لا يزال مسرح غزة اللعين يقطر دما يصل إلى أقدام المحدقين الجالسين على كراسي العالم أجمع.. مسرح ليس ككل المسارح، الجميع يتابع بعناية شديدة فنون قتل جديدة سيُطلقُ عليها فن "القتل اللعين". أهم قواعد هذا الفن الجديد هي كيف تقتل إنسانا وكيف تتفن بقتله وتعذيبه، وقد تتيح قواعد هذا الفن اللعين للضحية أن يختار طريقة القتل على قاعدة "كيف تريد أن تُقتل".
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع ويتنقل ببصره بين فنون القتل على مسارح فلسطين عموما وغزة خصوصا، نتابع بانبهار فن القصف اللعين، وبدهشة أكبر فن الحصار والتجويع، وبذهول فن التهجير والإذلال والتعذيب. أما الفن الألعن الذي تجاوز مسرح غزة أن تختار أنت الموت وتلبَسهُ وتذهب به نازحا إلى مستشفى أو مدرسة فتُقتل قنصا أو بجرافة ظالم لا دين له.
لن ننسى مسرح غزة الذي تحول لقطعة من جهنم، أصوات العويل والصراخ والنحيب والناس شُعثا غُبرا في حالة جنون، والأُمهات فاقدات للوعي تبحثن عن أبنائهن الموتى جوعى، والرجال مغبرون لا ملامح لهم ينوحون وينبشون الأرض بأياديهم العارية بحثا عن أشلاء وأطفال تائهون يرتجفون رعبا وهلعا، وعجوز يجلس مُنحني الظهر على ركام الطرقات يحبس دمعة تخنقه وعلقم في حلقه يذكّره بنكبته الأُولى، وأطفال خُدج يصرخون صرخة الموت والوداع، وصمود أُسطوري لصحفيين وأطباء شرفاء يجرون مرضاهم في طريق الآلام، وجثث في الطرقات، وكلاب، وتجريف للمقابر، ومخيمات وأمطار، ورائحة الموت وصوت الموت وشبح الموت وأنفاس الموت وكل الموت على هذا المسرح اللعين.. ألم نقل إنه مسرح من جهنم.
قاعدة الرفض واضحة لا لبس فيها وقاعدة الرضا أيضا واضحة لا لبس فيها، فما دام الكل يتابع بصمت، فالكل إذا سيصفق لهذا الفن الجديد.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع الفن الجديد، في الصف الأول يجلس أولو القربى من قادة وشعوب عربية وإسلامية؛ ذليلة أبصارهم من خزيهم وصمتهم المفجع.
تجلس السلطة الفلسطينية وقادة الطوق في الصف الأول على مقربة من خشبة المسرح يتابعون ويصرخون: لا للتهجير ولن نفتح أبوابنا لأي هارب من مسرح القتل، اقتلوهم في أرضهم، ارفعوا تكلفة نضالهم حدَّ السماء، اقضوا على حماسهم وجهادهم، لكم السلام والأمان لا مكان لحركات التحرر في سطوتنا. التزمت السلطة صمتا متواطئا لضمان طوق نجاتها، فلم يجرؤ رئيسها على مخاطبة شعبه مرة واحدة في أحلك لحظات تاريخ القضية الفلسطينية، ولم يصرخ في العالم لإيقاف قتل شعبه وإن كلفه ذلك منصبه الوضيع.
أثبتت هذه السلطة برئيسها محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، المتعاون المجتهد مع الاحتلال، أنها سلطة لا تمثل الشعب الفلسطيني سياسيا وأنها ضليعة في القضاء على المقاومة المسلحة، وعار على النضال الفلسطيني أن تبقى هذه السلطة ممثلة لهم في المحافل الدولية.
ويجلس في الصف الأول أيضا بعض قادة النفط يتابعون بشغف فن قتل الفلسطينيين في غزة، ويراهنون على سحق مقاومتهم ونضالهم انتصارا لمشروعهم مع المحتل، يحتسون كأس نفط أسود يلطخ أفواههم القبيحة، يُذكرونك بجاهلية العرب الحمقى، يغنون ويرقصون ويشترون بدراهمهم كل شيء حتى البشر، وهم لم يعرفوا طعم الحرية والكرامة يوما فكيف لك أن تطلب منهم رفع الظلم عن شعب يقتله محتل؟ وكيف لك أن تطلب منهم الانتصار للأحرار؟!
لكن مهلا، المسرحية لم تنته بعد ما دامت هناك على المسرح أُم مكلومة تجلس وسط أشلاء أطفالها وتصارع مخاضا لطفل قادم، بكت حتى جفت دموعها حتما ستُسقط الجميع بنظراتها الحارقة.
فعلى مقاعد مسرح غزة تسقط أنظمة لم تهتز عروشها لمشاهد القتل الوحشي في غزة.
وعلى مقاعد مسرح غزة تسقط الشعوب العربية والإسلامية التي لم تصرخ حد السماء وتهز عروش سادتها من أجل أُم مكلومة.
وعلى مقاعد مسرح غزة تسقط جيوش الأنظمة العربية التي لا يليق بها إلا عروض قوس قزح السخيفة في أعياد استقلالها.
وعلى مقاعد مسرح غزة تسقط النخب العربية بيسارها ويمينها التي صمتت صمت الأموات، وقررت الخنوع أمام جبابرتها وعدم تشكيل بوصلة شعوبها.
وعلى مقاعد مسرح غزة يسقط علماء الدين والأئمة والرهبان الذين لم يرفعوا تكبيرات المساجد ولم يدقوا أجراس الكنائس تجييشا لغزة.
وعلى مقاعد مسرح غزة تسقط بلاد الحرمين بعلمائها وشيوخها الذين لم يجعلوا غزة قبلة حجاجها حتى وإن تجبر طاغوتها.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع، في الصف الثاني على مقاعد مسرح غزة يجلس قادة الحرب الإسرائيليين والأمريكيين يتابعون باستمتاع فنون القتل الجديدة في غزة، والتي تفوقت على فن الولايات المتحدة في دول أُخرى. يحتسون نخب أطفال غزة وينهشون الجثث بأسنانهم ولا يشبعون دما، يشربون ويشربون ولا ينتشون، يتابعون اختبار الأسلحة الأمريكية في إبادة المدنيين العّزل بزهو دون رحمة أو إنسانية.
أسقط مسرح غزة الأقنعة المُقززة للولايات المتحدة والدول الغربية التي تجرأت على شرعنة جرائم إبادة المدنيين "الغلابة" كثمن لحماية مشروعها الاستعماري في المنطقة، وتابعت على الهواء مباشرة تغليب مشروعها الفاشي بالدم فعرّت نفسها وغلّبت مصالحها الدنيئة على المبادئ العادلة التي أبدعت في صياغتها، وأثبتت ازدواجيتها غير الأخلاقية عندما يتعلق الأمر بالشرق.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع، في الصف الثالث تجلس إيران تراقب مجريات الحرب وتحسب بدقة متناهية خطواتها. لقد أدخلتنا إيران في معادلة صعبة، خاضت إيران ضدنا حربا في العراق وسوريا واليمن ولكنها ناصرتنا في فلسطين، وهنا الجدل طويل لن نخوض فيه.
شئنا أم أبينا، لم ينصر المقاومة في هذه المعركة سوى حزب الله والحوثيين والمقاومة الإسلامية في العراق. إيران أعطت الضوء الأخضر لحلفائها للتدخل، وبقي حزب الله ضمن قواعد اشتباك محدودة لحسابات معلومة لكنها مؤثرة، أما الحوثيون فقد لعبوا دورا محوريا في نصرة المقاومة الفلسطينية رغم المسافة الجغرافية التي تفصل اليمن عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، في موقف أطفأ الطائفية الملعونة وقزّم الأنظمة العربية وتحديدا تلك القريبة جغرافيا والمتواطئة في حصار وتجويع الفلسطينيين؛ في مسؤولية تاريخية لن يغفرها التاريخ لمصر والأردن.
وبعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية شمال شرق الأردن، قررت الولايات المتحدة، من خلال ضرباتها في سوريا والعراق واليمن، تذكير حلفاء إيران بأنيابها واستعدادها الانغماس في الصراع حتى ينهي الاحتلال مهمته في قطاع غزة.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع، في الصف الرابع تجلس تركيا وروسيا والصين تتابع هذه المجازر بطَرف عين. صمتت هذه الدول وإن علا صوتها في بعض الأحيان، إلا أنها قررت في النهاية أن تكون الشاهدة والمشهود على هذه المذبحة التاريخية مهما كان الثمن من المسرح الذي يقطر دما. ويُذكرك قادة هذا الصف بمسرح سوريا اللعين وفنون القتل التي أبدع فيها الدب الروسي الأسود والكل وقتها كان يتابع.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع، وفي الصف الأخير يجلس "الأُمميون" حُماة العدالة الإنسانية على هذا الكوكب. فعلى مقاعد مسرح غزة سقطت منظومة الأمم المتحدة بكل مؤسساتها، وسقطت معها كل الاتفاقيات الإنسانية التي وقعتها البشرية من أجل حقوق الإنسان. هذه المنظومة التي وقفت شاهدة عاجزة عن حماية الإنسان، أسقطها الكبار الجبابرة على مسرح غزة وطوعوها لحساباتهم وأرادوا من زعمائها أن يكونوا ناطقين بمنطقهم اللعين.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع، وهناك في مقاعد السماء حيث الأحرار الذين لا مكان لهم على هذه الأرض القذرة، تحلق المقاومة الفلسطينية في غزة مُسطرة صمودا أُسطوريا مُلهما لن يُمحى من الذاكرة مهما كانت نهاية هذا المسرح اللعين.
