الحريري في بيروت... رسائل بالجملة
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
بالعودة إلى يوم 24 من شهر كانون الثاني من العام 2022، أي قبل سنتين تقريبًا، فإن أكثر من مراقب يرى أن الأسباب التي أملت على الرئيس سعد الحريري يومها اتخاذ قرار تعليق عمله السياسي وعدم ترشّحه للانتخابات النيابية لا تزال قائمة، وهو برّر يومه انسحابه من العمل السياسي مؤقتًا بأنه "من باب تحمل المسؤولية، ولأنني مقتنع بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".
وأضاف إلى "أن منع الحرب الأهلية في لبنان والتسويات التي فرضها ذلك عليه سابقا كان سببا لخسارته ثروته الشخصية وصداقاته الخارجية وكثيرا من تحالفاته الوطنية." فما الذي تغيّر بين الأمس واليوم، وما الذي حدا بجمهور تيار "المستقبل" إلى التعبئة وإلى حشد أكبر عدد من "المستقبليين" والمؤيدين والمناصرين في الذكرى التاسعة عشر لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، مع العلم أن "الشيخ سعد" لم يعلن أنه قرّر العودة عن قرار تعليق عمله السياسي بالمفهوم التقليدي للكلمة؟ الذين لا يعرفون ما يُطبخ في الكواليس السياسية بعدما قرّرت المملكة العربية السعودية العودة إلى الساحة اللبنانية من بوابتها العريضة يقولون "كف عدس". أمّا الذين يعرفون فإن لديهم الكثير لكي يقولوه في هذا المجال، وهو بطبيعة الحال سيكون انعكاسًا لما يمكن أن يستجدّ من معطيات إقليمية لا بدّ من أن تتأثر بها الساحة اللبنانية الداخلية، على رغم التصعيد غير المسبوق في الجنوب، وما تقوم به إسرائيل من استهدافات لقيادات أمنية في "حزب الله" وحركة "حماس". المعلومات الأكيدة أن اتصالات على أعلى المستويات سبقت "العودة المؤقتة" للحريري إلى بيروت، مع أن بعض المقربين من "بيت الوسط" يقولون إن هذه العودة وما سيرافق الحشد الشعبي حوله اليوم هي نوع من "البروفة" تمهيدًا لعودة دائمة، وذلك بعد أن يكون "مهرجان" الذكرى التاسعة عشر قد أدّى دوره السياسي كإثبات بأن "الحريرية" لا تزال قائمة في الأوساط الشعبية على رغم انكفاء تيار "المستقبل" عن العمل السياسي.
وتسأل أوساط سياسية عن مدى تأثر الرياض بالاتصالات التي أجريت معها من قبل الروس ومسؤولين في دولة الأمارات العربية تمهيدًا لعودة المياه بين القيادة السعودية و"بيت الوسط" إلى مجاريها شبه الطبيعية. الجواب عن هذه التساؤلات ليس بالأمر السهل، خصوصًا أن أي قرار في هذا الشأن لا يمكن مقاربته عاطفيًا فقط، أو لمجرد تأمين حشد شعبي ضخم تأييدًا للعودة الدائمة، بل هو محكوم بعدّة معطيات لا تزال ظروفها غير ناضجة، وفق بعض المحللين، الذين يعتبرون أن أي قرار قد يُتخذ في هذا الشأن سيكون مبنيًا على وقائع لا علاقة لها بما ستكون عليه صورة "مهرجان 14 شباط". ويضيف هؤلاء أن أي قرار في هذا المجال لا بدّ من أن يأخذ في الاعتبار المتغيّرات التي طرأت على الساحة الإقليمية منذ تعليق الحريري لعمله السياسي. وهذا ما يفرض على المتعاطين بالشأن السياسي التوقف عنده، خصوصًا أن أي بلورة لحل ممكن للمنطقة انطلاقًا من الاتصالات القائمة لوضع حد لمأساة فلسطينيي غزة، قد يتبلور قريبًا في ضوء ما ستسفر عنه الحركة الديبلوماسية، التي يقوم بها كل من وزيري الخارجية الأميركية والإيرانية انطوني بلينكن وحسين أمير عبد اللهيان، من دون أن يعني بالمباشر أن ثمة تنسيقًا مسبقًا بين واشنطن وطهران. إلاّ أن ما هو أكيد أن "طبخة" التسوية الشاملة لم تنضج بعد، وأن ما يُحكى عن تفاهمات ثنائية لم يحن أوان الافراج عن نهائياتها، وذلك في انتظار ما تنتظره واشنطن من أجوبة على أسئلة كثيرة مطلوبة من طهران. وقد يكون من بينها الأزمة اللبنانية بكل تشعباتها وتعقيداتها.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی هذا
إقرأ أيضاً:
من هم المسؤولون الأميركيون الذين استقالوا رفضا لسياسة بايدن في غزة؟
سرايا - دفع دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل خلال حربها المستمرة منذ أكثر من 14 شهرا في غزة أكثر من عشرة مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى الاستقالة، واتهمه بعضهم بغض الطرف عن الفظائع الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني.
