التمويل الأجنبي للعمل السياسي والشفافية
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
لقد دار جدل ساخن حول مشروعية التمويل الأجنبي للعمل السياسي. وكان النقاش بشكل عام وفي معظم الحالات أوليًا وركز فقط على ما إذا كانت المساعدة كمفهوم مجرد مقبولة أم لا.
جادل المدافعون عن المساعدات الخارجية بأنه يمكن استخدامها لتحقيق أهداف جيدة وأن متلقي المساعدات الخارجية ليسوا بالضرورة أفرادًا خونة أو منظمات خائنة.
على سبيل المثال، لن يعارض الكثير من الناس تقديم المساعدة الخارجية لبناء مدرسة أو تطعيم أطفال أو تأمين المياه النظيفة لمجتمعات محلية. ومن السهل الدفاع عن هذا النوع من المساعدات حتى لو كان من الممكن إثارة مخاوف جدية بشأن تأثيرها على المدى الطويل.
لكن هذا النوع من التمويل يختلف عن المساعدات المخصصة لدعم مجموعات سياسية منخرطة بصورة مباشرة في المنافسة على النفوذ السياسي والسلطة المحلية.
فالجماعات السياسية التي تتلقى تمويلاً أجنبياً ستوجه بالضرورة عملها وخطابها في اتجاهات لا تزعج المانحين أو تغضبهم. وحتى لو حافظت هذه المجموعات على أجندتها السياسية ولم تغيرها لتناسب الجهات المانحة، فإن حقيقة امتلاكها لموارد مالية أكبر تمنحها ميزة على منافسيها السياسيين المحليين الذين لا يتلقون نفس القدر من المساعدة. وهذا هو الحال سواء كان المستفيدون من المساعدات الخارجية شيوعيين أو إسلاميين أو تقدم/قحت أو حركات مسلحة.
وفي مثل هذه الظروف، فإن البنية السياسية الداخلية وتوزيع السلطة والنفوذ يتأثر بالضرورة بالمال الأجنبي الذي تحركه قيم وأجندات معينة على حساب الرؤى المحلية التي قد لا تتطابق معها. وهذا تشويه في الجسد السياسي سيؤدي حتماً إلى تقويض سيادية التنمية السياسية على المدى الطويل حتى لو اتفقنا وتوافقنا مرحليا مع قيم المانح.
إن تأثر التوازن السياسي المحلي بالأجانب، حتى لو كانوا ملائكة، أمر محرج وغير جميل. ولكن يمكن للمرء أن يجادل بأنه نظرا للفقر المدقع والهشاشة، فإن الأموال الأجنبية شر لا بد منه أو لعنة لا مفر منها ويجب التسامح معها أحببناها أم كرهناها.
لكن هذه الحجة تفرض سؤالاً بالغ الأهمية حول قضية الشفافية ودورها المحتمل في الحد من سلبيات التمويل الأجنبي.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل يحق للمنظمات سواء كانت سياسية أو تنموية أن تخفي مصادر تمويلها باعتبارها سرا يخصها وحدها ؟ أم أن من واجب هذه المجموعات (كما تفرض العديد من الحكومات في مختلف أنحاء العالم) أن تعلن للراي العام – في مواقعها على شبكة الإنترنت ومنشوراتها – عن مصادر تمويلها، وكم تتلقي، وتفاصيل إنفاق الأموال الأجنبية؟
وعلى حد علمي المحدود، فإن المدافعين عن التمويل الأجنبي لم يتناولوا قضية الشفافية كما لم يتناولوا سلبيات التمويل الأجنبي وكيفية الحد منها في حال قبولنا به..
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: التمویل الأجنبی
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تبقي على تجميد المساعدات الخارجية رغم أمر المحكمة
سرايا - قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أوراق قضية قدمتها إلى محكمة إنها لن تصرف أموالا تتعلق بآلاف العقود والمنح لمساعدات خارجية على الرغم من أمر قاض اتحادي الأسبوع الماضي، برفع تجميد واسع النطاق على تمويل المساعدات.
وأضافت الإدارة في الأوراق المقدمة إلى المحكمة في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أنها تمتثل لأمر تقييدي مؤقت أصدره قاضي المحكمة الجزئية الأميركية أمير علي، وأشارت إلى سطر في قرار القاضي ينص على أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية غير ممنوعتين من "إنفاذ شروط العقود والمنح".
وقالت إدارة ترامب إنها تراجع حاليا الاتفاقات المجمدة لكنها توصلت في وقت سابق إلى أن جميع الاتفاقات تسمح بأن تلغيها الإدارة أو تعلقها، سواء بموجب بنود تلك الاتفاقات أو "ضمنيا".
وأضافت الإدارة أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية تتمتعان بالسلطة القانونية لوقف المدفوعات التي لا تعتمد على الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في 20 كانون الثاني وفرض تجميدا لمدة 90 يوما للمساعدات الخارجية، وهو الأمر الذي حظر القاضي أمير علي على الإدارة تطبيقه.
وتبع تجميد المساعدات الذي فرضه ترامب إجراءات صارمة لتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومنها منح عدد كبير من موظفي الوكالة إجازة واستكشاف إمكانية وضع الوكالة التي كانت مستقلة في السابق تحت إشراف وزارة الخارجية.
وأدت هذه التغييرات إلى فوضى في جهود الإغاثة الإنسانية العالمية وإبطاء أو إيقاف تسليم أغذية وأدوية منقذة لحياة الكثير من الناس في أنحاء العالم.
رويترز
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1356
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-02-2025 01:44 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...