انتهى الاجتماع الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة، بشأن التهدئة في غزة، وتبادل الأسرى، وسط تضارب الأنباء حول نتائجه، والخطوات المقبلة، في ظل خلافات كبيرة بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقادة الأجهزة الأمنية.

ومصر، الوسيط التقليدي في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولا سيّما بين الفصائل الفلسطنيية في غزة والدولة العبرية، استضافت الثلاثاء، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

وأجرى هؤلاء المسؤولون محادثات في القاهرة مع مصريين، على رأسهم مدير المخابرات اللواء عباس كامل، في محاولة للتوصّل إلى اتفاق يرسي هدنة مؤقتة في غزة، ويتيح إطلاق سراح مزيد من الأسرى في القطاع.

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، المقربة من السلطات المصرية، عن مسؤول رفيع المستوى (لم تسمّه)، القول إنّ المحادثات جرت "في أجواء إيجابية".

فيما قالت القناة "12"، إن الوفد الذي يقوده رئيس الموساد، غادر القاهرة "دون مؤشر على حدوث تقدم".

في الوقت نفسه، نقلت القناة "13" العبرية، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مشاركة وفدهم في محادثات القاهرة كانت "مجاملة"، تلبية لطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

اقرأ أيضاً

مصادر مصرية تصف اجتماع القاهرة لوقف النار بغزة بالإيجابي.. وإعلام عبري: لا تقدم

الأمر ذاته ذكره زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الثلاثاء، عندما انتقد موقف حكومة نتنياهو من محادثات القاهرة، واعتبرها أنها كانت "مجرد مستمع".

وقال لابيد على حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقا): "لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تذهب إلى المفاوضات في مصر على أساس مجرد مستمع، وترفض تقديم ورقة الموقف التي صاغها المهنيون لأسباب سياسية".

وأضاف: "وفي الأساس، لا يمكن أن تبذل جهات خارجية (لم يسمها) جهدا أكبر منا لإطلاق سراح مختطفينا من أنفاق حماس".

كما أوردت القناة "13"، أن خلافات كبيرة سبقت توجه الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة المصرية، ترجع إلى أن رئيس الموساد ومسؤول ملف المحتجزين الجنرال احتياط نيتسان ألون، طرحا فكرة تقديم مقترحات جديدة، وهو ما عارضه نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس الأركان.

وكذلك نقل التلفزيون الإسرائيلي "كان" (رسمي)، أن نتنياهو رفض مقترحا لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعده قادة الموساد والشاباك.

وفي هذا الصدد أيضا، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو أوفد سكرتيره الشخصي مع الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة "للتأكد من تقيد رئيس الموساد بتفويضه".

اقرأ أيضاً

السيسي يستقبل رئيس الاستخبارات الأمريكية بالقاهرة.. ماذا ناقشا؟

ووفق موقع "المونيتور"، فإن تركيبة الوفد الإسرائيلي إلى المحادثات، يشير إلى حد ما إلى طبيعة المناقشات التي جرت في العاصمة المصرية.

وإلى جانب برنياع، الذي يقود المحادثات الحالية منذ اجتماعه في أواخر يناير/كانون الثاني في باريس، كان رئيس الشاباك رونين بار، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوفير فولك.

في المقابل، لم يسافر مسؤول تنسيق ملف الأسرى والمفقودين اللواء نيتسان ألون، إلى القاهرة.

ويشير وجود فالك إلى أن المناقشات لم تشمل فقط اقتراح باريس للتوصل إلى اتفاق، ولكن أيضًا قضايا مثل الخلاف بين إسرائيل ومصر حول السيطرة على ممر فيلادلفيا، والشريط الضيق من الأرض بين غزة ومصر، والوضع الإنساني في غزة.

وحسب الصحافة الإسرائيلية، فإن غياب ألون يعكس الخلافات داخل القيادة الإسرائيلية حول الطريقة التي كان ينبغي أن تجري بها هذه المناقشات، مع رفض نتنياهو طرح اقتراح مضاد على الطاولة بعد أن حددت "حماس" الشروط الأسبوع الماضي.

والمخطط الذي تم الاتفاق عليه في باريس يوم 28 يناير/كانون الثاني في اجتماع بين بيرنز وبارنياع والشيخ بن عبدالرحمن، يقضي بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين أو ثلاث مراحل.

ومن المقرر أن تتم المرحلة الأولى للإفراج خلال فترة زمنية مدتها 45 يومًا، على أن توقف إسرائيل جميع أعمال القتال خلال تلك الفترة.

اقرأ أيضاً

رؤساء الموساد والشاباك وCIA في القاهرة لدعم مفاوضات تبادل أسري حماس وإسرائيل

وفي ردها على الاقتراح، طالبت حماس بأن يؤدي المخطط إلى نهاية كاملة للحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، إلى جانب شروط أخرى وصفها نتنياهو بأنها "وهمية".

ومع ذلك، وافقت إسرائيل على مواصلة المفاوضات.

وذكرت القناة "13" العبرية، أن الشاباك والموساد دفعوا إسرائيل لتقديم اقتراح مضاد في القاهرة، وأن المناقشات داخل مجلس الحرب حول هذه القضية واستمرت تقريباً حتى لحظة مغادرة الوفد الإسرائيلي القاهرة.

وحسب ما ورد، رفض نتنياهو الفكرة، بحجة أن حماس يجب أن تتراجع أولاً عن بعض شروطها.

من جانبه، نقل الصحفي الإسرائيلي البارز باراك رافيد، عن مصدر، إن المحادثات الرباعية في القاهرة، انتهت "دون تحقيق انفراجة"، ولكنها توصلت إلى تفاهم بشأن الفجوات التي يجب الاتفاق بشأنها، من أجل الدخول في "مفاوضات جادة"، تقود إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة.

وقالت مصادر إسرائيلية وأمريكية إن الفجوة الأساسية التي تمنع الأمور من التقدم صوب مفاوضات جادة كانت ولا تزال العدد الكبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب "حماس" بالإفراج عنهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، خاصة النساء والمجندات الإسرائيليات.

اقرأ أيضاً

حتى الآن.. مجلس الحرب الإسرائيلي يرفض المشاركة في اجتماع القاهرة

وذكر المصدر للصحفي، أن الاجتماع كان جيداً، وكل الأطراف التي شاركت قامت بجهد كبير للوصول إلى انفراجة.

وأضاف المصدر الإسرائيلي، أنه كانت هناك نقاشات معمقة بشأن الفجوات المتبقية، بما في ذلك قضية الأسرى.

وبين المصدر أن كل الأطراف خرجت من الاجتماع ولديها واجبات تقوم بها، وبعد ذلك سيكون ممكناً رؤية ما إذا كانت هناك شروط كافية لتحقيق مفاوضات فاعلة.

وذكر المصدر أن الوسطاء المصريين والقطريين، سيعقدون محادثات مع حركة "حماس" في الأيام المقبلة، من أجل التوصل إلى تفاهم بشأن ما إذا كانت مواقفها بشأن الأسرى الفلسطينيين هو مواقف منفتحة يمكن تخفيفها، من أجل الوصول إلى مفاوضات جادة.

واختتم المصدر الإسرائيلي حديثه بالقول، إنه "بدون تقليص كبير في عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، فإنه لن يتم إحراز أي تقدم".

فيما قال مصدر مطلع في "حماس"، إن الحركة سترسل وفداً قيادياً، برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية إلى القاهرة بأقرب وقت ممكن، وعلى الأغلب ستكون الزيارة، الأربعاء، لاستكمال المباحثات الخاصة باتفاق إطار باريس لوقف النار وتبادل الأسرى.

وذكر المسؤول في "حماس"، أن الحركة والفصائل الفلسطينية في انتظار مخرجات "اجتماعات القاهرة"، وأكد الانفتاح على مناقشة أي مبادرة تحقق وقف إنهاء الحرب على غزة.

اقرأ أيضاً

إسرائيل ترسل وفدا إلى القاهرة للتفاوض بشأن الأسرى في غزة

في غضون ذلك، وفي مناشدة للحكومة الإسرائيلية للمضي قدماً في التوصل إلى اتفاق، كتبت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة إلى القادة الإسرائيليين: "نحن نتوسل إليكم بكل الطرق الممكنة.. لا تستسلموا ولا تعودوا [من القاهرة] دون اتفاق".

وأضافوا: "إن المهمة هي مهمة تاريخية وأخلاقية يجب تكريسها في التاريخ اليهودي من أجل تحرير وإنقاذ أحبائنا".

وشددت العائلات على أنه بينما غمرتهم الفرحة بإنقاذ أسيرين في رفح في وقت سابق من هذا الأسبوع، فمن الواضح أن إسرائيل لن تكون قادرة على إنقاذ جميع المختطفين المتبقين البالغ عددهم 134 مختطفًا في عمليات عسكرية مماثلة.

وفي تلك الأثناء، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري، عن مسؤولين قولهم إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتقد أن على إسرائيل إبداء المزيد من المرونة في ملف تبادل الأسرى.

وحسب المصادر نفسها، فقد أبلغ بايدن حليفه نتنياهو، أنه قد يتعين على إسرائيل إطلاق سراح المزيد من الأسرى مقابل كل محتجز إسرائيلي، في حين يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه مستعد لإطلاق سراح 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل إسرائيلي كما حدث في الصفقة السابقة.

وقالت المصادر للموقع، إن بايدن يتفق مع نتنياهو على أن طلب "حماس" الإفراج عن آلاف الأسرى "مبالغ فيه".

اقرأ أيضاً

وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكمال محادثات وقف إطلاق النار

وكان بايدن قد أجرى محادثات مع نتنياهو عبر الهاتف الأحد، استمرت حوالي 45 دقيقة.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها تعتقد أن اتفاقا لتبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" لا يزال ممكنا.

وصرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأن واشنطن تقوم بكل ما في وسعها من أجل "إعادة كل الأسرى الإسرائيليين إلى أسرهم".

وأضاف أن الإدارة الأمريكية تعمل مع مصر وقطر بشأن مقترح يقود إلى إطلاق سراح المحتجزين المتبقين في قطاع غزة.

وبينما تتحدث الولايات المتحدة عن مساع للتوصل إلى تهدئة لمدة 6 أسابيع على الأقل بين "حماس" وإسرائيل، تشير مصادر إلى وجود خلاف بشأن مدة الهدنة المحتملة وطبيعتها، مع أنباء عن تحقيق تقدم في جهود الوساطة.

وكانت الوساطة القطرية المصرية قد أفضت إلى هدنة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى غزة.

اقرأ أيضاً

تداعيات العدوان على غزة.. لهذا تعتبر القاهرة تطورات الحرب تهديدا وجوديا

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اجتماع القاهرة وساطة حرب غزة تهدئة غزة إسرائيل الموساد قطر مصر نتنياهو بايدن الوفد الإسرائیلی رئیس الموساد إلى القاهرة فی القاهرة إطلاق سراح اقرأ أیضا من أجل فی غزة

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو يُصدر توضيحا بشأن تحويل "المنحة القطرية" إلى غزة

ردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الجمعة، 28 فبراير 2025، على تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، يقول فيه إن نتنياهو هو من كان يقف خلف تحويل أموال قطر لحركة حماس في قطاع غزة .

وقال مكتب نتنياهو في بيان: "فيما يتعلق بالأموال القطرية كان من بين المبادرين إلى تحويل الأموال شخصيات رئيسية في المجتمع الأمني وحتى دعموا استمرار تحويلها، مدعين أن هذا يكبح جماح حماس ويضمن السلام".

وأضاف، "وزعموا أيضا أن هذه الأموال ستخصص للاحتياجات الإنسانية مثل دفعات المسؤولين والأسر المحتاجة والكهرباء".

اقرأ أيضا/ الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج التحقيق في هجوم 7 أكتوبر

وفي عام 2018، بدأت قطر في إرسال مبالغ شهرية لقطاع غزة، حيث أرسلت نحو 15 مليون دولار إلى غزة في حقائب مليئة بالنقود، سلمها القطريون عبر الأراضي الإسرائيلية بعد أشهر من المفاوضات مع إسرائيل.

ووافقت إسرائيل على الاتفاق في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في 2018، عندما كان نتنياهو يقضي فترة ولايته السابقة كرئيس للوزراء.

وحتى في ذلك الوقت، تعرض نتنياهو لانتقادات من شركائه في الائتلاف بسبب الاتفاق ولأنه "متساهل للغاية مع حماس". وفق شبكة CNN

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج التحقيق في هجوم 7 أكتوبر شاهد: استشهاد المنفذ - إصابة 9 إسرائيليين في عملية دهس قرب حيفا نتنياهو يقرر إرسال وفد تفاوضي اليوم إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات الأكثر قراءة غزة: الكرفانات التي دخلت مخصصة لمؤسسات دولية وليست للإيواء الاحتلال يستدعي أمين سر حركة "فتح" في القدس للتحقيق شهيدة برصاص الاحتلال في رفح مستجدات عملية الحافلات - اعتقال 3 إسرائيليين والاشتباه بأن المنفذين من الضفة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو يُصدر توضيحا بشأن تحويل "المنحة القطرية" إلى غزة
  • نتنياهو يرسل المفاوضين إلى القاهرة ويسعى لتمديد المرحلة الأولى باتفاق غزة
  • حماس تحذر نتنياهو من عرقلة اتفاق تبادل الأسرى
  • بين انفراجة صفقة الأسرى وتهرب نتنياهو من المرحلة الثانية.. سباق مع الزمن لإنقاذ هدنة غزة
  • نتنياهو يعقد اجتماعًا بشأن إرسال فريق مفاوضات إلى الدوحة أو القاهرة
  • صفقة غزة.. نتنياهو لن يقرر بشأن "التفاوض" قبل "تسلم الجثث"
  • أبو عبيدة يكشف موعد تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي
  • عاجل| حماس تتوصل لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن أزمة الأسرى
  • انفراجة لأزمة تبادل الأسرى ومفاوضات المرحلة الثانية بين حماس وإسرائيل
  • صحف العالم.. نتنياهو يساوم حماس بجثث رهائنه مقابل الأسرى الفلسطينيين.. ألمانيا في وجهها اليميني تدعم إسرائيل.. وتطور نوعي في علاقات أمريكا وروسيا