صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-07@19:08:08 GMT

الكيزان وعرقلة المفاوضات

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

الكيزان وعرقلة المفاوضات

 

رموز الحركة الإسلامية الذين أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها لا يمكن أن يقدموا أنفسهم ببساطة قربانا لعملية سلام تقصيهم من العودة للسلطة

أمل محمد الحسن

بعد الاطلاع على تفاصيل المبادئ المتفق عليها بين الجيش والدعم السريع في المنابر التفاوضية، جدة والبحرين، يتضح أن هناك بنود متعلقة بالقبض على رموز النظام البائد الفارين من السجون، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية للعدالة الدولية.

وفي رأيي الخاص أن هذه البنود هي إحدى الأسباب الجوهرية خلف عدم التوصل لاتفاق وقف عدائيات حتى الآن. ووفق المصادر عندما تم الاتفاق على إلقاء القبض على قائمة تحتوي على أكثر من 40 اسما؛ في منبر جدة كان هناك طلب من وفد الجيش بمنحهم مهلة لالقاء القبض عليهم.

ثم تم تجديد هذه المهلة لأكثر من مرة، في كل مرة يتعلل وفد الجيش بأنه يحتاج لـ5 أيام إضافية وفي المحصلة النهائية لم يتم القبض على أي شخص!

لا يمكن الحديث عن عدم تمكن الجيش واستخباراته من إلقاء القبض على المتهمين الذين يتحركون بحرية في ولايات الشرق ويعقدون اللقاءات الجماهيرية في الوقت الذي تقوم فيه الاستخبارات بالقبض على أعضاء لجان المقاومة ومنسوبي الأحزاب من جميع ولايات السودان حتى تلك التي تعاني من اشتعال الحرب فيها.

رموز الحركة الإسلامية الذين أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها لا يمكن أن يقدموا أنفسهم ببساطة قربانا لعملية سلام تقصيهم من العودة للسلطة، في الوقت الذي كانت الحرب هي المهدد الذي قدموه حال تم إقصائهم من الاتفاق الإطاري بل ونفذوه.

لا يهم الحركة الإسلامية عدد القتلى والجرحي والمشردين والنازحين وأزمة المجاعة والأوبئة والأمراض التي تفتك بالشعب وبالبلاد، يهمهم فقط أن يكونوا هم السلطة ولو حكموا عاصمة تحولت ميادينها وبيوتها لمقابر وشعب يسكن الملايين منه في الملاجئ داخل وخارج السودان.

على الرغم من العقوبات الأمريكية التي تم فرضها على قيادات كيزانية وملايين قدمت على رأس هارون، إلا أن حكومة الأمر الواقع لاتزال توفر لهم الحماية كما فعلت منذ انقلاب الـ25 من أكتوبر.

وبالالتفات للتواصل المصري الذي حدث مع الدعم السريع قبل وأثناء مباحثات البحرين نجده يكشف عن قلق القاهرة من السيطرة الإسلامية على مقالد الأمور، وهو شيء تررد ذكره في مقالات الرأي والأصوات المصرية التي تتحدث عبر الفضائيات ولم يكن موجودا قبل 9 أشهر في بدايات اشتعال الحرب!

ولا يبدو أن مصر وحدها هي التي تتململ من تسيد الكيزان للمشهد، امتد الأمر للسعوديين وقبلهم الأمريكان، لكن الأمر الجديد هو اعتراف قيادات عسكرية عليا في الجيش بهذه السيطرة على مقالد الأمور وإدارة الحرب. وستظهر في القريب العاجل تفاصيل هذه الململة.

وعلى الرغم من التعتيم الكبير على ما حدث في أمدرمان الذي تم وصفه بالمحاولة الانقلابية؛ إلا أن جميع المؤشرات تقول إن الاختلاف بين منسوبي الجيش “القوقو” وبين المنضمين من الكتائب الكيزانية بات واضحا لا تخطئه العين.

ولن يكون هناك أقسى على الجيش من انقسامات داخلية في الرؤى وطريقة إدارة المعارك والتشكيك في قدرة القيادة على اتخاذ القرارات الصحيحة!

من جهة ثانية؛ المنهج الذي تتبعه حكومة الأمر الواقع في إدارة العلاقات الخارجية لا يكاد يختلف قيد أنملة من عنجهية وتحدي البشير للمجتمع الدولي “حديث أمريكا تحت جزمتي” وصرف “البركاوي” التي أقعدت البلاد لعقود وفرضت عليها عزلة دولية ووصمة الارهاب.

ذات الطريقة هي التي تسير بها حكومة الأمر الواقع التي يديرها ذات التنظيم بذات الطرق والخيارات، وظهر ذلك جليا في التقارب مع ايران في وقت تقلع فيه الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية لضرب جماعة الحوثي المدعومة منها.

ذات الخيارات الخاطئة والصعبة والمواجهات التي لا عود يصلب فيها تلك الوقفات المتحدية ولا قيم أخلاقية تستند عليها لتقول إنه طالما أنت على حق فليذهب العالم للجحيم!

على القائمين على أمر المفاوضات مناقشة قضية الكيزان مع قيادة الجيش قبيل التوجه لاستعادة منبر جدة أو أي منابر جديدة. فهذا العامل هو العقبة الحقيقة أمام أي تحرك لإيقاف الحرب والتوصل لاتفاق، لأن الأجندة المتعلقة بحماية الأفراد الشخصية من التقديم للعدالة ولاهاي والرغبة في استعادة السلطة كاملة غير منقوصة تأتي في قمة هرم أولوليات هذه الجماعة.

 

الوسومالبشير الجيش العدالة الكيزان المنامة لاهاي مفاوضات جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البشير الجيش العدالة الكيزان المنامة لاهاي مفاوضات جدة

إقرأ أيضاً:

بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟

بين مرشحين مؤيدين لإسرائيل بشكل عام يتسابقان للوصول إلى البيت الأبيض، تلعب حربا غزة ولبنان دورا مهما في تقرير الرئيس الأميركي المقبل، كما تحدد تفضيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخليفة جو بايدن.

الناخبون الأمريكيون بالأراضى المحتلة يطالبون الفائز بإنهاء حرب غزة مدير برنامج الأغذية العالمي يحذر من أزمة إنسانية في قطاع غزة

في مناسبات سابقة، صرح نتنياهو أن الإدارات الأميركية الديمقراطية، بما في ذلك الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس لإسقاطه، فهناك دائما توترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه المقربين من جهة والحزب الديمقراطي الأميركي من جهة أخرى.

 

وعلى هذا الأساس يأمل نتنياهو عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وذلك وفقا لتحليل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

 

ومع ذلك، ورغم أمل نتنياهو في فوز ترامب، فقد يتعين عليه توخي الحذر بشأن ما يتمناه، فالرئيس الأميركي السابق شخصية لا يمكن التنبؤ بها، ويمكن أن يسبب لنتنياهو المتاعب أكثر من منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

 

وكتب ترامب على حسابه بمنصة "إكس"، الثلاثاء: "نحن نبني أكبر وأوسع تحالف في التاريخ السياسي الأميركي. هذا يشمل أعدادا قياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان الذين يريدون السلام. إنهم يعرفون أن كامالا وحكومتها المحرضة على الحرب ستغزو الشرق الأوسط، وستتسبب في مقتل الملايين من المسلمين، وستبدأ الحرب العالمية الثالثة. صوتوا لترامب، وأعيدوا السلام!".

وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنه "إذا تم انتخاب ترامب فستكون هذه ولايته الثانية والأخيرة كرئيس، مما يعني أنه لن يحتاج إلى التفكير في الآخرين وسيعمل فقط لصالحه"، في تلميح إلى أنه قد يسلك مسارا مغايرا لما يريده نتنياهو.

 

فقد يحاول ترامب إحياء "صفقة القرن" التي تركز على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو وائتلافه بشكل قاطع، مقابل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية.

 

وفي الصفقة المقترحة، ستوجد دولتان جنبا إلى جنب، مع 70 بالمئة من الضفة الغربية و100 بالمئة من غزة تحت الحكم الفلسطيني.

 

وسبق أن قال كل من ترامب وهاريس بالفعل إنهما سيدفعان لإنهاء الحرب وتأمين عودة الرهائن.

 

ضغوط وعقوبات

 

أما إذا انتخبت هاريس، فسوف تتعرض لضغوط متعاكسة في ولايتها الأولى، بين مطالبات بوقف حربي غزة ولبنان من جهة، وأخرى لدعم إسرائيل من جهة أخرى.

 

وتقول "يديعوت أحرونوت" إن المنظمات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة قد تتحد للضغط على المرشحة الديمقراطية من أجل الاستمرار في دعم إسرائيل، لكن من المتوقع أن تكون هاريس أقل دعما من بايدن.

 

ومن المرجح أن تضغط الإدارة الديمقراطية على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، سواء من خلال الترويج لحل الدولتين أو الدفع نحو تحقيق اختراقات دبلوماسية تسمح بدرجة معينة من الانفصال، وهو ما سيثير غضب نتنياهو.

 

وبشكل عام، من المتوقع أن تتخذ هاريس وحزبها موقفا أكثر تأييدا للفلسطينيين، والعمل على تنشيط السلطة وتوليها إدارة غزة بعد الحرب.

 

وكما تخشى الحكومة الإسرائيلية تشديد العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين في ظل إدارة هاريس، كما تتوقع أن تتخذ الرئيسة إجراءات ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، بل قد تفكر في فرض عقوبات على الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

مقالات مشابهة

  • كاتب: ترامب قادر على إنتاج نهج جديد في التعامل مع الحرب الأوكرانية
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • «الدراسات العالمية بواشنطن»: السياسة الأمريكية سبب الحرب الروسية الأوكرانية
  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • دومة يبحث سبل حل الصعوبات التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • علي جمعة: الأمة الإسلامية الوحيدة التي عندها عالم الغيب ومشاهد القيامة والجنة والنار
  • جيمس بيرس يكشف تفاصيل جديدة عن مفاوضات ليفربول مع محمد صلاح.. الأمر مُعقد
  • دومة يناقش العراقيل التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • الجيش الذي “لا يقهر” يستنجد بالمرتزقة