسعوديين وقبلهم الأمريكان، لكن الأمر الجديد هو اعتراف قيادات عسكرية عليا في الجيش بهذه السيطرة على مقالد الأمور وإدارة الحرب. وستظهر في القريب العاجل تفاصيل هذه الململة.

وعلى الرغم من التعتيم الكبير على ما حدث في أمدرمان الذي تم وصفه بالمحاولة الانقلابية؛ إلا أن جميع المؤشرات تقول إن الاختلاف بين منسوبي الجيش “القوقو” وبين المنضمين من الكتائب الكيزانية بات واضحا لا تخطئه العين.

ولن يكون هناك أقسى على الجيش من انقسامات داخلية في الرؤى وطريقة إدارة المعارك والتشكيك في قدرة القيادة على اتخاذ القرارات الصحيحة!

من جهة ثانية؛ المنهج الذي تتبعه حكومة الأمر الواقع في إدارة العلاقات الخارجية لا يكاد يختلف قيد أنملة من عنجهية وتحدي البشير للمجتمع الدولي “حديث أمريكا تحت جزمتي” وصرف “البركاوي” التي أقعدت البلاد لعقود وفرضت عليها عزلة دولية ووصمة الارهاب.

ذات الطريقة هي التي تسير بها حكومة الأمر الواقع التي يديرها ذات التنظيم بذات الطرق والخيارات، وظهر ذلك جليا في التقارب مع ايران في وقت تقلع فيه الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية لضرب جماعة الحوثي المدعومة منها.

ذات الخيارات الخاطئة والصعبة والمواجهات التي لا عود يصلب فيها تلك الوقفات المتحدية ولا قيم أخلاقية تستند عليها لتقول إنه طالما أنت على حق فليذهب العالم للجحيم!

على القائمين على أمر المفاوضات مناقشة قضية الكيزان مع قيادة الجيش قبيل التوجه لاستعادة منبر جدة أو أي منابر جديدة. فهذا العامل هو العقبة الحقيقة أمام أي تحرك لإيقاف الحرب والتوصل لاتفاق، لأن الأجندة المتعلقة بحماية الأفراد الشخصية من التقديم للعدالة ولاهاي والرغبة في استعادة السلطة كاملة غير منقوصة تأتي في قمة هرم أولوليات هذه الجماعة.

 

الوسومالبشير الجيش العدالة الكيزان المنامة لاهاي مفاوضات جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البشير الجيش العدالة الكيزان المنامة لاهاي مفاوضات جدة

إقرأ أيضاً:

رئيس الشؤون الدينية: الخطاب الملكي عزّز قيم التسامح والوسطية والقيم الإسلامية النبيلة التي تنتهجها بلادنا المباركة

المناطق_واس

نوّه معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بمضامين الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليّ العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، خلال افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، مؤكدًا أن نهج المملكة الثابت والقائم على الشورى، وتكريس قيم التسامح والاعتدال والوسطية، انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا﴾، ونبذ الإرهاب والتطرف، وتعظيم القيم الإسلامية النبيلة وتكريس التسامح والوسطية ، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وقال: “إن الخطاب الملكي يجسد منهج المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ومن بعده أبناؤه البررة، حتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – رعاهما الله -، تطبيق مبدأ الشورى تطبيقًا عمليًا لقوله تعالى: ﴿وَأَمرُهُم شورى بَينَهُم﴾، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتمسك المملكة بدستورها القائم على الكتاب والسنة، وعدم الحيدة عنهما.

أخبار قد تهمك أمير جازان: الخطاب الملكي منهج عمل ثابت يبرز توجهات القيادة الرشيدة 18 سبتمبر 2024 - 9:58 مساءً نائب أمير مكة يشيد بمضامين الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى 18 سبتمبر 2024 - 9:56 مساءً

وأكد أن التوجيهات السنوية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، ترسم خارطة طريق لما تنتهجه المملكة العربية السعودية من خطط ورؤى تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية، وتكمل المسيرة التنموية الشاملة التي تنتهجها بما تمتلكه من مقومات جغرافية وحضارية واجتماعية واقتصادية تؤهلها لتكون في مصاف الدول العالمية.

