بغداد اليوم- السليمانية

لم يقف الفساد عند حدود هدر المال العام وتعكير الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إقليم كردستان، بل وصل به الأمر إلى أن يخلق بيئة خصبة لنشوء عدّة "مافيات" مدعومة سياسيًا وأمنيًا تحت مظلّة "جهات رسمية وحزبية وأصحاب نفوذ"، وهذا ما جعل كردستان خلال السنوات السابقة أن توصف بـ"غابة" تضمّ الكثير من رؤوس المافيات الكبيرة التي انتعشت على أخذ الأتاوات من رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الضخمة، حتى اضطر الكثير منهم إلى ترك الإقليم الكردي ونقل "ماكناتهم" الاقتصادية إلى محافظات أخرى.

عدّة تصريحات صحافية لمسؤولين ونواب كرد تؤكد أن رقابة السلطات الرسمية تكاد تكونُ معدومة في "بعض" المناطق الكردية لوجود "مافيات" تسيطر وتتحكم في تلك المناطق. ويُمكن الإستناد إلى ذلك بما حدث يوم أمس بمحافظة السليمانية التي تبدو في ظاهرها أنها مدينة يسودها التعايش السلمي والتعددية المدنية والثقافية إلا أن كل ذلك لا يخفي وجود "مافيات شخصية" سياسية وأمنية فيها.

مطاردة واستعراض هوليودي

منذُ الأمس، انشغل الإعلام الكردي بحادثة ملاحقة ومطاردة قائد عسكري يدعى "ديرين عوزيري" وهو ضابط في قوات البيشمركة بعد "تورطه واتهامه" بعمليات أخذ الأتاوات من رجال الأعمال وتهديدهم بالسلاح الحكومي، وبناء ثروة مالية كبيرة جدًا رغم صغر سنه بطرق قيل أنها "غير قانونية"، وهو ذاته الذي كان يظهر حتى قبل أيام قليلة على مواقع التواصل الاجتماعي مستعرضًا قواته العسكرية بظهور هوليودي وهو أمر لأحد الأفواج في قوات 70، بالإضافة إلى تجمهر واحاطته بالعشرات من أبناء عشيرته.

انفجار حادثة "عوزيري" تعود إلى ما ذكرته وسائل إعلام كردية نقلا عن مصادر مطلعة وهو أن "الضابط" الكردي قام قبل فترة بتهديد أحد رجال الأعمال وطلب منه "مبلغًا من المال" للسماح بإستكمال أحد مشاريعه السكنية بالقرب من المنطقة التي تتواجد فيها قواته عند مدخل السليمانية، ليعود تهديده خالي اليدين من المستثمر الكردي على عكس المرات السابقة التي استطاع فيها أن يحصل على نحو مليون دولار أمريكي.

دفع ذلك "ديرين" إلى اطلاق النار عليه واصابته بجروح خطيرة عن طريق"عصابة" تتبعه، وعلى إثره ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحادثة، لتكشف تقارير صحافية أن "القائد العسكري" المذكور نفذ العديد من عمليات أخذ "الأتاوات" من رجال الأعمال على مدار سنوات طويلة.

أين بافل طالباني؟

أمام كل ذلك، أصبح رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني بموقف مطالب فيه برد فعل ليقضي على ما حدث في السليمانية، وانهاء مثل "هذه الظاهرة" التي باتت تُهدد رجال الأعمال والاستثمار على حدٍ سواء، ليصدر أمرًا فوريًا بطرد "الضابط" من قوات البيشمركة ودعم القضاء لإصدار مذكرة قبض بحقه، بالإضافة إلى تفجير مقر اقامته أو ما عُرف محليًا في كردستان بـ"القلعة" التي قام بتشييدها على أرض "مغتصبة" تبلغ مساحتها آلاف الدوانم، مع مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، وهنا خرج بموقف وصفته نسبة عالية من سُكان السليمانية بـ"البطولي" وتُحسب له ايجابيًا.

