صحيفة البلاد:
2025-04-09@04:21:42 GMT

هل يمكن أن تتغير شخصية الإنسان ؟

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

هل يمكن أن تتغير شخصية الإنسان ؟

على الرغم من الاعتقاد التاريخي بأن الناس لا يستطيعون التغيير، إلا أن هناك أدلة علمية تشير إلى أنه يمكن تغيير السلوكيات والأفكار والأخلاقيات وحتى السمات الشخصية.

مثل معظم الأهداف في الحياة، يجب أن يرغب الشخص في التغيير ويبذل جهدًا لتحقيق ذل. التغيير يحدث من الداخل أولاً، فالحديث الإيجابي مع النفس، أمر بالغ الأهمية ، فهو مهارة تسمح لك بالتفاؤل تجاه نفسك ،والتحدث إلى نفسك بطريقة راقية، وهنا لا أقصد أن الحديث الذاتي الإيجابي قد لا يعني أن تكون إيجابيًا طوال الوقت، لكن يمكن أن تكون واقعيًا مع نفسك ، وتعترف عندما ترتكب خطأً بدلاً من استنكار الذات وجلدها،حتى لو لم يكن الأمر طبيعيًا في البداية، قد يصبح أكثر جوهرية بمرور الوقت، المرونة العصبية كبشر ، لها قدرة لدينا على التغيير.

فالجهاز العصبي قادر على تطوير اتصالات عصبية جديدة، وهذا يعني أنه يمكننا تكوين روابط جديدة في أدمغتنا تسمح لنا بالتفكيروالتفاعل بشكل مختلف.

قد لا تتغير اتصالاتنا العصبية بين عشية وضحاها، ولكن إذا كنا نفكر في الأفكارالإيجابية بانتظام، ونعمل بنشاط على تعديل سلوكنا أو استجاباتنا، قد يصبح الأمر أكثر طبيعية مع تقدم الوقت.
قد يكون التغيير صعبًا في البداية، فقد تضيع أو تشعر بفقدان عاداتك القديمة، وقد تواجه صعوبة وتضطر لطلب المساعدة، ولا بأس فقط ضع باعتبارك أن سلوكياتك الجديدة ، من شأنها أن توفر أكبر قدر من الفائدة لك ولمن حولك.

قد يكون هناك عنصران حاسمان للتغيير: الرغبة في التغيير، والاعتقاد بأنه يمكنك التغيير، في كثير من الأحيان، يقرر الناس إجراء تغييرعندما يصلون إلى الحضيض، أو يصلون إلى مكان يشعرون فيه بالملل والتعب من الطريقة التي يعيشون بها، خاصة عندما تعمل على إحداث تغيير كبير في حياتك، فتصور التغيير ورؤيته كخيار قابل للتطبيق يمكن أن يكون مفيدًا ، وهذا هو المكان الذي قد يأتي فيه الحديث الإيجابي مع النفس ، وأدوات أخرى مثل إعادة الهيكلة المعرفية والوعي الذهني ، فقط ضع في اعتبارك أنه يمكنك التغيير في أي وقت.

في ستينيات القرن الماضي أقيمت دراسات وتبعتها بعد خمسين عام دراسات أخري، بأن الشخصية يمكن أن تتغير ، ونظر الباحثون إلى السمات الشخصية الخمس الكبرى وهي الانطواء مقابل الانبساط، والانفتاح على الخبرة، والقبول، والضمير والعصابية مقابل الاستقرار العاطفي، ووجدوا أن تغيُّر الشخصية يمكن أن يحدث في كل هذه المجالات، حيث يمكن أن تغيير الشخصية من خلال العمل بنشاط على السمات الشخصية التي يرغب الإنسان في تعديلها.

قد لا يكون التغيير سهلاً دائمًا ، فهناك بعض العوائق تمنع الناس من التغيير، لكن يمكن تجاوز الأمر إذا كان هناك علاج لصدمة كامنة جعلت الشخص يعتمد سلوكيات معينة، أو تكتيكات دفاعية، أو آليات للتكيُّف، فإذا كنت تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أو تعرضت لحدث صادم، فاعلم أن المساعدة متاحة وأنه يمكنك الوصول إلى مكان أكثر صحة وسعادة.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

إعلام بلا وجوه جديدة… لماذا نخشى التغيير؟

#سواليف

#إعلام بلا #وجوه_جديدة… لماذا نخشى #التغيير؟
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في زمن أصبح فيه الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي يتجاوز ميادين القتال إلى ميادين الكلمة والصورة والمعلومة، يتحول الإعلام إلى سلاح لا يقل أهمية عن أي أداة دبلوماسية أو سياسية. فالمعركة اليوم تُخاض على الشاشات قبل أن تُخاض في المؤتمرات أو على طاولات التفاوض، والإعلام الأردني أثبت مؤخرًا، خلال تغطيته للعدوان الإسرائيلي على غزة، أنه قادر على تعرية السردية الصهيونية، وإظهار حجم المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، في موقف وطني مشرف يعكس الانتماء الحقيقي لقضية الأمة المركزية.

