بقي الوضع الميداني في الجنوب متفجراً مع استمرار العمليات العسكرية بين حزب الله واسرائيل، في مقابل اجواء تفاؤلية حذرة عبّر عنها رئيس الحكومة امس، حيث اكد "أن الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، ولكن الأمور بإذن الله تتجه الى نوع من الاستقرار الطويل الامد". وأشار ميقاتي، خلال استقباله «جمعية الاعلاميين الاقتصاديين»، الى أن «الاتصالات مستمرة في هذا الصدد، وسأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينها مع الموفد الأميركي اموس هوكشتاين، لمعرفة أين أصبحنا في مسار التهدئة وإعادة الاستقرار».

ورأى أن «التحدي الأكبر أمامنا يتمثل بوضع الجنوب، وكل الرسائل التي أتوجه بها الى الموفدين الخارجيين وجميع المعنيين أننا طلاب أمن وسلام واستقرار دائم في الجنوب. نحن مع تطبيق القرار ١٧٠١ كاملاً، ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات. نحن اليوم امام خيارين، إما الاستقرار الدائم الذي يشكل إفادة للجميع واما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الأطراف. اتمنى ان تنتهي هذه المرحلة الصعبة بالتوصل الى الاستقرار الدائم، وان شاء الله ان الامور الميدانية لن تتطور».

وفي الشق السياسي أكد رئيس الحكومة في حفل اقيم في السرايا لاطلاق" الخطة الإستراتيجية للحماية الإجتماعية في لبنان"، وفي حضور وزراء" التيار الوطني الحر" "أن من يقصي نفسه ويغيّب حضوره لا يمكن له أن يحمّل المسؤولية لمن يقوم بتسيير شؤون الوطن والعباد"، داعياً "الجميع للعودة الى طاولة مجلس الوزراء من دون تشنجات أو حملات ولتطرح كل المواضيع للنقاش العلمي الهادئ بعيداً عن الحملات السياسية والمواقف التي لا تفيد وملّها الناس لكثرة تردادها بطلاناً وزوراً". وفي اطار التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية في لبنان اعلن امس في القاهرة انه "في اطار الجهود المصرية لحلحلة الازمة اللبنانية استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان". وأدرج الاجتماع في اطار "المساعي المستمرة والتنسيق الدائم وتبادل الرؤى لإيجاد حلول توافقية للتحديات التي يواجهها لبنان.

 

واوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير شكري استعرض موقف مصر القائم على تشجيع الأطراف اللبنانية على اختيار رئيس الجمهورية، ثم تشكيل حكومة قادرة على الاضطلاع بمهامها، وترحيب مصر بخطوات التجديد لقائد الجيش اللبناني، وقائد قوى الأمن الداخلي، وتعيين رئيس أركان للجيش. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الإطار الدستوري للبنان.

وأكد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أنه إذا كان هناك اتفاق كامل مع إسرائيل للانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، فإن لبنان «يريد تطبيق القرار 1701 بالكامل»، وهو طرح «لم يعترض عليه أحد في لبنان بمن فيهم (حزب الله)»، مؤكداً استعداد لبنان لنشر 7 آلاف جندي إضافي من الجيش «في حال تأمنت مساعدة دولية لتطويع جنود بالجيش»، وأن لبنان «يحضّر الأرضية لمفاوضات تثبيت الحدود البرية التي لا يمكن أن تُنجز بغياب رئيس للجمهورية».

وقال بوحبيب في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن معظم العروض الخارجية لحل أزمة الحرب في الجنوب «تتلخص بانسحاب مسلحي (حزب الله) شمالاً لمسافة 10 كيلومترات حتى يعود الإسرائيليون إلى قراهم ومستوطناتهم الشمالية»، في ما يتلخص موقف لبنان «باستعادة كامل الأراضي المحتلة، وتحديد الحدود بيننا وبين إسرائيل وفق الحدود المثبتة في اتفاق الهدنة 1949، واستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا»، ووقف الخروق البرية والبحرية والجوية، علماً بأن النزاع الحدودي بين الطرفين يتمثل في 13 نقطة حدودية، بينها نقطة B1 وأراض تحتلها إسرائيل شمال بلدة الغجر، إضافة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللتين احتلتهما إسرائيل عام 1967. وقال: «عند إنهاء هذا الملف، ستكون لدينا حدود مستقرة».

وقال بوحبيب إن «الجواب اللبناني كان واضحاً بأننا طلاب استقرار وهدوء، ولسنا طلاب حرب، لذلك نريد تثبيت اتفاق الحدود»، فيما كانت الردود الدولية بأن «هذه الأمور ننفذها لاحقاً»، لكن الموقف اللبناني «يصرّ على تنفيذ المطالب اللبنانية الآن، وأن يكون هناك نوع من رزنامة لإنجازها بتوقيت محدد».

ونفى بوحبيب أن تكون قد وصلت مقترحات أميركية إلى بيروت حول تصور لحل، قائلاً: «ليس للأميركيين حتى الآن شيء يقدمونه، إذ ما زالوا يعملون عليها». وحول مقترح بريطاني لرفع أبراج مراقبة يجري عليها تثبيت كاميرات، قال إن هذا المقترح «لا يوضح الجهة التي سيتم توجيه الكاميرات إليها، جنوباً أو شمالاً أو غير ذلك»، مضيفاً: «نعتقد أن موضوع الكاميرات الموجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية ليس وارداً لدينا حتى الآن».

وحول مقترح فرنسي يقضي بتعزيز انتشار الجيش جنوب الليطاني، قال بوحبيب: «القرار 1701 يقول إن على لبنان أن ينشر 15 ألف عسكري من الجيش اللبناني على الحدود، لكننا عاجزون عن تأمين هذا الرقم، بحكم الوظائف الداخلية الهائلة الملقاة على عاتق الجيش». وتابع: «في الوضع الراهن، لا نستطيع اليوم نشر أكثر من 4 آلاف عسكري هم منتشرون بالفعل في المنطقة الحدودية، لكننا في الوقت نفسه مستعدون إذا توافرت المساعدة لتطويع 7 أو 8 آلاف عسكري جديد بالجيش، لأن لبنان من دون هذه المساعدة لا يستطيع تأمين المال الكافي لتطويعهم».

وإذ شدد على «أننا لم ندخل مرحلة التفاوض بعد»، لم ينفِ أن هناك تواصلاً رسمياً مع «حزب الله» يقوم به بوحبيب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري الذي يعد على تواصل دائم مع الحزب. وقال: «نحن - الأطراف الثلاثة المعنيين بالتواصل مع الخارج في هذا الوقت - متفقون على موقفنا، وأنا أتشاور مع مختلف القوى السياسية الفاعلة في لبنان. هناك اتفاق كامل حول تطبيق القرار 1701 بالكامل ومن ضمنه مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

ميقاتي استقبل مساعد وزير الخارجية الكندي للشؤون البرلمانية واجتمع مع كلاس وبوشيكيان

إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساعد وزير الخارجية الكندي للشؤون البرلمانية روبرت أوليفانت قبل ظهر اليوم في مكتبه، في حضور سفير كندا في لبنان ستيفاني ماكولم.
وتم خلال الاجتماع البحث في العلاقات بين لبنان وكندا ودعم القطاعات التنموية
في لبنان. وقد هنأ المسؤول الكندي رئيس الحكومة على حسن ادارة الشؤون اللبنانية خلال الفترة السابقة رغم التعقيدات الكثيرة التي واجهت الحكومة، وبشكل خاص حسن ادارة ملف اغاثة النازحين بسبب الحرب الاخيرة والشفافية المطلقة في هذا الملف.

كلاس وبوشيكيان وإجتمع رئيس الحكومة مع وزيري الصناعة جورج بوشكيان والشباب والرياضة جورج كلاس اللذين نقلا عن رئيس الحكومة" تمنياته بأن تبصر الحكومة الجديدة النور في اسرع وقت حتى يتمكن العهد من تحقيق آمال اللبنانيين ومتابعة مهمة إنقاذ الوطن من الأزمات التي تواجهه منذ سنوات عديدة". 
وقد عرض الوزير بوشكيان كيفية متابعة عمل الوزارة ومتابعة شؤون الصناعيين في الحدود الدنيا.
ووضع الوزير كلاس رئيس الحكومة في اجواء زيارته الرسمية الى كل من وقطر وتضامن وزراء الشباب والرياضة العرب مع لبنان والانتصار للدور الذي تقوم به الحكومة لخدمة السياسة الشبابية و تأمين مستقبل أفضل للأجيال العربية. 
وتمنى كلاس ان يكون للبنان حكومة جديدة باسرع وقت لمتابعة عملية الإنقاذ التي بدأتها حكومة الرئيس ميقاتي منذ العام 2021".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف موقعين عسكريين لحزب الله داخل لبنان
  • ميقاتي استقبل مساعد وزير الخارجية الكندي للشؤون البرلمانية واجتمع مع كلاس وبوشيكيان
  • جوزيف عون: نُقدر دور مصر في اللجنة الخماسية لإنهاء الشغور الرئاسي بلبنان
  • ميقاتي التقى مفوض الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين وسفيرة النرويج
  • ميقاتي يستقبل رئيس وزراء قطر في دارته
  • رئيس وزراء قطر من بعبدا: للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان
  • وزير الخارجية: نرحب بانتخاب رئيس للبنان.. وندعو لوقف إطلاق النار في السودان
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟
  • اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟
  • بعد تحريرها بشكل كامل.. الجيش اللبناني ينشر عناصره في بلدة الطيبة