وتنفي إدارة بايدن ذلك مستشهدة بانتقادها لسقوط شهداء مدنيين في غزة، وجهودها لتعزيز المساعدات الإنسانية للقطاع حيث يقول مسؤولون بقطاع الصحة هناك، إن نحو 45 ألف شخص استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي، فضلا عن انتشار الجوع على نطاق واسع.
وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، ولم تعلق الحكومة الأميركية على كل استقالة على حدة، لكنها قالت، إنها ترحب بالمعارضة. وفيما يلي المسؤولون الأميركيون الذين استقالوا:
في تموز، ترك مايك كيسي منصب نائب المستشار السياسي لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون غزة، وكشف عن أسباب ذلك في مقابلة مع صحيفة الجارديان في كانون الأول الحالي. وقال للصحيفة: "سئمت جدا من الكتابة عن الأطفال القتلى... تعين علي أن أثبت لواشنطن باستمرار أن هؤلاء الأطفال ماتوا بالفعل، ثم أرى أن لا شيء يحدث".
تركت مريم حسنين التي كانت تعمل مساعدة خاصة بوزارة الداخلية الأميركية - المختصة بالموارد الطبيعية والإرث الثقافي- منصبها في تموز.
وانتقدت سياسة بايدن الخارجية ووصفتها بأنها "تسمح بالإبادة الجماعية" وتجرد العرب والمسلمين من إنسانيتهم.
وتنفي إسرائيل مزاعم الإبادة الجماعية التي وجهتها لها جنوب إفريقيا في قضية رفعتها أمام محكمة العدل الدولية والاتهامات المماثلة التي توجهها لها جماعات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية.
في منتصف عام 2024، أنهى محمد أبو هاشم، وهو أميركي من أصل فلسطيني، مسيرة مهنية استمرت 22 عاما في سلاح الجو الأميركي.
وقال، إنه فقد أقارب له في غزة في الحرب، بما في ذلك عمته التي استشهدت في غارة جوية إسرائيلية في تشرين الأول 2023.
قال رايلي ليفرمور، الذي كان مهندسا بسلاح الجو الأميركي، في منتصف حزيران الماضي، إنه سيترك منصبه. وأضاف لموقع إنترسبت الإخباري: "لا أريد أن أعمل على شيء يمكن أن يتغير (الهدف منه) ويستخدم لقتل الأبرياء".
غادرت ستايسي جيلبرت التي عملت في مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، منصبها في أواخر شهر أيار الماضي. وقالت إنها استقالت بسبب تقرير إلى الكونغرس قالت فيه الإدارة كذبا، إن إسرائيل لا تمنع المساعدات الإنسانية عن غزة.
استقال ألكسندر سميث، وهو متعاقد مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في أواخر أيار الماضي، بدعوى الرقابة بعد أن ألغت الوكالة نشر عرض له عن وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين. وقالت الوكالة، إن العرض لم يخضع للمراجعة والموافقة المناسبة.
في أيار، أصبحت ليلي غرينبيرغ كول أول شخصية سياسية يهودية معينة تستقيل، بعد أن عملت مساعدة خاصة لكبير موظفي وزارة الداخلية الأميركية. وكتبت في صحيفة الجارديان: "باعتباري يهودية، لا أستطيع أن أؤيد كارثة غزة".
تركت آنا ديل كاستيلو، نائبة مدير مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض، منصبها في نيسان وأصبحت أول مسؤولة معروفة في البيت الأبيض تترك الإدارة؛ بسبب السياسة تجاه غزة.
غادرت هالة راريت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية باللغة العربية، منصبها في نيسان؛ احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة في غزة، حسبما كتبت على صفحتها على موقع لينكدإن.
استقالت أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية في أواخر آذار، وكتبت في مقال نشرته شبكة "سي.إن.إن" أنها لا تستطيع خدمة حكومة: "تسمح بمثل هذه الفظائع".
استقال طارق حبش، وهو أميركي من أصل فلسطيني، من منصبه كمساعد خاص في مكتب التخطيط التابع لوزارة التعليم في كانون الثاني. وقال، إن إدارة بايدن "تتعامى" عن الفظائع في غزة.
استقال هاريسون مان، الضابط برتبة ميجر في الجيش الأميركي والمسؤول بوكالة مخابرات الدفاع، في تشرين الثاني؛ بسبب السياسة في غزة، وأعلن أسباب استقالته في أيار.
غادر جوش بول، مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية، منصبه في تشرين الأول في أول استقالة معلنة، مشيرا إلى ما وصفه "بالدعم الأعمى" من واشنطن لإسرائيل.
رويترز
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1069
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-12-2024 09:06 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...