وقبل قرار طالباني، كان عوزيري أمرًا لأحد أفواج لواءي (3-7) ضمن تشكيلات (70) في قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني. بحسب مصدر مُطلع، مؤكدًا لـ"بغداد اليوم" أن الضابط المذكور كان يعمل بأمرة نجل مسؤول يصفه بـ"الرفيع جدًا" في الاتحاد الوطني الكردستاني.

ورغم أن أوامر طالباني كانت حازمة بإعتقال عوزيري في أي مكان يتواجد فيه بعد اختفائه عن الأنظار لعدّة ساعات، إلا أن المصدر يؤكد بأنه استطاع الهرب من السليمانية باتجاه احدى المدن وسافر من مطارها الدولي إلى الأردن بالخطوط الجوية العراقية. وتحتفظ "بغداد اليوم" على رقم الطائرة التي سافر فيها بالإضافة إلى رقم مقعد الجلوس.

تفاصيل رسمية

بعد كل ذلك، أصدر جهاز الآسايش/ الأمن" في كردستان، بيانًا كشف فيه ملابسات حادثة القائد العسكري التابع للاتحاد الوطني. مضيفًا في بيان تابعته "بغداد اليوم": أنه "بعد الساعة 12:10 من مساء يوم 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، تم إطلاق النار أمام نادي السليمانية الاجتماعي على المواطن (أحمد كامل فقي) وهو تاجر معروف، ما أدى إلى إصابته بجروح".

وأشار إلى أنه "بعد موافقة قاضي التحقيق، بدأت قواتنا تحقيقًا شاملًا، وأخيرًا بتاريخ 30 كانون الثاني/ يناير، ووفقًا للمواد 405-31 من قانون العقوبات العراقي، تم إلقاء القبض على المتهم الرئيسي ومطلق النار والذي يدعى (أحمد عبد الرزاق علي)". مبينًا أنه "بعد التحقيق اعترف المتهم بالجريمة، وتبين أن متهمًا آخرًا يدعى (أوميد كمال) وهو زميله ومن قوات البيشمركة يعملان تحت أمرة (ديرين أحمد محمد) المعروف بـ(كويخا ديرين)، وقد ارتكبا الجريمة بناء على أوامر الأخير".

وتابع الجهاز "في 5 شباط/ فبراير الجاري تم القبض على المتهم (أوميد كمال)، مبينًا أنه "وفي هذا السياق أمر القاضي بمصادرة أموال المتهم (ديرين أحمد محمد) المنقولة وغير المنقولة وهدم المنازل والمباني التي شيدها على أراضٍ مغتصبة من قبله".

دعم القضاء حزبيًا

مثل الكثير من أنصار حزبه، يبدو موقف العضو البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو متفائلاً أمام قرار ملاحقة "القائد" البارز في قوات البيشمركة ويصفه بمثابة "دعم سياسي للقضاء".

كما ويعلق خوشناو على قرار زعيم حزبه بمنعه استغلال الصفة الحكومية والحزبية لأغراض شخصية بأنه استكمال للحرب على ما يُطلق عليها "مافيات الفساد، ودعم الاستثمار".


المصدر: بغداد اليوم+ وسائل اعلام كردية


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الوطنی الکردستانی قوات البیشمرکة رجال الأعمال بغداد الیوم فی قوات

إقرأ أيضاً:

حماس ترفض أي خطط لإدخال قوات أجنبية إلى غزة

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها أي تصريحات أو مواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة تحت أي مسمى أو مبرر.

وعبرت الحركة أيضا عن رفضها أي خطط أو مشاريع تسعى إلى تجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأي وصاية أو فرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكزة على حقه الخالص في نيل حريته وتقرير مصيره.

كما شددت على أن إدارة قطاع غزة "بعد دحر العدوان الفاشي هي شأن فلسطيني خالص يتوافق عليه شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه".

