لمن لم يفهم بعد هذا هدف دواعش إسرائيل
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
لمن لم يفهم بعد هذا هو هدف دواعش إسرائيل
تقف اليوم كل هذه الأطراف عاجزة، أو بالأصح متواطئة مع وحش من نفس الطينة بل وأكثر شراسة.
فجّر الوحش خزان حقده ضد المدنيين؛ لم يتقيد بأي قيم وقواعد قديمة، وانتهى به الأمر إلى حرب مفتوحة.
اتهام إسرائيل بالتوحش والإرهاب المطلق ليس ادعاء باطلا أو مبالغة في الوصف نابعة كما يدعون من عداء للسامية.
"الوحش في طريقه نحو الموت. الوحش لا يستسلم بسهولة، يترك دائما وراءه أضرارا عالية. الوحش هم الشياطين الصهاينة.."
إما تصفية نهائية لقضية فلسطين أو هزيمة الوحش بمنعه من إنجاز أهدافه، ووضع القضية على أسس مختلفة؛ لا طريق ثالثا.
الوحش الحالي يملك أسلحة أكثر فتكا وتدميرا؛ ليست هذه فقط الخاصية التي تميزه عن بقية الوحوش، بل يرى نفسه غير ملزم بالقوانين والأعراف والأخلاق وقواعد الحرب.
قد لا تستطيع المقاومة التخلص من الوحش بحكم موازين القوى، لكن يمكن استنزاف قواه، وإضعاف إرادته وتكثيف الضغط عليه حتى يتوقف لكنه سيعود للهيجان عندما يستعيد بعض قوته.
* * *
عندما ظهر تنظيم داعش، وانطلق في عملياته الوحشية ومارس على الأرض أسلوبه في إدارة ما سماه منظروه بإدارة التوحش، اتفق الجميع على وصف مقاتليه بـ"الإرهابيين"، وتم إدراجه ضمن "الحركات الإرهابية". وبناء عليه أقيم تحالف دولي لمواجهة هذا الوحش السياسي الذي كاد أن يحول المنطقة والعالم إلى حالة فوضى واقتتال مستمر.
تقف اليوم كل هذه الأطراف عاجزة، أو بالأصح متواطئة مع وحش من نفس الطينة بل وأكثر شراسة. الوحش الحالي يملك أسلحة أكثر فتكا وتدميرا؛ ليست هذه فقط الخاصية التي تميزه عن بقية الوحوش، وإنما أيضا يعتبر نفسه غير ملزم بكل القوانين والأعراف والأخلاق وقواعد الحرب، ويمكنه في الآن ذاته أن يجرّ الآخرين من الغربيين إلى مساندته والوقوف إلى جانبه مهما كانت الكلفة الإنسانية والاقتصادية المترتبة عن هذا الجنون.
اتهام الإسرائيليين بالتوحش والإرهاب المطلق ليس ادعاء باطلا أو مبالغة في الوصف نابعة كما يدعون من عداء للسامية، والدليل على ذلك ما يلي:
يقول "موشي فيغلين"، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود:
"لا يوجد شيء اسمه تفكيك حماس، كما لم يكن لتشرشل مسمى تفكيك الحزب النازي.. لا يوجد ألمان بريئون لهذا تم سحق مدينة دريسدن.. الأمريكيون لم يبحثوا عن ممر إنساني في هيروشيما أو ناغازاكي؛ حرقوا كل الأولاد اليابانيين في هذه المدن ومدن أخرى. يجب أن نغير كل القواعد ونأخذ بعين الاعتبار يوم المحرقة (7 أكتوبر) ونضع كل القواعد القديمة جانبا، وننتصر انتصارا ساحقا ومؤلما، بحيث نحقق ثلاثة شروط وهي احتلال- تهجير- استيطان".
هل هناك قول واعتراف أشد وضوحا من هذا؟ يقول إن المطلوب حاليا ليس تفكيك حماس كما يدعي نتنياهو في تصريحاته الديماغوجية؛ المسألة أبعد من ذلك بكثير، المطلوب هو إعادة ما حصل في الحرب العالمية الثانية، إبادة الغزّيين برجالهم ونسائهم وأطفالهم وتهجيرهم كخطوة ثانية، وأخيرا احتلال أرضهم بالكامل، ولتحقيق ذلك لا بد من التخلي عن جميع الضوابط الأخلاقية والعسكرية والقانون الإنساني والدولي.
هذا هو جوهر المشروع الصهيوني الذي عبر عنه "موشي" بكل وضوح؛ نحن سنقوم بالسيطرة على كل فلسطين، سواء قبلتم بذلك أم لا، نحن نقرر والعالم سيقبل، ونعرف كيف نُخضع البقية ونجعلهم شركاء في الجريمة.
كلما توالت مثل هذه الاعترافات الفظيعة ازدادت في المقابل التصريحات الغاضبة التي تدل على حالة وعي جديد بأن الوحش خرج من مخبئه. يقول أحد الصحافيين الفرنسيين:
"في مرحلة أوسلو كان هناك 120 ألف مستوطن في الضفة الغربية، أصبح العدد اليوم 700 ألف. وهذه سياسة الأمر الواقع التي يعتمدها نتنياهو، فمنذ انتخابه في سنة 2006 تقوم استراتيجيته على تقسيم الفلسطينيين، وتحييد الأجانب، والعمل على حل المشاكل مع الدول العربية دون الإشارة إلى القضية الفلسطينية.. يعمل على منع التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية".
طفح الكيل وبلغ الصراع أقصى درجاته فكان لا بد أن ينفجر الطوفان، والطوفان حالة مفاجأة تشبه الغليان، وتكون نتائجها غير متوقعة. تبادل الطرفان الضربات بعنف، وفجّر الوحش خزان حقده ضد المدنيين!
فلم يتقيد بأي قيم وقواعد قديمة، وانتهى به الأمر إلى اختيار الحرب المفتوحة؛ إما تصفية نهائية لقضية فلسطين أو تحقيق انتصار على الوحش بمنعه من إنجاز أهدافه، ووضع القضية على أسس مختلفة؛ لن يكون هناك طريق ثالث.
قد لا تستطيع المقاومة التخلص من الوحش بحكم موازين القوى، لكن يمكن استنزاف قواه، وإضعاف إرادته وتكثيف الضغط عليه حتى يضطر إلى التوقف، لكنه في كل الحالات سيعود إلى الهيجان عندما يستعيد بعض قوته وتتوفر له الظروف الملائمة.
وصفت إحدى الاذاعات العبرية الحالة الإنسانية في غزة بكونها أخطر مما شهدته هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية؛ دمار غير مسبوق، وستكون لهذا نتائجه التي لن يتم نسيانها وتجاوزها بسهولة، لكن يمكن ذلك في حال عدلت بعض الحكومات العربية الأساسية من موقفها كما توحي به بعض الاجتماعات الأخيرة التي عقدتها الدول الخليجية. هناك تململ ورفض لطريقة تعامل نتنياهو مع هذه الدول، إذ يعتبرها مجرد خزائن سليمان؛ يأمرها فتستجيب. المتوحشون يتعاملون دائما مع الآخرين باستعلاء وتفوق.
تحدثت سيدة فرنسية بكل جرأة: "الوحش في طريقه نحو الموت. الوحش لا يستسلم بسهولة، يترك دائما وراءه أضرارا عالية. الوحش هم الشياطين الصهاينة. أعداؤنا ليسوا المسلمين أو اليهود الحقيقيين، هؤلاء صنف آخر من اليهود، هؤلاء يعبثون بكل شيء.. يجب أن يتوقف هذا، يجب أن نكون أقوياء صبورين ومتحدين".
بقطع النظر عن الخلفيات السياسية والأيديولوجية لهذه السيدة، لكن ما دعت إليه ينطبق بدرجة أساسية على الفلسطينيين؛ الذين بوحدتهم ورفضهم الخضوع للخوف والابتزاز والانفراد بالرأي والتنسيق مع الجهات المعادية لقضيتهم.. يمكن أن يستثمروا الوقوف وراء المقاومة.. ذلك هو قدرهم إن أرادوا إفشال المخطط الداعشي الصهيوني.
*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل الوحش تهجير فلسطين غزة متطرفين قضية فلسطين
إقرأ أيضاً:
القوة التي لا تستسلم..!
يمانيون../
تستمر ماكنات الإعلام وصحف الغرب والعالم، ومراكز أبحاث عساكره وساسته، تأكيد الفشل الأمريكي – الغربي بمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ المساندة لغزة.
يقول “المركز العربي واشنطن دي سي”: “على الرغم من تفوق القدرات العسكرية لأمريكا والغرب؛ إلا أن فشلها بات من المسلَّمات بعد عجزها في وقف الهجمات اليمنية على الكيان وسفنه في البحر الأحمر”.
ومن وجهة نظره، فقد تمكنت قوات صنعاء من تشكيل تحالفات جديدة وقوية مع دول؛ مثل روسيا والصين، بعد أن طورت أسلحتها بشكل مذهل.
والمؤكد، في عقيدته التحليلية، فشل عسكرة أمريكا للبحر الأحمر، دون الحد من قدرات اليمنيين التي باتت قوة عسكرية ملفتة في المنطقة.
قوة لا تستسلم
وتحت عنوان “اليمنيون لا يخافون”، أكدت صحيفة “معاريف” أن عمليات اليمن على “إسرائيل” فرضت معادلات عسكرية على المنطقة في ظل عجز الردع الغربي.
وقالت الصحيفة العبرية: “إن استمرار عمليات قوات صنعاء جعل منها قوة لا تستسلم لـ”إسرائيل” وأمريكا، وسبباً لإغلاق ميناء أم الرشراش “إيلات”، وإلحاق أضراراً جسيمة به، وقطع شريان حياة اقتصاد “إسرائيل” من قارة آسيا”.
الحظر الأخطر
وتحت عنوان “حصار اليمن يكبدنا خسائر فادحة”، قال بنك “إسرائيل” المركزي: “إن حصار اليمن البحري على السفن في البحر الأحمر، وتحويل عبورها من المحيط الهندي، يكبد اقتصادنا أضراراً كبيرة بارتفاع تكاليف الشحن، والأسعار على المستهلكين”.
وأضاف: “استمرار فرض الحصار البحري يعد العقاب الأخطر على “إسرائيل”؛ كون أغلب وارداتها تأتي من قارة آسيا وتمثل خُمس إجمالي السلع بمبلغ أكثر من 20 مليار دولار”.
لا علامات لتوقفها
وفي تقريرها بعنوان، “هل أنتهت الحرب البحرية الكبرى بين اليمنيين والولايات المتحدة؟”، أكدت مجلة “ناشيونال إنترست”، أته لا وجود لأي علامة على توقف العمليات اليمنية، الأمر الذي يجعل مهام القيادة المركزية الأمريكية في وضع صعب.
وفي حين أكد المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية “IISS”، فشل الغرب في تحقيق أهدافه المعلنة في معركة البحر الأحمر، على الرغم من التفوق العسكري لقواته، أشار “المعهد الإيطالي للدراسات الدولية ispi”، إلى أن عجز بحريات أمريكا والغرب في ردع هجمات اليمنيين، أصبح واضحا وضوح الشمس.
“مستمرون حتى وقف العدوان”
وتستمر القوات اليمنية في ضرب الكيان بالصواريخ والطيران المسيّر، وفرض الحظر البحري على سفنه، والمرتبطة به، في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي، ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” المساندة للمقاومة الفلسطينية حتى وقف العدوان الصهيو – غربي على غزة واليمن.
يشار إلى أن فاتورة خسائر دول العدوان على غزة واليمن تجاوزت 220 قِطعة بحرية (“إسرائيلية” وأمريكية وبريطانية وأوروبية)، مُنذ نوفمبر 2023.
السياسية – صادق سريع