دبي: «الخليج»

كشف كل من أندريه راجولينا رئيس جمهورية مدغشقر، ومحمد مويزو رئيس جمهورية المالديف، وبريثفيراجسينج روبون رئيس جمهورية موريشيوس، ووافل رامكالاوان رئيس جمهورية سيشل، أمس الثلاثاء، عن خطط تنموية شاملة لمواجهة التحديات التي تواجهها دولهم ولدعم اقتصاداتها.

جاء ذلك في جلسة رئيسية، ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024، التي تستضيفها دبي تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل».

وقال رئيس مدغشقر إن بلاده ركزت لمواجهة التحديات وسد الفجوة التنموية المتراكمة على مدى أكثر من 60 عاماً، على عدة قطاعات أساسية، مؤكداً أن الزراعة تمثل أحد القطاعات ذات الأولوية لا سيما أن 80% من السكان يعيشون في المناطق الريفية.

وأكد أن قطاع الطاقة يعد أحد الركائز الأساسية لعملية التنمية، إلا أن التكلفة العالية للكيلووات/ ساعة تجعل من الصعب الوصول للكهرباء وتبطئ التنمية، خاصةً أن 23% فقط من السكان يحصلون على الطاقة، لذلك سيقومون بتسريع عملية تحول الطاقة في مدغشقر، وفي الأشهر المقبلة سيتم إنشاء 60 حديقة للطاقة الشمسية في 119 منطقة في جميع أنحاء الجزيرة، الأمر الذي يمثل خطوة كبيرة نحو الطاقة الخضراء النظيفة والمتجددة.

وأضاف: «من خلال برنامج أطلقناه باسم (الضوء في كل منزل)، ستوفر 4 ملايين أسرة نحو 2 إلى 4 دولارات شهرياً، أي ما يقرب من 960 مليون دولار على مدى 5 سنوات، بما يؤدي إلى تحسن في الحياة اليومية لكل أسرة، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي في البلاد».

وواصل: «في مجال الصحة، قامت مدغشقر بإصلاحات هيكلية كبيرة على مدى السنوات الخمسة الماضية، إذ إن مشكلة نقص البنية التحتية للمستشفيات تسببت في فقدان الكثيرين حياتهم بسبب صعوبة الوصول إلى المشافي»، كاشفاً عن أن مدغشقر منذ استقلالها عام 1960 لم يكن بها سوى 18 مستشفى جامعياً لعدد سكان يزيد على 28 مليون نسمة.

وفيما يخص مجال التعليم، أكد رئيس مدغشقر أن حكومته بنت 4198 فصلاً دراسياً لتعليم أكثر من 200 ألف طالب في 5 سنوات فقط، فيما تم تجهيز المدارس بالكتب التعليمية والأدوات وأجهزة الحواسيب، كما تم إنشاء المقاصف المدرسية.

وكشف عن أنه يجري التعاون مع الإمارات في مجال الرقمنة من خلال المدرسة الرقمية ومبادرة المبرمجين التي ستقوم بتدريب أكثر من مليون شاب على التقنيات الجديدة، بما يعزز من الوصول إلى سوق العمل ويساهم في استيعاب معدل البطالة.

الاقتصاد الأزرق

كشف رئيس سيشل أن بلاده أطلقت عدداً من المبادرات التي تهدف إلى ضمان ممارسات السياحة المستدامة مع الموازنة بعناية بين الحفاظ على البيئة والازدهار الاقتصادي.

وأضاف: «من الأمور الرئيسية في نهج سيشل التزامها بالاقتصاد الأزرق، الذي يتضمن تخصيص جزء كبير من الأراضي البحرية للبلاد كمناطق محمية، بما في ذلك المتنزهات والمحميات البحرية».

وتابع: «علاوة على ذلك، أنشأت سيشل علامة سيشل للسياحة المستدامة (SSTL)، وهو برنامج لإصدار الشهادات يعترف بأماكن الإقامة السياحية والمُشغلين والخدمات التي تلتزم بالممارسات المستدامة مثل الإدارة الفعالة للنفايات والحفاظ على الطاقة والمشاركة المجتمعية».

وأوضح أنه في إطار سعي دولته لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتخفيف من الآثار البيئية، استثمرت سيشل في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وقال: «علاوة على ذلك قطعت سيشل خطوات كبيرة في حماية تنوعها البيولوجي الفريد، باستعادة الموائل، ومكافحة الأنواع الغازية، وبرامج حماية الأنواع»، ولفت رامكالاوان إلى أن سيشل تجعل الأولوية أيضاً للسياحة الثقافية.

مدن ذكية ومخاوف

قال رئيس موريشيوس إن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها العديد من البلدان النامية هو التوسع الحضري السريع الناجم بشكل رئيسي عن الهجرة الداخلية.

وأضاف: «بالنسبة للدول الصغيرة النامية مثل موريشيوس، تمثل التنمية الحضرية تحدياً كبيراً لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية». وذكر أن النمو السكاني في مساحة محدودة يمثل مهمة شاقة في توفير البنية التحتية الأساسية والخدمات الأساسية مثل السكن اللائق والمياه والطاقة، ويضع هذا ضغطاً إضافياً على النظم البيئية والمناطق الزراعية الهشة بالفعل، والتي تتفاقم بسبب التأثير السلبي لتغير المناخ، مؤكداً أن هذه الظاهرة الحتمية تتطلب نقلة نوعية في استراتيجيات التنمية الحضرية. وأوضح أنه بهدف ضمان الشمولية والنمو المستدام، هناك حاجة إلى العدالة المناخية في وقت الطوارئ، فبدلاً من الناتج المحلي الإجمالي فإننا نرغب بشدة في أن يصبح الضعف المناخي معياراً للتمويل الميسر من خلال آليات التمويل غير المناخية.

وقال: «لتحقيق هدف التنمية المستدامة بشأن تعزيز التوسع الحضري الشامل والمستدام وضعت موريشيوس خططاً لتشجيع الاستثمار الخاص في تطوير المدن الذكية، والتي تدور حول مفهوم العمل والعيش والترفيه».

مرونة وفرص

قال رئيس المالديف إن دبي تمثل شهادة عالمية للتقدم المثير للإعجاب على مدى عقود قصيرة، عبر تسليط الضوء على العديد من أفضل ممارسات الحوكمة وخدمات المواطنين الأكثر ابتكاراً.

وذكر أن جزر المالديف لم تكن ملاذاً للجمال الطبيعي فحسب، بل تبنّت أيضاً نهجاً ثاقباً للتقدم، مضيفاً: «رؤيتي لجزر المالديف هي الاستفادة من هذه المرونة والفرص الهائلة التي يتيحها موقعنا الجغرافي الاستراتيجي، فجزر المالديف تتطلع إلى الأمام وفق رؤية شاملة ومبتكرة وتحتضن التنمية المستدامة».

وأضاف أن «التوقعات لعام 2024 تبدو واعدة، حيث أظهر عدد السياح في المالديف نمواً بنسبة 11% في الشهر الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومن المتوقع أن تحقق البلاد مليوني سائح هذا العام».

وواصل: «في إطار جهودنا لتوسيع قطاع السياحة لدينا، نخطط لإدخال السياحة البيئية، والسياحة الرياضية، والسياحة التعليمية، وسياحة الاستشفاء، في إطار مفهوم اقتصاد الزائر».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية للحكومات رئیس جمهوریة على مدى

إقرأ أيضاً:

نظمها مركز «تريندز».. ندوة تناقش دور الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة

القاهرة (الاتحاد)
ناقشت ندوة نظمها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، «كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة»، وجاءت الندوة بالشراكة مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، ومكتبة الإسكندرية، وبرعاية إعلامية من مركز الاتحاد للأخبار، ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
ضم النقاش الذي استمر لساعات نخبة من الوزراء والوزراء السابقين والمسؤولين والخبراء، حيث بحثوا فيه كافة جوانب توظيف الذكاء الاصطناعي لصالح مستقبل وحماية المجتمع. 
وناقش المشاركون الرؤى المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ودوره في مواجهة التحديات التنموية، وأكدوا أهمية التعاون الإقليمي والدولي في تبني الابتكارات التكنولوجية لضمان تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز القدرات الوطنية في مختلف القطاعات.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من المسؤولين والشخصيات البارزة، منها : الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، والدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، ومريم الكعبي، سفيرة الدولة لدى مصر، المندوب الدائم للإمارات لدى جامعة الدول العربية، والدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز»، والدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء المصري، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، عضو مجلس الشيوخ، والدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، والدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات المصري الأسبق، والدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات المصري وتكنولوجيا المعلومات الأسبق.
وقالت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث يُتوقع أن تساهم هذه التكنولوجيا في إضافة نحو 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
وشددت المشاط، في تصريحات لـ «الاتحاد»، على أهمية تصنيف الدول بحسب قدرتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وضرورة تطوير الأبحاث الخاصة بهذه التكنولوجيا لتعزيز الابتكار والإنتاجية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين العمليات الاقتصادية، بل يمكنه أيضاً أن يسهم في معالجة التحديات الاجتماعية، مثل تقليص الفجوة الرقمية وتحسين جودة الوظائف، ومن المهم تطوير البنية التحتية الرقمية لضمان استفادة الجميع من الثورة التكنولوجية.
وأوضحت المشاط أن الذكاء الاصطناعي له دور محوري في اتخاذ القرار، حيث يساعد في تحليل البيانات الضخمة، وتحقيق كفاءة أكبر في مختلف القطاعات، خاصة في القطاعات الخدمية، وفي الوقت ذاته، ضرورة معالجة التحديات، مثل أمن البيانات، وتأثيرها على سوق العمل، من خلال حوار وتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص.

تعزيز الأمن الوطني 
واعتبر محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، أن الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص تمثل حجر الأساس لتحقيق الأمن السيبراني، وتعزيز قدرات الدولة في مواجهة التحديات الرقمية، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز الأمن الوطني، لكنه يتطلب حوكمة صارمة وإجراءات واضحة لضمان استخدامه، بما يخدم التنمية المستدامة، ويحد من المخاطر.
وأضاف الكويتي لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات شهدت ظهور نحو 200 شركة صغيرة ومتوسطة بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس أهمية التكنولوجيا في دعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص جديدة للإبداع واتخاذ القرارات، وشدد على ضرورة دعم الابتكار كجزء من استراتيجية الأمن السيبراني، بما يعزز من تنافسية الإمارات على الساحة العالمية.
وأوضح أن التهديدات السيبرانية، مثل الابتزاز الإلكتروني والإرهاب السيبراني والحروب الرقمية، تمثل تحديات جدية للأمن الوطني في الدول، فقد شهد العام 2024 خسائر عالمية تقدر بـ9 مليارات دولار بسبب الجرائم السيبرانية، مما يؤكد أهمية العمل على تعزيز أنظمة الأمن الافتراضي والسيبراني باستخدام أحدث التقنيات.
وأضاف الكويتي: «إن الأمن الوطني يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ويسهم بناء منظومة قوية للأمن السيبراني في حماية البنية التحتية الرقمية للدولة، مما ينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات الحيوية ويدعم الخطط التنموية، ولا يمكن أن يعمل الذكاء الاصطناعي بمعزل عن الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص، ولكل طرف دور أساس في تعزيز الأمن السيبراني، ما يتطلب تكاتف الجهود لضمان استخدام آمن ومسؤول للتكنولوجيا في خدمة الأهداف الوطنية».

أخبار ذات صلة مصر: تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه «آرب هيلث» يستشرف مستقبل الخدمات الصحية بالذكاء الاصطناعي

