تصاعد دور الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ حيث بدأ بلعب دور مهم في عالم التكنولوجيا، ما سمح له باقتحام العديد من المجالات، منها الأمنية والعسكرية.

ويتهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالعنصرية بحكم تأثرها بالعامل البشري، فضلا عن استخدامها في الحروب والمعارك، كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.



وبات الحديث عن الذكاء الاصطناعي يأتي مصحوبا بمخاوف وتحذيرات منها أمنية، إلى جانب السلوك العنصري الذي بدأت ملامحه تطفو إلى السطح، حسب وكالة الأناضول.

يقول عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة "جراح باشا إسطنبول" التركية، وخبير الذكاء الاصطناعي، إن العامل البشري يفرض سلوكيات عنصرية على خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

ويضيف أن "خوارزميات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجالات مختلفة يمكن أن تقدّم للمستخدم نتائج عنصرية قائمة على التمييز بين البشر"، حسب حديثه للأناضول.

أصحاب البشرة السمراء
ومثالا على ذلك، يوضح: "ذات مرة، عندما كتبت كلمة ape (قرد) في أحد محركات البحث على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، ظهرت صورة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأفراد عائلته".

ويؤكد الخبير أن "الذكاء الاصطناعي المستخدم في مجال القانون، يربط الناس أصحاب البشرة السمراء أكثر بعناصر الجريمة".

وقد تم الكشف مؤخّرًا، وفق المتحدث، عن أن "الذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه هولندا في منح تأشيرات الدخول، يقوم بارتكاب جريمة التمييز بين البلدان والأفراد، وحتى الجنس".

ويذكر كيرشجي أن "العنصرية في خوارزميات الذكاء الاصطناعي تعكس مناهج المبرمجين، أو فهم المجتمع الذي تم تصميم التطبيقات فيه".


ويضيف أن "الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقوم بتنظيم وبناء هذه العملية برمتها، ويجعل الآلات تتصرف بهذه الطريقة".

ويلفت المتحدث إلى أنه "ليس من الممكن دائمًا تحديد المكان الذي تعلم فيه الذكاء الاصطناعي هذه السلوكيات العنصرية أو التمييزية".

ويتساءل: "من يعلّم العنصرية للذكاء الاصطناعي؟ من صممه أم من استخدمه؟ أم من أجرى عليه بعض اللمسات النهائية؟ هناك هيكلية غامضة وراء كل ما سبق".

ويتابع: "تابعنا المناقشات الجادة في العالم حول الذكاء الاصطناعي وبنية القانون منذ التسعينات، حيث يتم اعتماد بعض اللوائح القانونية في الواقع لجعل النخب بريئة من حرب الهيمنة الكبرى المطلوب خوضها".

ويصف ذلك بأنه "عملية قانونية تجبرنا على القتال بجهاز لا يمكننا أبدًا الحصول على رد منه عندما نواجه مشكلة، فلماذا تميز الآلة بين الأسود والأبيض؟ إن من يقوم بهذا السلوك هو في الواقع شخص يتخفى وراء الآلة".

العنصرية نتيجة التقليد
ويعرّف كيرشجي الذكاء الاصطناعي بأنه "إدخال الذكاء البيولوجي لأجهزة الكمبيوتر أو الروبوتات أو العالم الرقمي، وتمكينهم من تقليده".

ويشدّد على أن "العنصرية هي نتيجة لهذا التقليد، وليس من المنطقي أن تطوّر الآلة سلوكًا عنصريًا تجاه أي مجموعة من الناس بمفردها".

ويشير إلى أن "الآلة تصبح قادرة على اتخاذ القرارات ومتابعة العمليات، وتصبح قادرة على تشغيل وظائفها الخاصة عند الضرورة، خلال تعلمها لمحاكاة العمل الذي يقوم به الإنسان".

وعن قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي، يقول إن تلك الأنظمة "تتمتع بقدرة على العمل بشكل مستقل عن البشر، بل وتنتج طاقتها الخاصة وتحمي نفسها من خلال التفكير بإمكانية أن يقوم أحد ما بفصلها عن مورد الطاقة".

ويشدد كيرشجي على أن "الآلات ستظل دائمًا أقل قدرة من الكائنات البيولوجية، رغم توفيرها حاليًا نتائج أفضل بكثير من البشر في بعض المناطق".

ويذكر أن أحد التعريفات الأكثر مثالية للتكنولوجيا هو "التكنولوجيا التي يتم إنشاؤها باستخدام أقل قدر من التكنولوجيا".

كيرشجي يؤكد على أن "تطور صناعة الآلات والتكنولوجيا الرقمية، يحمل في طيّاته فرصًا كبيرة ومخاطر كبيرة أيضًا".

وفيما يتعلق بالتفاعل الإيجابي، يوضح: "يمكن تحقيق نتائج رائعة عندما يتم تحقيق التفاعل الصحيح مع الآلات، قد تنشأ مخاطر أيضًا عندما لا يتم إعداد التفاعل بشكل صحيح".




ويكمل أن "هذا الخطر قد يهدد الوجود البشري والطبيعة، لذلك لسنا الوحيدين المعرضون للخطر، بل الطبيعة معرضة للخطر أيضا".

ويختم بالقول: "كل نوع من التكنولوجيا له إيجابياته وسلبياته، فعلى سبيل المثال، نحن بحاجة دائمة للطاقة الكهربائية، لكن الإنتاج غير المنضبط لهذه الطاقة يشكل خطرًا على الجميع".

استخدامه في الحروب
استخدامات الذكاء الاصطناعي انتشرت في أكثر من مجال وقطاع، وتمكنت شركات التكنولوجيا من استقطاب 50 مليار دولار من الاستثمارات في العام 2023، بنمو فاق 70 بالمئة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

ولم تسلم حتى الحروب من استخداماته، حيث حولت إسرائيل قطاع غزة إلى ميدان تجارب لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الحرب، حينما ضاعفت عدد الأهداف التي ضربتها في القطاع باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ووفق الباحثة الفلسطينية العاملة بمجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي نور نعيم، في مقابلة سابقة مع الأناضول، فإن دولة الاحتلال ضربت 15 ألف هدف باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة "غوسبيل"، في أول 35 يوما من حربها المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأشارت نعيم إلى أن هذا الرقم أعلى بكثير من عدد الأهداف التي ضُربت في العمليات السابقة بالمنطقة، حيث ضربت إسرائيل قرابة 6 آلاف هدف خلال حربها على غزة عام 2014 التي استمرت لمدة 51 يوما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا غزة العنصرية غزة تكنولوجيا العنصرية الذكاء الاصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خوارزمیات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

آبل تطور روبوتات شبيهة بالبشر.. بداية عصر جديد في الذكاء الاصطناعي

تواصل شركة آبل Apple، استكشاف آفاق جديدة في مجال الروبوتات، وفقا للمحلل التقني البارز Ming-chi Kuo، تطور الشركة الأمريكية مشروع روبوتي مبتكر يجمع بين التفاعل البشري والأنظمة الآلية، مع التركيز على تصميمات غير بشرية قد تشبه الروبوتات التي تعود إلى أسلوب Pixar.

وتستعرض ورقة بحثية نشرتها آبل بعض العناصر الأساسية التي قد تشكل أساس روبوتات المستهلكين في المستقبل، على الرغم من أن المشروع لا يزال في مراحل البحث والتطوير المبكرة. 

من خلال أداة تتبع التطبيقات.. التحقيق مع آبل لإساءة استخدام قوتها السوقيةمنتجات جديدة قادمة من آبل قريبًا.. iPhone SEوiPad 11 ومفاجآت مثيرة

ويصف Kuo هذا التقدم بأنه "دليل مبكر للمفهوم"، مشيرا إلى أن آبل قد أوقفت مشاريعها السابقة، مثل سيارة آبل، عند مراحل مشابهة، وبالنسبة للجدول الزمني المحتمل للإنتاج الضخم للروبوتات، يتوقع Kuo بلوغ ذلك بحلول عام 2028، رغم أن التوقعات تبقى محاطة بالتفاؤل.

من المثير للاهتمام أن المشروع يتسم بشفافية أقل مقارنة بمشاريع آبل السابقة. بينما عادةً ما تتجنب الشركة الإفصاح عن تفاصيل دقيقة حول مشروعاتها، فإن التطورات في مجال الروبوتات قد منحت الفرصة للعديد من الأبحاث والمبادرات من الجامعات ومراكز البحث، ما يبرز التحديات الملموسة في تطوير روبوتات ذات قدرات متقدمة.

ويبرز Kuo أن التصميمات "غير البشرية" توضح محاولة آبل للتمييز بين الأبحاث المتعلقة بالروبوتات الإنسانية وتلك التي لا تحاكي البشر، حيث يهدف المصطلح في الورقة البحثية إلى الإشارة إلى أنظمة يمكن أن تؤثر في الميزات البشرية دون أن تكون بالضرورة "إنسانية"، مثل الروبوتات ذات الأذرع الميكانيكية.

ومن أبرز التحديات التي قد تواجه آبل في تطوير روبوتات منزلية قائمة على تقنيات جديدة، هو إثبات ما إذا كان المستهلكون يحتاجون فعلا إلى روبوت منزلي يتجاوز الوظائف التقليدية مثل التنظيف. بينما تركز شركات أخرى مثل 1x وAppTronik على تطوير روبوتات صناعية يمكن إدخالها إلى البيوت، تبقى القضايا المتعلقة بالتكلفة والموثوقية حاسمة في تحقيق وصول جماهيري.

رغم أن هذه الاتجاهات تبدو بعيدة المنال، فإن سعي آبل نحو تطوير الروبوتات المنزلية يظهر إمكانيات واعدة، ولكنه يتطلب التغلب على تحديات ضخمة لتلبية احتياجات المستهلكين الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ميتا تقترب من فك شفرة الأفكار البشرية
  • ول هاتف في العالم يدعم الذكاء الاصطناعي DeepSeek
  • الذكاء الاصطناعي
  • الصين: إجمالي عدد آبار النفط البحرية يتجاوز 1000 بئر
  • خبير تكنولوجيا المعلومات: الذكاء الاصطناعي يعيد هيكلة القطاعات في مصر
  • سام ألتمان يخطط لدمج جميع نماذج الذكاء الاصطناعي في نموذج جديد
  • جمال السعيد: الذكاء الاصطناعي لا يستطيع اكتساب الوعي والتطور الذاتي مثل العقل البشري
  • جمال السعيد يكشف مستقبل الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج.. فيديو
  • أخبار التكنولوجيا | إتاحة GPT-5 لمستخدمي الذكاء الاصطناعي مجانا .. برامج مدمرة تتنكر في صورة تطبيقات شائعة على أندرويد
  • آبل تطور روبوتات شبيهة بالبشر.. بداية عصر جديد في الذكاء الاصطناعي