قصة العجول الحمراء و"الانتظار عاما ونصف"
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
يتعرض المسجد الأقصى لتهديدات خطيرة وبصورة منتظمة من قبل المتطرفين الإسرائيليين منذ عام 1967. هذه التهديدات تصاعدت منذرة بالخطر في عام 2022 بوصول 5 عجول حمراء من تكساس الأمريكية.
إقرأ المزيد مشروع "نفي" اليهود إلى "مدغشقر"!من بين المحاولات الإسرائيلية الكثيرة لتغيير الوضع القائم فيما يسمونه بجبل الهيكل، وهو باحة المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين ما حدث في 14 نوفمبر عام 2006، حين أحبط حراس المسجد الأقصى محاولة أربعة من المتطرفين اليهود إجراء حفريات ليلا في مقبرة الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، والتي تضم رفات عدد من الصحابة والعلماء.
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية كان وصف الاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى في عام 2006 بأنها كانت الأخطر منذ عام 1967، مشيرا إلى أن الحكومة اليهودية وبلدية القدس والجماعات اليهودية المتطرفة استغلت الظروف الداخلية الفلسطينية في ذلك الوقت، وتم تنفيذ "الكثير من الإنشاءات لفرض الأمر الواقع على الأرض، فافتتح كنيس لصلاة اليهود أسفل وجوار المسجد الأقصى، ودشن المتاحف ليجعل له تاريخا من لا شيء، ووسع ساحة البراق والتي جعلوها ساحة للمبكى على أمجادهم المزعومة... واعتمد إنشاءات جديدة وكأنهم في سباق مع الزمن لسلب المسجد الأقصى وتهويده".
عملية طوفان الأقصى، المتمثلة في الهجوم الذي نفذ في 7 أكتوبر الماضي انطلاقا من غزة، والرد الإسرائيلي العسكري غير المسبوق والمتواصل منذ ذلك الحين والذي خلف أكثر من 28 ألف قتيل، كان أحد أسبابها "الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجِد الأقصى المبارك".
الأوضاع ازدادت سوءا منذ أن تولت من توصف بأنها واحدة من أكثر الحكومات يمينية في التاريخ الإسرائيل السلطة بقيادة بنيامين نتانياهو في ديسمبر 2022.
من ذلك أن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير كان زار في عام 2023 باحات الأقصى ثلاث مرات بطريقة استفزازية للتأكيد على السيادة الإسرائيلية عليها.
سر العجول الخمس:
منظمة " بونيه يسرائيل" التي تعمل مع منظمات أخرى مشابهة،على بناء ما يسمى بـ"هيكل سليمان الثالث"، منذ عام 1987، كانت استوردت في عام 2022 من ولاية تكساس الأمريكية خمسة عجول حمراء "صهباء اللون"، ووفقا للتعاليم التلمودية، على اليهود تطهير أنفسهم عن طريق دهن أجسادهم بمزيج من الماء والرماد من هذه العجول النادرة، قبل الدخول الى موقع الهيكل المقدّس.
شرائح من اليهود الذين يوصفون بالمتدينين يؤمنون بأن البقرات الحمراء هي ركيزة أساسية تمهد ببناء الهيكل اليهودي الثالث.
منظومة "معبد الهيكل" هي الأخرى تعمل بجدية على التمهيد لبناء الهيكل الثالث الذي يعتقد أنه دمر للمرة الثانية في عام 70 ميلادية، من خلال تدريب مصلين ورجال دين وصنع أدوات تستخدم في الطقوس اليهودية مثل ملابس الكهنة والمباخر وقوالب الخبز والآلات الموسيقية.
هذه العجول الخمس التي وصلت إلى إسرائيل في عام 2022 لم تكن الوحيدة، وكان أعلن قبل ذلك عن وصول هذا النوع من سلالة أبقار "أنغوس الحمراء" الامريكية في عدة مناسبات سابقة، إلا أنها ربما لم تكن مناسبة وخالية تماما من أي شوائب في اللون وما إلى ذلك.
العجول الحمراء الخمسة ما هي إلا وسيلة لتلبية عدة شروط منها أن تكون البقرة الحمراء قد ولدت في إسرائيل وألا تكون قد ربطت برسن بتاتا، ولم تستخدم في العمل مطلقا، وأن يكون عمرها 3 أو 4 سنوات.
للحصول على مثل هذه العجول الحمراء الفريدة يتم استخدام تقنيات زرع الأجنة المجمدة لماشية "أنغوس" الحمراء في الماشية الإسرائيلية.
موقع "فرانس 24" كان نقل في منتصف العام الماضي عن حاييم بيركوفيتس، وهو فرنسي إسرائيلي عضو في منظمة "بونيه يسرائيل" تأكيده أن إعادة إعمار الهيكل، هي "مسألة وقت فقط".
الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأخرى تنشط في هذا الاتجاه، وقد وافقت على "خطة لتوسيع وتحديث البنية التحتية والمرافق في القدس، مع الأخذ في الاعتبار التدفق المتوقع للحجاج والسياح الذين سيزورون المدينة بعد افتتاح المعبد. تنص الخطة على بناء طرق وجسور وأنفاق ومواقف سيارات وفنادق ومهاجع ومطاعم ومتاجر ومراكز ثقافية جديدة. ومن المخطط أيضا تحسين أنظمة الأمن والصرف الصحي والنقل والاتصالات في المدينة. التكلفة التقديرية للمشروع هي 10 مليار شيكل"، أي ما يعادل حوالي 3 مليارات دولار أمريكي.
المصدر ذاته نقل عن يتسهار بير، وهو مدير مركز "كيشيف" لحماية الديموقراطية في إسرائيل قوله إن "عشاق الهيكل الثالث" ليسوا بأي حال من الأحوال هامشيين، وأن هذه الشريحة من المجتمع الإسرائيلي التي كانت مؤلفة "من بضع عشرات من الأفراد قبل عشرين عاما، "عددها آخذ في الازدياد"، وعقيدتها امتدّت حتى "عمق الدائرة السياسية".
الحاخام اسحق مامو الذي كان اشترى قبل 13 عاما قطعة أرض على جبل الزيتون لاستخدامها في طقوس العجل الأحمر، كان صرح في مارس الماضي معربا عن الامل " في غضون عام ونصف من اليوم ، يمكننا أن نقيم هنا في هذه المنطقة مراسم البقرة الحمراء التي ستكون في الواقع الخطوة الأولى للمعبد".
هذا الحاخام يوضح أيضا أن هذا الطقس الديني "يحتاج إلى كهنة لم يتم تدنيسهم بلمس أي شيء ميت"، مضيفا في هذا السياق أن "معهد المعبد لديه بالفعل تسعة كهنة طاهرين"، وهؤلاء "لم يولدوا في المستشفى... ولدوا في المنزل. لأنهم كهنة. على أي حال، هم لا يذهبون إلى أي مقبرة. ويبقيهم الوالدان في موقف لن يصلوا فيه إلى أي مقبرة ، ولن يذهبوا إلى مكان آخر، أي مكان إشكالي".
اسحق مامو يعلن على الملأ قائلا: "لدينا الكاهن، لدينا العجل الأحمر، لدينا الأرض. لدينا كل شيء جاهز. نحن بحاجة فقط إلى الانتظار سنة ونصف أخرى".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة القدس طوفان الأقصى قطاع غزة المسجد الأقصى فی عام
إقرأ أيضاً:
عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقتحم العشرات من المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك فى مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الخميس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
وأشارت مصادر في محافظة القدس، إلى أن قوات الاحتلال تقوم بتصوير المركبات في حي وادي حلوة في بلدة سلوان، وتفرض غرامات مالية عليها،وتتعمد قوات الاحتلال فرض غرامات مالية باهظة على المقدسيين، في إطار سياسة التضييق عليهم.
وفي سياق متصل.. هاجم مستوطنون، صباح اليوم، المزارعين أثناء عملهم في قطف ثمار الزيتون في أراضيهم في قرية شوفة جنوب شرق طولكرم.
وأفاد أحد المزارعين بأن مجموعة من مستوطني مستعمرة "أفني حيفتس"، المقامة على أراضي القرية، والبؤرة الرعوية المقامة غربها، وبحراسة قوات الاحتلال، هاجموا المزارعين تحت تهديد السلاح، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، وأطلقوا الأعيرة النارية لإرهاب المزارعين، وهم يطاردونهم من منطقة لمنطقة، بحجة أن هذه الأرض لهم، وليست للفلسطينيين، وهددوهم بعدم العودة مرة أخرى، مشيرا إلى أن هذه الأراضي مزروعة بأشجار الزيتون المعمر قبل وجود الاحتلال على هذه الأرض.
يشار إلى أن المزارعين في شوفة يتعرضون بشكل شبه يومي لمضايقات المستعمرين الذين يهاجمونهم أثناء قطف الزيتون، ويخربون أدواتهم الزراعية، ويستولون عليها، في محاولة منهم، لتهجيرهم من أراضيهم.
وفي ذات السياق.. اعتدى مستوطنون، على قاطفي الزيتون في قرية جالود جنوب نابلس، حيث قاموا بحماية قوات الاحتلال بمهاجمة مواطنين في الجهة الجنوبية الغربية من قرية جالود، وأطلقوا صوبهم الرصاص الحي، وقاموا بسرقة ثمار الزيتون.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذت قوات الاحتلال والمستوطنين، منذ بداية موسم قطف الزيتون أكثر من 253 اعتداء، منها 184 اعتداء شمال الضفة، و113 تركزت في محافظة نابلس.
وتتعرض الأراضي الفلسطينية خلال موسم قطف الزيتون السنوي لاعتداءات متكررة من قبل المستعمرين وجيش الاحتلال، ويواجه المزارعون باستمرار عوائق وممارسات تعسفية تحول دون الوصول إلى أراضيهم، ما يؤدي إلى خسائر مادية جسيمة ويزيد من معاناتهم اليومية تحت وطأة الاحتلال.