مع التوجه لانهاء التحالف الدولي.. مامستوى خطورة داعش في العراق الان؟
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
ناقش تقرير صحفي امريكي، اليوم الثلاثاء (13 شباط 2024)، مدى خطورة تنظيم داعش على الارض في العراق ونوع وامكانية نموه في حال خروج القوات الامريكية من العراق.
وتتركز نقاشات اجتماع اللجنة العسكرية العليا العراقية - الأمريكية، الخاص بمهمة التحالف الدولي، على تنظيم داعش والتهديد الذي يشكله على الأرض، وسط تساؤلات عن حجم وجود التنظيم في العراق، وما إذا كان قادرا على "إعادة البناء" كما حصل بعد الانسحاب الأمريكي في 2011.
وأوضح أن اجتماع اللجنة العسكرية العليا في بغداد، الأحد، خطوة مهمة أخرى على طريق الانتقال من مهمة التحالف العسكري إلى الشكل الذي سيبدو عليه الوجود العسكري الأمريكي، والعلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق.
وأشار إلى أن اجتماعات اللجنة تناقش 3 نقاط هي: تقييم التهديد الذي يشكله داعش وقدرات القوات العراقية والظروف العملياتية على الأرض.
كيف ينشط في العراق؟
بالعودة إلى الوراء وبعدما صعد تنظيم داعش في العام 2014 وسيطر على نحو ثلث الأراضي العراقية كانت واشنطن أنشأت تحالفا دوليا لدعم القوات العراقية والقوات الكردية في سوريا.
ورغم هزيمته في 2017 في العراق، لا يزال التنظيم يتبنى من وقت لآخر هجمات، وفي المقابل لا يزال التحالف نشطا لمنع صعوده من جديد، مع أن بغداد أعلنت في 2021 "انتهاء المهام القتالية".
ويضمّ التحالف الدولي حاليا نحو 2500 عسكري أمريكي، ونحو 1000 من الدول الأعضاء فيه، ينتشرون في قواعد عسكرية تحت قيادة القوات العراقية.
ومع أن الطلب العراقي بإنهاء مهمته على الأرض ليس جديدا، فقد بات يأخذ صدى أوسع وسط التوترات القائمة بين الولايات المتحدة والجماعات التي تدعمها إيران.
ويشير الخبير الأمني العراقي، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، فاضل أبو رغيف إلى أن "داعش لايزال فعالا ونشطا في العراق"، ويقول إنه "يضعف لكن لم يمت ويتلاشى ويأفل".
ويتواجد داعش في الوقت الحالي على الأرض على شكل "مفارز ورعائل مكونة من أعداد محدودة وصغيرة وشرسة في ذات الوقت"، تشكل خطورة كبيرة في المناطق المنحصرة بين كركوك وصلاح الدين شمالي البلاد.
ويشرح الخبير الأمني لموقع "الحرة" أن نقاط التمركز الأساسية ترتبط بثلاثة وديان "تعتبر الأخطر في العالم وليس في العراق فقط"، هي زغيتون والشاي ووادي أبو خناجر.
ويضيف أبو رغيف أن تواجد التنظيم الإرهابي ينسحب أيضا إلى "مرتفعات (ماما) من شمال غرب كركوك ومرتفعات بادوش والشيخ يونس في نينوى".
ويتواجد أيضا في مناطق شاسعة متروكة في محافظة الأنبار، التي تشكل ثلث مساحة العراق، أي أكثر من 138 ألف كيلومتر مربع.
وله كذلك نشاطات متوارية ضمن الكهوف في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران غربي الأنبار، وفق الباحث أبو رغيف.
ويوضح الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، حسن أبو هنية، أن قيادة تنظيم داعش لا تزال عراقية وموجودة في ولايات عديدة سابقة في كركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار
وصحيح أنه فقد السيطرة المكانية على الأرض، يقول أبو هنية لموقع "الحرة" إن نشاطه تحول إلى الشق الأمني، وكذلك الأمر فيما يتعلق بشكل "الولايات" والانتقال من "المركزية إلى اللامركزية".