نموج ريادي
شددت سفيرة الدولة لدى مصر، مريم خليفة الكعبي، على أن دولة الإمارات تعد نموذجاً ريادياً في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث استطاعت أن تدمج الاستشراف المستقبلي في صميم خططها ورؤاها الاستراتيجية، وتضع المستقبل في مقدمة أولوياتها، من خلال التخطيط المدروس والاستثمار المستدام في التقنيات الحديثة. وقالت الكعبي لـ «الاتحاد»: «إن الإمارات تستعد بشكل شامل لموجة الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، وتواصل تعزيز مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى جعل الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في الذكاء الاصطناعي، وتمثل خريطة طريق واضحة نحو المستقبل، وتعزز موقع الدولة كواحدة من أفضل الدول في العالم في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتركز الاستراتيجية على تطوير قدرات وطنية متقدمة في مجالات الابتكار والبحث العلمي، وبناء بنية تحتية ذكية تدعم النمو الاقتصادي، وتخلق فرص عمل جديدة». 
وأضافت الكعبي: «إن الاستراتيجية ترتكز على توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية، مثل الصحة والتعليم والطاقة والنقل، مع التركيز على تقديم خدمات حكومية ذكية ترتقي بجودة حياة المواطنين والمقيمين، وتأتي هذه الرؤية المستقبلية ضمن التزام الإمارات بتحقيق التنمية المستدامة، وضمان استخدام التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وتعزيز دور الدولة كقوة محركة للتغيير الإيجابي في المنطقة والعالم». وأشادت بالكفاءة التي تُدار بها مشاريع الذكاء الاصطناعي في الإمارات، حيث لا تقتصر هذه الاستراتيجية على تطوير التكنولوجيا، بل تسعى أيضاً إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها كوجهة رئيسة للشراكات الدولية في هذا القطاع، وتعتمد رؤيتها على استغلال هذه التقنية لخدمة الإنسان والمجتمع، مع ضمان استدامة الموارد وتعزيز جودة الحياة، وهذا النهج المتوازن يجعل الإمارات في طليعة الدول التي تواكب التطورات التكنولوجية، وتضع بصمتها في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي عالمياً.

تطوير القدرات
أكد الدكتور محمد العلي، رئيس مركز «تريندز»، أن الإمارات تقدم نموذجاً فريداً في تطوير قدراتها لدمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها، وتعمل على بناء شراكات استراتيجية مع أقطاب التكنولوجيا العالمية، بجانب إطلاق مبادرات تدعم الدول الأقل دخلاً، وتمكنها من الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق التنمية المستدامة.
وشدد العلي على أن الإمارات تنتهج سياسة متوازنة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، تركز على تحقيق التقدم التكنولوجي مع الالتزام بمسؤولياتها الإنسانية والتنموية، مما يجعلها مثالاً يُحتذى به في كيفية استثمار التكنولوجيا لخدمة الأهداف الوطنية والعالمية.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز»: «إن عصر الذكاء الاصطناعي يبشر بفرص هائلة، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات تتطلب استجابة سريعة ومسؤولة، ووصلت الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى 158 مليار دولار، حيث تتصدر الولايات المتحدة والصين الاقتصاد العالمي في هذا المجال، ما يعكس السباق المحموم لتحقيق التفوق التكنولوجي».
وأوضح «أهمية الانتقال من منطق التنافس إلى التعاون بين الدول لخدمة أهداف التنمية المستدامة، فقد بات التعاون الإقليمي والدولي ضرورة ملحة في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، خاصة على صعيد الاقتصاد والأمن السيبراني، كما تمثل التطورات المرتبطة بشبكات الجيل السادس قفزة نوعية في عالم الاتصالات والتكنولوجيا، إلا أنها تتطلب أطر حوكمة تضمن احترام الخصوصية، وتعزيز التنوع الثقافي، بما يضمن تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الابتكارات مع مراعاة القيم الإنسانية».

مهنة الصحافة 
شدد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، على أن الإعلام بكل منصاته يجد فرصة كبرى لاستثمار الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بمحتواه، والوصول السريع للجمهور، وضمان توجيه رسالة صحيحة تحقق الهدف من كل كلمة مكتوبة أو لقطة مصورة أو بث إذاعي أو حتى تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي. 
وأشار الكعبي، إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام والترفيه بلغ 25.98 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو خلال الفترة من 2025 إلى 2030 بمعدل سنوي يصل إلى 24.2%. 
وقال الدكتور حمد الكعبي: «إن الذكاء الاصطناعي سيغير ملامح سوق وسائل الإعلام وكيفية إنشاء المحتوى وطرق توزيعه وأنماط استهلاكه، وإنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام كأداة لاستثمار الوقت وتخفيف المهام الشاقة، وتمكين الصحفيين من العمل بشكل أكثر كفاءة، والتركيز على الأدوات الإبداعية بدلاً من المهام الروتينية»، مشيراً إلى سبق صحيفة «الاتحاد» في نشر أول مقال بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي. 
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار أنه لا داعي للخوف على الإعلاميين في عصر الذكاء الاصطناعي أو القبول بتحليلات غير ناضجة عن أن الطفرة التقنية ستقضي على مهنة الصحفي، بل يجب على الإعلاميين الإيمان بقدراتهم على الابتكار والإبداع.

أدوات التنقيب النصي
أشار الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز دقة وكفاءة عمليات صنع القرار، لا سيما في مجالات التنبؤ الاقتصادي وتحليل البيانات. وأوضح أن المركز يعمل على تطوير نماذج متقدمة تستند إلى الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين القدرة على التنبؤ بالتغيرات الاقتصادية المستقبلية وتحليل الاتجاهات المالية والسوقية، مؤكداً أن استخدام تقنيات تحليل البيانات الضخمة (Big Data)، أصبح جزءاً لا يتجزأ من أدوات المركز، حيث تُستخدم هذه التقنيات لاستخلاص معلومات دقيقة ومفيدة من الكم الهائل من البيانات المتاحة. 
وأضاف: «إن أدوات التنقيب النصي (Text Mining) تُستخدم أيضاً لتحليل المحتوى النصي من مصادر متعددة، مثل التقارير الاقتصادية والإخبارية، لاستخلاص رؤى تساعد على فهم الأنماط الاقتصادية والتوجهات العامة».

حلول للمشكلات
أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا تتيح حلولاً فعّالة لمعالجة القضايا العالمية، مثل الفقر والجوع والتغيرات المناخية. 
وأضاف زايد أن الذكاء الاصطناعي يعزز الأمن الغذائي من خلال تحسين إدارة الموارد الطبيعية وزيادة الإنتاج الزراعي. كما تناول التحديات الاجتماعية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، مثل قضايا الخصوصية والعزلة الاجتماعية، داعياً إلى توعية الشباب بمخاطر التكنولوجيا وضرورة تطوير ضوابط اجتماعية وأخلاقية تحكم استخدامها.

إشادة بدور «تريندز»
أشاد الدكتور ماجد عثمان، الرئيس التنفيذي للمركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، بالجلسات النقاشية من هذا النوع الذي اعتبره ضرورة لتشييد استراتيجية جامعة لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي في ضوء التطورات الكبرى في هذا المجال، مشيداً بدور «تريندز»، وما يقدمه في هذا الصدد.
وذكر عثمان في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها في تطوير الأبحاث ومراكز الرأي والاستطلاع، وتقدم هذه التقنيات حلولاً متقدمة لتحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة، مما يتيح للباحثين استنتاج اتجاهات الرأي العام، وصياغة تقارير دقيقة تعتمد على معطيات علمية.

مقالات مشابهة

  • الاجتماع السنوي لشبيبة الحزب الشعبي الأوروبي يؤكد من الرباط على مركزية الشباب كفاعل أساسي في التنمية الشاملة
  • القاهرة تستضيف المؤتمر الإقليمي للرعاية البديلة لتعزيز دور التنمية المستدامة
  • المشاط تبحث مع وكيل خطة النواب جهود تنفيذ خطط التنمية المستدامة
  • المشاط: نسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة وحوكمة الإنفاق الاستثماري
  • رئيس وزراء العراق: نسعى لتوثيق التكامل مع مصر خاصة بعد التنمية المستدامة
  • سفير إسبانيا يشيد بقدرات مصر في الطاقة النظيفة ويؤكد أهمية الشراكة المستدامة
  • وزير التعليم العالي: تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم أهداف التنمية المستدامة
  • وزير الزراعة: الشباب هم عماد المستقبل والقوة الدافعة نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة
  • نظمها مركز «تريندز».. ندوة تناقش دور الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة
  • محافظ الغربية: العمل جار لافتتاح منفذ “جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة ” بالمحلة