كانت المقاومة الفلسطينية تدرك تآمر ذوي القربى عليها وتخندقهم في معسكر العدو ومدهِ استخباراتيا بكل مُتاح، وأدركت المقاومة أنه بصمت ضمائرهم الميتة أنهم راضون لا مُرغمون على تصفية المقاومة المسلحة مهما كان الثمن. ورغم أُنوفهم الماكرة نجحت المقاومة الفلسطينية في استجلاب النضال الفلسطيني لساحات العالم، فكانت ضربة استراتيجية للمقاومة بإعادة مركزية القضية الفلسطينية وجذور الصراع لمفهومة الأصلي شعب يقاوم ضد الاحتلال.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع، واستطاعت المقاومة الفلسطينية بإمكانياتها المحلية أن تشهد العالم على ملحمة دم لن ينساها، ملحمة بين الحق والباطل وبين القوي والضعيف بين السجّان والمسجون بين الظالم والمظلوم وبين القاتل والمُقاتل الذي يصارع الانعتاق من الطغيان.
وقفت المقاومة كشجرة الزيتون المباركة وواجهت المحتل رغم تفوقه العسكري الذي لا يُقارن وقادت معركة ميدانية وإعلامية وسياسية سيذكر التاريخ أنها أذلت المحتل. وسيذكر العالم هذا الزيتون المبارك الذي لا ينبت إلا مع الأحرار وحركات التحرر التي تناضل من أجل الحرية مهما كان ثمنها.
لا يزال المسرح يقطر دما والكل يتابع، وهنالك الشهداء يكسرون الأغلال وينتشون لأول مرة طعم الحرية خارج قبضة السجّان، يتابعون حبات زيتونهم وهي تقود المعركة التي كانوا وقودها وهم من حملوها بأحشائهم عندما هُجروا قسرا من ديارهم عام ثمانية وأربعين.
ينقطع الكلام أمام وحش الموت الذي نهش الفلسطينيين في غزة، لكنهم قاوموا بالدم وهاجروا قوافل نازفة للسماء تمطر دما على أن يتركوا ديارهم مرة أُخرى، فكانوا المطر الذي أقلع راويا لكنه سيعود حارقا، فالمطر ابن الأرض الذي يهاجر للسماء وحتما سيعيده الشوق والانتماء إليها.
مهلا، فالمسرحية لم تنته بعد ما دامت تلك الأم المكلومة على المسرح تحدق بالجميع، إنها تنهض غبراء شعثاء تلملم أشلاء أطفالها وتحفر قبرا تَطرق فيه غضبها وتدفن أطفالها وتصرخ صرخة مخاضها الأخير فتُنجبُ فجرا. تنفض نفسها بقساوة وتلتقط قطعة قماش أحمر وتنزل أدراجها محدقة بالجميع.. الكل يقف.. تمضي وسط صمت مدقع أرعب الجميع وشتت نظراتهم، تضغط على قطعة القماش بيدها حاملة معها إرث الدم الفلسطيني الذي سال تحت أقدام هؤلاء.. وبيدها الأخرى تحمل فجرها الجديد، متوعدة أنه سيعود مجددا ليَكتب صفحة جديدة من صفحات النضال الفلسطيني الذي لن ينتهي ما دام هناك محتل، فالتحرير قادم لا محالة، وهم يعلمون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين الاحتلال المقاومة المجازر فلسطين غزة الاحتلال المقاومة مجازر مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة مهما کان فی الصف فی غزة
إقرأ أيضاً:
مسرحية الربابة تبهر الجمهور والنقاد على مسرح ساقية الصاوي
قدمت فرقة "جون محروس" مسرحية "الربابة" على خشبة مسرح قاعة الحكمة في ساقية الصاوي بالزمالك.
مسرحية "الربابة" التي تحولت إلى ظاهرة تجذب إقبالاً من الجمهور من مختلف الأعمار من الصغار والشباب والكبار، فوسط إقبال جماهيري ملحوظ نلاحظ أن المسرحية تزداد حباً وعشقاً لدى الجمهور، فأصبحت المسرحية تستعيد الجمهور الغائب، وصارت كفنارة يهتدي إليها الجمهور.
ووسط حضور جماهيري ضخم تم عرض مسرحية "الربابة" تحت شعار كثير من الإبداع والتألق والتميز، فالكثير ينظر للمسرحية على أنها إحياء للتراث المسرحي الهادف الذي يخلو من الملل والبعد عن الإفهات المبتزلة.
فأكثر ما يميز المسرحية أنها أكثر من مجرد خشبة مسرح أو فتح ستار أو أداء تمثيلي .. فمسرحية «الربابة» هي إحياء للتراث المسرحي الهادف الباحث عن قضايا ومشاكل المجتمع، حيث أن المسرحية تتسم بالواقعية الجادة وبالجرأة على الصعيد الإجتماعي ..
فالمسرحية تحمل رسالة ورؤية جديدة عن الثأر والإنتقام خاصة في صعيد مصر .. الثأر في صعيد مصر يشكل خطورة على هذا المجتمع، وهو يعتبر السبب الأول الذي أدى إلى إنتشار الجرائم رغم كل الجهود والمحاولات التي بذلت لمواجهته.
الثأر هو القتل العمد من أجل الإنتقام، سواء من القاتل أو أسرته أو عائلته، لأنه تسبب في قتل أحد أفراد عائلة آخرى، وليس شرط أن يكون الضحية هو الجاني الأصلي.
إن الكاتب والمخرج "جون محروس" نجح في أن يطرح قضايا مهمة واقعية في بيئته صعيد مصر، ومن أهم هذه القضايا قضية الثأر، كما إتضح ذلك في نص وعرض مسرحية "الربابة" التي تناول فيها الكاتب قضية الثأر، وأشار إلى أن المرأة الصعيدية تلعب دور الحارس علي العادات والتقاليد وعلى رأسها عادة الثأر، فالمرأة تكاد توهب حياتها بالكامل للثأر لأب أو زوج أو أخ أو ابن قتل غدراً، وتتحدى لأي محاولة من أفراد أسرتها للتهرب من ميراث الدم.
والجدير بالذكر أن أكثر ما ميز العرض المسرحي «الربابة» عن سائر العروض المسرحية الأخرى .. هي أنها تخاطب الناس البسطاء المهمشين في قرى مصر وخاصة صعيد مصر الذين يحلمون بإنهاء تلك العادات والتقاليد الموروثة الخاطئة وعلى رأسها قضية الثأر (التار)، ولكنهم يترددون كثيراً قبل أن يتجرؤوا على تحقيق هذا الحلم مع أنه ليس ببعيد ...!!!
وكذلك أكثر ما ميز العرض المسرحي "الربابة" هي السينوغرافيا المعبرة والمتميزة .. فقد تميزت عناصر السينوغرافيا في مسرحية "الربابة" في التعبير عن العمل وأظهرت الصورة جيداً وناسبت الحالة الدرامية، فتنوعت السينوغرافيا وجمعت بين الحداثة والأصالة .. فقد تم إستخدام التقنيات المسرحية الحديثة والتكنولوجيا الرقمية (شاشة LED) والديكورات والإكسسوارات التقليدية المعتادة.
إن مصمم المناظر إستطاع من خلال التقنيات الحديثة والمميكنة، أن يمارس كل طاقاته بالإبداع الفني والمهاري، من خلال إستخدامه الواعي لخشبة المسرح الحديثة – التي تعمل على إقامة علاقة تفاعلية بين منطقتي الإرسال والتلقي، أو بين الممثل والجمهور .. مهما إختلف شكل وتصميم خشبة المسرح.
كما أن الإضاءة المعبرة جسدت حالة الحزن والغضب والخوف والإنتقام، وكذلك الموسيقى والغناء الشعبي والآلات الشعبية كالربابة والناي والدفوف لحالة العمل الفني الدرامية ..
وكذلك الصورة تميزت منذ اللحظة الأولى لتشيد بعمل جيد، وتنوعت الموتيفات الشعبية للبيت الريفي الصعيدي من خلال عناصر الديكور المختلفة والإكسسوارات والملابس ..
فظهرت الجدران البالية وكأنها حزينة منكسرة مثل أصحاب المكان، وناسبت الملابس المكان والحقبة الزمنية وأشخاص الرواية، لنجد الملس الصعيدي والجلباب الريفي والجبة والقفطان الأزهري وكذلك العباءة الصوفية، وإنتشرت على خشبة المسرح عناصر الديكور لتبرز البيت البسيط في قرية صغيرة بعيدة عن الحضر والعلم والنور، يسكنها الظلام والفقر والجهل ،، فنجد الأثاث دكة متهالكة وكرسي هشة وحطب وفرن وزير .. وغيرها من الموتيفات الشعبية الريفية.
مسرحية "الربابة" من بطولة كلاً من : رشا عطا الله، أحمد عبد الصبور، شيماء سيد، يوسف الشيخ، أحمد فرج، عادل مرزوق، أماني وديع، رجب السيد، حسام آمان، ياسمين الموجي، كيرلس نوار، أحمد سرحان، عبد الرحمن معروف، يوسف النحاس، مارجريت فارس.
ومساعد مخرج: محمد ذكي، ومخرج منفذ: سندباد سليمان، والمسرحية من دراماتورج وإخراج: جون محروس.