"بين مقياسين"
وعلى الرغم من التناقص الكبير لزعماء داعش وتقلص أنشطته في مناطق النزاع الأساسية وأبرزها العراق، لا يزال خطر عودة ظهوره قائما، كما تقول الأمم المتحدة.
وتوضح في إحاطة لأمينها العام لمجلس الأمن العام الفائت أن "الجماعة الإرهابية قامت بتكييف استراتيجيتها إذ اختلط أفرادها بالسكان المحليين، وغدت تتوخى الحذر في اختيار المعارك التي من المحتمل أن تؤدي إلى خسائر محدودة".
وفيما يتعلق بالعراق، تشير الأمم المتحدة إلى أن داعش ينقسم في البلد إلى 8 وحدات هي: الإدارة والإعلام والشريعة والمشتريات والمالية والأعمال الأساسية وتصنيع المتفجرات وإطلاق سراح السجناء، موزعة على 10 تقسيمات إقليمية عراقية.
وتضيف أن الجماعة أصبحت تعزف بشكل متزايد عن المخاطرة خشية فقدان أفرادها، بينما تخطط للإفراج عن سجنائها وتجنيد أفراد من المجتمعات الضعيفة.
ويؤكد الباحث أبو هنية أن "مقياس قوة التنظيم الآن والنظر إليه كما كان عليه في 2014 لتقييم وضعه الآن يعتبر خاطئا".
ويقول إنه "يجب التعامل معه على أنه ناشئ عن نظام واختلال في المكونات وتحديدا السنية وبروز النزعة الطائفية" والتواجد الأمريكي.
ومنذ عام 2011 يستثمر داعش بالأزمات دون أن يخلقها، كما يشير أبو هنية.
ويوضح قائلا: "قبل أن يظهر بقوة بعد الانسحاب الأمريكي في 2011 وبداية 2012 كان لديه في العراق حوالي 700 مقاتل. الآن يمتلك بحسب التقديرات من 3 آلاف إلى 5 آلاف ويحتفظ بتمويلات.. بالتالي قد يعود مرة أخرى ويفرض حالة سيطرة مكانية".
الباحث الأمني العراقي أبو رغيف يضيف أن "داعش في العراق نجح خلال السنوات الماضية في التكيف مع البيئة الصعبة".
ويقول إنه "لن يستطيع التحرك ما لم تتوفر له عناصر من أهمها: المناطق الأمنية الرخوة ووجود ثغرة نتيجة ضعف الترتيب الأمني".
ومع ذلك يعتقد الباحث أن "جهاز المخابرات العراقي نجح مؤخرا في اختراق التنظيم وكبح نشاطه ومعرفة أعداده وتنظيمه وهياكله"، دون أن يبعد ذلك الحاجة لطائرات التحالف والجهد الدولي.
ماذا لو انسحب التحالف؟
ويجري التحالف الدولي منذ سنوات "عمليات لوجستية وتدريبات وقصف على مواقع داعش، استنادا لمعلومات تأتي من العراق أو من أجهزة الاستخبارات"، كما يقول الباحث في "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"، مجاهد الصميدعي.
ويضيف لموقع "الحرة: "إذا ما أراد العراق إنهاء التواجد عليه أن يقوم بالاستعداد لملء الفراغ، أي نشر قوات قادرة على الدعم اللوجستي والتصدي للإرهاب وقصف المواقع".
ويجب أن "يكون قادرا على جمع معلومات وجهود استخباراتية في معركة التنظيم"، حسب الباحث الذي يردف: "وإلا ستكون النتيجة مأساوية كما حصل في 2011 عندما خرجت القوات الأمريكية، وانتشر الإرهاب إلى أن انهار البلد في 2013".
ويعتقد الخبير الأمني أبو رغيف أن المحادثات الجارية "قد تصل إلى نقطة تبادل المعلومات المكتنزة لدى التحالف عن تنظيم داعش".
ويستبعد أن "يدّخر التحالف معلومة لنفسه باعتبار أن التنظيمات الراديكالية تشكل خطرا على السلم الدولي وليس على العراق فقط".
أبو رغيف يرى أن "داعش لا يمكنه العودة إلى سابق عهده أي دولة التمكين"، ويضيف أنه "سيبقى انتهازيا ويستغل أي ثغرة لتنفيذ عمليات فقط".
