صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-20@14:43:57 GMT

الكيزان وعرقلة المفاوضات

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

الكيزان وعرقلة المفاوضات

 

رموز الحركة الإسلامية الذين أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها لا يمكن أن يقدموا أنفسهم ببساطة قربانا لعملية سلام تقصيهم من العودة للسلطة

أمل محمد الحسن

بعد الاطلاع على تفاصيل المبادئ المتفق عليها بين الجيش والدعم السريع في المنابر التفاوضية، جدة والبحرين، يتضح أن هناك بنود متعلقة بالقبض على رموز النظام البائد الفارين من السجون، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية للعدالة الدولية.

وفي رأيي الخاص أن هذه البنود هي إحدى الأسباب الجوهرية خلف عدم التوصل لاتفاق وقف عدائيات حتى الآن. ووفق المصادر عندما تم الاتفاق على إلقاء القبض على قائمة تحتوي على أكثر من 40 اسما؛ في منبر جدة كان هناك طلب من وفد الجيش بمنحهم مهلة لالقاء القبض عليهم.

ثم تم تجديد هذه المهلة لأكثر من مرة، في كل مرة يتعلل وفد الجيش بأنه يحتاج لـ5 أيام إضافية وفي المحصلة النهائية لم يتم القبض على أي شخص!

لا يمكن الحديث عن عدم تمكن الجيش واستخباراته من إلقاء القبض على المتهمين الذين يتحركون بحرية في ولايات الشرق ويعقدون اللقاءات الجماهيرية في الوقت الذي تقوم فيه الاستخبارات بالقبض على أعضاء لجان المقاومة ومنسوبي الأحزاب من جميع ولايات السودان حتى تلك التي تعاني من اشتعال الحرب فيها.

رموز الحركة الإسلامية الذين أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها لا يمكن أن يقدموا أنفسهم ببساطة قربانا لعملية سلام تقصيهم من العودة للسلطة، في الوقت الذي كانت الحرب هي المهدد الذي قدموه حال تم إقصائهم من الاتفاق الإطاري بل ونفذوه.

لا يهم الحركة الإسلامية عدد القتلى والجرحي والمشردين والنازحين وأزمة المجاعة والأوبئة والأمراض التي تفتك بالشعب وبالبلاد، يهمهم فقط أن يكونوا هم السلطة ولو حكموا عاصمة تحولت ميادينها وبيوتها لمقابر وشعب يسكن الملايين منه في الملاجئ داخل وخارج السودان.

على الرغم من العقوبات الأمريكية التي تم فرضها على قيادات كيزانية وملايين قدمت على رأس هارون، إلا أن حكومة الأمر الواقع لاتزال توفر لهم الحماية كما فعلت منذ انقلاب الـ25 من أكتوبر.

وبالالتفات للتواصل المصري الذي حدث مع الدعم السريع قبل وأثناء مباحثات البحرين نجده يكشف عن قلق القاهرة من السيطرة الإسلامية على مقالد الأمور، وهو شيء تررد ذكره في مقالات الرأي والأصوات المصرية التي تتحدث عبر الفضائيات ولم يكن موجودا قبل 9 أشهر في بدايات اشتعال الحرب!

ولا يبدو أن مصر وحدها هي التي تتململ من تسيد الكيزان للمشهد، امتد الأمر للسعوديين وقبلهم الأمريكان، لكن الأمر الجديد هو اعتراف قيادات عسكرية عليا في الجيش بهذه السيطرة على مقالد الأمور وإدارة الحرب. وستظهر في القريب العاجل تفاصيل هذه الململة.

وعلى الرغم من التعتيم الكبير على ما حدث في أمدرمان الذي تم وصفه بالمحاولة الانقلابية؛ إلا أن جميع المؤشرات تقول إن الاختلاف بين منسوبي الجيش “القوقو” وبين المنضمين من الكتائب الكيزانية بات واضحا لا تخطئه العين.

ولن يكون هناك أقسى على الجيش من انقسامات داخلية في الرؤى وطريقة إدارة المعارك والتشكيك في قدرة القيادة على اتخاذ القرارات الصحيحة!

من جهة ثانية؛ المنهج الذي تتبعه حكومة الأمر الواقع في إدارة العلاقات الخارجية لا يكاد يختلف قيد أنملة من عنجهية وتحدي البشير للمجتمع الدولي “حديث أمريكا تحت جزمتي” وصرف “البركاوي” التي أقعدت البلاد لعقود وفرضت عليها عزلة دولية ووصمة الارهاب.

ذات الطريقة هي التي تسير بها حكومة الأمر الواقع التي يديرها ذات التنظيم بذات الطرق والخيارات، وظهر ذلك جليا في التقارب مع ايران في وقت تقلع فيه الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية لضرب جماعة الحوثي المدعومة منها.

ذات الخيارات الخاطئة والصعبة والمواجهات التي لا عود يصلب فيها تلك الوقفات المتحدية ولا قيم أخلاقية تستند عليها لتقول إنه طالما أنت على حق فليذهب العالم للجحيم!

على القائمين على أمر المفاوضات مناقشة قضية الكيزان مع قيادة الجيش قبيل التوجه لاستعادة منبر جدة أو أي منابر جديدة. فهذا العامل هو العقبة الحقيقة أمام أي تحرك لإيقاف الحرب والتوصل لاتفاق، لأن الأجندة المتعلقة بحماية الأفراد الشخصية من التقديم للعدالة ولاهاي والرغبة في استعادة السلطة كاملة غير منقوصة تأتي في قمة هرم أولوليات هذه الجماعة.

