في ذكرى وفاته.. أبرز أعمال عباس فارس المسرحية
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
تحتفي الأوساط الفنية، اليوم الثلاثاء، بذكرى وفاة الفنان عباس فارس، أحد أبرز نجوم الفن، الذي برع وأجاد العديد من الشخصيات الدرامية سواء في المسرح او السينما او التليفزيون، فقد عُرف من خلال أدواره المتميزة منها: العمدة، والباشا، والشيخ، والأفندي، وغيرها فكان الفيلم التاريخي "وا إسلاماه" الذي عرض في العام 1961م يمثل علامة فارقة في حياته الفنية وقدم خلاله دور الشيخ "العز بن عبدالسلام" والذي لاقي قبولا كبيرا، وأتعبه العديد من الأعمال.
ولد ابن حي المغربلين بالقاهرة عباس فارس في الثاني والعشرين من أبريل عام 1902، وكانت بدايته الفنية في فيلم "بنت النيل" عام 1928، ثم انضم إلى إحدى فرق الهواة وقدم عرضا مسرحيا بعنوان "شقاء الأبناء" وهو في سن الخامسة عشرة من عمره، وانتقل إلى فرقة جورج أبيض والذي أسند له المشاركة في عرضين "ماكبث"، و"عطيل" لرائد المسرح العالمي الإنجليزي وليم شكسبير، والتحق بعدها إلى فرقة نجيب الريحاني المسرحية وقدم معها أوبريت "العشرة الطيبة" من تلحين فنان الشعب سيد درويش، والذي أعيد تقديمه مرة أخرى على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية برؤية فنية جديدة.
شارك عباس فارس في العديد من الأعمال المسرحية منها على سبيل المثال وليس الحصر: "شهر زاد، وعلي بابا، والمرأة الجديدة، والحماة، وأهل الكهف، وإبليس وشركاه، و30 يوم في السجن، وحسن ومرقص وكوهين، وكان غيرك أشطر، وحلاة زمان" وغيرها من المسرحيات التي حققت نجاحا كبيرا طوال مدة عرضها.
أهل الكهف
إحدى روائع الأديب توفيق الحكيم المسرحية، التي تدور أحداثها حول صراع الإنسان مع الزمن، وقد تميز توفيق الحكيم بالمسرح الذهني، حيث شارك بطولتها الفنان عباس فارس مع كوكبة من نجوم الفن، ومن إخراج زكي طليمات.
30 يوم في السجن
وهي مسرحية كوميدية، قدمت في 1959، وتدور أحداثها في اطار كوميدي حيث يزور "أمشير" صديقه الثري "مدحت بك الشماشيري، والذي يطلب منه دخول السجن شهرا بدلا منه في حكم صدر عليه بعد إصابته لأحد الأشخاص، بينما يحاول "مدحت" التودد لـ"أزهار"، فتكتشف خطيبته "سهير" نزواته وجرائمه وتقع في حب "أمشير"، وتتوالى الأحداث.
المسرحية من بطولة الفنانين: عادل خيري، وماري منيب، وميمي شكيب، وسعاد حسين، وعباس فارس، ومحمد الديب، ومحمود لطفي، ونجوى سالم، ومحمد شوقي، وفيكتوريا حبيقة، ومن تأليف تجيب الريحاني، وبديع خيري. وقد حققت المسرحية نجاحا كبيرا، وقدمت في السينما المصرية بنفس الاسم وأبطال جدد.
حسن ومرقص وكوهين
تُعد مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" من أبرز الأعمال التي جمعت بين العملاقين الكبيرين وأحد مؤلفي الكوميديا نجيب الريحاني، وبديع خيري، والتي تدور أحداثها في إطار كوميدي، حيث يمتلكون حسن، ومرقص، وكوهين، صيدلية ومخزنا للأدوية وصيدلية، ويعمل لديهم "عباس"، وفي إحدى الأيام يرث "عباس" ثروة ضخمة حتى يصل الخبر إلى "مرقص" قبل وصوله لـ"عباس" فيجتمع "مرقص" مع حسن وكوهين، ويقررون الاستفادة من ثروة "عباس" بأن يوقعوا معه عقد عمل بأجر كبير، فتتوالى الأحداث.
والعمل من بطولة الفنانين: عادل خيري، وميمي شكيب، وعباس فارس، وعدلي كاسب، ومحمود لطفي، ومحمد شوقي، وآخرون، ومن إخراج سعيد أبو السعد.
وفي الثالث عشر من فبراير عام 1978 رحل الفنان عباس فارس عن عالمنا تاركا إرثا فنيا ضخما في مختلف القنوات الفنية سواء في السينما، والمسرح، والتليفزيون، والإذاعة، وتظل أعماله الفنية حاضره في أذهان الجميع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عباس فارس القاهرة بنت النيل أهل الكهف عباس فارس
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: مسرحية بلا فصل أخير
في مسرح الحياة، تُضاء الأنوار على خشبة متآكلة، تتكرر على سطوحها الوجوه ذاتها، بملامح حفظناها عن ظهر قلب.. وجوهٌ اعتادت الوقوف تحت الأضواء، تدّعي التغيير وهي ذاتها التي صنعت الغبار فوق أحلام الإصلاح، كلما هلّت بشائر الأمل، عادوا لينتزعوا من قلوبنا شرارة الترقب، ويغرسوا مكانها رماد الخيبة.
مؤمن الجندي يكتب: كأس مها سلامة مؤمن الجندي يكتب: ولي العهد والنيل الذي لا يجف أبدًاإنها الوجوه التي تتقن التحول، ترتدي أقنعةً جديدة عند كل انتخابات، وتبيع شعارات مطلية بوعودٍ زائفة، نرى الطموحات معلقة بين صخب الشعارات، بينما الحقيقة تكمن في تلك الأيادي التي ألفت احتكار الكراسي، تتشبث بها بإصرار غريب، وكأنها جذور زرعت تتغذى على حلم التغيير حتى يموت قبل أن يولد.
في ظلال هذه الدوامة، يبقى الأمل محاصرًا، وحلم الإصلاح طيفًا بعيدًا، يهيم في أفق مستحيل.. تستمر الوجوه، وتستمر معها الخيبات، كأننا في مسرح عبثي يتكرر بلا نهاية، يتركنا نتساءل: هل هناك حقًا أملٌ في تغيير، أم أن حكايتنا ستبقى مسرحية بلا فصل أخير؟
في ظلال الملاعب المصرية، حيث كنا نشهد على مرّ العقود مواسم من الشغف والانتصارات، تتصاعد اليوم أصوات الشكاوى، وتملأ المشهد ملفات قضائية وبلاغات، وأحكام بحبس لاعبين، وتسريبات تهدد أساس اللعبة الجميلة، لتتحول كرة القدم المصرية إلى ميدانٍ للجدل والخيبة، في مشهد يعكس تراجيديا مركبة من الفساد، والغموض، والانهيار.
من ساحات للتنافس الشريف إلى ميدانٍ لتسريبات وبلاغاتمن بين التفاصيل الصغيرة التي أُغفلت لتتضخم وتصبح جزءًا من صورة شاملة من التدهور، يبرز فساد الإدارة الرياضية، وكأن الفساد نسيج أصيل، يعانق الفشل ويخترق الساحة الرياضية.. أصبحت الرياضة بشكل عام تُدار بطرق لا تتوافق مع تطلعات الجماهير التي تبحث عن المتعة والنزاهة في لعبة يعشقونها، وبدلًا من أن تكون الملاعب ساحات للتنافس الشريف، تحولت إلى ميدانٍ تسريبات وبلاغات.
وصلنا الآن إلى أحكام بحبس بعض اللاعبين، وتورطهم في قضايا نصبٍ واحتيال والتعدي على المواطنين داخل وخارج الدولة، جعلهم يقفون في صفوف المتهمين في قاعات المحاكم بدلًا من الركض على أرض الملاعب، وبدلًا من تحقيق الانتصارات، أصبحوا مادةً للإثارة الصحفية والاجتماعية.. تلك الأخبار التي كانت تروّج لمجدهم، تروّج اليوم لانهيارهم، وكأنهم فقدوا بوصلة شرف الرياضة، وانحرفوا عن درب الأخلاق، لتبدأ رحلتهم من الشهرة إلى المحاكم.
ولا ننس التسريبات التي تفجرت كقنبلة موقوتة، محملة بأسرار غرفة التحكيم داخل الاتحاد المصري لكرة القدم والتي كشفت عما يدور خلف الكواليس، وكأن هذا الحلم الرياضي أضحى صراعًا تملؤه النزاعات والتآمرات.. تلك التسريبات لم تكتفِ بكشف المستور، بل حطمت الثقة بينهم وبين الجماهير ومنظومة كرة القدم ذاتها، وكأن تلك التسريبات فتحت أبواب الجحيم على سمعة كرة القدم المصرية.
مؤمن الجندي يكتب: حسن "سبانخ" الكرة المصرية مؤمن الجندي يكتب: نشر الغسيل بالمقلوب مؤمن الجندي يكتب: وداعًا قصاص السيرة مؤمن الجندي يكتب: مُحلل خُلعفي النهاية، يقف المشجع المصري حائرًا، بين ولاءه للعبة التي أحبها وبين خيبة الأمل التي أصبحت تعصف به.. كرة القدم التي كانت تنبض بأحلام الفقراء وتمنحهم مساحة من الفرح وسط صعوبات الحياة، أضحت اليوم مرآة تعكس الخيبة والمصالح الضيقة، بعدما تغلغل الفساد ليأكل من جذورها ويفسد طعمها.
إذا كان هناك أمل في عودة كرة القدم المصرية إلى سابق عهدها، فإن هذا الأمل لن يتحقق إلا بانتفاضة رياضية، يقودها إصلاح شامل، يعيد بناء الثقة، ويزيح المصالح عن ميدان اللعبة.. ولكن كيف والأمل هو ترشح نفس الأشخاص والوجوه القديمة لتتصدر المشهد مرة أخرى! فهل نرى قريبًا عودة للبهجة، أم أن هذه الأزمة ستحفر في الذاكرة كحقبة سوداء من تاريخ كرة القدم المصرية؟
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا