أعربت منظمات إنسانية دولية، عن قلقها بعد حديث كبار المسؤولين الإسرائيليين عن خطط البلاد للقيام بعملية عسكرية كبيرة في  مدينة رفح، جنوب غزة، حيث نزح أكثر من نصف سكان القطاع هربا من القتال العنيف.

وحذر مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة،  مارتن غريفيث، في بيان، الثلاثاء، من أن "أكثر من نصف سكان غزة - أكثر من مليون شخص - محشورون في رفح، ويحدقون في الموت، بالكاد يجدون طعاما، ولا يتلقون عمليا أي عناية طبية، ولا مكان ينامون فيه، ولا مكان آمنا على الاطلاق"، لافتا إلى  أن "الهجوم لا يقاس على صعيد الكثافة والوحشية والحجم".

وأضاف "أقول منذ أسابيع إن ردنا الإنساني في حال يرثى لها. أدق جرس الإنذار مجددا: العمليات العسكرية في رفح يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة. ويمكن أن تؤدي أيضا بالعمليات الإنسانية الهشة أصلا إلى حافة الموت".

وتابع غريفيث: "ليس لدينا ضمانات مرتبطة بالأمن ولا إمدادات ولا طاقم ضروريا للاستمرار في هذه العمليات".

وفيما  حذر المجتمع الدولي من التداعيات الخطيرة لأي اجتياح بري لرفح"، قال غريفيث "لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه النداءات"، مشددا على أن "التاريخ لا يسامح وينبغي لهذه الحرب أن تتوقف".

وتخطط إسرائيل لتوسيع نطاق اجتياحها البري ليشمل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي لجأ إليها أكثر مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الهجوم الذي تسبب في تدمير جزء كبير من القطاع الفلسطيني، منذ هجوم مسلحي حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي قُتل فيه 1200 شخص وخُطف أكثر من 250، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لقناة "إيه بي سي نيوز" في مقابلة، الأحد: "أولئك الذين يقولون إنه لا ينبغي لنا أن ندخل رفح تحت أي ظرف من الظروف، يقولون لنا في الأساس اخسروا الحرب".

والاثنين، تحدث المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، عن التقدم جنوبا نحو رفح، قائلا: "نحن نقترب الآن من شن هجوم بري في رفح لأن القوات الإسرائيلية نجحت بالفعل في اجتياح معظم قطاع غزة من الشمال".

وبالنسبة للفلسطينيين، تعد رفح الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة ملاذا من الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 28 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس.

وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، نتانياهو بأنه ينبغي ألا تمضي إسرائيل قدما في عملية في رفح دون خطة لضمان سلامة من يلوذون بها.

ويقول مسؤولو الإغاثة والحكومات الأجنبية، إنه لا يوجد مكان يذهبون إليه. وقالت مصر إنها لن تسمح بنزوح جماعي للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها.

واعتبرت منظمة "أطباء بلا حدود" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين: "لا يوجد مكان آمن في غزة ولا توجد وسيلة تمكن الناس من المغادرة"، مضيفة أن ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني يحتمون في المنطقة. 

ووصف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، احتمال حدوث توغل عسكري إسرائيلي كامل في رفح بأنه "مرعب".

وقال المكتب على منصات التواصل الاجتماعي: "عدد كبير للغاية من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، قد يقتلون أو يصابون" في هذا الهجوم "يجب على العالم ألا يسمح بحدوث ذلك".

والإثنين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من تحرير رهينتَين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية كانا محتجزين في قطاع غزة، خلال عملية ليلية في المدينة.

ورافقت العملية الإسرائيلية هذه ضربات أودت بمئة شخص، على ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007.

وفي رفح، بدأ الكثير من الفلسطينيين بمغادرة الخيم، الثلاثاء، وجمع امتعتهم، فيما اتجه آخرون إلى شمال القطاع مع أمتعتهم التي تكدست على أسطح سياراتهم.

وقالت أحلام أبو عاصي "نزحنا من غزة إلى الجنوب ثم (...) إلى رفح"، مضيفة "لا مال ولا مكان آمنا" مؤكدة أنها لن تعود إلى غزة (شمال) إلا إذا تأكدت أنها "آمنة".

وتابعت "أفضل الموت هنا. الناس يموتون هناك من الجوع".

وقرر محمد سليمان الكوارة من خان يونس الذي نزح إلى رفح العودة إلى مدينته رغم القصف المتواصل.

وروى الرجل كيف هاجمت "الطائرات والدبابات" قبل ثلاثة أيام منطقة المواصي التي نزح إليها، قائلا "لم نتمكن من النوم أو الأكل (...) اليوم سننزح مرة اخرى إلى خان يونس".

والثلاثاء كانت أعمدة الدخان تتصاعد في خان يونس ورفح من جراء ضربات، وفق صحفيي وكالة فرانس برس في غزة.

وفي سياق متصل، قالت جنوب أفريقيا، الثلاثاء، إنها قدمت طلبا لمحكمة العدل الدولية للنظر فيما إذا كانت خطة إسرائيل لتوسيع هجومها على قطاع غزة ليشمل مدينة رفح تتطلب إقرار تدابير طارئة إضافية لحماية حقوق الفلسطينيين.

وكانت المحكمة أمرت، الشهر الماضي، إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات التي في وسعها من أجل منع ارتكاب قواتها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار قضية رفعتها جنوب أفريقيا.

ونفت إسرائيل هذه الاتهامات وطلبت من المحكمة رفض القضية تماما، قائلة إنها تحترم القانون الدولي ولها الحق في الدفاع عن نفسها.

وقالت الرئاسة في جنوب أفريقيا في بيان "عبرت حكومة جنوب أفريقيا في طلب قدمته إلى المحكمة في 12 فبراير عن قلقها البالغ من أن الهجوم العسكري غير المسبوق على رفح، مثلما أعلنت إسرائيل، أدى بالفعل إلى قتل وأذى ودمار واسع النطاق وسيؤدي إلى المزيد".

وأضاف البيان "سيمثل هذا خرقا خطيرا لا يمكن تداركه لاتفاقية الإبادة الجماعية وقرار المحكمة الصادر في 26 يناير".

وأكدت المحكمة في منشور على إكس تلقيها الطلب، لكنها لم توضح كيف ومتى ستتخذ قرارا. ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد على طلب للتعليق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: جنوب أفریقیا قطاع غزة أکثر من فی رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تصرخ: قطاع غزة يواجه كارثةً إنسانيةً غير مسبوقة

أطلقت حركة المقاومة الفلسطينية حماس صرهة تحذيرية حيث أكدت ان قطاع غزة بات يواجه كارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، ونقصاً حادّاً في كافة مستلزمات الحياة الأساسية من غذاء وماء ووقود ودواء، بما في ذلك منع دخول التطعيمات الضرورية للأطفال.

جاءت هذه التصريحات؛ مع مرور 50 يوماً على الإغلاق الكامل والشامل للمعابر من قبل جيش الاحتلال الصهيوني.

وقالت الحركة في بيان: ما يدفع بالسكان نحو مجاعة وكارثة صحّية تتفاقم يوماً بعد يوم، تترافق مع مجازرَ وحشية يومية يتعرّض لها المدنيون الأبرياء في الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والخيام، وتدميرٍ ممنهجٍ للمستشفيات والمرافق المدنية.

وأضاف البيان: الحصار المطبق المفروض على أكثر من مليونين وربع المليون إنسان، واستخدام التجويع كسلاح، هو جريمة حرب موصوفة، وانتهاك لكل المواثيق الدولية والإنسانية، يرتكبه قادة الاحتلال المجرم مع سَبْق إصرار، وإن استمراره يُعدّ فشلاً سياسياً وأخلاقياً وإنسانياً للمنظومة الدولية ومؤسساتها.

وقالت الحركة: أمام هذه الكارثة، نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الجهات ذات العلاقة بضرورة التحرك، وتحمّل مسؤولياتهم والضغط على مجرم الحرب نتنياهو وحكومته الفاشية لفتح المعابر، وإدخال كل المستلزمات الضرورية للحياة فوراً إلى قطاع غزة.

وفي نهاية البيان دعت حماس الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وأحرار العالم؛ إلى العمل بكل السبل لكسر الحصار عن شعبنا في غزة، وفتح المعابر ونجدة إخوانهم في القطاع ودعم صمودهم على أرضهم، وتصدّيهم لمخططات الاحتلال الفاشي التي تستهدف المنطقة بأسرها.

حماس: نجدد مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على نتنياهو لفتح المعابر إلى غزةقيادي بحماس: وفد من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى مصرصفقة الأسرى في مهب الريح.. إسرائيل تصعّد وحماس تُصر على اتفاقات تنهى الحربحماس: دعوات وزراء الاحتلال لفرض السيادة على الضفة محاولة يائسة لتصفية القضيةحماس: تصريحات وزراء حكومة الاحتلال بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية تمثل امتدادا لسياسات الاستيطان العدوانيةأخبار التوك شو|موسى: الرئيس السيسي وجه بتقليل زمن الإفراج الجمركي.. جمود في مفاوضات إسرائيل وحماس

مقالات مشابهة

  • تواصل المواجهات في الفاشر وسط أزمة إنسانية متفاقمة
  • أونروا تكشف عن أزمة إنسانية مروعة في غزة
  • الصفدي: وقف المساعدات على قطاع غزة أدى إلى كارثة إنسانية
  • غزة تحت الحصار: كارثة إنسانية تلوح في الأفق وسط صمت العالم
  • غزة تحت الحصار والقصف : معاناة إنسانية تتجدد بين الأنقاض
  • البث الإسرائيلية: منح فرصة أخيرة للتفاوض قبل توسيع العملية العسكرية في غزة
  • وزير العدل بالحكومة الليبية يلتقي ممثلي منظمات المجتمع المدني ويشيد بدورهم
  • حماس تخرج عن هدوئها وتدعو الجماهير في كل دول العالم إلى حصار السفارات الإسرائيلية والأميركية
  • حماس: قطاع غزة بات يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة
  • حماس تصرخ: قطاع غزة يواجه كارثةً إنسانيةً غير مسبوقة