لكن هذا الدور المهم، مهما بلغ من التميز، لن يكون كافيًا إن لم يتحول إلى رؤية دائمة ونهج مستدام. فالإعلام ليس ردّة فعل مؤقتة، بل منظومة تحتاج إلى إعادة بناء شاملة، خاصة في ظل الحملات الممنهجة التي تستهدف الأردن وقيادته ومؤسساته.

مقالات ذات صلة 5 نقابات تجري انتخاباتها في نيسان 2025/04/07

لقد بات واضحًا أن الإعلام الأردني الرسمي يعاني من مشكلة بنيوية تتجسد في تكرار الوجوه والخطاب والنمطية التي لم تعد تقنع جمهورًا متنوعًا وواعيًا يعيش في زمن الانفتاح الإعلامي والرقمي. الناس سئمت من ذات الشخصيات التي تظهر في كل مناسبة، تتحدث بنفس اللغة، وتكرر ذات العبارات الركيكة ، دون أي مساحة للتجديد أو التنوع.

إن فتح الباب أمام وجوه إعلامية جديدة، من أصحاب الكفاءة والانتماء الحقيقي، بات ضرورة وطنية، لا ترفًا. لا بد من إشراك شخصيات وطنية مستقلة، وأصوات حزبية وسياسية من مختلف ألوان الطيف، تعبر عن هموم الناس وتطلعاتهم ، وتقدم رؤى متنوعة تعكس الواقع الأردني بتعدديته وثرائه، لا أن يبقى الإعلام الرسمي محصورًا بين أسماء لا تتغير مهما تغيرت الظروف.

إن تعرية الرواية الإسرائيلية ليست فقط واجبًا إعلاميًا، بل هي فعل سياسي داعم للقضية الفلسطينية، ومنسجم مع الموقف التاريخي الثابت لجلالة الملك عبد الله الثاني الذي لم يتوانَ لحظة عن الدفاع عن القدس والمقدسات وحق الشعب الفلسطيني. لكن نجاحنا في هذا المجال الخارجي يجب أن يُقابله نجاح داخلي في تحرير إعلامنا من التكرار الملل والإقصاء الممنهج .

وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على وعي الشعب الأردني العميق وحرصه الثابت على أمن واستقرار وطنه، رغم كل التحديات. فالأردنيون من مختلف الوان الطيف السياسي ، أثبتوا في كل مفصل وطني وفي كل المحطات التاريخية ، أنهم الحصن الأول للدولة، وأنهم الأقدر على التمييز بين النقد البناء والتشكيك، وبين التعددية والاستقطاب. ومن هنا، فإن رص الصفوف ووقف كل أشكال التخوين والاستقطاب والتشكيك والتقسيم لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية، تفرضها طبيعة المرحلة، وتُحتّمها الحاجة إلى جبهة داخلية متماسكة، يكون الإعلام الوطني أحد ركائزها.

نحن بحاجة إلى استراتيجية إعلامية وطنية، لا تقوم فقط على الدفاع، بل على المبادرة، وعلى صناعة الرأي العام وتشكيله ، ومخاطبة الداخل والخارج بلغة عصرية، محترفة، تنبض بواقع الناس وتعكس ضميرهم.

المعركة الآن إعلامية بامتياز، ولن نكسبها إن لم نمتلك خطابًا جديدًا، وأصواتًا جديدة، تعبر عن نبض الوطن وهمومه وتطلعاته . حان الوقت لنكسر الحلقة المغلقة، ونمنح الإعلام الأردني فرصة للتجدد، ليكون على قدر الوطن، وعلى قدر رسالته ، وبمستوى المرحلة .

فصوت الأردن لا يجب أن يُحتكر، بل يجب أن يُعبّر عنه بصدق وتعدد وجرأة. فهل نحن مستعدون للانفتاح، أم نظل أسرى الوجوه ذاتها؟

مقالات مشابهة

  • مفاهيم الإصلاح والتغيير في الرؤية الإسلامية.. مشاتل التغيير (13)
  • انعقاد المقابلات الشخصية للمرشحين لرئاسة لجان الشهادة الثانوية الأزهرية في السويس
  • بخصم لن تصدقه.. أفضل سماعات لاسلكية يمكنك التفكير في شرائها
  • تحذير من طريقة احتيال جديدة لسرقة الأموال والمعلومات الشخصية
  • لم تتغير منذ ملايين السنين.. معالم الصحراء البيضاء بالفرافرة تضم منحوتات صخرية بديعة
  • إعلام بلا وجوه جديدة… لماذا نخشى التغيير؟
  • المثالية بين الوهم والواقع.. عندما يكون العدل أولى من التسامح
  • رفضًا واستنكارًا لهذا الأمر.. وقفة غضب في مخيم نهر البارد
  • ممارسة الرياضة بدفعات قصيرة تفيد صحتك.. هكذا يمكنك البدء بحسب خبراء
  • وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات الشخصية / أسماء