ممثلو الديانات التقليدية في روسيا: عيد الحب غريب عن تقاليدنا
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
أكد رجال الدين - ممثلو الديانات المختلفة في روسيا، لمراسل تاس، أن ما يسمى بعيد الحب، أو عيد القديس فالنتين (الذي يصادف اليوم 14 فبراير)، جاء إلى روسيا من الغرب.
ويؤكد رجال الدين، على أنه لا علاقة لهذا العيد بممارسات الطوائف الدينية التقليدية في روسيا.
إقرأ المزيدوقال نائب رئيس الإدارة الدينية للمسلمين في روسيا الاتحادية المفتي روشان أبياسوف: "هذا لا يعتبر بالنسبة لنا من الأعياد التي يجب الاحتفال بها.
وأشار الداعية والمبشر الكنسي، والمعلم في مدرسة إيفانوفو-فوزنيسنسك اللاهوتية، مكاريوس، إلى أن القديس فالنتين كان أسقف مدينة إنترامنا، الذي استشهد بسبب اعترافه بإيمانه على أيدي مضطهدي المسيحيين في روما.
ووفقا له، ليس من الواضح بالضبط سبب ارتباط ذكرى القديس فالنتين في التقليد الغربي بيوم عيد الحب، حيث لم يتم الحفاظ سوى على القليل جدا من المعلومات الموثوقة حول حياة الشهداء المسيحيين الأوائل، بما في ذلك فالنتين.
وقال كبير الحاخامات العسكريين في روسيا آرون غورفيتش، إن اليهود والإسرائيليين لديهم أيضا نظير خاص بهم لعيد الحب – (عطلة 15 أغسطس).
وأضاف: "في اليوم الخامس عشر من أغسطس في العصور القديمة، كان توجد فعاليات بهيجة كثيرة، ويعتقد أن هذا اليوم جيد للتوفيق بين الأشخاص، ولتكوين عائلات جديدة. ويقول التلمود: في هذا اليوم يمكن للفتاة من العائلة الفقيرة، اقتراض ملابس غالية الثمن من الآخرين لكي تبدو كعروس جذابة وتعثر على العريس" .
ووصف الحاخام تقليد الاحتفال بعيد الحب بأنه "ينتمي أكثر إلى المجتمع الأنجلوسكسوني".
وأشار الممثل الدائم للسانغا البوذية التقليدية لروسيا في موسكو، سانجي لاما (أندريه بالجيريوف)، إلى أن فكرة الاحتفال بعيد الحب ليست قريبة على الإطلاق من البوذيين. وأضاف: "ليس لها أي معنى بالنسبة لنا، لدينا أعيادنا التقليدية الخاصة بنا".
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الإسلام الديانة اليهودية المسلمون المسيحية عيد الحب بعید الحب فی روسیا
إقرأ أيضاً:
قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
بدر بن علي الهادي
الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.
لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.
منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.
تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:
1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.
2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.
3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.
4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.
وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.
ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.
وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.
الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.
لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.
الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!