قبل زيارة أردوغان للقاهرة.. محطات مهمة في تاريخ عودة علاقات مصر وتركيا
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
بعد إعلان الرئاسة التركية عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، في زيارة رسمية من أجل لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك لدراسة آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.
تعود العلاقات بين مصر وتركيا إلى عدة قرون، حيث شهدت تبادلًا حضاريًا وثقافيًا غنيًا.
في العصور القديمة، كانت هناك تأثيرات كبيرة بين الحضارتين المصرية والهيتية.
في العصور الوسطى، تأثرت مصر بالحكم العثماني، الذي استمر لقرون.
تشهد العصور الحديثة على تفاعلات مستمرة بين البلدين، حيث أُقيمت علاقات دبلوماسية رسمية بينهما في القرن التاسع عشر. في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، شهدت العلاقات تطورات مع انهيار الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية.
في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مصر وأتاتورك في تركيا، كانت هناك تحولات في العلاقات بين البلدين، حيث كانوا يسعون لتحقيق الاستقلال والتحول الاقتصادي. ومع ذلك، شهدت الفترات اللاحقة تقلبات في العلاقات بسبب القضايا الإقليمية والاختلافات السياسية.
مع تقدم العصر، تبنت مصر وتركيا سياسات خارجية متنوعة، مما أدى إلى تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما. تجسدت هذه التحسينات في التعاون في مجالات مثل الاستثمار، والتجارة، والثقافة. يظل التاريخ المصري التركي مليئًا بالتحولات والتفاعلات المعقدة التي تعكس الحضارات الغنية للبلدين.
التعاون الاقتصادي
التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا شهد تطورًا إيجابيًا في العقود الأخيرة. تمتد هذه التعاونات إلى مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية، مثل التجارة، والاستثمار، والصناعة.
في مجال التجارة، تبادلت البلدين مجموعة متنوعة من السلع والخدمات، مما أدى إلى تعزيز حجم التبادل التجاري بينهما. تطورت العلاقات التجارية بفضل توقيع اتفاقيات تجارية وتسهيلات الاستيراد والتصدير.
فيما يتعلق بالاستثمار، شهدت مصر وتركيا زيادة في تدفقات رؤوس الأموال بينهما. استفادت الشركات من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات مثل البنية التحتية والطاقة.
في الصناعة، تبادلت البلدين التكنولوجيا والخبرات في مجالات مثل الصناعات الثقيلة والإلكترونيات. هذا التفاعل المتبادل يعزز التطوير الصناعي في كلتا البلدين.
بهذه الطريقة، يعكس التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا التطلعات المشتركة نحو تعزيز التبادل الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
التعاون العسكري
التعاون العسكري بين مصر وتركيا شهد تباينًا عبر العقود، حيث تأثرت العلاقات بالظروف الإقليمية والتحولات السياسية. في بعض الفترات، شهدت البلدين تعاونًا في مجال الدفاع والأمان، بينما شهدت فترات أخرى توترًا نتيجة لاختلاف الآراء السياسية.
من خلال التبادل العسكري، قدمت تركيا دعمًا للقوات المسلحة المصرية بتوفير المعدات والتدريب. ومع ذلك، شهدت العلاقات توترًا خلال بعض الفترات، خاصة في سياق الأحداث الإقليمية والتفاعلات السياسية.
يعكس تطور التعاون العسكري بينهما تحولات السياسات الإقليمية والدولية، حيث تأثرت العلاقات بقضايا مثل الأمان الإقليمي والتحالفات الإقليمية. بصورة عامة، يظل التعاون العسكري عاملًا مؤثرًا في العلاقات بين البلدين، وقد يشهد تطورات إيجابية أو تحولات تبعًا للأحداث والتحديات الراهنة.
التعاون الثقافي
التعاون الثقافي بين مصر وتركيا يعتبر جزءًا مهمًا من العلاقات الثنائية بين البلدين. يشمل هذا التعاون تبادل اللغة والفنون والأدب والعلوم والتراث الثقافي.
في مجال اللغة، يتبادل البلدين الدورات والبرامج التعليمية لتعلم اللغة العربية والتركية. هذا يعزز التفاهم الثقافي والتبادل الأكاديمي بين المؤسسات التعليمية في كلا البلدين.
في ميدان الفنون، يتبادل الفنانون والمثقفون بين مصر وتركيا إبداعاتهم الفنية، مما يسهم في إثراء المشهد الثقافي في كلا البلدين. تقام المعارض الفنية والفعاليات الثقافية المشتركة لتعزيز التبادل الفني.
كما يشمل التعاون الثقافي نقل الأفكار والمعرفة عبر المؤتمرات وورش العمل في مجالات العلوم والأدب. يُشجع هذا التبادل على تطوير الأبحاث والمشاريع الثقافية المشتركة.
بصورة عامة، يلعب التعاون الثقافي دورًا هامًا في تعزيز التفاهم المتبادل وتقوية الروابط البينية بين مصر وتركيا.
وعلى المستوى الديني، فيمثل الإسلام نسبة 99.8% من حجم الشعب التركي البالغ نحو 85.4 مليون نسبة ولما كان الأزهر الشريف منارة الإسلام المعتدل المكافح للتطرف في العالم الإسلامي، فكان الاتفاق الذي أقره رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان عام 2011 آنذاك، بالاعتراف بالشهادة الأزهرية للطلاب الأتراك عند زيارته للقاهرة من نفس العام تأكيدًا على هذا الدور، فكان يوجد ما يقرب من 650 طالبا تركيا يدرسون في الأزهر الشريف حينها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر تركيا اردوغان زيارة أردوغان إلى القاهرة
إقرأ أيضاً:
"حوار المعرفة" يستعرض آفاق وفرص التعاون العلمي والبحثي المشتركة بين عُمان وتركيا
◄ المحروقية: جهود لإنشاء "كرسي عُمان للدراسات العُمانية المعاصرة" في جامعة مرمرة التركية
مسقط- الرؤية
نظّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، منتدى "حوار المعرفة" العُماني التركي، وذلك بالتعاون مع السفارة التركية بمسقط، ومؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ بجمهورية تركيا، والكلية الدولية للهندسة والإدارة.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين سلطنة عُمان والجمهورية التركية، واستكشاف فرص تبادل الخبرات في مجالات الابتكار والتعليم العالي، وفتح آفاق جديدة للتعاون العلمي المشترك. ورعت المناسبة معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور عدد من أصحاب السعادة والمكرمين، ونخبة من الأكاديميين والمسؤولين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة. وأكدت معاليها أن المنتدى يعكس أهمية العلاقات التاريخية الممتدة بين سلطنة عُمان وتركيا، ويأتي تنفيذًا للتوصيات الصادرة عن لقاءات القيادات العليا في حكومتي البلدين. واستعرضت المحروقية المحاور الرئيسية للمنتدى، التي تضمّنت مناقشة اللغة والترجمة والأدب والجسور التاريخية للعلاقات الثنائية، والابتكار في قطاع الطيران وإدارة المطارات، إضافة إلى السياحة العلاجية والتقنيات الطبية، موضحةً أن المنتدى خصص جانبًا لاستعراض مؤسسات التعليم العالي التركية والمراكز البحثية، فضلاً عن عقد اجتماعات ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي المشترك.
وأشارت معاليها إلى تمويل سلطنة عُمان لـ16 كرسيًا علميًا بالتعاون مع جامعات دولية مرموقة؛ بما في ذلك العمل على إنشاء "كرسي عُمان للدراسات العُمانية المعاصرة" في جامعة مرمرة التركية. وأعلنت المحروقية عن التعديلات التي أجرتها سلطنة عُمان على لوائح جودة التعليم العالي؛ مما ساهم في زيادة عدد الجامعات التركية الموصى بالدراسة بها، مشيرة إلى التعاون القائم بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم، والتي نتج عنها عددًا من الزيارات الطلابية المتبادلة، وإعداد مشاريع بحثية مشتركة فيما بينها.
وأكد سعادة الدكتور محمد حكيم أوغلو سفير تركيا لدى سلطنة عُمان، أن المنتدى يمثل منعطفًا تاريخيًا يعزز الصداقة بين البلدين، ويعكس روح التعاون التي تجسدت في زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى تركيا في نوفمبر 2024. وأشار سعادته إلى أن هذا المنتدى يمثل خطوة مُهمة نحو تعزيز التعاون الأكاديمي بين البلدين، مؤكدًا "أهمية العلم كمرشد حقيقي للنجاح"، مصداقًا لمقولة الزعيم التركي الراحل كمال أتاتورك.
من جانبه، ألقى سعادة الأستاذ الدكتور دريا أروس رئيس مؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ، كلمة أكد فيها عمق العلاقات التاريخية الممتدة بين تركيا وسلطنة عُمان، والتي تعود إلى فترة السلاجقة والعهد العثماني. وأشار إلى الدور البارز الذي أسهمت به هذه العلاقات في تعزيز التضامن الإسلامي، مُشيدًا بالشراكات الاستراتيجية الحالية بين البلدين في مجالات التجارة، الزراعة، الصحة، والثقافة، ومؤكدًا أهمية التعاون الأكاديمي بين الجامعات العُمانية والتركية.
وتشارك في المنتدى 17 جامعة تركية، إضافة إلى عدد من المراكز البحثية والثقافية التركية، وكافة مؤسسات التعليم العالي الخاصة، وعدد من المؤسسات التعليمية الحكومية بسلطنة عُمان.
وتضمن المنتدى في يومه الأول عددًا من الجلسات النقاشية تناولت مجموعة من المحاور تمثلت في الأدب واللغة والترجمة، واستعراض "العلاقات التركية العُمانية: الجسور التاريخية والرحلة إلى المستقبل والمعمار الإسلامي"، والتركيز على أهمية تعزيز التبادل الطلابي، وتطوير البرامج الأكاديمية المشتركة بين الجامعات العُمانية والتركية، إضافة إلى دعم الدراسات العليا في مجالات العلوم والتكنولوجيا، كما تم تسليط الضوء على الابتكار العلمي، ودور التعاون الأكاديمي في دعم التبادل الثقافي بين البلدين.
وشاركت الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية المديرة المساعدة لدائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بمداخلة بعنوان: "قراءة في الإصدار الوثائقي لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية حول العلاقات العُمانية العثمانية".
وشهد المنتدى عقد اجتماعات ثنائية بين المشاركين من الكليات والجامعات والمراكز البحثية من الجانبين لبحث أوجه التعاون في مجالات التبادل الطلابي والأكاديمي، وإقامة مشاريع وبرامج علمية في البحث العلمي والابتكار.
وتتواصل، الثلاثاء، أعمال المنتدى بعقد جلستين نقاشيتين؛ تتناولان السياحة العلاجية والطبية، ومستقبل الابتكار في قطاع الطيران وإدارة المطارات. وتختتم الفعاليات بزيارة إلى الكلية الدولية للهندسة والإدارة. فيما سيخصص اليوم الثالث لزيارة بعض المعالم التاريخية والأثرية والتعليمية بمحافظة الداخلية مثل متحف عُمان عبر الزمان، وقلعة نزوى، إضافة إلى جامعة نزوى.