ولفت النظر إلى ما تضمنه الخطاب من فخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، وما توليه المملكة للتعليم من عناية واهتمام ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، وأنها تعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.

وأوضح أن الخطاب الملكي حمل في طياته أجمل معاني تعزيز الأمن والسلام الدولي، وتأكيد ما تعده المملكة من خطط تنموية واضحة تولي الوطن والمواطن ومصالحهما الإستراتيجية أولى أولوياتها وأعلى اهتماماتها، منوهًا بما يحظى به الحرمان الشريفان من خدمات دينية إثرائية لقاصديمها من اهتمام ومتابعة مستمرة لجميع المتطلبات الدينية التي تكفل أداء القاصدين عباداتهم ونسكهم داخلهما بكل يسر وطمأنينة، وتسخيرهم للغالي والنفيس في سبيل تهيئة أحدث الخدمات والتقنيات داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي, داعياً الله – عز وجل- أن يجزي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على جهودهم ودعمهم الدائم لكل ما من شأنه خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وأن يكلل بالتوفيق جهودهم، ويعينهم على ما فيه خير للإسلام والمسلمين.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 18 سبتمبر 2024 - 10:02 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي منوعات18 سبتمبر 2024 - 9:53 مساءًنائب أمير تبوك: الخطاب الملكي جاء مؤكداً على مضي المملكة قدماً لتحقيق المزيد من التطور والإزدهار أبرز المواد18 سبتمبر 2024 - 9:51 مساءًأمير الباحة: مضامين الخطاب الملكي تحاكي طموح وطن وآمال شعب وهمة دولة أهم الاخبار18 سبتمبر 2024 - 9:44 مساءًالمملكة ترحب بالقرار الأممي بإنهاء الوجود غير القانوني بالأراضي الفلسطينية المحتلة أبرز المواد18 سبتمبر 2024 - 9:21 مساءًرئيس نزاهة: الخطاب الملكي وضح نهج الدولة في تحقيق مصلحة الوطن ورعاية المواطن أبرز المواد18 سبتمبر 2024 - 9:05 مساءًالتعاون يبدأ مشواره الآسيوي بالفوز على الخالدية18 سبتمبر 2024 - 9:53 مساءًنائب أمير تبوك: الخطاب الملكي جاء مؤكداً على مضي المملكة قدماً لتحقيق المزيد من التطور والإزدهار18 سبتمبر 2024 - 9:51 مساءًأمير الباحة: مضامين الخطاب الملكي تحاكي طموح وطن وآمال شعب وهمة دولة18 سبتمبر 2024 - 9:44 مساءًالمملكة ترحب بالقرار الأممي بإنهاء الوجود غير القانوني بالأراضي الفلسطينية المحتلة18 سبتمبر 2024 - 9:21 مساءًرئيس نزاهة: الخطاب الملكي وضح نهج الدولة في تحقيق مصلحة الوطن ورعاية المواطن18 سبتمبر 2024 - 9:05 مساءًالتعاون يبدأ مشواره الآسيوي بالفوز على الخالدية أمير جازان: الخطاب الملكي منهج عمل ثابت يبرز توجهات القيادة الرشيدة أمير جازان: الخطاب الملكي منهج عمل ثابت يبرز توجهات القيادة الرشيدة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • رئيس الشؤون الدينية: الخطاب الملكي عزّز قيم التسامح والوسطية والقيم الإسلامية النبيلة التي تنتهجها بلادنا المباركة
  • توم بيرييلو: القوى التي لا تريد ذهاب الجيش للمفاوضات تتبع لحزب المؤتمر الوطني
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لدينا الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد
  • اجتماع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بالحرب على غزة
  • الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل
  • بايدن يدعو طرفي النزاع في السودان لاستئناف المفاوضات وإنهاء الحرب
  • «بايدن» يُطالب طرفي الصراع بالسودان بإنهاء الحرب
  • اللجنة العربية الإسلامية بشأن وقف الحرب على غزة تجتمع في عمّان غدا
  • المفتي قبلان في ذكرى المولد النبوي: حذارِ اللعب بسيادة البلد
  • حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس