شريف الشوباشي: تطور وسائل الاتصال وصعود التيار الرجعي سبب في تراجع الفكر الثقافي
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
قال الكاتب والمفكر، شريف الشوباشي، إنه إذا جرى التعمق في الفكر بعد الحرب العالمية الثانية سنجد أن هناك عنصرين كانا السبب في تخفيف المجهود الذهني وانحصار دور الثقافة بمعناها العميق للكلمة.
وأضاف الشوباشي، خلال لقائه ببرنامج «الشاهد»، الذي يقدمه الدكتور محمد الباز، عبر قناة «إكسترا نيوز» أن السبب الأول، هو تغير وسائل التواصل بين الناس، فتطور الإنسان مبني على التواصل، سواء مع الأسرة والجيران والقبيلة والشعب والقطر والمنطقة والعالم، فكلما تواصلت مع عدد أكبر من الناس وبسرعة أكبر كلما تغيرت رتم الحياة ومفهوم الثقافة.
وأشار إلى أن السبب الثاني، صعود التيار الرجعي الذي يتدثر برداء الدين، والدين بريء منه، وأوروبا بها تشابه في ذلك، ولكن ليس بالدين، وإنما بالفكر اليميني المتطرف، فهو الفكر الصاعد في أوروبا حتى في أمريكا اللاتينية، حيث يعتبر هذا التيار بأن الثقافة رفاهية لا قيمة لها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكاتب والمفكر شريف الشوباشي الثقافة
إقرأ أيضاً:
رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يغفل الأدباء والروائيون عن توثيق المسحراتي في كتبهم تلك الشخصية الرمضانية الفريدة، فأبدعوا في تصويرها لدرجة جعلتنا نحب وصفهم للمسحراتي أكثر مما نراه في الواقع ومن هؤلاء الكتّاب أحمد بهجت، الذي جسّد المشهد ببراعة في مجموعته القصصية "صائمون والله أعلم". يصف بهجت المسحراتي وهو يمسك بقطعة جلد يضرب بها على طبلته في الثانية والنصف بعد منتصف الليل، مرددًا كلماته الشهيرة:
"لا أوحش الله منك يا شهر الصيام"، و "اصحَ يا نايم وحّد ربك".
لكن هذه الكلمات، التي كانت توقظ الجميع قديمًا، أصبحت الآن لا تفزع إلا القطط النائمة، بل حتى المسحراتي نفسه. فمع مرور الأيام وتكرار العبارات يوميًا، فقدت بريقها، كأنها ثوب قديم لم يعد يمنح دفئه في برد الشتاء. يسخر المسحراتي من مهمته، إذ لم تعد كلماته توقظ أحدًا، بعدما حلّت المنبّهات والتلفزيونات مكانه، على عكس الماضي، حيث كانت الشمس ساعة النهار والقمر ساعة الليل.
ويواصل بهجت وصفه لتلك الأيام الطيبة، عندما كان رمضان يجمع الناس في المساجد للعبادة، ثم إلى المقاهي للسهر، ثم إلى البيوت للراحة. حينها، كان القرّاء والمنشدون يحيون ليالي رمضان بالذكر والإنشاد وتلاوة قصص المولد، وكان للمسحراتي مكانة خاصة، فهو الوحيد الذي امتهن هذا العمل. أما اليوم، فقد أجبرته الظروف على العمل في مهن متعددة، لكنه لم يسلم من صخب الحياة وضجيجها، فباتت كلماته تضيع وسط زحام العصر الحديث.
يقول بهجت أن المجتمع لم يعد في حاجة حقيقية إلى ظاهرة المسحراتي كما كان في الماضي، فقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة، من كهرباء وتلفزيون وإنترنت، تجعل الناس ساهرين حتى الصباح دون الحاجة لمن يوقظهم للسحور أو لصلاة الفجر ورغم ذلك، لا يزال للمسحراتي مكانة خاصة في قلوب الناس، ليس فقط لدوره التقليدي، ولكن لصوته العذب وحكمه ومقولاته التي ينسجها في مقطوعات موسيقية ممتعة، تحمل عبق الزمن الجميل.