سواليف:
2024-09-20@03:01:00 GMT

الايمان والعمل

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

#الايمان و #العمل

م. #أنس_معابرة

في القصة الشهيرة التي وردت عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، حين أخذ زوجته هاجر وابنها إسماعيل إلى وادي مكة، حيث تركهم هناك وأراد أن يعود أدراجه إلى فلسطين حيث زوجته سارة، وهنا نادت عليه زوجته تستفسر منه كيف يتركهم في ذلك الوادي القاحل دون زرع ولا شجر ولا بشر؟

لم يجب نبي الله إبراهيم عليه السلام وأكمل طريقه، فعادت زوجته تنادي عليه وتسأله، ولكنه تجاهل ذلك وأكمل طريقه، وحين سألته في الثالثة قالت: هل أمرك الله بهذا؟ فقال: نعم، فقالت: إذن لن يضيّعنا.

مقالات ذات صلة من كلّ بستان زهرة (61) 2024/02/13

إنها لمغامرة كبيرة أن تترك زوجتك الضعيفة وابنك الرضيع في ذلك الوادي المقفر من الماء والبشر والنبات، ولكنها رسالة من الشارع الحكيم الذي يذكرنا دائماً في كتابه العزيز بضرورة اقتران الأفعال بالأقوال، والظواهر بالبواطن، والرابط الكبير بين الايمان الكامن في القلوب والأعمال التي تعوم بها الجوارح.

ولسيدنا إبراهيم حكاية اخرة في اقتران الايمان بالأفعال، حين رأى في المنام أنه يذبح أبنه إسماعيل، ورؤيا الأنبياء حق، فما كان من الأب المؤمن إلا أن أرد أن ينفذ ذلك الطلب الرباني، والذي ما كان إلا اختباراً من الله لقوة ايمان الأب ابراهيم وابنه إسماعيل عليهما وعلى نبينا أتم الصلاة والسلام.

ويتفق أهل السنة على أن الايمان له ثلاثة أركان لا يصح إلا بها الثلاثة مجتمعة، وهي: القول والاعتقاد والعمل، وبالتالي فإن العمل هو واحد من أركان الايمان، ولا يتم الايمان إلا به.

ويدّعي الكثير من المتشدقين بأن الايمان مكانه القلب، ولا يكون بتقصير الثوب واعفاء اللحية، ولا يكون بمداومة الخطى إلى المسجد أو بالمتابعة بين العمرة والعمرة، بل يكون مكانه القلب وصدق النية بينه وبين خالقه.

وتناسى هؤلاء القوم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتُم الرجل يعتاد المساجدَ فاشهدوا له بالإيمان”، وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي تربط الايمان بالعمل، ولا تحتكره على النية والقلب وفقط.

ويقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة مريم: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”، وفي سورة طه: “وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا”، وفي نفس السورة: “وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى”، وفي غيرها من سور القرآن الكريم وآياته، ربط الله عز وجل بين الايمان بالله والعمل الصالح.

وإذا كنت تدعي الايمان، وحب الله عز وجل ونبيه الكريم؛ فالأولى بك أن تتبع التعليمات الربانية والتوجيهات النبوية الشريفة، التي لا يكتمل الايمان إلا باتباعها، وإذا تناقضت أقوالك وأفعالك؛ فأنت تفعل كما فعل بنو اسرائيل من قبل، فلقد ادعى اليهود أنهم أبناء الله وأحباءه حيث يقول الله عز وجل في سورة المائدة: ” َقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ”، وفي ذات الوقت رفضوا تصديق الأنبياء واتباعهم، بل قتلوا العديد منهم، وحرفوا كتاب التوراة.

خلاصة القول:

الايمان ذو أركان ثلاثة، اعتقاد يقر في القلب، وقول ينطق به اللسان، وعمل تقوم به الجوارح والأعضاء، فلا ايمان بقول دون عمل، ولا ايمان بعمل دون اعتقاد ونية صادقة.

وفي هذا التناقض العجيب من الايمان بالقلب دون أن ينعكس ذلك الايمان على القلب والجوارح يقول الامام الشافعي رحمه الله:

تعصي الإله وأنت تزعم حبه؛ هذا لعمري في القياس بديع.

لو كان حبك صادقاً لأطعته، إن المحب لمن يحب مطيع.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العمل الله عز وجل

إقرأ أيضاً:

أذكار أوصانا بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

هناك أذكار ما قبل النوم، أوصانا بها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ومنها (الحمدُ لله الذي أطعمَنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤويَ). (بسم اللهِ وضعتُ جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخْسئْ شيطاني، وفكَّ رِهاني، واجعلني في النديِّ الأعلى).

هل يجوز جمع أذكار المساء والنوم؟ دار الإفتاء تحدد وقت أذكار الصباح والمساء

 (الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والذي منّ عليّ فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء أعوذ بك من النار). (اللَّهمَّ أنتَ خلَقْتَ نفسي وأنتَ تتوفَّاها، لك مماتُها ومحياها، اللَّهمَّ إنْ توفَّيْتَها فاغفِرْ لها وإنْ أحيَيْتَها فاحفَظْها، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك العافيةَ). (اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، قال: قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك). 

(اللهم أمتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على عدوي وأرني منه ثأري اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ومن الجوع فإنه بئس الضجيع) (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبًادك، ثلاث مرات)، وهذا مما روته حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقوله إذا أراد أن يرقد، بعد وضع يده اليمنى تحت خده. قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعلي وفاطمة -رضي الله عنهما: (إذا أخذتُما مضاجعَكما فكبِّرا اللهَ أربعًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين) .


 

مقالات مشابهة

  • النبي (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا
  • ضربة فضائية موجعة تستهدف دجاجة الحوثي التي تبيض ذهباً - صراخ الاخيرة يرتفع في صنعاء وسيد مران يُغمى عليه
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم ييعث حيًا.. خطبة الجمعة القادمة
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • الحب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: المرأة في حياته
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • المفتي سوسان: ما أقدم عليه العدو هو قمة الإجرام وهو اعتداء على كل لبنان
  • تنفيذ حُكم القتل قصاصاً بمواطن قتل زوجته في مكة المكرمة
  • أذكار أوصانا بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام