#الايمان و #العمل
م. #أنس_معابرة
في القصة الشهيرة التي وردت عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، حين أخذ زوجته هاجر وابنها إسماعيل إلى وادي مكة، حيث تركهم هناك وأراد أن يعود أدراجه إلى فلسطين حيث زوجته سارة، وهنا نادت عليه زوجته تستفسر منه كيف يتركهم في ذلك الوادي القاحل دون زرع ولا شجر ولا بشر؟
لم يجب نبي الله إبراهيم عليه السلام وأكمل طريقه، فعادت زوجته تنادي عليه وتسأله، ولكنه تجاهل ذلك وأكمل طريقه، وحين سألته في الثالثة قالت: هل أمرك الله بهذا؟ فقال: نعم، فقالت: إذن لن يضيّعنا.
إنها لمغامرة كبيرة أن تترك زوجتك الضعيفة وابنك الرضيع في ذلك الوادي المقفر من الماء والبشر والنبات، ولكنها رسالة من الشارع الحكيم الذي يذكرنا دائماً في كتابه العزيز بضرورة اقتران الأفعال بالأقوال، والظواهر بالبواطن، والرابط الكبير بين الايمان الكامن في القلوب والأعمال التي تعوم بها الجوارح.
ولسيدنا إبراهيم حكاية اخرة في اقتران الايمان بالأفعال، حين رأى في المنام أنه يذبح أبنه إسماعيل، ورؤيا الأنبياء حق، فما كان من الأب المؤمن إلا أن أرد أن ينفذ ذلك الطلب الرباني، والذي ما كان إلا اختباراً من الله لقوة ايمان الأب ابراهيم وابنه إسماعيل عليهما وعلى نبينا أتم الصلاة والسلام.
ويتفق أهل السنة على أن الايمان له ثلاثة أركان لا يصح إلا بها الثلاثة مجتمعة، وهي: القول والاعتقاد والعمل، وبالتالي فإن العمل هو واحد من أركان الايمان، ولا يتم الايمان إلا به.
ويدّعي الكثير من المتشدقين بأن الايمان مكانه القلب، ولا يكون بتقصير الثوب واعفاء اللحية، ولا يكون بمداومة الخطى إلى المسجد أو بالمتابعة بين العمرة والعمرة، بل يكون مكانه القلب وصدق النية بينه وبين خالقه.
وتناسى هؤلاء القوم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتُم الرجل يعتاد المساجدَ فاشهدوا له بالإيمان”، وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي تربط الايمان بالعمل، ولا تحتكره على النية والقلب وفقط.
ويقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة مريم: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”، وفي سورة طه: “وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا”، وفي نفس السورة: “وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى”، وفي غيرها من سور القرآن الكريم وآياته، ربط الله عز وجل بين الايمان بالله والعمل الصالح.
وإذا كنت تدعي الايمان، وحب الله عز وجل ونبيه الكريم؛ فالأولى بك أن تتبع التعليمات الربانية والتوجيهات النبوية الشريفة، التي لا يكتمل الايمان إلا باتباعها، وإذا تناقضت أقوالك وأفعالك؛ فأنت تفعل كما فعل بنو اسرائيل من قبل، فلقد ادعى اليهود أنهم أبناء الله وأحباءه حيث يقول الله عز وجل في سورة المائدة: ” َقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ”، وفي ذات الوقت رفضوا تصديق الأنبياء واتباعهم، بل قتلوا العديد منهم، وحرفوا كتاب التوراة.
خلاصة القول:
الايمان ذو أركان ثلاثة، اعتقاد يقر في القلب، وقول ينطق به اللسان، وعمل تقوم به الجوارح والأعضاء، فلا ايمان بقول دون عمل، ولا ايمان بعمل دون اعتقاد ونية صادقة.
وفي هذا التناقض العجيب من الايمان بالقلب دون أن ينعكس ذلك الايمان على القلب والجوارح يقول الامام الشافعي رحمه الله:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه؛ هذا لعمري في القياس بديع.
لو كان حبك صادقاً لأطعته، إن المحب لمن يحب مطيع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: العمل الله عز وجل
إقرأ أيضاً:
ما حكم البكاء على الميت والحزن عليه؟.. أمين الفتوى: يجوز بشرط
كتبت -داليا الظنيني:
أكد الشيخ علي قشطة، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن البكاء أثناء الصلاة بسبب حادث مؤلم أو فاجعة ليس محرمًا، بشرط ألا يكون هذا البكاء مصحوبًا بالضجر أو السخط على قضاء الله وقدره.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: "البكاء في حد ذاته ليس حرامًا، بل هو أمر طبيعي يعكس المشاعر الإنسانية، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بوضوح، فعندما توفي ابنه سيدنا إبراهيم عليه السلام، بكى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح في صحيح البخاري، وقد استعظم الصحابي عبد الرحمن بن عوف هذا الأمر وقال: 'يا رسول الله، وأنت أيضًا تبكي؟'، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "يا ابن عوف، إنها رحمة".
البكاء ليس حرامًاوأضاف: "البكاء ليس حرامًا، بل هو رحمة من الله سبحانه وتعالى، ولكن يجب أن يكون البكاء في إطار الحزن المشروع، بعيدًا عن السخط أو الاعتراض على إرادة الله، في نفس السياق، لما توفي ابنه إبراهيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون'، هذه هي مشاعر الحزن الطبيعية التي لا تخرج عن إطار القبول بقضاء الله وقدره.
وأكد أنه لا مشكلة في الحزن على فاجعة أو مصيبة، ولكن لا يجوز أن يكون هذا الحزن مصحوبًا بسخط أو اعتراض على حكم الله سبحانه وتعالى، فالمؤمن يجب أن يقبل قضاء الله برضا وطمأنينة، حتى في أشد اللحظات ألمًا.
وفيما يتعلق بالبكاء أثناء الصلاة، أوضح أنه إذا كان البكاء ناتجًا عن مشاعر الفقد أو الحزن الشديد، فلا حرج في ذلك طالما أن القلب مستمر في التوجه إلى الله، ولا يتم الانقطاع عن الصلاة أو إحداث اضطراب فيها، المهم أن يبقى الشخص في إطار الخشوع والسكينة أثناء العبادة، ويبتعد عن مشاعر الضجر أو الغضب من قضاء الله.
اقرأ أيضًا:
قبل صدور الضوابط.. أسعار برامج الحج السياحي 2025 وجدية الحجز "اقتصادي و5 نجوم"
ادفع 25 ألف جنيه وقدم على أرض إسكان متوسط في مدينة حدائق أكتوبر
"الجلاد" يوجه رسالة لـ"قومي الطفولة": اوقفوا مهزلة استغلال الأطفال على السوشيال ميديا (فيديو)
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: برلماني: سيتم تطبيق حكم "الدستورية" بشأن الإيجارات القديمة بهذه الطريقة الأخبار المتعلقة بعد وفاة أحمد رفعت.. هل الحزن بيكسر القلب؟ الدكتور مجدي يعقوب يُجيب أخبار أخبار مصر "علم الاشتغالات".. داعية يوضح حكم قراءة الفنجان منذ 40 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر حدث في 8 ساعات| أسعار الحج السياحي 2025.. وتحذير من رسمي من دواء طارد منذ 53 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر قَطَع زيارته لأذربيجان.. شيخ الأزهر يعود للقاهرة بطائرة خاصة لتلقي منذ 55 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر سعيد حساسين: مصر تبذل جهودًا كبيرة للقضاء على العشوائيات منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر شريف عارف: الوفد لم يكن حزبا سياسيا بل مدرسة لبناء الإنسان منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر "جنينة في الأرض".. خالد الجندي: آدم لم يخلق في جنة السماء وكان في منذ 1 ساعة قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارما حكم البكاء على الميت والحزن عليه؟.. أمين الفتوى: يجوز بشرط
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بقائمة كاملة.. هاني أبوريدة يقدم أوراق ترشحه لانتخابات اتحاد الكرة رسميًا وزير الخارجية يسلم شحنة المساعدات المصرية الرابعة إلى لبنان الإسكان: طرح محلات تجارية ووحدات وصيدليات وحضانات للبيع بـ 4 مدن جديدة وداع مهيب.. الآلاف يشيعون جنازة شقيقة شيخ الأزهر في الأقصر - صور وفيديو مجدي الجلاد يعلق على أزمة الطبيبة وسام شعيب: احذروا السقوط الأخلاقي بحثا عن الشهرة 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك