كتبت"ميسم رزق في" الاخبار": كانت لافتة مسارعة باريس الأسبوع الماضي إلى طرح ورقة عمل انطلقت من معطيات تفيد بأن الهدنة في غزة باتت وشيكة، رغم ما نُقل عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن هناك وقتاً مفتوحاً قد يمتد إلى نهاية الشهر الجاري أو حتى بداية شهر رمضان. وعلى هذا الأساس، وصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورني إلى بيروت، حاملاً «الورقة - المقترح»، وأبلغ المسؤولين في لبنان بأن المدير العام للخارجية الفرنسية فريديريك موندولوني والمدير العام لشؤون الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الدفاع أليس روفو سيصلان خلال يومين إلى لبنان لمناقشة مضمون الورقة.

 

الورقة الفرنسية

وبحسب المعنيين، فإن الورقة هي عبارة عن صفحتين بالإنكليزية (non-paper)، تحت عنوان «ترتيبات أمنية بين لبنان وإسرائيل». وهي تشير في الجزء الأول إلى تفاهم نيسان 1996، وتقترح «آلية لمجموعة من الخطوات الهادفة إلى خفض حدة التصعيد ضمن مسار تدريجي يسير على مراحل مع بدء التهدئة في غزة. على أن تلتزم الأطراف بهدف اتخاذ قرار جدّي لوقف إطلاق النار، عندما تكون الظروف مناسبة، بهدف ضمان التنفيذ الفعَّال لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، الذي يظل الأساس لاستقرار الوضع على الحدود».

وتقترح الورقة «تشكيل مجموعة مراقبة تتألف من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل لمراقبة تنفيذ الترتيبات الأمنية التي سيجري الاتفاق عليها، والتعامل مع الشكاوى التي يمكن أن تقدّمها الأطراف». ويجري التنفيذ، وفق الورقة، على ثلاث مراحل من التنفيذ، الأولى: لا سقف زمنياً لها وتتصل بوقف العمليات العسكرية على جانبَي الحدود، مع شروحات مفصّلة حول دور خاص لقوات «اليونيفل» وفق قواعد القرار 1701. أما المرحلة الثانية، فمدتها ثلاثة أيام، وتهدف إلى «تفكيك مواقع حزب الله وانسحاب المقاتلين والمنظومات الصاروخية والقتالية ضمن مدى 10 كيلومترات شمال الخط الأزرق» (...) وتعمد إسرائيل في المقابل إلى وقف كل أنواع الطلعات الجوية فوق لبنان». وهذه المرحلة «تواكبها عملية انتشار لـ15 ألف جندي من الجيش اللبناني في كل منطقة جنوب نهر الليطاني، ويجري تنسيق العمل بعد استئناف الاجتماعات الثلاثية في الناقورة».

وبحسب الورقة فإن المرحلة الثالثة، يفترض أن «تُنجز خلال عشرة أيام»، وتقضي بإطلاق مفاوضات هدفها «ترسيم متدرّج للحدود البرية وفق القرار 1701 والمشاركة في مفاوضات حول خريطة طريق لضمان إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي ظهور مسلح أو مواقع عسكرية أو مواد قتالية باستثناء تلك التابعة للحكومة اللبنانية وقوات اليونيفل». كما تشير إلى «توفير دعم لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، وكذلك توفير دعم اقتصادي لمنطقة الجنوب اللبناني».

أرسل الفرنسيون نسخة من هذه الورقة إلى قيادة حزب الله التي قرّرت عدم التفاعل وجدّدت للوسطاء بأن الحزب غير معنيّ بأي بحث قبل وقف الحرب على غزة. فما كان من الوفد إلا التوجه صوب الرئيسيْن بري وميقاتي، فنصح الأخير الوفد بالوقوف على رأي الرئيس بري على وجه الخصوص.

كان الوفد يأمل من اللقاء مع بري الحصول على موافقة مبدئية تسمح له بإطلاق ورشة العمل. لكنّ رئيس المجلس ناقش الورقة بنداً بنداً، وقال رأيه في كل نقطة. وأهم ما ركّز عليه هو أنه «في ظل عدم الحديث عن قرار دولي جديد، وبما أن القرار 1701 يمثل الإطار الناظم لكل ما يجري على الحدود، وبما أن لبنان يجد في القرار مصلحته الوطنية، ويريد التقيّد به، فإن الأفضل، هو عدم وضع اقتراحات لتفاهمات جانبية أو اتفاقات بديلة، وإنه يمكن العمل على تنفيذ هذا القرار». وتوجّه بري إلى الوفد الفرنسي قائلاً: «اذهبوا وأقنعوا إسرائيل بتنفيذ القرار الدولي، والانسحاب من النقاط التي لا تزال تحتلها، والتوقف عن كل الخروقات البرية والبحرية والجوية، وعندها ستجدون لبنان أكثر التزاماً بما يتوجب عليه وفق القرار». كذلك سمع الوفد الفرنسي من بري كلاماً واضحاً فيه «رفض لمقترح ترتيبات أمنية». وأبلغ المسؤولون اللبنانيون الوفد بأنه «لا وجود لشيء اسمه ترتيبات أمنية بين لبنان وإسرائيل، وأن لبنان يرى في الورقة نفسها خرقاً للقرار 1701». كما أنه «لا يمكن للبنان القبول بلجنة تضم إسرائيل لمراقبة تنفيذ الترتيبات الأمنية». وسأل بري الوفد الفرنسي: «أين هو دور اليونيفل ولماذا لا تتولى هي المراقبة؟».

وفي ما يتعلق بالمنشآت العسكرية التي يجب إزالتها، كان الجواب أنه «لا توجد في الجنوب قواعد عسكرية ظاهرة لتُطلب إزالتها». أما بالنسبة إلى انتشار قوات الجيش اللبناني، فلفت بري إلى أن «جنود الجيش يدخلون إلى الجنوب كما إلى أي منطقة في لبنان والجيش يضع يده على أي سلاح ظاهر أو متفلّت من دون تدخل أحد». وكان موضوع الجيش من النقاط التي أثارها ميقاتي مع الوفد الفرنسي، من باب السؤال عن المساعدات «التي تتحدثون أنكم ستقدّمونها ولم يصل منها إلا مساعدات مالية محدودة جداً». طبعاً، لم يكن الوفد الفرنسي يتوقّع نتيجة حاسمة من زيارته، وهو لذلك كرّر أن ما يطرحه عبارة عن أفكار تمّت مناقشتها مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وهي قابلة للتعديل والتطوير. لكنه حاول التذاكي من خلال السؤال عن إمكانية المبادرة إلى «خفض التصعيد» فوراً، بهدف إلغاء أي ربط بين جبهة لبنان وما يجري في غزة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الوفد الفرنسی

إقرأ أيضاً:

باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة

أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أن "احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية جديدة والسكوت عنه دوليًا واستساغته داخليًا، يضع لبنان أمام خطر مشروع إسرائيل التوسعي، الذي لم يوقفه اتفاق وقف إطلاق النار ولا القرار 1701".

وأضاف  خلال المؤتمر السنوي التنظيمي للتيار: "القرار الوطني الحر هو الذي يسمح بوضع خطة وإجراءات حكومية فاعلة لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، ويحوّل رفض التوطين إلى خطة عملية وليس مجرد شعار، من خلال إقناع الدول المعنية واستغلال نقاط القوة اللبنانية لتحقيق ذلك".   وتابع: "القرار الوطني الحر هو الذي يتيح للبنان فرض شروطه لسلام عادل يضمن حقوقه، واعتماد سياسة خارجية تحيّده عن الصراعات وتحمي مصالحه وموارده وسيادته، وسياسة داخلية تصون كيانه وهويته من الاندثار".

وفي ما يخص ملف السلاح، شدد باسيل على أن "معالجة هذا الملف يجب أن تتم بحسّ سيادي مسؤول، بحيث تحتكر الدولة السلاح وتبسط سلطتها على أراضيها، ولكن أيضًا تكون قادرة على الاستفادة من هذا السلاح للدفاع عن لبنان ضمن قرار سيادي للحرب والسلم. فالحرب تفرضها اعتداءات إسرائيل واحتلالها لأراضينا، أما السلم فيتحقق حين تنسحب إسرائيل من أراضينا وتعطينا كامل حقوقنا".

وفي الشأن الاقتصادي، قال باسيل: "القرار الوطني الحر هو الذي يسمح للبنان باستخراج نفطه وغازه دون انتظار الإملاءات الخارجية، ويتخطى العقبات الداخلية المصطنعة التي تعرقل الاستفادة من هذه الموارد". وأضاف: "كما أن القرار الحر هو ما يتيح لنا تنفيذ الإصلاحات الضرورية، ليس عبر الانصياع لشروط الخارج، بل من أجل وقف الانهيار المالي والاقتصادي، وإعادة هيكلة المصارف، واستعادة الأموال المنهوبة والمهرّبة".

وحول موقف التيار من الحكومة، أوضح باسيل أن "التيار خارج الحكومة لسببين أساسيين: الأول لأننا نرفض أن يفرض علينا أحد أسماء الوزراء كما قبل غيرنا بذلك، ونرفض أيضًا أن يتم تمثيل المجتمع الذي نمثله بشكل ناقص، كما حصل سابقًا عام 2005، ثم تكرر عام 2025، حيث تم التفريط بالحقوق التي استعدناها مقابل الدخول إلى الحكومة".   وأردف: "أما السبب الثاني، فهو أن القوى السياسية لم ترد التيار داخل الحكومة لأنها تخشى قراره الوطني الحر، وليس بسبب الخوف من تشكيلنا الثلث المعطّل كما يروج البعض. فهذه القوى تدرك جيدًا أننا لسنا على تفاهم مع حزب الله، وهذا الأمر بات واضحًا منذ مدة طويلة، لا سيما منذ العام 2022".

وختم باسيل بالتأكيد على أن "الخوف الحقيقي من التيار الوطني الحر سببه أننا لا نقبل بأي طلب لا يقنعنا أو لا يخدم مصلحة لبنان، ولهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة". مواضيع ذات صلة لهذا السبب تُريد إسرائيل التطبيع مع لبنان Lebanon 24 لهذا السبب تُريد إسرائيل التطبيع مع لبنان 16/03/2025 12:54:32 16/03/2025 12:54:32 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذا السبب.. الحوثيون يهددون بتصعيد عسكري ضد إسرائيل Lebanon 24 لهذا السبب.. الحوثيون يهددون بتصعيد عسكري ضد إسرائيل 16/03/2025 12:54:32 16/03/2025 12:54:32 Lebanon 24 Lebanon 24 في مصر.. سيدة تطالب بحبس زوجها لهذا السبب Lebanon 24 في مصر.. سيدة تطالب بحبس زوجها لهذا السبب 16/03/2025 12:54:32 16/03/2025 12:54:32 Lebanon 24 Lebanon 24 أزمة موز في دولة أوروبية.. لهذا السبب! Lebanon 24 أزمة موز في دولة أوروبية.. لهذا السبب! 16/03/2025 12:54:32 16/03/2025 12:54:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً انتشال أشلاء شهيد في ميس الجبل Lebanon 24 انتشال أشلاء شهيد في ميس الجبل 06:40 | 2025-03-16 16/03/2025 06:40:44 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله": نُدين العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن Lebanon 24 "حزب الله": نُدين العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن 06:38 | 2025-03-16 16/03/2025 06:38:52 Lebanon 24 Lebanon 24 عودة: أملنا أن تختار الحكومة أفضل العناصر لملء الشواغر Lebanon 24 عودة: أملنا أن تختار الحكومة أفضل العناصر لملء الشواغر 06:31 | 2025-03-16 16/03/2025 06:31:52 Lebanon 24 Lebanon 24 مسعد: إن مسؤوليتنا اليوم كبيرة في منع إيصال أصحاب الماضي السيّء إلى مواقع القرار Lebanon 24 مسعد: إن مسؤوليتنا اليوم كبيرة في منع إيصال أصحاب الماضي السيّء إلى مواقع القرار 06:15 | 2025-03-16 16/03/2025 06:15:49 Lebanon 24 Lebanon 24 هاشم: الاعتداءات الإسرائيلية تُهدّد السيادة اللبنانية Lebanon 24 هاشم: الاعتداءات الإسرائيلية تُهدّد السيادة اللبنانية 06:06 | 2025-03-16 16/03/2025 06:06:29 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد Lebanon 24 عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد 16:55 | 2025-03-15 15/03/2025 04:55:41 Lebanon 24 Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! 14:24 | 2025-03-15 15/03/2025 02:24:16 Lebanon 24 Lebanon 24 حزن في عالم الفن.. وفاة فنان شهير بعد إصابته بجلطتين وسكتة قلبية (صورة) Lebanon 24 حزن في عالم الفن.. وفاة فنان شهير بعد إصابته بجلطتين وسكتة قلبية (صورة) 08:52 | 2025-03-15 15/03/2025 08:52:19 Lebanon 24 Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع 11:38 | 2025-03-15 15/03/2025 11:38:58 Lebanon 24 Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! 14:00 | 2025-03-15 15/03/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:40 | 2025-03-16 انتشال أشلاء شهيد في ميس الجبل 06:38 | 2025-03-16 "حزب الله": نُدين العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن 06:31 | 2025-03-16 عودة: أملنا أن تختار الحكومة أفضل العناصر لملء الشواغر 06:15 | 2025-03-16 مسعد: إن مسؤوليتنا اليوم كبيرة في منع إيصال أصحاب الماضي السيّء إلى مواقع القرار 06:06 | 2025-03-16 هاشم: الاعتداءات الإسرائيلية تُهدّد السيادة اللبنانية 06:05 | 2025-03-16 وديع الخازن في ذكرى كمال جنبلاط: نفتقد حكمته وحنكته لحل الأزمات فيديو فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) 04:42 | 2025-03-16 16/03/2025 12:54:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير 02:31 | 2025-03-16 16/03/2025 12:54:32 Lebanon 24 Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) 00:27 | 2025-03-16 16/03/2025 12:54:32 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة
  • الدوحة مستعدة للمساهمة في إعمار الجنوب.. ساعدوا أنفسكم أولاً
  • الخارجية الفرنسية: من المهم ألا ينتقل التوتر الأمني من سوريا إلى لبنان والعراق
  • حبيب العسكر.. تفاصيل جديدة عن قائد الجيش الجديد
  • الرئيس الفرنسي يستقبل نظيره اللبناني في باريس.. 28 مارس
  • عن إعادة الإعمار ودعم لبنان.. هذا ما كشفه الوفد النيابي العائد من قطر
  • بعد زيارة الوفد السوري.. الرئيس الروحي لدروز إسرائيل يعلق ويرد على جنبلاط
  • سليمان من قصر بعبدا: المعادلة التي تُفيد البلد هي معادلة الجيش والشعب
  • مخاطر كامنة والتعيينات الأمنية رهن الامتحان
  • أبرز الفئات التي شملها قرار الداخلية السورية إلغاء بلاغات منع السفر