لكن الباحث أبو هنية يرى أن "العودة ممكنة"، و"أكبر دليل على ذلك ما حصل بعد الانسحاب الأمريكي في 2011".
ويقول: "بمجرد انسحاب واشنطن وخلال فترة وجيزة تمكن التنظيم من إعادة بناء نفسه والسيطرة على الأرض".
وفي الوقت الحالي ورغم أن "جهاز مكافحة الإرهاب" العراقي ينفذ عمليات على الأرض لا يعتقد الباحث أنه "يمتلك القدرات والتقنيات الموجودة لدى التحالف الدولي والولايات المتحدة من طائرات مسيرة وتدريب ومعلومات استخباراتية".
ويؤكد أبو هنية أن "التنظيم قادر على إعادة البناء ويجب أن يقارن الآن بما كان عليه في 2011 عند الانسحاب الأمريكي"، مرجحا أن يكون نشاطه في حال عاد بقوة من سوريا إلى العراق وليس بالعكس كما حصل عندما أعلن ما يسمى بـ"الخلافة".
المصدر: الحرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الانسحاب الأمریکی التحالف الدولی تنظیم داعش على الأرض فی العراق أبو رغیف أبو هنیة داعش فی ما حصل إلى أن
إقرأ أيضاً:
يديعوت: هذا هو التوجه الحالي لإسرائيل بشأن الجنائية الدولية
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مساء اليوم الجمعة، إن إسرائيل مترددة بشكل كبير بين تقديم استئناف للمحكمة الجنائية الدولية أو تجاهل الأمر.
يأتي ذلك في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أمس، بإصدار مذكرتي اعتقال دولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ووزير الجيش السابق يؤاف غالانت، بتهمة مسؤوليتهما عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة .
ووفق الصحيفة العبرية، فإن التوجه الحالي لإسرائيل بشأن الجنائية الدولية يميل إلى التريث وانتظار إدارة ترمب.
تخوف من صدور مذكرات اعتقال سرّيةوأكدت "يديعوت" وجود مخاوف في إسرائيل من إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال سرية بحق ضباط وجنود، تعتقد المحكمة الجنائية الدولية أنهم جزء من ممارسات التجويع وجرائم الحرب" خلال العدوان المستمر على غزة.
ورغم أنه بإمكان نتنياهو زيارة الولايات المتحدة كونها ليست عضوا في المحكمة الجنائية، إلا أنه يتوقع نشوء صعوبات تتعلق برحلته الجوية إليها، إذ من الجائز ألا تسمح دول بعبور طائرته في مجالها الجوي. كما أن الإجراءات المتعارف عليها في الأمم المتحدة هي أنه لا يتم دعوة زعيم مثل نتنياهو في وضع الحالي إلى افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقا للصحيفة.
اقرأ أيضا/ زعيم أوروبي يدعو نتنياهو لزيارته ودول تعلن استعدادها لاعتقاله.. ماهي؟
ولفت الخبير القانوني، بروفيسور مردخاي كرمنيتسر، في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس"، إلى أن "خطوات نتنياهو تجبي هذه المرة أيضا ثمنا من الدولة، من جميعنا. وواضح أن مذكرات اعتقال كهذه تستهدف بشدة مكانة إسرائيل الدولية".
وأضاف أن "حقيقة أن ترامب وربما زعماء آخرين سيجبون ثمنا من المحكمة لن يدعم مكانتنا بنظر معظم الدول الأعضاء في المحكمة. واعتبار أن مكانة إسرائيل في العالم ليس مهما هو اعتبار كاذب وخطير".
وتابع أن المسؤولية القضائية حيال الجرائم المتهم بها نتنياهو وغالانت "يفترض أنها مسؤولية شخصية، لكن لا يمكن تجاهل تأثيرها على المستويات التي تنفذها. ولأن هذين زعيمين منتخبين، فهذا ينعكس على جميع مواطني إسرائيل. ولذلك، فإن الادعاء الطبيعي هو التنكر لهذه الاتهامات كأنها ليست حقيقية، لكن يجب الامتناع عن ذلك، فنحن لا نعلم في هذه المرحلة إذا كانت حقيقية".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48