ودعت حماس الدول العربية والإسلامية كافة إلى الضغط "لوقف حرب الإبادة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني، وتقديم كل سبل الدعم والإسناد له في معركته التي يدافع من خلالها عن وجوده على أرضه، والوفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا وأرضه والمقدسات الإسلامية والمسيحية".

بسم الله الرحمن الرحيم

????تصريح صحفي????

نؤكد في حركة المقا9مة الإسلامية (حoاس)، رفضنا لأي خطط أو مشاريع أو مقترحات، تسعى لتجاوُز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غز.ة، ورفض أي تصريحات ومواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى القطاع تحت أي مُسمّى أو مبرر.

– إن إدارة قطاع غز.ة…

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 5, 2024

رفض فلسطيني واسع

وكانت فصائل فلسطينية قد أعلنت قبل أسابيع أن أي قوة دولية أو عربية تدخل قطاع غزة مرفوضة وغير مقبولة وبمثابة قوة احتلال.

جاء ذلك في بيان للجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية التي تضم معظم الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حركة حماس.

وقالت الفصائل إن "حديث قادة الاحتلال حول تشكيل قوة دولية أو عربية لقطاع غزة وهم وسراب، وإن أي قوة تدخل لقطاع غزة مرفوضة وغير مقبولة، وهي قوة احتلالية، وسنتعامل معها وفق هذا التوصيف".

وأضافت "نثمن موقف الدول العربية التي رفضت المشاركة والتعاون مع مقترح قادة الاحتلال حول تشكيل القوة".

وشددت الفصائل على أن إدارة الواقع الفلسطيني "شأن وطني فلسطيني داخلي لن نسمح لأحد بالتدخل فيه، وأن كل محاولات خلق إدارات بديلة تلتف على إرادة الشعب الفلسطيني ستموت قبل ولادتها ولن يكتب لها النجاح".

وفي منتصف مايو/أيار الماضي وبالتزامن مع وصول أول شحنة مساعدات عبر الرصيف العائم الذي أقامه الجيش الأميركي قبالة شواطئ مدينة غزة أكدت حركة حماس رفضها أي وجود عسكري لأي قوة كانت على الأراضي الفلسطينية.

وقالت الحركة في بيان إنها وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد على "حق شعبنا بوصول كل المساعدات التي يحتاجها في ظل الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في عدوانه الغاشم على قطاع غزة".

كما أعادت حماس التأكيد على رفض أي وجود عسكري لأي قوة كانت على الأرض الفلسطينية، وفقا للبيان.

وشددت على أن "أي طريق لإدخال المساعدات -بما فيه الرصيف المائي- ليس بديلا عن فتح المعابر البرية كافة وتحت إشراف فلسطيني".

مقالات مشابهة

  • (10) ملايين دولار خسارة مطار السليمانية جراء الحظر التركي
  • إطلاق مشروع تحديد أكبر مئة شجرة معمرة في السليمانية (صور)
  • السليمانية.. اعتقال شخص انتحل صفة رجل أمن ليبتز مواطنًا جنسيًا
  • حماس ترفض أي خطط لإدخال قوات أجنبية إلى غزة
  • مفاجأة باعتقال القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني.. مُتهم بتفجير سيارته في السليمانية
  • تجاوزت الـ 10 ملايين دولار.. مطار السليمانية يتكبد خسائر فادحة جراء الحظر التركي - عاجل
  • بتهمة تفجير سيارته الشخصية وإثارة القلاقل.. اعتقال قيادي سابق بالاتحاد الوطني في السليمانية
  • إحياء ذكرى رحيل زعيم الطريقة الكسنزانية في السليمانية (صور)
  • القبض على متسولين اثنين سرقا 50 ألف دولار من منزل في السليمانية
  • بحادثين منفصلين.. النيران تلتهم 150 فدانًا من الشجيرات والأشجار في السليمانية