«الأونروا»: الدعوات إلى تفكيك الوكالة ستعمق الأزمة الإنسانية
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةأكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، أن الدعوات لتفكيك الوكالة التي تقدم خدمات أساسية للفلسطينيين ستعمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وقال لازاريني، بعد اجتماع مع دول أعضاء بالأمم المتحدة في جنيف: «لقد تحدثت مع الدول الأعضاء بخصوص كل هذه الدعوات لتفكيك (الأونروا) وإنهائها، وحذرت من تأثير ذلك، وقلت إن هذه الدعوات قصيرة النظر».
وقال متحدث باسم الوكالة، إن لديها حوالي أسبوعين إضافيين من التمويل قبل توقف بعض البرامج.
وقال لازاريني: «لا توجد على الإطلاق أي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة أو منظمة غير حكومية دولية تم تكليفها على مدى العقدين الماضيين بتقديم خدمات أشبه بالخدمات الحكومية، مثل التعليم لمئات الآلاف من الأطفال».
وتأسست «الأونروا» عام 1949 بعد الحرب التي صاحبت قيام دولة إسرائيل عندما طرد 700 ألف فلسطيني من منازلهم. ويعتمد جميع سكان غزة تقريباً الآن على «الأونروا» للحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمياه ولوازم النظافة.
وفي العديد من الدول العربية في الشرق الأوسط، تقدم «الأونروا» بعض الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وأبنائهم، مثل الرعاية الصحية والتعليم.
وقال لازاريني إن إغلاق «الأونروا» لن يؤثر على أزمة غزة فحسب. وأضاف «إذا أردنا أن نعطي فرصة لأي عملية انتقالية مستقبلية، لمرحلة ما بعد الصراع، للنجاح، فإننا بحاجة أيضاً إلى التأكد من أن المجتمع الدولي لديه الأدوات، وإحدى هذه الأدوات هي (الأونروا)». وأجرى لازاريني مشاورات مكثفة مع الجهات المانحة شملت رحلة إلى بروكسل خلال الأيام القليلة الماضية، في محاولة لسد النقص في تمويل «الأونروا» البالغ نحو 440 مليون دولار.
وأشارت بعض الجهات المانحة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى أنها لن تستأنف الدعم حتى ينتهي التحقيق الداخلي الذي تجريه الأمم المتحدة بشأن هذه المزاعم. ومن المقرر نشر تقرير أولي في الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال ليو دوكيرتي، وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية للبرلمان البريطاني: «سنبقى على اتصال وثيق بتقدم هذا التحقيق، وهذا سيحدد قرارنا».
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، إن باريس تحاول حمل شركاء الاتحاد الأوروبي على التراجع عن قراراتهم بتعليق التمويل، قائلاً إنه لا يوجد بديل لـ«الأونروا».
وقال كريستوف لوموان، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: «لدينا ثقة كاملة في هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي تلعب بالنسبة لنا دوراً حاسماً بالنسبة للسكان الفلسطينيين، ولكننا سنكون أيضاً جادين للغاية في الفحص الذي ستجريه (الأونروا) نفسها لوضع الموظفين المتورطين» في هجوم السابع من أكتوبر.
جاء ذلك، فيما حذر المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس، من توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة، حيث تشهد الأوضاع الإنسانية تدهوراً كبيراً بشكل غير مسبوق في مختلف مناطق القطاع.
ووصف النمس في تصريحات لـ«الاتحاد»، الوضع الإنساني في محافظتي خان يونس ورفح بأنه كارثي نتيجة اكتظاظ السكان خاصة في رفح الصغيرة جغرافياً، والتي تعاني ضعف الإمكانات والموارد، علاوة على أن البرد القارس يضاعف معاناة نحو 1.5 مليون نازح في مراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة والمبيت والخدمات الطبية والتدفئة، وغيرها من المواد الإغاثية غير المتوفرة، علاوة على أن هناك عائلات كثيرة تفترش الأرض، ولا يوجد لها مأوى.
وشدد على أن الطواقم الطبية عاجزة عن تقديم الخدمات للأسر والعائلات والأطفال بسبب ضعف الإمكانيات والشح الحاد في المستلزمات الصحية، ما يؤدي إلى فقد الكثير من الأرواح.
واعتبر المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن توسع العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة يعني مزيداً من الضحايا والإصابات بسبب التكدس نتيجة نزوح الآلاف إلى رفح.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأونروا فلسطين إسرائيل غزة
إقرأ أيضاً:
قطر تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين من غزة وتحذر من تداعياته
جددت قطر، الأحد، رفضها لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الدعوات تضاعف معاناتهم وتجدد المواجهات في الأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وفق بيان للخارجية القطرية، نشرته على حسابها بمنصة إكس.
وذكر البيان، أن بن عبد الرحمن، استقبل الوزير الأردني، الذي يزور الدوحة، دون أن يحدد موعد الوصول ومدة الزيارة.
وأشار البيان، إلى أن اللقاء تناول تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا ولبنان، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الوزير القطري رفض بلاده القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من غزة.
وحذر من أن "مثل هذه الدعوات قد تؤدي إلى تجدد المواجهات في الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتضاعف معاناة الفلسطينيين".
وفي 4 فبراير/ شباط الجاري، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها إلى دول أخرى، ذاكرا منها مصر والأردن.
ولاقى مخطط ترامب لغزة رفضا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعا، فيما قوبل بإشادة كبيرة على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.