 

الوسومالبشير الجيش العدالة الكيزان المنامة لاهاي مفاوضات جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البشير الجيش العدالة الكيزان المنامة لاهاي مفاوضات جدة

إقرأ أيضاً:

مصر تمنح غزة الحياة| أفراح في القطاع لوقف الحرب.. وخبير يكشف كواليس المفاوضات

وصلت وفود فلسطينية وإسرائيلية وقطرية وأمريكية، إلى القاهرة، اليوم الأحد، ضمن الآلية المخصصة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويأتي هذا الاتفاق بعد أكثر من 15 شهرا من صراع دام أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.  

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير بالعلاقات الدولية والاستراتيجية، إن بعد نجاح مصر وقطر بإتمام المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي الصعب في المفاوضات هذا الكيان الذي لا يلتزم بالقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة لذلك نرى اليوم وصول وفود فلسطينية وإسرائيلية وقطرية الى القاهرة اليوم لمتابعة تنفيذ وقف اطلاق النار ابتداء من اليوم ليصبح قيد التنفيذ

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه سيتم خروج المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية على عدة دفعات وعلى ثلاث مراحل، وفي نفس الوقت سيتم تسليم الأسرى الإسرائيليين على عدة دفعات بالمقابل وهذا يطلب جهود جبارة ومتابعة على أرض الواقع.

وأشار نعمة، إلى أن هناك مسؤولية كبيرة على مصر لأنها هي راعية هذا الاتفاق الذي دفع ثمنه
غالي من دم الشعب الفلسطيني وهناك حرص كبير على عدم انهيار هذا الاتفاق الذي تم التوافق عليه بعد عناء طويل وجهود جبارة من القيادة السياسية المصرية وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتابع: "وفي نفس الوقت هناك جهود جبارة تقوم بها مصر في دخول المساعدات من المواد الغذائية وبترولية، كما أن هناك اليات قامت مصر بتجميعها على معبر رفع  لبدء رفع الأنقاض من الطرقات وانتشال الجثث والشهداء وفتح الطرقات".

وأردف: "مصر تعرف ان التفاوض مع الكيان ليس بالسهل وخاصة أن نتنياهو حتى الآن لم يطلع المفاوض المصري والقطري على أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم الجانب الإسرائيلي".  

واختتم: "يجب ان نعترف لجمهورية مصر العربية بـ موقفها المشرف والذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي لكانت ذهبت القضية الفلسطينية ولم يبقى من أرض فلسطين شيء".

وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم الإعلان عنه الأربعاء الماضي، يتضمن مراحل متعددة تهدف إلى إنهاء التصعيد العسكري وبدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار.

وتمتد المرحلة الأولى لمدة 42 يوما وتشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الرهائن والمحتجزين، بما في ذلك الإفراج عن 33 إسرائيليا مقابل 1890 أسيرا فلسطينيا، وتسهيل عودة النازحين داخليا إلى منازلهم، إضافة إلى إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال.  

«القاهرة الإخبارية»: الآمال معلقة.. وقطاع غزة ينتظر تنفيذ الهدنةالدفاع المدني بغزة: 8 شهداء وأكثر من 25 جريحا جراء قصف الاحتلال مدينتي غزة والشمالخسائر الحرب والمعاناة الإنسانية 

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، إضافة إلى وقوع دمار شامل في البنية التحتية للقطاع، وفي المقابل، أسفر الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز آخرين.  

ورغم الإعلان عن الاتفاق، استمرت الغارات الإسرائيلية المكثفة، حيث استشهد 123 فلسطينيا منذ الأربعاء الماضي، وفق جهاز الدفاع المدني في غزة.  

 ومن جانبه، أكد وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، أن مصر لعبت دورا محوريا في تحقيق هذا الاتفاق، وأشار إلى استعداد القاهرة لقيادة جهود إعادة الإعمار بالتعاون مع المجتمع الدولي.

وأعلنت مصر عن قدرتها على إدخال أكثر من 1000 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة فور فتح معبر رفح،  حيث تشمل المراحل القادمة من الاتفاق مشروعات للتعافي المبكر وإزالة الركام في القطاع.  

والجدير بالذكر، أن أعربت مصر عن شكرها لدولة قطر على جهودها المثمرة في إنجاح الاتفاق، وأشادت بالدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأمريكية في إنهاء الأزمة، وأكدت مصر التزامها الكامل بدعم الشعب الفلسطيني على كافة المستويات الإنسانية والسياسية.  
 

اتفاق ينهي حرب لـ 15 شهرا..صحف عالمية: بدء وقف إطلاق النار في غزة..اصطفاف شاحنات المساعدات أمام معبر رفحأكثر من 500 شاحنة مساعدات على وشك الدخول إلى قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • العقيدة الإسلامية أساس الدين كله والمرجع الذي يوجّه الأحكام..
  • ميدفيديف: حرب نووية كادت تندلع بسبب بايدن
  • جباليا: وقف إطلاق النار يظهر حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي وصدمة سكانها من هول المشهد
  • من الذي انتصر في حرب غزة؟
  • مصر تمنح غزة الحياة| أفراح في القطاع لوقف الحرب.. وخبير يكشف كواليس المفاوضات
  • سعيد ونيس: لا بد من ضرورة التصدي للمحاصصة التي أرهقت المؤسسات السيادية
  • ‏الجيش الإسرائيلي: تم تفعيل الإنذارات بعدة مناطق وسط إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن ويتم التحقيق في الأمر
  • كتائب الحركة الإسلامية: تاريخ طويل من القتل والدماء
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار التي دوت وسط البلاد ناجمة عن إطلاق صاروخ من اليمن
  • قرار قضائي جديد يقيد العمل بالمادة 9 التي تمنع الحجز على ممتلكات الدولة في حال عدم احترام شروط تطبيقها