لبنان ٢٤:
2025-02-24@05:42:46 GMT

الحريري في بيروت... رسائل بالجملة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

الحريري في بيروت... رسائل بالجملة

بالعودة إلى يوم 24 من شهر كانون الثاني من العام 2022، أي قبل سنتين تقريبًا، فإن أكثر من مراقب يرى أن الأسباب التي أملت على الرئيس سعد الحريري يومها اتخاذ قرار تعليق عمله السياسي وعدم ترشّحه للانتخابات النيابية لا تزال قائمة، وهو برّر يومه انسحابه من العمل السياسي مؤقتًا بأنه "من باب تحمل المسؤولية، ولأنني مقتنع بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".

وأضاف إلى "أن منع الحرب الأهلية في لبنان والتسويات التي فرضها ذلك عليه سابقا كان سببا لخسارته ثروته الشخصية وصداقاته الخارجية وكثيرا من تحالفاته الوطنية."      فما الذي تغيّر بين الأمس واليوم، وما الذي حدا بجمهور تيار "المستقبل" إلى التعبئة وإلى حشد أكبر عدد من "المستقبليين" والمؤيدين والمناصرين في الذكرى التاسعة عشر لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، مع العلم أن "الشيخ سعد" لم يعلن أنه قرّر العودة عن قرار تعليق عمله السياسي بالمفهوم التقليدي للكلمة؟   الذين لا يعرفون ما يُطبخ في الكواليس السياسية بعدما قرّرت المملكة العربية السعودية العودة إلى الساحة اللبنانية من بوابتها العريضة يقولون "كف عدس". أمّا الذين يعرفون فإن لديهم الكثير لكي يقولوه في هذا المجال، وهو بطبيعة الحال سيكون انعكاسًا لما يمكن أن يستجدّ من معطيات إقليمية لا بدّ من أن تتأثر بها الساحة اللبنانية الداخلية، على رغم التصعيد غير المسبوق في الجنوب، وما تقوم به إسرائيل من استهدافات لقيادات أمنية في "حزب الله" وحركة "حماس".   المعلومات الأكيدة أن اتصالات على أعلى المستويات سبقت "العودة المؤقتة" للحريري إلى بيروت، مع أن بعض المقربين من "بيت الوسط" يقولون إن هذه العودة وما سيرافق الحشد الشعبي حوله اليوم هي نوع من "البروفة" تمهيدًا لعودة دائمة، وذلك بعد أن يكون "مهرجان" الذكرى التاسعة عشر قد أدّى دوره السياسي كإثبات بأن "الحريرية" لا تزال قائمة في الأوساط الشعبية على رغم انكفاء تيار "المستقبل" عن العمل السياسي.
وتسأل أوساط سياسية عن مدى تأثر الرياض بالاتصالات التي أجريت معها من قبل الروس ومسؤولين في دولة الأمارات العربية تمهيدًا لعودة المياه بين القيادة السعودية و"بيت الوسط" إلى مجاريها شبه الطبيعية.   الجواب عن هذه التساؤلات ليس بالأمر السهل، خصوصًا أن أي قرار في هذا الشأن لا يمكن مقاربته عاطفيًا فقط، أو لمجرد تأمين حشد شعبي ضخم تأييدًا للعودة الدائمة، بل هو محكوم بعدّة معطيات لا تزال ظروفها غير ناضجة، وفق بعض المحللين، الذين يعتبرون أن أي قرار قد يُتخذ في هذا الشأن سيكون مبنيًا على وقائع لا علاقة لها بما ستكون عليه صورة "مهرجان 14 شباط".   ويضيف هؤلاء أن أي قرار في هذا المجال لا بدّ من أن يأخذ في الاعتبار المتغيّرات التي طرأت على الساحة الإقليمية منذ تعليق الحريري لعمله السياسي. وهذا ما يفرض على المتعاطين بالشأن السياسي التوقف عنده، خصوصًا أن أي بلورة لحل ممكن للمنطقة انطلاقًا من الاتصالات القائمة لوضع حد لمأساة فلسطينيي غزة، قد يتبلور قريبًا في ضوء ما ستسفر عنه الحركة الديبلوماسية، التي يقوم بها كل من وزيري الخارجية الأميركية والإيرانية انطوني بلينكن وحسين أمير عبد اللهيان، من دون أن يعني بالمباشر أن ثمة تنسيقًا مسبقًا بين واشنطن وطهران.   إلاّ أن ما هو أكيد أن "طبخة" التسوية الشاملة لم تنضج بعد، وأن ما يُحكى عن تفاهمات ثنائية لم يحن أوان الافراج عن نهائياتها، وذلك في انتظار ما تنتظره واشنطن من أجوبة على أسئلة كثيرة مطلوبة من طهران. وقد يكون من بينها الأزمة اللبنانية بكل تشعباتها وتعقيداتها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتلاعب بالأرقام ويزعم الإنجاز بعدد الأسرى الذين استعادهم.. هذه الحقيقة

زعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، السبت، استعادة 147 أسيرا حيا من قطاع غزة منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، إلا أن الحقائق المعلنة تشير إلى تلاعب واضح في هذه الأرقام.

ففي بيان صادر عن مكتبه، قال نتنياهو زاعما: "استعدنا حتى الآن 192 أسيرا من غزة منذ 7 أكتوبر، منهم 147 على قيد الحياة، و45 أمواتا".

وتابع حديثه: "لا يزال 63 أسيرا إسرائيليا في يد حماس".

تزامن إعلان نتنياهو مع تسليم حركة حماس الدفعة السابعة من الأسرى ضمن صفقة التبادل الحالية، وشملت 4 جثامين الخميس، و6 أسرى أحياء اليوم.

لكن الحقائق المعلنة تكشف عن تلاعب واضح في بيانه اليوم بالأرقام، إذ لم يتمكن الاحتلال عبر العمل العسكري خلال حرب الإبادة على غزة التي دامت قرابة 16 شهرا، سوى من استعادة 5 أسرى أحياء، مرتين.

المرة الأولى كانت في 8 حزيران/يونيو 2024، عندما أعلن الجيش استعادة 4 أسرى من منطقتين منفردتين في قلب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بهجوم جوي وبري وبحري، ما أسفر عن استشهاد 274 فلسطينيا بينهم 64 طفلا و57 سيدة وإصابة المئات بجروح مختلفة.

فيما قالت كتائب القسام، الذراع العسكري لـ"حماس"، آنذاك، إن الجيش قتل 3 من الأسرى، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، خلال استعادة الأسرى الأربعة.

أما المرة الثانية فكانت في 27 آب/أغسطس 2024، عندما أعلن الجيش استعادة أحد الأسرى حيا، ويدعى فرحان القاضي.

وحتى الأسير القاضي، قالت صحيفة "هارتس" العبرية الخاصة آنذاك إنه تمكن من الفرار من آسريه داخل نفق في غزة قبل أن تنقذه قوات الجيش، فيما قالت تقارير إن آسريه تركوه يذهب كونه من فلسطيني 48.



في مقابل ذلك، أعلن الاحتلال، استعادة العديد من جثامين الأسرى من غزة عبر العمل العسكري.

وكانت أشهر عمليات الاستعادة في 31 آب/أغسطس 2024، عند قال الجيش إنه عثر على جثث 6 أسرى آخرين داخل نفق في منطقة حي السلطان برفح.

وأقر تحقيق للجيش الإسرائيلي بأن هؤلاء الأسرى لقوا حتفهم في الـ29 من الشهر ذاته خلال اجتياحه المنطقة، وأن هذا الاجتياح كان له "تأثير ظرفي" أدى إلى مقتل هؤلاء الأسرى.

وهو التحقيق، الذي اعتبرته هيئة أهالي الأسرى الإسرائيليين "دليلا جديدا" على أن الضغط العسكري يتسبب في وفاة ذويهم، ودفعتهم إلى تصعيد ضغوطهم على حكومة نتنياهو لوقف تلاعبها بمفاوضات التوصل إلى اتفاق غزة بغرض المساهمة في إطلاق سراح بقية الأسرى أحياء.

فيما أكدت حركة حماس في أكثر من بيان، حرصها على الحفاظ على حياة الأسرى، لافتة إلى أن العشرات منهم قتلوا جراء القصف الجوي.

وحذرت من أن حكومة نتنياهو تتعمد التخلص من الأسرى حتى لا يشكلوا عليها ضغطا كورقة تفاوض.

وبخلاف العمل العسكري، استعاد الاحتلال عبر صفقات التبادل حتى الآن 104 أسرى إسرائيليين أحياء و4 جثامين عبر المفاوضات، عشرات منهم أجانب غير مزدوجي الجنسية.

فقد سلمت الفصائل الاحتلال 81 أسيرا ومن مزدوجي الجنسية أحياء، إضافة إلى 23 من العمال الأجانب، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023.

مقابل ذلك أفرج الاحتلال عن 240 أسيرا فلسطينيا، بينهم 107 أطفال، حيث لم تتم إدانة ثلاثة أرباعهم بارتكاب أي جريمة.

وخلال صفقة التبادل الحالية التي سلمت الفصائل الفلسطينية على دفعات 25 أسيرا ومن مزدوجي الجنسية أحياء و4 جثث، إضافة إلى 5 عمال أجانب خارج الصفقة.

ومقابل هؤلاء أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرا فلسطينيا، بينما تعطل حتى الساعة الإفراج عن 620 أسيرا كان مقررا الإفراج عنهم اليوم.

يكشف ذلك أن كل ما تمكنت تل أبيب من إطلاق سراحهم عبر العمل العسكري هم 5 أسرى إسرائيليين أحياء على أكثر تقدير، وعبر التفاوض 104.

فيما أطلقت الفصائل الفلسطينية سراح 28 من الأجانب خارج الصفقة.

وعبر التفاوض، استعادت إسرائيل جثامين 4 عبر التفاوض، وعددا آخر عبر العمل العسكري، في ظل تأكيد من حماس أن الجيش هو من قتلتهم عبر قصفه المكثف على غزة خلال حرب الإبادة.

يأتي ذلك بينما يواصل نتنياهو المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 شباط/ فبراير الجاري.

مقالات مشابهة

  • غزل المحلة يفرض عقوبات بالجملة على اللاعبين بعد الهزيمة من زد
  • خمور وملايين بالجملة.. تأجيل محاكمة المتهمين في رشوة الجمارك الكبرى
  • صحفي إسرائيلي يتجوّل في سوريا.. جدل كبير وتساؤلات بالجملة!
  • نتنياهو يتلاعب بالأرقام ويزعم الإنجاز بعدد الأسرى الذين استعادهم.. هذه الحقيقة
  • فوائد بالجملة.. تناول القرفة على الريق لهذا السبب
  • بيانٌ من مستشفى الحريري.. ماذا أعلن بشأن تشييع نصرالله؟
  • بهية الحريري بحثت مع وفد من الجبهة الشعبية أوضاع الفلسطينيين
  • أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم اليوم
  • ⛔ أخطر ما قاله دقلو عندما سألته المذيعة عن الذين تضرروا، أنه قسّمهم إلى فئتين
  • أحمد الحريري والكيل بمكيالين (صورة)